حمزة رستناوي
الحوار المتمدن-العدد: 2053 - 2007 / 9 / 29 - 06:14
المحور:
كتابات ساخرة
قرر الأستاذ أن يخص ابنه الصغير المدلل" فهيم" الذي يحبه كثيرا ً, بتعلم اللغة الانكليزية كون تعلم اللغات الأجنبية يفتح أمام متعلميها أبواب المستقبل و يزيد من فرص العمل لدى متعلميها خارج القطر.
علمه أن اسم الشجرة باللغة الانكليزية " تري" , و علمه اسم الكرسي " تشير" و علمه اسم السبورة " بورد" , و هو لم يدخل بعد إلى المدرسة, حدث هذا في سالف الزمان, أيام كان يا ما كان , أيام كان تعلم اللغات الأجنبية ممنوعا ً في المدارس و خارج المدارس, فلم يكن هناك كلية آداب قسم اللغة الانكليزية, أو أي لغة أخرى عدا اللغة العربية, و كان يمنع دخول الكتب الأجنبية, و كان السلطان يعتقل كل من يستمع إلى إذاعة أجنبية أو يشاهد تلفيزيون غير ناطق باللغة العربية,
و لأن الأستاذ يدرك الأمور جيدا ً, رأى أن هذا الأمر يستحيل أن يدوم و يستمر , خاصة أن الحياة قد تغيرت و تحول الكون إلى قرية واحدة, و أن اللغة الانكليزية أصبحت لغة العلم و الاقتصاد و الأعمال حول العالم لذلك قضى المعلم العطلة الصيفية كلها في تعليم ابنه "فهيم" أسماء الكلمات باللغة الانكليزية,و مراجعتها معه و ترغيبه بشراء الألعاب له و شراء البالونات إن هو تعلم أسماء الكلمات.
و بالفعل فلم تخطأ توقعات الأستاذ فقد صدر فرمانا ً من وزارة التربية يقضي بإدخال اللغة الانكليزية كمقرر أساسي إلى طلاب الصف الأول الابتدائي.
أحضر الأستاذ ابنه إلى المدرسة في أول حصة دراسية من العام الدراسي الجديد,
و سأل الطلاب الصغار عن معنى كلمة شجرة باللغة الانكليزية, فلم يجب أحد سوى
ابنه " فهيم" الذي علّمه كل أسماء الكلمات باللغة الانكليزية مسبقا ً.
فما كان من المعلم إلا أن أمر كل طلاب الصف بتقبيل قدم ابنه" فهيم" و السجود له لأنه أكثر علما ً منهم.... و لأنه يعلم ما لا يعلمون
احتجَّ الطالب " خالد" على سلوك الأستاذ
و قال له يا أستاذ: أنت لم تعلمنا اسم الشجرة بالانكليزي, و علمت ابنك
فلماذا تطالبنا بما لم تعلمنا
غضب الأستاذ غضبا ً شديدا ً
و طردة خارج الصف
و عاش إبليس مشردا ً إلى آخر الزمان
#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟