أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - بعثيون وان لم ينتموا(2)














المزيد.....

بعثيون وان لم ينتموا(2)


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 04:11
المحور: كتابات ساخرة
    


الذين لم يلوثوا ضمائرهم و لم يلوثوا سجلاتهم الأخلاقية والوطنية، لم يتكلم عنهم احد لا في وسائل الإعلام، ولا حتى في الجلسات الخاصة كما لو كانوا قد عملوا عملا مخلا بالآداب السياسية التي يحرص على مراعاتها المناوؤن للبعث والبعثيين، أو في أدنى تقدير كما لو كانوا طبقة تمثل احد أصناف المخلوقات الحشرية التي نجت من المبيدات البعثية. .يعاني الكثير من عناصر هذه الطبقة التي تمثل قمة الوطنية العراقية في رأيي أزمة الغربة في الداخل وهو نوع من أنواع الغربة يعد اشد إيلاما من غربة العيش خارج الوطن...وأنا لا أتكلم عن الأزمات الصحية ولا عن النفسية التي تعصف بهم منذ زمن البعث الأول لكنني اعني أزمة الإحباط التي اعترتهم عقب سقوط النظام وما آلت إليه الحال عقب التغيير، وعلى الرغم من معرفة الكثير منهم لطبيعة السلوك الانتهازي للكثير من القادة السياسيين في مختلف حلقات الحكم والسلطة في المستوى الأول والثاني خاصة، إلا إن الكثير منهم أصيب بصدمة شديدة بعد أن تبين له انه مازال مشروعا للاستهداف التصفوي السياسي وحتى الجسدي خشية أن يسطع نجم هذا البعض ويهدد المصالح الطائفية والشخصية لكثير من مدعي المشروع الجهادي أو النضالي المرحلي التكتيكي أو الأيديولوجي الفكري كل حسب فكره وتوجهاته، على اعتبار أن لا غبار على ولاء هذه الصفوة للوطن وللشعب وللقيم الأخلاقية والدينية، فبعد ما كان يتملص هؤلاء الأفراد من الانضمام للبعث بالسلوك الماكر وممالأة الرفاق بذكاء دون تمكينهم من كسبهم، كل حسب ظروفه وخبرته، من قبيل نحن بعثيون وان لم ننتمي كما قال السيد الرئيس حفظه الله ورعاه.لقد صعق بعض هؤلاء لاعتبارهم بعثييين حقيقيين بدلالة انه لم يصفيهم النظام الدموي، فبعض البعثيين من التنفيذيين أو البرلمانيين أو القضائيين أو غيرهم ما انفكوا يطلقون السؤال الآتي: وهل يعقل إن فلانا لم يكن بعثيا و ما زال على قيد الحياة ؟هذا السؤال بالطبع يهدف إلي تعميم الجرم من ناحية، وإثارة الشبهات حول ماضي أفراد هذه الصفوة ومحاولة نسبهم إلى التنظيمات الأمنية السرية أو المخابراتية، تشويها لماضيهم من ناحية أخرى وبالتالي الاستمرار في تحقيق المكاسب غير المشروعة.
لطالما يطرح موضوع إجبار الناس على الانضمام لحزب البعث، باعتبار أن المنظمين للحزب بهذه الطريقة لم يرتكبوا إثما وطنيا وأخلاقيا فالبعض يتذرع بأنه هدد إذا لم ينظم إلى الحزب فان مصيره الموت والبعض يدفع عن انضمامه بالمحافظة على لقمة العيش له ولإفراد عائلته غير الكريمة في زمن صدام والبعض الآخر يربط بين هذا العمل ومحاولته للانضمام لعضوية إحدى البعثات العلمية، وقائمة الأعذار إن بدأت لن تنتهي، حتى من يقتل سيقول إن لم اقتل فسأقتل ويضيف وطبعا لا يوجد من يريد أن يموت وبيده أن يحيا!
لا. أبدا كل هذا باطل وغير صحيح على الإطلاق وقد تنطبق بعض هذه الحجج على بعض الناس لكن بالتأكيد لم تنطبق على كل البعثيين في مختلف درجاتهم الحزبية.الذين قرروا مقارعة البعث وحسموا أمرهم على عدم الانضمام ليسوا قليلين ولهم عوائل ومصالح ورغبات شانهم شان من قرر الانضمام للبعث، لكنهم آثروا أن يتمسكوا بالوطن وحرصوا على أن لا يلوثوا ملفاتهم الشخصية بما ينجس ضمائرهم.من حق هؤلاء أن يفتخروا أمام شعبهم وعوائلهم، وهذا التكريم الفخري والاعتباري تم حرمانهم منه.لقد مات الكثير منهم ذبحا أو كمدا وفضل آخرون أن يحتجبوا عن الحركة السياسية لأمتلاكهم الحدس والحس النضالي بان الوقت غير ملائم للعمل السياسي النظيف إن كان هنالك من نظافة أصلا في العمل السياسي في تعقيدات الوضع السياسي المحلي والإقليمي، في حين عاود البعض الآخر اغترابه الداخلي.لقد حاولت بعد التاسع من نيسان 2003 مجموعة من هؤلاء بضمنهم وبتواضع شديد كاتب هذه السطور تشكيل كيان اجتماعي ذات صفة ثقافية فكرية يضم من لم يفكر بالانتماء لحزب البعث بعد أن أتضح لهم إن العدد يبلغ آلافا في كل مناطق البلاد من المثقفين والشعراء والأكاديميين غير المعرفين إعلاميا، لكن المحاولة باءت بالفشل بعد أن بان لهم استحالة العمل العلني في ظل الظروف التي تشهدها بلادنا.والآن وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على انقضاء فترة سلطة البعث.
وقد يتبادر إلى الذهن شيء من السلبية لدى هؤلاء الناس.الحق هو ليس كذلك.إنهم يتمتعون بالشجاعة الكافية والصرامة ولكنهم لو كانوا يرغبون بتقبيل اللحى والتبرك بالعمائم غير المباركة، لأصبحوا ممن تترد أسماؤهم على السنة حسناوات الفضائيات العربية والأجنبية، لكنهم بخبرتهم السابقة واصلوا طريقهم الوطني ولو أرادوا العكس لنفذ بعضهم على الأقل إلى متاهات الحكم.إنهم إن عملوا ذلك كان الأجدر والأولى بهم أن يكونوا بعثيين منتمين وليس لا منتمين على طريقة كولن ولسن رحمه الله.



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعثيون وان لم ينتموا
- حلاق المنفلوطي وثرثرة فوق الثرثار
- انفجار الضفادع وتصاغر البقر
- دور البغاء في بغداد
- توريث السلطة وتوريث المظلومية(2)
- توريث السلطة وتوريث المظلومية
- دوشيش الليبراليين وطيران العمائم الثيوقراطية
- الذباب الوهابي..من تنجيمات أبي معشر الفلكي إلى هلوسات أبي ال ...
- السيد مهدي قاسم... ما دام القاضي راضي
- طويل جدا يا أبي
- عذرا... للأغبياء فقط
- أخطاء كهربائية في وقائع تاريخية
- شيوخ مرفوعون وإمام منصوب وشيعة مجرورون
- السيد احمد العراقي :أصعب جنسية لأفقر مواطن
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا(2)
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا
- خلص...الحل مع حسنة ملص !


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - بعثيون وان لم ينتموا(2)