|
لو كانت رايس بجم هيفا
خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 10:37
المحور:
كتابات ساخرة
يقال ان للنساء الجميلات سحرا قد يذهب عقول بعض الرجال ويسلبهم إرادتهم، فيسارعون لإرضائهن حتى ولو على حساب كرامتهم الشخصية أو كرامة شعبهم.. هذا ما حصل مع كليوبترا وشجرة الدر ونساء أخريات تحدثت عنهن كتب التاريخ القديم والمعاصر.. ولكن ما الذي لدى كوندليزا رايس من جمال حتى تتمكن من السيطرة على زعمائنا..!! فيعجزون عن مخالفتها أو القول لها -- لا -- ولو مرة واحدة.. انه لأمر محير ان تكون مواقف رايس واضحة بعدائها لشعبنا وضوح الشمس، ولا تستحي هي أو تخجل من الإعلان عن تلك المواقف وحتى في عقر دارنا.. ورغم كل ذلك نحتفي بها هنا ونصفها دائما بأنها الحاملة لهمومنا والآتية لمساعدتنا، والساهرة من اجل خلاصنا من براثن عدونا.. هل هو سحر جمالها.. وان كان الأمر كذلك.... لنتخيل ماذا كان ليحصل لو كانت رايس بجمال ودلع الفنانة اللبنانية هيفا وهبي..؟؟ هل كان زعمائنا عندها ينهارون تماما ويخروا ساجدين تحت قدميها ويلثمون حذائها مقابل كل بسمة أو غنجة تطلقها من فمها أو من أي جزء من جسدها..!! وهل كانوا سيوقعون لها على بياض لتفعل بنا ما تشاء وكما يشاء لنا أعداؤنا.. قد لا تكون الأمور كذلك ومن المؤكد أنها ليست على هذا الشكل.. ولكنا نسال ويسال كل أبناء شعبنا.. ما هو سر خنوع قياداتنا التام لإرادة رايس.. والجواب الأكيد والمضحك المبكي ان السر يكمن بضعف وعجز وتردد أولئك القادة وهزيمتهم المخزية من داخلهم أولا، قبل ان يكون جبروت ونفوذ دولتها زعيمة العالم المعاصر.. فكيف يمكن لنا تفسير حفاوة أولئك القادة-- الذين إما أنهم أغبياء أو أنهم يستغبون شعبهم-- حفاوتهم برايس ومديحهم لجهودها تجاه عملية السلام.. بعد ان أعلنت وبصفاقة منقطعة النظير موقفا مؤيدا لقرارات حكومة إسرائيل الأشد خطورة-- باعتبار قطاع غزة كيانا معاديا.. فقد كانت رايس وقبل ان تأتي إلى رام الله هناك في القدس وبضيافة اولمرت، وهناك اثنت على قرارات حكومة عدونا باعتبار غزة كيانا معاديا.. لتهيئ بذلك الظروف المحلية والدولية للقبول بما تحضر له حكومة الاحتلال من إجراءات عقابية ضد أهلنا في قطاع غزة.. إجراءات قد تكون حصارا اقتصاديا شاملا-- بحيث توقف إمدادات الماء والكهرباء، وتمنع حتى إيصال الأغذية والأدوية.. وقد تصل لاجتياح كامل لغزة، أو بالإمعان بعمليات القصف الجوي والمدفعي وتكثيف عمليات الاغتيالات، وتوسيع حجم التوغلات اليومية لقواتها داخل القطاع.. في إسرائيل رايس أيدت قرارات المجلس الوزاري المصغر.. وعندما وصلت إلى رام الله هب بعض ناطقينا الإعلاميين ليقولوا لنا ان إسرائيل تحاول إفشال مهمة رايس باجتياحها الإجرامي لمخيم العين في مدينة نابلس.. وكأن حصار غزة وتجويعها وتصعيد العمليات العسكرية ضدها أمر مختلف ولا يفشل جهود السلام.. وان قبول رايس لكل ذلك ليس دلالة دامغة على عدم جديتها في الحديث عن ضرورة بذل كل الجهود لإرساء السلام العادل، وأنها ليست المشجعة والداعمة دوما لإسرائيل في تمردها وخروجها على القوانين والأعراف الدولية.. فكيف تكون رايس داعمة للعدوان هناك على غزة..!! ونصفها نحن هنا بأنها رسول للسلام ونثني على جهودها.. بل ونتهم إسرائيل بأنها تحاول تخريب تلك الجهود (المباركة)..!! ليس المهم ولا يجب ان نغضب من إطلاق وصف الكيان المعادي على غزة، فمن الطبيعي ان يوصف قطاع غزة وكل المناطق الفلسطينية الأخرى بالكيان المعادي، لأنها يجب ان تكون كيانا معاديا للكيان الصهيوني العنصري-- المحتل لأرضنا والغاصب لكل حقوقنا-- ولا يجب ان يتغير هذا الوصف إلا بعد إرساء السلام العادل والدائم والشامل، القائم على قرارات الشرعية الدولية، وأيضا بعد ان ينال شعبنا كافة حقوقه في العودة إلى دياره الأولى، وتقرير مصيره وبناء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. ولا يجب ان نغضب لهذه التسمية بل علينا ان نغضب لو سمي أي كيان فلسطيني-- أو بعض أجزاء ذلك الكيان-- بالكيان الصديق.. وذلك قبل ان تعود إليه كامل حقوقه.. نعم ان تسمية قطاع غزة بالكيان المعادي ستكلف شعبنا هناك دماء وألما ودمارا ومعاناة وجوع أكثر واشد.. وهو الأمر الذي لا يجب ان نكتفي بالرد عليه بدموع التماسيح..!! بل بأفعال واضحة ملموسة، وبتكثيف الحملات على المستويين العربي والدولي، لتامين التضامن والتعاطف مع شعبنا المحاصر، ولتامين ما يمكنه من الصمود بوجه ما يخطط له المحتلون من جرائم وكوارث.. بغض النظر عن الخلاف مع حكام ذلك القطاع، الذين بأفعالهم المرفوضة قطعا سهلوا على العدو خطواته لعزل القطاع، وتكريس الانقسام بين شطري الوطن إلى الأبد.. وبأفعالهم أيضا أسهموا بإضعاف الكل الفلسطيني، مما فتح شهية أعداءنا لاستغلال هذه الحالة من الانقسام، والشروع بالتخطيط لاستغلالها أثناء انعقاد لقاء الخريف، الذي سيجري تحت رعاية الشيطانة رايس، ليفرضوا من خلاله على شعبنا وقيادته-- حلولا هزيلة أسوا بكثير مما هو مسطر باتفاقيات اوسلو.. حلول جزئية تعطي أعداءنا فرصة جديدة ووقتا إضافيا اطول لفرض وقائع اخطر على الأرض..
#خالد_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعارات لمسيرة ضد غلاء الاسعار
-
عن الهراوات في غزة والخليل
-
احداث غزة تدمي العين وتعمق الجراح الفلسطينية
-
فلسطينيون واعوان للشيطان
-
عن جشع التجار وفلتان الاسعار
-
قاتل يستحق البراءة
-
الجدار.. فضائح بالانتظار
-
عيب يا حكومة
-
قاضي كعب داير
-
الا الخبز يا رئيس
-
الهاربون من غزة
-
قصيدة رثاء للقائد الشعبي الفلسطيني يحيى ابو فرحة -- دمعة وفا
...
-
كلمة تأبين الفقيد يحيى أبو فرحة التي القاها خالد منصور باسم
...
-
قمع المتظاهرين سنّة المستبدين
-
تصريح صحفي من خالد منصور – عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب -
...
-
لا حياد ولا تبعية
-
انت في القلب يا غزة
-
حلمنا الذي تحول الى كابوس
-
نداء من الشبكة الدولية للشباب الفلسطيني من أجل السلام والحيا
...
-
واخيرا فعلها ابو مازن
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|