أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سامي العامري - إنتصار الحَمَل الوديع ( عصر القصيدة والقصة القصيرة والمقال )














المزيد.....

إنتصار الحَمَل الوديع ( عصر القصيدة والقصة القصيرة والمقال )


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2049 - 2007 / 9 / 25 - 12:23
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لا شكَّ بأنَّ العالم تحوَّلَ تحوُّلاً جذرياً خلال السنوات العشر الأخيرة على الأقل وباتَ المرء بالكاد يلتقط أنفاسَهُ , وعلى المستوى الشخصيّ ألحظُ التغَيُّرَ الكبير الذي طرأ على حياتي اليومية وطبيعةَ علاقاتي وسلوكي المعتاد في التعاطي مع الناس والأشياء , حصلَ هذا منذ أنْ بدأتُ التعامل مع هذه النافذة الصغيرة التي اسمها الإنترنيت فقد كانت لديَّ الكثير من الطموحات الثقافية التي ظلَّت لسنواتٍ طويلةٍ مُعطَّلةً مكبوتةً لأسباب عديدةٍ لعلَّّ أوَّلَها وأهمَّها التفرُّدُ الإحتكاري الأنانيّ ضيِّق الأفق الذي جوبِهتْ به تلك الطموحات من قِبَلِ مَن ينسبون أنفسهم زوراً الى عالم الثقافة والمعرفة النقي والذين بحكم المضاربات والإنخراط في ضجة السوق والعلاقات المشبوهة وغيرها استطاعوا جمعَ بعضٍ من رؤوس الأموال التي أهَّلتهم لتكوين ما يشبه المؤسّسات المُصطبِغة بصبغةٍ ثقافيةٍ واستطاعوا نوعاً ما من خلالها التحكَّم ببعض النوافذ الموصلة الى منابع المعرفة ومصادرها ولأنهم كذلك ولأنَّ المال [ شيطان المدينة ] فقد كثُرَ مريدوهم ومتملِّقوهم ما جعلهم يتمدَّدون كالسرطان ثمَّ ما لبث هذا السرطان بعد أن حقّّق أجزاءاً مهمةً من مراميهِ أنْ انكمشَ على نفسهِ او قلْ انغلقَ على نفسهِ ليشكِّلَ يوتوبيا رخيصةً تُزايد على الثقافة وتسعى لشراء الذِّمم , والويل لك اذا كنتَ صادقاً ونزيهاً !
ورغم ما في هذا من غُبنٍ وإجحافٍ وألمٍ استطعتُ كما استطاع العديدون غيري تخطَّي تلك المرحلة المظلمة بأقلِّ الخسائر !
كنتُ في البدء – مع بعض الإستثناءات – أبعثُ على سبيل المثال الى المحرِّر الثقافي او لرئيس تحرير مجلة أدبية بقصيدة او مقالة مصحوبةً برسالة رقيقة على أمل أن تنال مادّتي بعضَ الإهتمام ثم النشر فأحصلُ على جوابٍ يقول : سنرى !
وفي هذا رفضٌ مُبطَّنٌ ( هذا اذا أجاب المُحرِّر ) وإلاّ فالإنتظار لمدة شهور طويلةٍ وفي الغالب ينال القصيدةَ او النصَّ الإهمالُ , وبعضُهم تتجمَّعُ لديهِ شهرياً عشراتُ الجرائد والدوريات وغيرها وحين ينتهي منها لا يتَّصل بك ويقول لك : تعال وخُذْها . وإنما يفضِّل رميها في حاوية النفايات أمّا أنْ يُعيركَ كتاباً فذلك محالُ المحال !
كان هذا مروراً سريعاً ولمحةً خاطفة وما خفيَ أفظع .
من العلامات الفارقة للقرن الماضي او أواخر الألفية الثانية الفراغُ والكسل والخمول حيث كان الفرد يجد الوقت الكافي لقراءة كتابٍ او روايةٍ مكوَّنةٍ مثلاً من مئات الصفحات ويطلب المزيد ! أمّا وقد دخل الإنترنيت حياتنا بشكلٍ واسعٍ بإمكاناتهِ الكثيرة والتي تزداد وتتضاعف فأجدُ دائماً ما يقاطعني عن الإستمرار في قراءة كتابٍ حيث الفضول يأخذ بتلابيب القاريء للإستزادة من معارف أخرى طالما حَلُمَ بها وقد تفيد الأمثلة فكثيراً ما كنتُ أرغبُ بإعادة قراءة المُعلَّقات ووجهة نظر طه حسين وآخرين فيها وكم أوصيتُ عليها وعلى غيرها من الكتُب سواء من بيروت او دمشق فلم أحصلْ عليها وها هي أمامي على الشاشة وآلاف الأمثلة غيرها أي أنك باختصارٍ كإنسانٍ باحثٍ عن المعرفة لا تملك إلاّ أنْ تمضي ستَّ او سبعَ ساعاتٍ يومياً أمام هذه النافذة التي في الحقيقة ليست اختراعاً علميَّاً وليدَ اليوم , او لم يُفاجِيءْ بها العالمَ مجموعةٌ من العلماء بغتةً وإنما هي عصارة كلِّ العلوم الإنسانية وخلاصتها لحدِّ الآن , وأحد الخبراء قال عن الإنترنيت وهو مُحِقٌّ : أعظم ثورة في التأريخ البشري برمَّتهِ .
والساعات التي يمضيها أحدُنا يومياً أمام هذا الجهاز وهذا النظام وإنْ كانت مُرهِقة نوعاً ما غير أنها مصحوبةٌ بمتعةٍ وأفضلُ بما لا يُقاس من مشاعر الملل التي كانت تكتنف حياة الكثير منّا , ومن طريفِ ما واجهتُ في هذا المجال أنْ سأَلني صديقٌ : أين تنشرُ ؟ فأجبتهُ : في مواقع عديدة ولكن تستطيع استخدام المُحرِّك جوجل وذلك بوضع اسمي في الحقل المخصَّص وستأخذ فكرة . وبعد فترة زارني وجلسَ على الكرسي ثُمَّ فتَحَ فمهُ طالباً مني خَلْعَ ضرسهِ ثم قال : سامحك الله , هناك طبيب اسنانٍ مصري الجنسية يحمل نفس اسمك وعرفتُ أنهُ رجلٌ مُتَديِّن وكتاباتك تشي بالإلحاد لذا فلا أعتقد أنَّ مريضاً سيُراجعُهُ بعد اليوم !
أجبتُهُ : أوَّلاً انني لستُ مُلحداً وثانياً لقد جعلتُ من الدكتور سامي طبيباً وشاعراً , فماذا يطلبُ مني أكثر !؟
ومن جانب آخر بعتُ مكتبتي المتواضعة ما عدا المصادر الرئيسية واستبدلتُها بمكتبة اليكترونية من خلال التحميل والحفظ , هذا على الأقل ما جرى لحياتي انا وينسحبُ هذا بالطبع على حياة الكثيرين , وأمّا عن الحَمَل الوديع الذي قصدتُهُ فمن الفوائد الجمّة التي حصلتُ عليها قدرتي على قراءة عشرات القصائد والقصص والمقالات الجميلة والمفيدة يومياً , وهذا هو السبب الأساس الذي دعاني الى تأييد الرأي القائل بأنَّ عصر الكتاب انتهى او يكاد وبدأ عصر ازدهار القصيدة والقصة القصيرة والمقال وطبعاً ناهيك عن الإمكانات الأخرى التي يوفِّرها لك الإنترنيت كالموسيقى والمواضيع الفنية والعلمية التي كثيراً ما كنتُ أتمنّى النهل منها .

---------------
كولونيا – أيلول - 2007



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصاحة الجَلاّد
- حَوّاءُ يا دجلةً , فراتُ يا آدم !
- هل سيتحوَّل البرلمان العراقي الى حسينية !؟
- مولد الغريب في أبي غريب !(*)
- رباعياتٌ مِن الآخرة !
- ذُبابةُ فرعون ! ( مقالة في إشكالية مصطلح الأجيال الشعرية وقض ...
- ذُبابةُ فرعون !
- أيتها الكآبة !
- قَومي بأيزيديَّةٍ هاموا ! (*)
- قطفتْ نداكِ يدي
- الجرح الأيزيدي المُتَّسِع كضفتَي الفرات
- الواوي تحتَ إبط فاضل العزاوي !
- رِقَّةُ عفريت !
- حديث المواسم
- اليكَ بغداد
- سعدي يوسف والصداع الأمريكي !
- رباعياتٌ مُهاجرة
- واحة الكوابيس !
- لا خَفْقَ للحِدَأة
- إنْ كنتُ أُسيءُ فأنتَ تُضيءُ !


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سامي العامري - إنتصار الحَمَل الوديع ( عصر القصيدة والقصة القصيرة والمقال )