أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خيزران عثمان - حتّى الحظ لا يبحث له عن وكر إلاّ في العقول المؤهّلةوالمتوثبة















المزيد.....


حتّى الحظ لا يبحث له عن وكر إلاّ في العقول المؤهّلةوالمتوثبة


خيزران عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2051 - 2007 / 9 / 27 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نريد أن نعود إلى الأدبيات الماركسية لنسهب في شرح علاقات الإنتاج ووسائل الإنتاج وسوى ذلك ولكننا نتّفق مع المبدأ الذي يقول إن لكل نمط من الإنتاج وسائله وعلاقاته وتطرح العلاقات كل الأسس الفوقيّة من الأخلاق والفنون والقوانين والتقاليد وشكل السلطة وما يلحق بذلك
ونتّفق أن ذلك كله إنما هو ناتج مترابط ومتبادل التأثير مع وسائل الإنتاج ونمط الإنتاج من حيث كونه زراعي أو صناعي أو قبل أو بعد ذلك وسنتوقف عند النمط الإقطاعي للإنتاج قليلا لنعلم أن مكونات الإنتاج السياسية تقوم على أساس ملكية الأرض وكون رقبتها بيد عناصر محددة تكوّن النظام الإجتماعي السياسي وتتحكم بالإنتاج من خلال تلك الملكيّة وتطرح بالتالي أخلاقها وقوانينها وفنونها التي تلائم وتتفق مع مصالحهاوكان التركيب الطبقي الإجتماعي يتألف من ملاّكي الأرض والفلاّحين الذين يعملون في نهاية الأمر وفي حقيقة الأمر أقنانا أو عبيدا لدى الملاّكين وقد بلغ تمادي الملاكين أن جعلوهم كالأرض يباعون معها ويُشترون
هذا ليس هدف المقال ولكن كان لا بد من طرح لمحة سريعة عن الأمر
في ظل النظام السياسي الإقطاعي نمت وتطورت وترسخت علاقات إنتاج محكمة تشتمل على أعراف وتقاليد وقوانين ومعاملات وكذلك أخلاق وفنون وآداب تلائم الطور الإقطاعي في الإنتاج وهذا حصل في أغلب المجتمعات وعلى مدى قرون وسنين طويلة
وعند بزوغ فجر التطور الصناعي وخصوصا في المجتمعات الأوربية أخذت تلك الوسائل تتفكك وتفككت معها العلاقات التي انبثقت عنها ولكن في آماد طويلة ومنطقية وطبيعية تناسب التطور الرأسمالي عندما كان وليدا صغيرا حتى ترعرع ونما
وهكذا نجد أن تحلل النظام الإقطاعي كعلاقات إنتاج قد تفكك رويدا رويدا لتحل محله علاقات إنتاج جديدة في البنى الفوقيّة المختلفة ولم تكن الصناعة قد وجدت لها طريقا بعد ُفي كل أنحاء العالم فقد تأخر التطور الإجتماعي والإقتصادي في العديد من بلدان العالم كثيرا وبذلك لم تلحق بركب التقدم إلاّ بعد سنين طويلة مثل بلداننا
وعندما حدث ما حدث من تغيّرات في العالم إجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وجدت بلداننا نفسها عند مفترق طرق جدّي ولا مناص من القبول بمنهج التقدم الإقتصادي لكي تواصل البقاء
ولكن دخول الصناعة حدث بشكل ما كان يُدعى أحيانا بحرق المراحل وسوى ذلك من الأفكار أي تم سلق التحول بدون أن يأخذ المدى المطلوب ودخلنا عصر الصناعة متأخرين ونحن نلهث بعد هرولة سريعة ولنجد أن اللحاق الطبيعي يستلزم أهم ما يستلزم مواصلة السعي والإبتكار والمساهمة إلى جانب أمم الأرض في بناء العالم وهي للأسف مهمة أعقد وأكبر بكثير مما كنّا نتصوّر لقد كان واجبا علينا أن نتخلّى عن علاقات الإنتاج البائدة تماما لكي نستطيع أن نرقى إلى مراحل التقدم الجديدة وأن نبني علاقات إنتاج تلائم النمط الجديد وقد أبلى أشخاص عديدون بلاءً حسنا في تنوير الناس والطلائع ذات المصلحة في التغيير الإجتماعي السياسي والإقتصادي ولكن كل ذلك كان دعوات ليس إلاّ للأسف, ولم يتكامل نحو عمليّة مستمرّة ومتسلسة لأسباب عديدة ومتنوعة وأهمها عوامل الجهل والتخلف ولكن أبرزها جميعا كان عدم القدرة على التخلّي عن علاقات الإنتاج البائدة فدخلنا مجتمع الصناعة أو حاولنا بتقاليد وقوانين وأخلاق وفنون وآداب المرحلة البائدة مرحلة الإقطاع وما زلنا
إننا وصلنا بكل أسف إلى نتائج ساخرة فقد تجرّأنا على محاولات بناء مراحل متقدمة من أنماط الإنتاج اللاحقة بنفس علاقات الإنتاج الإقطاعيّة البائدة
وتمسّك كثير من الناس والأوساط السياسيّة بعلاقات الإنتاج الإقطاعيّة بكل شدّة وما وسع الناس من حيلة فمارسوا السلطة وهي جزء من علاقات الإنتاج الجديدة بروح وجوهر علاقات الإنتاج البالية في ظل الإقطاع وحملوا معهم روح ونزعة الممارسات الإقطاعيّة إلى مرافق السلطة وعمّقوا ولم يتخلّوا عنهافي ظل التطورات اللاحقة وانتقلنا إلى عصر أكثر تطورا من حيث الأنماط ولكننا لم نتخلّ عن العلاقات ماقبل السابقة وبذلك أصبح من اليسير أن ينهار أي بناء سياسي تقدّمي لأنه يخضع لعلاقات إنتاج متخلفة لا تناسب النمط الجديد وتشوهت الهياكل الإقتصاديّة والإجتماعيّة وظهرت أشكال غريبة شوهاء سياسيا واجتماعيا واقتصاديا فإلى جانب قوالب إقطاعيّة تنمو قوالب وأنماط رأسماليّة وأخرى تدّعي الإشتراكيّة وكانت لمّا تزل مراحل البداوة والرعي لم تتخلَّ عن جوهر علاقاتهاوسوادها
إن هذا الوضع كلّف مجتمعاتنا كثيرا من الكوارث والإنهيارات وأشاع الفوضى في الإنتاج ولم يحجّم علاقات ولا وسائل الإنتاج الإقطاعيّة وهو لم يتح الفرصة للتطور الرأسمالي ولا لنمو الصناعة وفي نفس الوقت لم يستطع أن يطرح بقوّة آفاقا مضمونة للتطور اللاحق
إننا اليوم نجد أنفسنا نناضل في سبيل التنمية الإقتصاديّة بنفس الكادر المثقف والمتنور المحدود الذي يجد عليه أن يناضل من أجل التقدم الإجتماعي وبناء دولة عصريّة مع كامل مهمات بناء علاقات إنتاج جديدة وسط موج هائج من المنتفعين بعلاقات إنتاج العهد الإقطاعي وزمن الأقنان والعهد الثيوقراطي والذين ليست لديهم النيّة للتخلّي عن علاقات الإنتاج القديمة ويمارسون الحياة في عهد إنتاج حديث بالعلاقات البالية
هذا أمر معقّد تماما يتطلب أول ما يتطلب أن تتم تصفية علاقات الإنتاج القديمة والقبول بدعوات التنوير الجديد والتخلي عن الأخلاق البالية والقوانين والأطر السياسية وشكل السلطة والفنون والآداب ومفاهيم الجمال وسوى ذلك لكي نستطيع أن نضع أولى الخطوات الحقيقية في عالم المستقبل
لم يكن الإقطاع مجرد أرض وملاّكين وأقنان وسوى ذلك بل كان نظاما إجتماعيا وسياسيا واقتصاديا متكاملا محكما أصبح لا يناسب العصر ووجب التخلّي عنه برمته والتخلّي عن كل ما جاء به من علاقات إنتاج متنوعة لكي نستطيع أن ندخل العصر الحديث فعلا وأن نقف بجدارة إلى جانب أمم الأرض ونساهم في بناء الحضارة المتقدمة
وخلاف ذلك فإن الذين سيتمسكون بما لديهم ويدافعون عنها فإنهم سيجدون أنفسهم لا محالة من الناس الذين سيتخلّون عن التقدم ويجدون أنفسهم يدافعون عن الجانب المتنحّي أي الخسران ويعودون إلى طبقة الأقنان وإلى الأبد
هذا هو النداء الأخير ونواميس التقدم لن تغفر لمن يأتي متخلفا جدا فإن الغالبين سيكونون من القوة والكفاءة بما لا يسمح للمتنحين بتعطيل الركب .
عندما يُشرقُ فجرٌ جديد على الأرض لن تُبصرُهُ إلاّ العيون المسهدة والرؤوس المتوثبة والمؤهلة فإن شعاع العبقريّة لن يستقرّ إلاّ على العقول حاضرة وجاهزة التأهيل والكفاءة
لقد قيل لكوخ يوما أنك يا سيد كوخ مجرد إنسان محظوظ فقال لهم:حتى الحظ فإنه لن يبحث له عن وكرٍ إلاّ في الرؤوس الحاضرة والمؤهّلة والمتوثّبة.





#خيزران_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على مقال الدكتور سيار الجميل (المؤرخ محترف سياسة!)
- ! إلى هنا ينتهي الأدب والفن والسياسة و كلّ شيء
- غزّة والنصر الإلهي ..لولا!
- مهلاً يا دكتور
- هل الأدب أداة تشفير؟


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خيزران عثمان - حتّى الحظ لا يبحث له عن وكر إلاّ في العقول المؤهّلةوالمتوثبة