عبد الكريم الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 2057 - 2007 / 10 / 3 - 11:13
المحور:
الادب والفن
كان بيتنا يلتهِمه النهر ( شَط العرب ) في آخرِ فيضان
من فيضانات الوطن !!!
الماء يعلو وأنا أبتهج
كُنتَ غائباً عن عمق الحزن في تجاعيد المياه على وجه أبي
كانت ابتساماته تُمحي ذلك الوجع
وجع اَلْإِحَاطَة
يحيط الأشجار بِسدودٍ من الطين
التي دثرها بِأنامِلِه كما دُثُر
طفولتنا ، لكي لا نغرق وألاشجار!
كان الماء يتدفق في فَرَحي
أتسلق اليابسة وأنام في مرتع الفيضان
حالما أن الله غفوتي على وسادة أمي .
***
اختفى الماء... طَفت الطيور والأشجار وفرح الطفولة على سخونة السّيل...
سَيْل كأنّهُ فيضان
أو لَسعة قَدر ...
يسيل قضبان مُلتهبة
لِيُوَشِّح على هزالة الارتواء الجفاف .
تندثر الأشجار وتُحلّق الطيور مفزوعة مِن فَرَاشَات مُثقلةٍ بِرحيقِ الدماء .
طُفنا إلى الانحدار بِشفاهٍ رملية .
لا أحداً يسأل أحد ...
بعضنا يُعلّق بعضاً بأعمدة الخوف ... بأعمدة الأنا !!!
كالبرق كُنّا عندما ينتشل الصمت .
أزَليّةٌ تلك البدايات ....
#عبد_الكريم_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟