أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عفيف إسماعيل - شادي في أوان البكاء














المزيد.....

شادي في أوان البكاء


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 630 - 2003 / 10 / 23 - 03:59
المحور: الادب والفن
    



هُنا


وهُنَاك
كأبناءِ الغجرِ ولدوا كلٌ في ظلالٍ بعيدة لا يعرفُها شقيقه/ تلكَ التي تُشبهُ ابتساماتِ الفراشاتِ والوعدِ النبيلِ حَلَّتْ أمُّها ضيفةً في أحدِ أزقَّةِ المدينةِ الكبرى/ في بيتٍ يضيقُ بساكنِيه وتتسعُ أرواحهم/ كمْ كانتْ محظوظةً تلكَ الشقَّيةُ وهي تشهقُ وتصرخُ فتتَّسعُ ابتساماتُ مَنْ حولها/ وإن كان ربُّ الدار كارهاً لميلادِ الإناثِ لأن لهُ سبع بنات/ هُمْ فُقراءُ مِرْحَابُونَ ودائماً يبتسمون/ بسطاءُ الناسِ يَفرحُونَ بالأطفالِ وهُمْ أساسُ الشَّقَاءِ لو يَعقَِلُون/..
هُرَاء

 
هُرَاءٌ
أحياناً كُلّ ما ينطِقُ به الأطبَّاءُ المتحذلقونَ الذين يظُنُّون أنَّهم ورثةُ الحِكمةِ على هذا الكون/ برغم أنفِهِم المتعالي جاءَ الثَّاني/ لَيْسَ قَبْلَ أو بَعْدَ كما حدَّدوا بالضَّبْطِ بَلْ فى ظلٍّ حميمٍ بعدَ أن طُردَ أبوه من  منزِلِهِ الأوَّل وهو بلا عملٍ انفَضَّ من حَولِهِ الأصدقاءُ /الأقاربُ/ حتى أبناءُ تلك الدُّروبِ الخَضراءِ البعيدةِ كلُّهم صاروا بعيدين/..
 مطر


مطرٌ
يا لها من مفردةٍ شاعريةٍٍ عندما ينزُّ فوقَكَ سقفُ البيتِ المتهالكِ وأنت لا تملكُ حتى قُدرةَ اللعنة/ والبرقُ ضوءُ مصوِّرٍ فاشلٍ لا يعرفُ كيفَ سيضبطُ اللحظةَ أو يختارُها/ وأنينُ الحبلَى وصَرَخَاتُها صَلاةٌ وثنيَّةٌ تنوسُ  تحتَ سقفِ الغُرفةِ الضيِّقة/  القَابلةُ المُحترفةُ لا تُبَالي بكُلِّ الرُّعودِ وتوزعُ أوامِرَها الصَّارمةَ بين فتاتينِ مرتجفتينِ وتَقطعُ إلى أعلَى كأنَّها تقُصُّ شريطَ تشريفٍ لصرحٍ جديد/ لَمْ نَخْتَرْهُ هذا الثالثُ الذي لا يَعرِف أحوالَ الطَّقسِ ولَمْ يسمع أو يُشَاهِدُ النشرةَ الجَّوِّيَّةَ لأنَّ التلفاز قد بِيعَ ليفِي بنفقاتِ الطَّبيب/ لكنه عنيدٌ كجَدِّهِ التركيِّ الذي اختارَ بقعةً نائيةً كي ينقُشَ حروفَهُ
   التي لا تبين/ شقيقُه ذو الثلاث سنوات ينتظرُ طفلةً ليدعوها " وانجا " في أغلبِ الأحيانِ "رحيق " إلى أن يفيقَ ويطيقَ مزاحماً له في صولجان الأبناءِ الذكورِ في ميراثٍ غير موجود/ سوف نَدَعُهُ لحزنِهِ الطَّارئ فغداً أو بعدَ غدٍ سيتذكَّرُ جيبً أبيهِ مخزنَ حلوته الذي لا ينضَبُ قد ينسى هذا الوافدَ الجديد/ أختُه ذاتُ الخمس سنوات تريدُ أن تسميه " فادي " هو الاسم السريُّ لشهيدٍ صعَدَ إلي مشنقتهِ مبتسماً/ وهذا العاثرُ بعدَ عامٍ سيخطُو فوقَ عتباتِ القرّنِ الحادي والعشرين فلمَ نثقله بالكوابيسِ وخسوفِ وعدِنا وقد انتظرنا من السَّنوات أَكثرَ من قرنٍ لئيم؟؟
أوراقٌ وقصاصاتٌ كثيرةٌ هي الذكرياتُ تأتي بلا ترتيبٍ كأول الحلم/ نداءً غائباً في دهاليزِ الروحِ/والروحُ تنبش قبرَ " لوركا " تناديني كي اسمّيه بذبيحِ الفَجْرِ الأندلسيِّ خيراً له أن لا يتسمى بالفداء/ خيراً له أن يعبُرَ ولا يتعثَّر/ لذا سوف نسمّيه " شادي " في أوانِ البكاء .
25أغسطس1999

 



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صياد ونمل وأشجار وضفادع
- حوار مع المبدع /د. طارق الطيب
- آثـــــار
- مُدَّعي
- أضداد
- ريبة نموذجية
- السفاح المكتئب
- سطوة التكرار
- ضجر
- خطه شابه جداً
- سجن
- دكتاتوريات
- خيوط النول القديم إلى روح المناضل النقابي المصري مصطفى عبد ا ...
- حادثة
- إرشادات لكتابة نص حداثى
- ولاء


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عفيف إسماعيل - شادي في أوان البكاء