أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد موسى - مصداقية التهديد السوري على المحك















المزيد.....


مصداقية التهديد السوري على المحك


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 06:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


((مابين السطور))
وكما توقعنا سابقا, خلال عدة قراءات وثقتها في العديد من المقالات,بان طبول الحرب كانت تقرع جرس الإنذار على الجبهة السورية الصهيونية,وان رسائل التطمينات,التي كان يبعث بها,رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي إلى القيادة السورية, ماهي إلا ذرا للرماد في العيون,حيث أفاد سابقا بعدم وجود صيف ساخن, وان الاستعدادات الحربية الإسرائيلية على جبهة الجولان,ماهي إلا نشاطات تقليدية,الهدف منها تعزيز الدفاع عن النفس,في مواجهة التهديدات السورية,بالرغبة في استعادة الجولان, وفتح جبهة كحرب استنزاف من اجل إجبار الاحتلال على الجلاء عن الجولان المحتل,حتى أوحى للجانب السوري أن دويلة الكيان الصهيوني ترتعد ضفائرها جراء التحركات العسكرية السورية, وما واكبها من استعداد إيراني للدعم الكامل من اجل كسب المعركة, في حين أن العارف بالإستراتيجية الصهيونية, وثوابتها العسكرية, يعلم أن لاعهد للصهاينة, وان مايصرحون به عكس ما يبطنوه وينوون فعله, بل معلوم أن الكيان الإسرائيلي له من المقاتل التي لايقوى عليها, مثل حرب الاستنزاف, ونقل المعركة إلى عمق كيانه الضيق الهش, إضافة إلى أن مايتميز به ذلك الكيان العدواني العسكري,هو المباغتة, والمبادرة العدوانية, والضربات الأستباقية,التي تعزز إمكانية حسم أي معركة في اقصر وقت ممكن, لان جيش العدوان الصهيوني, لايقوى على خوض حرب طويلة المدى, هذا ضمن دراسات سيكولوجية إستراتيجية, لذلك كان لابد من توقع الغدر المعهود لدى اليهود منذ بزوغ فجر الإسلام, وكان لابد من توقع عملا عدائيا مركزا, خاصة وان كل الأخبار تحدثت عن اكتمال الاستعدادات على الجبهة السورية, لمواجهة أي عدوان محتمل, في حين أن الأخبار التي تناقلت حربا نفسية ذات اثر عظيم,فيما لو صاحبها مصداقية,وتجاوزت تفسير تلك الاستعدادات السورية , بأنها للدفاع عن النفس فقط, وصولا إلى إعلان مشابه لإعلان الحرب,حسب المواثيق لدولية,بان سوريا عقدت العزم على استعادة الجولان المحتل, ودار الحديث عن تزويد سوريا بأسلحة روسية وإيرانية, وصواريخ قادرة على الردع, وضرب العمق الصهيوني, فتوقعنا دون تردد عملا عدائيا يكون شرارة لاندلاع حرب ,على تلك الجبهة الملتهبة, ويبدو أن القيادة السورية,قرأت المعطيات بشكل معاكس, ووثقت في أجندة التضمينات الصهيونية, ولم تأخذ تلك التضمينات على محمل الجد ,لتترجمها بشكل صحيح أنها تكتيكات للقيام بعمل ما.

ومنذ أسبوعين تقريبا,طالعتنا الأخبار,على غارة صهيونية بلغت أقصى مدى للعمق الاستراتيجي السوري,ليدور الهرج السياسي والمرج العسكري ضمن اكبر عملية تعتيم,على أهداف وطبيعة تلك الغارة الغير مسبوقة, لتصل إلى الحدود السورية التركية, وكانت تلك الغارة إعلان حرب بشكل لايقبل التأويل, ولو تطور الأمر بردة الفعل الطبيعية السورية, لكان ذلك التاريخ هو أول أيام الحرب المتوقعة, وكان الكيان الإسرائيلي وبعد استكمال الاستعدادات ,على جاهزية تامة لمواجهة القوات السورية, كقوات تقليدية عربية,في حين أن متخذ لقرار بتلك الغارة وبتقديري أن ذلك تم على نطاق مصغر جدا,أخذت الغارة طابع السرية كما سيظهر لاحقا, ويبدو أن التقديرات الصهيونية كان لسان حالها, ونتيجة حسابات دقيقة, تعلم أن سوريا ستكون منفردة في الميدان عربيا, وان الاستعدادات السورية لاتتجاوز حدود الإعلام الحربي للتهويش ومحاولة إيهام الكيان الإسرائيلي, بجدية التهديد السوري ومقدرة سوريا على الردع, لان الكيان الصهيوني على أتم جاهزية لمواجهة أي قوة عربية تقليدية, سواء متجمعة أو متفرقة, لكنه بما ينعت نفسه به الأسطورة التي لاتقهر, عاجز عن مواجهة مجموعات أو قوات تنتهج حرب العصابات الشرسة وطويلة المدى,ففشل في الجنوب اللبناني, وفشل في فلسطين فشلا ذريعا.

حقيقة لم اتفاجىء بالعدوان الصهيوني على سوريا, وكنت أدير حديثا مع العديد من الأصدقاء, قبل العدوان بساعات, بأنني اشتم في الأفق هجوما مباغتا على سوريا, وعملا عدائيا, يتزامن مع تناقل الأخبار التي مفادها, الالتقاء الأمريكي الإيراني فيما يتعلق بالأمن في العراق, وفيما يتعلق ببوادر الانسحاب الغربي من المستنقع الإيراني, حتى تصدرت الغارة الصهيونية على سوريا حديث الصحافة والإعلام المسموع والمرئي والمقروء,بان الطيران الحربي الصهيوني اخترق العمق السوري, دون أن تفصح حتى الصحافة الصهيونية, عن أي معلومات من شانها, أن تفك طلاسم تلك الغارة المباغتة, وتميط اللثام عن أهدافها وتفاصيل عملياتها, واكتفى الإعلام الصهيوني ربما لشُح المعلومات, ببعض التحليلات والتي ذهبت في أقصاها إلى حقيقة العنوان بالغارة, وتوقع أن تكون تلك الغارة حققت أهدافها بتدمير بطاريات صواريخ باليستية, كانت قد نُصبت في ذلك الموقع, على الحدود السورية التركية, وعادت تلك الطائرات الحربية أدراجها, سالمة إلى قواعدها العسكرية.

فما أهداف وما حقيقة تلك الغارة الصهيونية ؟؟؟

وحسب حديث بعض المحللين الصهاينة, بان تعتيما ذو سرية خاصة مضروب على طبيعة تلك العملية, تركة الحديث للجانب السوري, الذي يتكتم هو الأخر, ولم يدلي بأي تفاصيل, غير أن الدفاعات الجوية والأرضية السورية, أجبرت لطيران المعادي على الفرار, واحتفظت لنفسها بحق الرد على ذلك العدوان, وكانت ردة الفعل السورية كما توقعها الكيان الإسرائيلي, وكما كتبت فيها سابقا, هو التوجه بالشكوى لمجلس الأمن الدولي, والذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية, والتي تضمر لسوريا العدوان, ولا تخفي الرغبة بإسقاط النظام, منذ أن هدد وزير الخارجية الأمريكي السابق(كولن باول) عندما طلب من سوريا تحديد موقف واضح من غزو قوات التحالف الغربي على العراق, فأعلنت سوريا فورا على لسان الناطقة باسم وزارة خارجيتها, أن سوريا ستقف مع الشعب العراقي ضد أي عدوان, فقالها(باول) إذن على سوريا أن تجهز نفسها لدفع الثمن فور الانتهاء من غزو العراق,لذلك فان مجلس الأمن موجود أصلا, لتلقي شكوى الضعفاء المعتدى عليهم, ومن ثم فيما لو أراد اتخاذ أي قرار من شانه ردع المعتدي, فسلاح الإرهاب والقمع والابتزاز السياسي(الفيتو) جاهز لردع القانون الدولي, وإسقاط العدالة الدولية على أعتاب البسطار الصهيوني.

تعقيبات غامضة وذات دلالة من قادة الكيان الصهيوني:

• شمعون بيريس رئيس الدولة العبرية المارقة:

وبعد أن اكتفت سوريا بإعلانها الاحتفاظ بحق الرد, بشكل لم تأخذه القيادة الصهيونية على محمل الجد, صرح رئيس الدولة العبرية(شمعون بيرس) بتصريح يتم قراءته بلغة الاستخفاف, لكن بيرس يتحدث بلغة الواثق, وكأنه لم يقوم بأي عدوان ليقول, أن حالة التوتر التي كانت بين إسرائيل وسوريا, خلال الأسبوعين الأخيرين, قد انتهت ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!

فلا ندري ما الذي انتهى؟؟؟, وهل النهاية ناجمة عن حوار سري بعد العدوان الصهيوني, أم هي رسالة القوي الواثق من طرف واحد, يقصد بها أن رسالة قوية ما, وصلت إلى سوريا, وهل تلك الرسالة حدودها بالونات هواء الطيران الحربي الصهيوني,أم أن المستور يكمن خلفه تدمير قواعد الصواريخ السورية, التي أقلقت مضاجع القيادة السياسية والعسكرية الصهيونية, وكان لها دورها الحاسم والمؤثر , في تحديد مسار أي حرب مرتقبة, وان ضربها وتدميرها, يعني شل قوة الردع السورية, لذلك يصرح الصهيوني بيرس, بانتهاء التوتر من جانب واحد, ويضيف,انه يؤيد رئيس وزراء كيانه,(يهود اولمرت) بفتح قناة اتصال مع سوريا ؟؟؟؟؟!!!!

• ايهود اولمرت رئيس وزراء الكيان الصهيوني

وبعد العدوان الصهيوني على العمق السوري, يصرح المجرم اولمرت,إن الكيان الإسرائيلي حريص على السلام مع سوريا, دون شروط مسبقة؟؟؟!!! ويُثني اولمرت على قيادة الرئيس السوري؟؟؟!!! ماكل هذا العبث والاستقواء والغطرسة والاستخفاف؟؟؟ كيف بعد العدوان مباشرة تكون سوريا مستعدة للسلام مع الكيان الصهيوني؟؟؟ وبدون شروط؟؟؟ هل يقصد اولمرت ماقصده المجرم بيرس بان الرسالة وصلت, وان الغارة الصهيونية, لم تكن غارة لمجرد جس النبط وجمع المعلومات الاستخبارية؟؟؟ هل فعلا قام سلاح الحرب العدواني الصهيوني بعملية سرية ونوعية, ويثق بان الجانب السوري, لن يتحدث عن أضرارها, طالما تكتم على ذلك الجانب الصهيوني, وتبقى ورقة مساومة صهيونية, تدفعهم إلى لغة الثقة والاستخفاف هذه.

يتحدث عن سلام بدون شروط, في حين أن الموقف السوري واضح في سياسته التي تدفعه للانخراط في العملية الوهمية السلمية الشرق أوسطية, بان الشروط السورية تكمن,في تعريف ماهية السلام, وكذلك في الاستعداد المضمون للانسحاب الصهيوني الكامل من الجولان المحتل, قبل الشروع في التفاوض على توقيع أي اتفاقية سلام.

وما يثير الفضول والاستهجان, وربط ندرة المعلوم, بقراءة المستور, إن رفض(اولمرت) ضمن عملية التعتيم المحكم على الغارة العدائية, رفض حتى الإجابة على سؤال عضو الكنيست(زهافا غلؤون), حيث طالبته بتقديم تقرير,حول نشاط امني غير عادي خلف الحدود, وتقديم ذلك التقرير, حسب الأصول الدستورية, إلى لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست, ا والى احد لجانها الفرعية, إلا أن اولمرت وبإصرار رفض ذلك المطلب القانوني, وهذا إن دل إنما يدل على خفايا إستراتيجية, ربما تجيز له ولقيادة حكومته على نطاق ضيق, وفق متطلبات سرية الأمن القومي الإستراتيجية العليا, أن يحظى بهامش ذلك الرفض أو التحفظ, مؤقتا, لحين الترجمة السياسية المتوقعة لتلك العملية الحربية من قبل القيادة السورية.

• تصافي هنجبي رئيس لجنة الخارجية والأمن

ونتيجة ذلك التعتيم الغير مسبوق, والذي جعل المراقبين والمحللين , يتخبطون في قراءاتهم المنقوصة, نتيجة حجب الحقيقة ,ليس فقط عن الجمهور, بل حجبها حتى عن أغلبية القيادة السياسية, فصرح رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الصهيونية(تصافي هنجبي) بما يخالف الثقة التي يتحدث بها كل من بيريس, واولمرت, قائلا: بأنه يجب اخذ التهديدات السورية, بالرد على الغارة الجوية الإسرائيلية, على محمل الجد؟؟؟!!!!!

• سلفان شالوم وزير الخارجية الصهيوني السابق

وواضح أن هذا القطب الليكودي, لم يثير جلبة كبيرة, حول غموض الغارة العدوانية على سوريا, ولا ادري أن كانت القيادة العليا , قد اطلعت مسبقا أو لاحقا, قيادة حزب الليكود اليميني المتطرف, وإحاطتهم علما بمخطط العملية وأهدافها, كي لايطالب هذا القطب الليكودي بمعرفة تفاصيل العملية, بل يتماها رأيه مع رئيس الكيان ورئيس وزراء الكيان الصهيوني, ويتحدث باستخفاف سياسي وغطرسة, وكان كل شيء تم الإعداد له مسبقا,ليقوا: معقبا على شكوى سوريا لمجلس الأمن ضد كيانه الغاصب العدواني, بان المجتمع الدولي, لايقيم وزنا للشكوى التي قدمتها سوريا ,إلى مجلس الأمن, وذلك بسبب التبعية السورية لإيران, مما يدفع المجتمع الدولي أن يدير ظهره لها.

التهديد وتقديراته في الأجندة الصهيونية

ولقد صدق الصهيوني شالوم, وتعلم سوريا مسبقا, وكل بلاد العالم, أن الكيان السرطاني الإسرائيلي, الذي ولد من رحم الصهيونية العالمية, فوق القانون, وان أي توجه لمجلس الأمن والأمم المتحدة ومواد ميثاقها, المخصص للضعفاء, لن يؤثر على أي سلوك عدواني صهيوني, طالما سلاح الفيتو مشهرا في وجه العدالة الدولية المنسحقة, فالذي يحتفظ لنفسه بحق الرد, لايشتكي المتغطرس الأصغر للمتغطرس الأكبر, بل يجب أن يكون التهديد المكفول دوليا في إطار مصداقية التصريح, وأي سقوط لتلك المصداقية, يعني سقوط تلو سقوط, وهذا لليس مدعاة تحريضية للرد غير المحسوب, لكنه استهجان لتهديد غير محسوب كذلك, وماذا يعني تهديد غير قابل للتنفيذ,فكان من الأولى عدم التهديد من أصله حفاظا على ماء هيبة الوجه, وجعل العدو حائرا بتقدير الرد من عدمه .

ويطيب لي هنا استحضار نماذج للتهديد الذي ينتج ردعا, على سبيل المثال لا الحصر, فقد سبق وان هدد حزب الله قبل حرب تموز, بقصف العمق الصهيوني وبعنف, في حال أقدم الكيان الصهيوني, على ضرب مجرى تحويل حصة إضافية للبنان من مياه نهر الوزان, وقد هدد الكيان الصهيوني, بضرب مجرى التحويل, إلا أن الإدارة الأمريكية تدخلت على الفور, لأنها تعلم جليا مدى مصداقية ومقدرة وجدية حزب الله على تنفيذ تهديده, فيما لو أقدمت ربيبتها العبرية,على ضرب محول المياه, وحضر القنصل الأمريكي بنفسه إلى مجرى التحويل الذي رفع عليه علم السيادة اللبنانية, وبالفعل انتصرت مصداقية تهديد حزب الله على مصداقية تهديد الكيان الصهيوني, وتمت عملية تحويل المياه,نتيجة مصداقية التهديد.

كذلك تعلم الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور في فلكها, بان التهديدات الإيرانية فيما لو تعرضت طهران لأي اعتداء, سوف تضرب تل أبيب بكاملها, وتسدد ضربات قاتلة للقوات الأمريكية أو الصهيونية المعتدية, والعلم المؤكد لدى الإدارة الأمريكية , بامتلاك إيران لوسائل الرد, وجديتها في الدفاع عن سيادتها, جعل من التهديدات الأمريكية والصهيونية, امسوخة ومهزلة, تحاول الإدارة الأمريكية الحفاظ على وتيرتها, دون وضع مخطط جاد لضرب إيران, مما حدا بالولايات المتحدة وحلفائها, إلى استخدام السياسة الدبلوماسية الناعمة, مصحوبة بسقف أعلى لايتجاوز العقوبات الاقتصادية, وربما أخر تصريح صدر عن حكومة تل أبيب, يدل على أن مصداقية التهديد الصهيوني في الحضيض, حيث دعت قيادة الكيان الصهيوني, إلى تشديد العقوبات على طهران, كخيار وحيد تصفه بالمفيد, على غرار نجاحه في ثني كل من ليبيا وكوريا الشمالية عن برامجها النووية, وان لم يكن ذلك نهاية المطاف مع إيران, لكن مهزلة التهديد الأمريكي الصهيوني, في مواجهة مصداقية التهديد الإيراني وجديته, ترسم خارطة السياسة الحالية , وربما المستقبلية, واعتقد بان العدوان الصهيوني على سوريا, لم يتم لولا معرفة مسبقة, بان مصداقية التهديد السوري, لن تصل لحدود تتجاوز التهديد من جديد والوعيد, بعيدا عن المصداقية التي لاتقبل التأويل ولا التأجيل, طالما أطلقت الدولة تهديدها, وادعت بأنها على جاهزية كاملة لمواجهة أي عدوان,,الم يكن الولوج إلى العمق السوري, وربما ضرب أهداف استراتيجة ذروة العدوان؟؟؟؟!!!!

• ايلان مزراحي رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني

ربما ومن خلال تجميعي لسلوكيات وتصريحات صناع القرار في الكيان الإسرائيلي, دفعني إلى محاولة الربط بين كل سلوك وسلوك, على المستوى الاستراتيجي, من اجل وضع النقاط على الحروف, و حتى محاولة إجراء مقاربة , من شانها أن تجعلنا نسلط مزيدا من الأضواء, على غموض العملية العدوانية الصهيونية على سوريا, والصمت الذي يتبعها, بل تصريحات الغطرسة والاستخفاف من أعلى قمة الهرم القيادي الصهيوني, والحديث وسط العاصفة التي يتوقعها أي محلل أو مراقب, كتحصيل حاصل, للسلوك الواقع, والسلوك لمفترض والمرتقب, ومتابعة أي جزئية من شأنها, مدنا بحلقة وصل لتكملة الحلقات المفقودة, في دهاليز الاستخبارات الحربية الصهيونية, سواء بالاستقراء, أو بالاستنباط, كي نتمكن من تشوف وقراءة المستقبل من منظور قريب وبعيد, وفق معطيات قريبة إلى المنطق التحليلي البرجماتي, عل وعسى أن ننير بها الدرب, لمن فقدوا الرادة, والبصيرة, والطامة الكبرى, أن يكون هؤلاء مبصرين ويدعون أنهم عمي, يسمعون ويدعون أنهم صم, يثرثرون ويدعون أنهم صم , وما يصدر عنهم ماهو إلى ثرثرة على حدود الهزيمة!!!!!

وهنا استحضر إقدام رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني(ايلان مزراحي) بعد عام ونصف, من توليه هذا المنصب على الاستقالة, هو واثنين من كبار مسئولي الأمن القومي, فهل لتلك الاستقالات الهامة, أي علاقة بالغارة العدوانية على سوريا, من حيث أن مجلس الأمن القومي أخر من يعلم ؟؟؟ والتعتيم على طبيعتها السابقة واللاحقة, على أعلى المستويات القيادية للكيان الصهيوني,وحسب ماجاء في صحيفة(يدعوت احرنوت العبرية), حيث صرح رئيس مجلس الأمن القومي,أن استقالته تأتي لأنه بات يشعر,بان منصبه منتهك الصلاحية, وانه خلال عمله حاول تنفيذ تغييرات في آليات عمل المجلس, وانه قدم الكثير من الوثائق والمقترحات, بشان إيران وسوريا والسلطة الفلسطينية, واعتبر أن المجلس لايقوم بواجباته؟؟؟!!!

فهل تتسبب السرية المحيطة بالعملية الحربية الخاطفة, أزمة في المؤسسة السياسية والحزبية وربما العسكرية الصهيونية؟؟؟ أم أن هرولة سوريا صوب ملجئ الضعفاء( مجلس الأمن) وعدم القيام بأي ردة فعل ولو محدودة , ردا على انتهاك السيادة المنتهكة, وحفاظا على ماء وجه مصداقية التهديد, فهل هذا السلوك السوري, يكبح جماح أي زوبعة متوقعة, على غرار ما نجم عن عدوان حزيران على الجنوب اللبناني, وما أحدثه من فعل كإرثي على هيبة المؤسسة العسكرية, والإرباك السياسي, وبالتالي فان الصمت السوري, أو تفريغ التهديد في أروقة مجلس الأمن ليبطل مفعول المصداقية, وما يحيط العملية من سرية, هل يمنع حدوث تلك الأزمة, وتعتبر العملية بكل ما يحيطها من غموض امني وسرية إعلامية, هي عملية ناجحة, يتوقع منها نتائج ايجابية لصالح حكومة اولمرت؟؟؟!!!

محللون إسرائيليون,تخبط, واصطياد في المياه العكرة

أفاد عدد من المحللون الإسرائيليون, أن سوريا تعاملت بذكاء, مع اختراق الطيران الحربي الصهيوني لمجالها الجوي, وقد افادو أن هدف عملية الاختراق للأجواء السورية, من اجل التعرف على الدفاعات الجوية السورية الجديدة, وان تحليق الطيران الصهيوني,في أجواء العمق السوري,هو اختبار ميداني لنوعية الصواريخ المنشورة في المنطقة, وان دل ذلك يدل على مدى الإفلاس الذي يعتري جعبة هؤلاء المحللون, ليتحدثوا بهذه السطحية التقليدية, وبهذه العمومية, والمانشيتات العريضة كعناوين أسفلها هوامش مفرغة, لان ذلك الاختبار كما يزعمون كان يفترض أن يكون مغامرة خطرة, قد تؤدي إلى اندلاع حرب فعلية, وحسب ادعائهم الاختباري, يفيد أن تلك الصواريخ المزعومة والدفاعات المذكورة, أنها غير موجودة أصلا على ارض الواقع, طالما لم تؤدي لخسائر ولو بسيطة في الأجسام المهاجمة المعادية, والبديل الذي لم يتحدثوا عنه هؤلاء الذين ارتضوا, أو ربما تعاونوا مع رغبة رئيس حكومتهم وقيادتهم بإطفاء مزيدا من الغموض, وان حدود التفكير, يجب أن يتوقف عند هذا الحد, في حين أن غيرهم ممن يجس نبض الأجواء السياسية والعسكرية , ويحاول تحريك المياه الراكدة, كي يجعل صناع قرار العملية والتكتم, الخروج عن صمتهم الخانق, وقد تحدثوا عن قصف جوي لأهداف إستراتيجية سورية, بل تحدثوا عن عملية قصف بري في موازاة تلك العملية,,فأين الحقيقة؟؟؟؟!!!

• رؤوين يدهسنور الكاتب والمحلل الصهيوني

يقول أن الصواريخ البالستية, التي تملكها سوريا, تغطي كل نقطة في ارض إسرائيل, ويضيف أن هناك عدد كبير من المقذوفات الصاروخية, في مدى اقصر يمكنها ضرب شمال إسرائيل, ولم يتحدث ذلك الكاتب عن علاقة قوله بالغارة العدوانية على سوريا,فهل هناك علاقة بين تلك الغارة الحربية, ومنظومة الصواريخ تلك؟؟؟!!!

أم كما يتحدث القادة العسكريين, التزاما بعملية التعتيم, بان الطائرات الصهيونية, قامت بنشاطات تقليدية,في سماء المنطقة لأغراض استخبارية؟؟؟؟!!!

وكيف للتوغل داخل العمق الاستراتيجي السوري,أن يكون نشاطا تقليديا؟؟ وقد سبق أن حلقت الطائرات الصهيونية في العمق السوري, وفوق قصر الرئيس- بشار الأسد حيث كان آنذاك متواجدا بداخله, فهل هذا النشاط التقليدي, دفع بالكيان الصهيوني ,إلى نشاط تقليدي آخر من الوزن الثقيل؟؟؟

وإذا كان ذلك الاختراق العدواني, نشاط تقليدي, فما هو النشاط الاستراتيجي الذي حدث, أو المتوقع أن يحدث؟؟

وهل الرد السوري الباهت, بعد التهديدات الصاخبة,اثبت مصداقية تقديرات وتوقعات القيادة الصهيونية, وبالتالي تفقد سوريا مصداقية التهديد بحق الرد, وان مجرد التهديد الثاني المُسوف, سيكون مصيره ليس بأفضل حالا من التهديد المسبق فيما لو حدث عدوان, كما صرحت به القيادة السورية, قبل العدوان؟؟؟

في حين أن بعض المحللين والمراقبين داخل الكيان الإسرائيلي, يحاولون وبشكل التوائي, كشف النقاب عن التعتيم المفروض إسرائيليا, وما لذلك التعتيم من أهداف إستراتيجية ,تكمل ملف الغارة العدوانية سرية الأهداف والتفاصيل,فيتحدث هؤلاء المحللون, بلغة تشبه لغة مدعي المعرفة, ليصطادوا في المياه العكرة, فيقولون أنهم لايشكوا في أن العملية حققت أهدافها, وان الكرة في الملعب السوري, ليكشفوا النقاب عن حقيقة تلك العملية.

وهذا يعني لهثا خلف ضالة الحقيقة, فيما لو تجاوزت تلك الغارة الحربية العدوانية, مجرد المعلومات الاستخبارية, وجس النبض العسكري, وصولا إلى ضرب أهدف فعلية , وتدمير قواعد صواريخ باليستية, نصبت على الحدود التركية السورية , وموجهة صوب عمق الكيان الصهيوني, وان عدم الحديث سوريا عن هذه الحقيقة,يعني ابتلاع الطعم الإسرائيلي, وتحقيق أهداف التعتيم الصهيوني, وان بذلك التعتيم مصلحة سورية, كي ترفع عن القيادة السورية, استحقاقات الرد المفترض, على ذلك العدوان, وعلى ذلك التجرؤ بضرب قوة الردع الصاروخية السورية, وبالتالي في حل حدوث ضربة لصواريخ أو ما شابه ذلك واشتراك سوريا في لعبة الصمت والتعتيم, مع المعتدي لإخفاء الحقيقة عن الجمهور فان ذلك يعني تضليل الجمهور الإسرائيلي من قبل قيادته لمصحته, وتضليل الجمهور السوري لمصلحة هيبة النظام, ويعني أكثر من ذلك, بان الرسالة وصلت بشكل عملي ودون وضع التهديد الصهيوني على محك المصداقية وعدمها,وان إطلاق التهديدات السورية دون مصداقية تصاحبها, في حال وقوع العدوان, يعني أن تلك المصداقية انهارت على المحك العملي, والنتيجة رسالة واضحة وقوية, أن سلاح الجو الصهيوني, الذراع الرادع, سيطال ويدمر, كل ما من شانه تهديد الأمن القومي للدولة العبرية.

وفي النهاية لانملك إلا أن نتحرى المصارحة السورية لإفساد الطعم الصهيوني,أو مزيدا من التسريبات, والتي سيطلقها الكيان الإسرائيلي, بموازاة إحجام سوريا عن الإبحار بعكس تيار التسوية السلمية, وبشروط لايقل سقفها, في الجولان, عن جعل الهضبة منزوعة السلاح, ووضع منظومة إنذار مبكر فيها, بل والاحتفاظ بحزام امني استيطاني, وكذلك إخضاعها لعشرات السنين للرقابة القوات الدولية, على غرار, كامب ديفيد, ووادي عربه,, فهل تغامر القيادة السورية, بمخاطرة مدروسة, أو حتى مغامرة غير محسوبة, من اجل الرد ومصداقية التهديد, أم تحاول إخماد جذوة التوتر كما هي المتناغمة الصهيونية للقيادة السورية, وما معنى تلك المتناغمة فيما يتعلق بأسرار العملية الحربية لسلاح الجو الصهيوني في العمق السوري؟؟؟!!!!



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة الصفر وخريف السلام
- اجتهادات منطقية بعد الفتاوى السياسية الدينية
- الصراع الجديد في العراق والخيار النووي الخليجي
- حماس تحرق كل سفنها
- تهدئة حركة حماس وتسوية الرئيس عباس
- تهدئه حركة حماس وتسويه الرئيس عباس
- 194 حق العودة إلى أين ؟؟؟!!!
- جبريل الرجوب وتوافق التناقض..إلى أين؟؟؟
- فلسطين في رحاب المدرسة الساداتية
- الدولة الفلسطينية الموقوتة والمناخات السياسية المحيطة
- عاشت الثورة,,عاشت م.ت.ف ,,عاشت الذكرى
- الانقلاب الشامل والهروب الجماعي
- كفاكم عبثا وتسييس لمعاناة العالقين
- ضربة وشيكة لإيران على ثلاث جبهات
- السلام المحموم في الزمن المأزوم
- غزة في مهب رياح صناعية ؟؟!!
- قصتي مع الضيف آلن جونستون
- الخيار الدولي ذر للرماد في العيون
- هاني الحسن في ذمة الجزيرة
- لا أهلا ولا سهلا بالمجرم توني بلير


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد موسى - مصداقية التهديد السوري على المحك