الى هيئة الرئاسة..نقد وعتاب

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

جاء في الانباء ان طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية وزعيم الحزب الاسلامي العراقي الذي يتسربل بثوب سني ، شد الرحال الى النجف الاشرف العاصمة السياسية للشيعة ، حاملا معه مشروعه الجديد الذي يضم عدة فقرات لحل ازمة الحكم الحالية ، خرج من لقاءه مع المرجع الشيعي الاعلى ليعلن بان ( الرجل ) بارك مشروعه ودعا له بالتوفيق ! بعدها بأيام واثناء زيارته الى جمهورية مصر ، قام عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية وابرز قادة المجلس الاسلامي الاعلى ذو اللبوس الشيعي ، قام ( بالتبرع ) للأزهر الشريف بمبلغ (250000) دولار ، دولار ينطح دولار، والتي اعادها الازهر الى السيد النائب مع ملاحظة صغيرة لتذكيره فيها : ان الشعب العراقي أحوج الى هذا المبلغ من الازهر ! ماالذي يحدث في العراق ؟ الرئيس يلبي دعوة كلينتون ويسافر الى امريكا تاركا عرينه في السليمانية بين فكّي الكوليرا والقصف الايراني بالمدفعية الثقيلة ! الرئيس الذي يحاول خلق ( معادلة مستحيلة ) ، معادلة ارضاء الجميع في نفس الوقت ، ان يكون (عراقيا) باعتباره رئيسا لكل العراق ، ان يكون (قوميا) يمثل الثقل الكردي في بغداد ، ان يكون (سنيا) في المعجم المذهبي الراهن ، ان يكون (علمانيا) بين اكثرية متدينة ، وان يكون (اشتراكيا ديمقراطيا) في عدم توقيعه على اعدام صدام ، محاولا مغازلة ايران وكسب ود الولايات المتحدة في نفس اليوم! سيدي الرئيس : ان الله خالق الارض والسماوات وما عليها ، لا يحظى بأجماع مطلق من كل البشر ، فهنالك الملحدون والمستاؤون وغير المؤمنين . فلا تتعب نفسك ولتكن آراءك ثابتة ومستقرة لنتعلم منك المبدأية والمصداقية !
وانت يافخامة النائب الهاشمي ، بما لك من نفوذ كبير في جبهة التوافق وعلى الساحة السنية بصورة عامة ، انت الذي دفعت ثمنا باهضا لتحملك المسؤولية ، دم اعز واقرب الناس اليك ، أكْثِر من زياراتك الى السجون ، افْضَح التجاوزات والانتهاكات ، عَّري الفاسدين والسراق ، ولكن ولكن كبيرة لاتُشْعِرنا ارجوك بأنك تدافع عن فئة وتهاجم فئةً اُخرى ! كُن نائب رئيس لكل العراقيين . قُم بزيارة الى العمارة وتفقد احوال الديوانية ، واسي ضحايا سنجار ، ابق يومين في زاخو لتدين القصف التركي ! لستَ بحاجة الى تزكية من اي مرجع ديني ، اذا سَمَوْتَ فوق الصغائر الطائفية !
ويافخامة النائب عبد المهدي ، ماذا تريد بتبرعك للأزهر ؟ اتريد ان يُقال ان نائب الرئيس العراقي وهو شيعي المذهب تبرع لمعقل الفكر السني ؟ الا تعتقد بانها مجاملة ليست في محلها ؟ لاندري هل ان هذا المبلغ هو من هيئة الرئاسة او الحكومة او هو تبرع شخصي ؟ اليس من الاجدر ان تصرفها على اللاجئين الهاربين من سامراء وبغداد ، والساكنين الان في اتعس الظروف في اطراف النجف وكربلاء ؟ ادعم اطفالنا اللاجئين في سوريا والاردن ، اذا كُنتَ حقا مسؤولا تهمه معاناة الناس !

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات