أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين خليفة - أمير الشعراء و.. . شاعر الأمراء














المزيد.....

أمير الشعراء و.. . شاعر الأمراء


حسين خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 03:31
المحور: الادب والفن
    


تسارعت التحولات وأصبح شيوخ النفط في حيرة من أمرهم، ماذا ينقصنا بعد كل ما لدينا؟ الثروة المخزنة في بنوك بعيدة لكنها آمنة على الأقل بالنسبة لشعوب لا تفكر كثيرا في غدها، والجحافل التي دعوناها فجاءت و«تقوعدت» في الديار ولن تخرج إلا مع آخر قطرة نفط تخرج من أرضنا، النساء!! وما أدراك كم من النساء يملك أحدنا!! والبنون أيضا، إذا المال والبنون والبنوك وجنود وسيمون وأشداء يسهرون على أمننا. .. . بقيت خامسة الأثافي، الثقافة. . . نكاد أن نكون بلا إرث ثقافي ـ يقول الشيخ النفطي ـ . . ..
بسيطة، يقولها المستشار القادم من بلاد فقيرة بالمال أو أفقرت بفعل فاعلين لكنها تنام على حضارة تمتد آلاف السنين عمقا في التاريخ، بقليل مما تسكبه جلالتكم أو فخامتكم على موائد العزة والفخر في جولاتكم الظافرة إلى مواخير أوربا نستطيع شراء كل ما تملكه بلاد الشام ومصر والمغرب من كتاب وشعراء ومثقفين، إنهم جائعون أو مجوعون يا مولاي ورنين الذهب يطرب أسماع الشبعانين فما بالك بالجائعين. . .
يصفن الأمير ويقول: إذاً ماذا تنتظر يا بني، خذ مفاتيح الخزائن واجمع لي ما تيسر من هؤلاء، أغدق عليهم، أطعمهم واسقهم وأرهم كم تغيرنا ليكفوا ألسنتهم عنا، و صحفي يغني معنا وبلهجتنا خير من آخر يغني علينا ويسبنا، وكان ما كان. ..
فتحت صحف ومجلات ودور نشر في لندن وباريس وبرلين ونيقوسيا وأثينا وحتى ليماسول القبرصية. . . . . .. ، ثم جاء دور الفضائيات فأغرق الفضاء بالسفاهة والغثاء وبدا الفضاء العربي كازينو واسعا ومنتجا لشيء واحد: الانحطاط. . . .
لكن لم ينس الأمير الكريم أدباء وشعراء الأمة فأقام مهرجانات وجوائز يسبح القائمون عليها والمشاركون بها بحمد صاحب النعمة، أو لنقل يكفي أنها باسم صاحب السمو. .. .فأصبحنا نسمع عن جوائز يسيل لها اللعاب تكاد تزاحم نوبل. . .وللمزيد من المصداقية اختير كتاب ومثقفون يشهد لهم إبداعهم وتاريخهم بالنظافة والنزاهة والالتصاق بالوطن والناس، ولم يرفض احد إلا ما ندر هذه الجوائز السنية، ثم تذكروا أن عكاظ كانت عندهم فلم لا يحيون هذا المعلم المهم لكن على طراز عولمي، فإذا كانت المعلقات تكتب بماء الذهب على جدران الكعبة فلم لا نغرق هؤلاء بالذهب حتى تبدو صحراؤنا التي غمرها النفط وفاحت رائحته على كل ما عداها دوحة للشعر ـ أليس هو ديوان العرب ؟ـ.
وهكذا سمعنا وقرانا وشاهدنا برنامجين خليجيين، أحدهما يريد «انتخاب» خليفة لشوقي بعد أن شغر المنصب زمناً طويلا، ولكن هذه المرة على طريقة سوبر ستار، وبرعاية سامية من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان رئيس الأمن الداخلي، والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان ما غيرو رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أما الآخر فسينتخب شاعر الشعراء وهو مختص بالشعر النبطي الذي لا يفهمه معظم أبناء الأمة التي كانت تفطر وتتغدى وتتعشى شعراً. . .. والمصيبة انه يسجل في دار الأسد للثقافة!!
تدافع الشعراء الذين يمضون جل وقتهم في متابعة أخبار الجوائز والمسابقات إلى طلب الاشتراك في مسابقة أمير الشعراء وعلى كل ضامر جاؤوا من كل فج عميق. . . .
ثم بدأت لجنة من نقاد ومثقفين كبار بغربلة هذا العدد الهائل من 5400 شاعر(حتى ظننا أن لدينا 200 مليون شاعر لكن الآخرين ينتظرون دورهم في المسابقات التالية.) إلى 80 في المرحلة الأولى، ثم 35 إلى أن توقف الغربال النفطي (أقصد النقدي) عند عبدالكريم . .
واستحضرت المراحل المتقدمة من المسابقة شقيقاتها سوبر ستار وستار أكاديمي، و كل ما جادت به القريحة اليعربية من برامج تفريخ نجوم الكليب بواسطة الاتصال بالموبايل والتصويت لنجمك المفضل، ليتقاسم أصحاب البرامج الغلة مع شركات الموبايل الفقيرة. . . .
وهكذا شاركت الشعوب العربية بديمقراطية قل نظيرها في هذا الوطن المليء بالسجون والجلادين والطغاة في انتخاب أمير شعرائهم، طالما أن أميربلادهم منتخب من الله ولا مجال لمجرد التفكير في انتخابه، إذاً فلننتخب أميراً للشعر، وهكذا فاز من يملك أنصاره ـ وليس أنصار شعره ـ اكبر رصيد من الوحدات، ففاز بمنصب الأمير ـ أمير الشعراء طبعا ـ السيد عبد الكريم معتوق، وهو إماراتي لم يسمع به معظم الوسط الثقافي قبل أن تقدمه شركة الجوائز العابرة للفضاء في برنامجها الترفيهي الثقافي من سيربح الموزون، ويقصدون بذلك الموزون من الشعر بدليل أن قصيدة النثر كانت غائبة عن المسابقة رغم كل منجزها الإبداعي والنقدي، ورغم أن القصيدة التقليدية قد وضعت رجلها الأخرى في القبر برحيل أهم واكبر رموزها الجواهري العظيم.
فاز عبد الكريم واصبح اميرا على محمود درويش وادونيس وسعدي يوسف وقاسم حداد وسميح القاسم ونزيه ابو عفش و. . . .. ألف مبروك، لكن ماذا قدمت هذه المعمعة الفضائية الطويلة للشعر العربي، وتحديدا من من الشعراء السوريين المشاركين استفاد من مشاركته وبصم هناك؟ باستثناء الشاعرين محمد علاء الدين عبد المولى وياسر الأطرش، سحب الباقون ذيول خيبتهم منذ المراحل الأولى، وعادوا القهقرى إلى دمشق ولسان حالهم يكرر ما روجته أنظمة الهزيمة بعد مأثرة حزيران1967 بشكل «مسابقاتي»: لقد انتصرنا لأننا باقون في ساحة الشعر، وسنظل نلاحق الجوائز صغيرها وكبيرها، القيّم منها والهايف، لن نترك موقع انترنت ولا اتحاداً لكتاب ولا حتى جريدة أو دار نشر تعلن عن مسابقة دون أن نشارك، فذلك أصبح بالنسبة لنا باب رزق، وشارة الجائزة على غلاف ديواننا تجعل الآخرين يطقون غيظا. . . . .. إضافة إلى المبالغ المالية المحترمة خاصة إذا كانت الجائزة من بلاد النفط والغاز، والغاز كما تعرفون ضروري لإشعال جذوة الإبداع عند مستشعري الجوائز.
هل انتهى زمن الشعر مع بدء زمن الشعر النفطي أو النفط الشعري؟ لا طبعا، لكننا نخشى أن يسير الشعر إلى الموت تخمة لدى البعض و جوعا عند آخرين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.



#حسين_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيث لم يبق مكان للخجل. . . . باهوز مبتدأ الفضيحة ومنتهاها
- عشرون عاماً على اغتيال ناجي العلي. . . وعلى كتفي نعشي
- فلسطين. . . . السلطة تغرق في خيارها التدميري
- 35عاما على استشهاده. . . . غسان كنفاني الذي دق جدران الخزان
- أول الغيث من شرم الشيخ. . .. مشروع توسيع الحرب الاهلية في فل ...
- نازك الملائكة . . . .الرائدة المنسية حتى الموت
- باعة الوهم. . . اقتصاد العولمة الذي يغدق فقراً
- «شهداء» السوبر ستار والشهيد الحي
- «المعلم الأول» لجنكيز إيتماتوف. . . . . حكاية عاشقة وشجرتي ح ...
- في عيد العمال العالمي عمالنا في لبنان. . . . . أنا سوري آه ي ...
- عن بيلوسي الحقيقية والدلع العربي
- مختارات من حملة مرشح سوري. . . .انتخبوني مالكون غيري
- الفيل يا ملك الزمان . .. . . . المذمة يا ملك الزمان
- المنطقة على شفا حرب امبريالية جديدة . . . . .أمريكا الامبريا ...
- أخبار و . . . أخ . . بار
- «شمس» وبوش و . . . . مثقفو الزمن البائس
- الجديد فلسطينيا في جولة رايس العربية . . . . دولة مؤقتة و. . ...
- العوجة . . . من قرية لقادة الدم الى مقبرة لهم . . . . أين خر ...
- ممدوح عدوان في «حيونة الانسان» . .. سيرة الوجع الانساني
- الشعب المرن


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين خليفة - أمير الشعراء و.. . شاعر الأمراء