أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - بعثيون وان لم ينتموا














المزيد.....

بعثيون وان لم ينتموا


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 03:32
المحور: كتابات ساخرة
    


ما أن سقط النظام البعثي في التاسع من نيسان من عام 2003 على يد قوات التحرير الغازية حتى بان المشهد السياسي رقم صفر بموجب عدادات الفرقاء السياسيين ظاهرا للعيان، لقد تجمدت الأحداث وتوقفت الصورة لتظهر فراغا سياسيا لا أغالي إن قلت هو الأول من نوعه في التاريخ السياسي للدول الحديثة وربما حتى القديمة، لقد تولى صدام إنجاز هذه المهمة قبل سقوط نظامه بسنين عديدة فاختزل كل الحركات والأحزاب والقوى والتنظيمات السياسية والمجتمعية في حزب البعث اختزله هو الآخر في كيان اقرب لتشكيل العصابة ذات التكوين المعقد جدا في نواحيه العشائرية والمناطقية والطائفية والشخصانية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد من الاختزالات، فقد اختزلت هذه العصابة في شخص رئيسها، يحدثني احد المهتمين في البحث العلمي عن حضوره لاجتماع في قاعة ساعة بغداد قبيل افتتاحها، كان الاجتماع يهدف إلى اختيار نغمة للساعة، على أن تعبر النغمة عن التراث العراقي، وبعد جدل ورحلة بين الأنغام التراثية العراقية ابتداءا من خدري الشاي خدريه ومرورا بالأفندي عيوني الأفندي وانتهاءا بفوك النخل فوك (والكلام للباحث العلمي) انتهى المطاف بقرار القيادة السياسية وعلى رأسها....إن النغمة التي يجب أن يختارها المجتمعون هي بين الشعب وبينك ! الأغنية التي غناها (حسين نعمة) والذي رشح نفسه ضمن الانتخابات الأولى التي جرت ضمن قائمة الدكتور عدنان الباججي والتي لم تحرز صوتا واحدا ليس بسبب حسين نعمة طبعا. ومن الطبيعي أن تترافق كل عملية اختزال عمليات كنس وتنظيف وتطهير على رأي أفراد العصابة، ويعجز علم النفس السياسي والاجتماعي والعسكري وغيره من العلوم عن تقديم تفسير لمنظومة القيم والآليات التي كانت تمارس في التخلص من الخصوم و المشتبه بكونهم خصوم والمشتبه بكونهم مشتبه بكونهم خصوم والتكرار الأخير لم يكن خطا طباعيا كما هو الحال في كثير مما اكتب. يحدثني احد الأصدقاء من المحامين البارعين آنذاك الذي انهمك بهذا الموضوع عن صدور قرار بالحكم بإعدام طفل اعدم معظم أفراد عائلته وقد سجل في حيثيات قرار الحكم إن القرار اتخذ لان الأمل في إصلاح الطفل المومى إليه مفقود ،علما أن التهمه التي وجهت لهذا الطفل وإفراد عائلته هي تهمة سياسية، لقد نجا هذا الطفل من الموت بموجب عفو عام أصدره الرئيس شمل حتى من حكم عليهم بالإعدام وبانتظار التنفيذ. وهذه القضية لا تثار لغرض الترويج الإعلامي إنما موثقة بكل تفاصيلها ولولا الخشية من استفزاز مشاعر قادة دولة العراق الإسلامية وحلفائهم البعثيين لذكرت كل التفاصيل والأسماء.
بدأت المحاولات الجادة الأولى للعزل بين ما أطلق عليه بالصداميين والبعثيين قبل سنتين والهدف واضح جدا اذ هو اعادة دمج حزب البعث(باعتباره حزبا سياسيا) بالمجتمع السياسي العراقي والعربي بعدما تبين للعرب من غير العراقيين المنهج الذي سار عليه والتاريخ التصفوي الدموي للعمل الحزبي البعثي اثر انكماش ماكنة الإعلام البعثية العربية أمام الأداء الخاوي أصلا لأجهزة الاعلام العراقية الفتية التي يديرها الهواة !يا للهول! ماكنة ضخمة سندها الكوبونيون والطائفيون والنفطيون يطاح بها من نفر بسيط ليس له من خبرة ولا مادة ولا منهج إلا ما حصل عليه أثناء فوضى الحواسم من تسجيلات فيديو لمشاهد مروعة للرعب والارهاب البعثي ،لا يمكن حجبها من الفضاء الإعلامي.
لقد اخترع السيد بول بريمر تعريفا للبعثي القابل للاجثثاث أو المشمول به، يحدد التعريف درجة الشخص المنظم للحزب بعضو فرقة وهي أولى المراحل الانتخابية التي تتضمن قيام المرشح بترشيح نفسه وبذلك يكون البعثي قد أتى برغبته وليس مجبرا كما هون شانه المراحل السابقة.ويبدو هذا التعريف منطقيا لهذا الحد إلا انه يصطدم بإشكاليات لا أجزم بقانونيتها. بل هي إشكالات أخلاقية يجب النظر إليها لاحقا عندما يفلت البعثي من الاجتثاث ليجد نفسه مرشحا من قبل احد الاحزاب الدينية التي تتولى أمور البلاد والعباد مع الاميركان بالطبع.وقد يسال سائل هل كان هنالك مستقلون لحظة المشهد الصفري الذي سبق الكلام عنه.أقول نعم بالتأكيد ومن خيرة المثقفين الوطنيين العراقيين ومن الذين واكبوا الأحداث السياسية في العراق وأصلحوا ما يمكن إصلاحه بإيقاف التدهور السريع للقيم الأخلاقية وأشاعوا الوعي وتحدوا النظام بدهاء. وقد تستغربون من كل هذا الكلام.ويقدر عدد هؤلاء النخبويين بالآلاف الأمر الذي كان يبعث الأمل في مستقبل واعد زاهر لعراق ما بعد التاسع من نيسان.لم يهاجر هؤلاء إما بسبب عجزهم أو بسبب عدم رغبتهم، وفي هذا المقام تفصيل كثير لا يتسع له هذا المقال. لقد جرى تحجيم هذه الصفوة التي ما زالت تخضع للابتزاز البعثي حتى هذه اللحظة ومما يؤسف له إن من البعثيين من تقلدوا بعض المناصب في الحكومة الحالية و ما يزالون يعملون على تهميش هذه النخب التي إن نجت من جبروت صدام فإنها لن تنجو من سطوة أسلحة الفتوى والخبث الانتهازي.



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلاق المنفلوطي وثرثرة فوق الثرثار
- انفجار الضفادع وتصاغر البقر
- دور البغاء في بغداد
- توريث السلطة وتوريث المظلومية(2)
- توريث السلطة وتوريث المظلومية
- دوشيش الليبراليين وطيران العمائم الثيوقراطية
- الذباب الوهابي..من تنجيمات أبي معشر الفلكي إلى هلوسات أبي ال ...
- السيد مهدي قاسم... ما دام القاضي راضي
- طويل جدا يا أبي
- عذرا... للأغبياء فقط
- أخطاء كهربائية في وقائع تاريخية
- شيوخ مرفوعون وإمام منصوب وشيعة مجرورون
- السيد احمد العراقي :أصعب جنسية لأفقر مواطن
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا(2)
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا
- خلص...الحل مع حسنة ملص !


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - بعثيون وان لم ينتموا