أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة الذهبي - دولاب الارض














المزيد.....

دولاب الارض


امنة الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 2044 - 2007 / 9 / 20 - 12:11
المحور: الادب والفن
    


دائماً حينما كانت العيون مشدودة إلى الأعلى, كانت عيناي تتجهان إلى الأرض ,حيث كان دولاب الفضاء يدور براكبيه,يرفعهم إلى أقصى ما يستطيع ويعيدهم إلى اسفل ما يريد....من هذا الذي يقتنع إن عجلة تدور على مركز ثابت تستطيع أن تنقله إلى الفضاء ؟؟؟
مسرورين كانوا يركبون العربات أزواجا أزواجا ويعودون من رحلتهم إلى الفضاء بدوار في الرأس وإحباط في الأحلام... لا شيء في هذا الكون أ سوء من حقيقة كبيرة تتحول إلى سراب.. سراب في مهب الريح .....
أتطلع في وجوه النازلين أتذكر ثور الساقية ذلك الذي يدور ويدور حول محور ثابت , وحده من يظن أن لرحلته نهاية يجب الوصول أليها فيوا صل الدوران.. تماماً مثلما تدور الأفكار في رأسي ألان , رأس ثابت على جسد واقف على ارض تدور من حوله كأنها دولاب الفضاء ......عشرات الأزواج من الأقدام حولي تتوجه إلى عربات الدولاب لتبدأ رحلتها الخائبة إلى الفضاء إلا زوجاً واحداً يقف جواري على بعد مسافة غير محسوبة بين أربعة أقدام , مسافة مليئة بفراغ يعج بكل شيء مهيأ للانفجار أو الرحيل في أي لحظة من دون دولاب ....
ارفع عيني لاواجه دولاب الفضاء فيدور رأسي.. أغير اتجاه نظري إلى الأرض فأجدها تدور هي الأخرى, أجوب بنظري بين الدولابين كلاهما يدور ودولاب ثالث يقف جواري يدور هو الثالث .....أيهم سيصل إلى الفضاء حقيقة ؟ منذ بدء البدء والأرض تدور مكانها ,ودولاب الفضاء مستمر في الضحك على راكبيه , يمضي وقت ويأتي وقت.. حتى بات لا وقت للوقت كي يفكر في الاختيار بين الدواليب التي ما عاد سالكاً أمامي منها إلا الثالث !!!
كان دولاباً يحيط نفسه بضجة ساكنة توحي برذاذ مطري مرتبك تمنحه عيناه غمامة حزن أسطوري , منحني قبل لحظة القرار اعترافاً بدا لي كأنه خارج بعد دوار ممتد من أقصى ارتفاعه إلى أقصاه .
غابت الشمس وصمتت الأرض لتتبدل السنن , تتغير اللهجات وتكف الأرض ودولاب الفضاء عن الدوران , لم يبق لي خيار سوى ركوب الدولاب قي رحلة للفضاء..... لا شيء اجمل في هذا الكون من حلم كبير يتحول إلى حقيقة , يدور الدولاب ولا أصاب بالدوران..الرحلة ما زالت في البداية فالبحر يبدأ حيث تكون المياه عميقة , لذلك السباح الماهر لا يتعب نفسه عند الشاطئ , وكذلك فعلت , لم اتعب نفسي بالنظر إلى عربات الدولاب ومدى ارتفاعه أو إلى أي مدى سيصل بي , كل ما كان يدور في رأسي هو لحظة الوصول إلى عمق المياه , إلى أعلى مكان في الدولاب اجمع فيها كل ما املك ولا املك من اجل الوصول إلى الفضاء , فضاء ذلك الدولاب الواقف على قدمين.. يصارع رباطة جأشه للخروج إلى الفضاء.
يدور ويرتفع تاركاً كل ما كان فوق أسفله , دولاب الفضاء , الأرض , الأشجار , العصافير , السنين الماضيات ,و........
عندها حاصرت عواطفنا الحزن وقضت على بيادر الآهات التي ترعرعت في تلك المسافة التي كانت تفصل بيننا, اخضرت الأغصان المتيبسة في الفضاء وقصدتها الفراشات الملونة اشتياقاً لا ملاذاَ , انحسرت الصحارى التي امتدت إلى حدود العمر الجنوبية في سنوات الدوران بعيداً عن دولاب ثالث يحفز الأرض لاستقبال المطر الربيعي وينطق بلسان الأشجار والجدران والجرح الصامت .
كان الدولاب يواصل مسيرته إلى الفضاء بخطى ثابتة قاطعاً المسافة بينه والفضاء والآخرين بسرعة متفاوتة هادئة كالسكون , صاخبة كالبحر , التفت إليه كلما ابتعدت الأشياء من حولي, سؤال واحد يعتمر في رأسي الدائر ...., هل سأصل إلى الفضاء أم سأعود خائبة إلى مكاني.. كحال ركاب عربات دولاب الفضاء !!!؟ أتأمله بدهشة الرؤية الأولى , الفرحة الأولى , اللهفة الأولى , والأمل الحلم الذي يتألق بين أربعة عيون تفتعل الهدوء وسط صخب كل شيء ليبدو كل شيء هادئاً .
يأخذني الدولاب إلى ابعد مما أتوقع أغفو و أصحو عشرات المرات , أتساءل هل يحلم الدولاب بالدوران ام أنني من يحلم برحلة في أحد عرباته !!!؟ فكرت في قرارتي هل علي أن أوقفه حيث وصل ام اتركه يسير بي إلى حيث توصله رحلته المجهولة !!؟ تناهى إلى مسامعي صوت أنفاسه وعزف أصابعه , أثار فيّ رغبة عارمة بالوصول إلى الفضاء ألان , انتبه إلى نفسي فجأة اجدني أدور في فلك دولاب يعلو دولابين يهمس لي وحدي , يدور بي وحدي , في حين تواصل عشرات الأزواج من الأقدام لهاثها من اجل الوصول إلى دولاب فضاء يحملها إلى أعلى ما يستطيع ويعيدها إلى اسفل ما يريد وعيونها ترنو إلى الأعلى دائماً إلا عينايّ كانتا تتسمران على الأرض تتمتعان في النظر إلى قاعدة دولاب ثالث وحده من يعرف الطريق إلى الفضاء .



#امنة_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاهة في الجار
- القطاع المصرفي الخاص .....بين حداثة المشاريع والدور القادم ف ...
- تاريخ البورصة في العراق من العهد الملكي حتى الاحتلال الاميرك ...
- الى انكيدو
- أقوى من الرصاص .. احد من السيف ... أقوى من الفولاذ -شهادات ع ...
- هموم من جسور
- الرجل .... نافذتي التي اطل منها الى عالم الابداع
- المثقفون العراقيون وازمة الاعتراف بالاخر
- حسد / قصة قصيرة
- رحيل العالم الاول _ قصة قصيرة
- هذيان جسر مهدد بالسقوط
- أمراة من رخام_قصة قصيرة
- الخيول تهجر المضمار
- فارس السراب
- دكتاتورية لغة
- الوباء السلطوي و تجاوز ثقافة النخبة
- مرثية لقناة العربية
- صناديق عتيقة / قصة قصيرة
- الظل يحلق ايضا
- مفتاح ا واقفال


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة الذهبي - دولاب الارض