أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجي محجوب محمد - البلوزة الحمراء














المزيد.....

البلوزة الحمراء


ناجي محجوب محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2047 - 2007 / 9 / 23 - 09:58
المحور: الادب والفن
    


مهداة: تضامنا مع لابسة البلوزة / إشفاقا على المتهجسين من البلوزة !

وبلوزةٌ حمراءَ يا لجمالها
تُلامس الصدرَ والنهدين
تشِّدهما في حنان
وتشِّدنِي إليهما في افتتان
يآآآآآآه لتلك البلوزة الصغيرة العجيبة
بلوزة كسحابة مطيرة
تروي بستان الفاكهة والأسرار
طوال العام
زهرتان ورديتان تتفتحان
وتشكلان نسيج البلوزة
تعجز حروف اللغات عن وصفك
ووصفهما
يا لهما وآآآآه منهما .... الزوجان المقدسان
فقط تتبعثر الأحاسيس وتتجمع
كمنظومة عجيبة
تلك الزهرتان
آيتان من السحر كانتا
عندما شدتني تلك البلوزة
كانت كالجاذبية
كالقدر العظيم
سارت البلوزة في فخار
تحمل أشواق حارة وآمال
لكن ذاك الرجل الغريب
حارس مفاتيح الجنة والنار
أطلق الشائعات الغريبة عن البلوزة
..............
البلوزة الصغيرة العجيبة
رمز الحرية والأنوثة
نفضت غبار الشك والأحزان
العالقُ بها عبر القرون
بدلاً من قبر الموؤدة والسجون
صارت بلوزة جميلة
رمزاً للحرية والأنوثة والحقيقة
أيتها الملاك الصغير
المتبرج بالبلوزة الصغيرة العجيبة
تقَدَم إلى الأمام
تُضِيء طريقك كل الأنوار الربانية .

مناسبة الكلمات أعلاه: استلهمتها حينما كنت داخلاً إلى الجامعة التي أدْرُس فيها، وهي جامعة النيلين، في يوم دراسي عادي، فإذا ما يسمى ب (الحرس الجامعي) يمنع طالبة في السنة الأولى من الدخول بحجة أن بلوزتها ضيقة!... وهي كانت تَتَرجاهم للسماح لها بالدخول لحضور محاضرتها الهامة، وتدخلت أنا في النقاش بهدوء مشيراً لهِّنّ – كُنّ سيِّدتان – بأن ما تلبسه يُعتبر زي عادي، وجميل، ولا حرج عليه، لكنهن برَّرْنّ موقفهنّ من المنع هذا، بأنَّهن مأمورات بهذا ولا حيلة لهِن في السماح أو الرفض من ذاتهِّن.
وهذه الحادثة، بالإضافة إلى ما أصباني من جراءها من حزن وغم، أيضا جعلتني أطوف بخيالي متفكرا في وضع حقوق الإنسان عموما والمرأة خصوصا في البلاد التي تسيطر عليها الأنظمة الإسلاموية ، مثل السودان، وكذلك وضع المرأة التاريخي عبر القرون الإسلامية السابقة.
ففي السودان، وقبل الظهور المأساوي للنظام الحالي في سدة الحكم، كان وضع المرأة خاصة في العاصمة، جيِّد، إلى حد ما؛ حيث كان لبس الفساتين القصيرة للسيدات شائع في المدارس والجامعات وفي أماكن العمل في مؤسسات الدولة المختلفة، وكدولة تمتزج فيها الثقافتان – العربية والأفريقية، وتتميز بالتدين البسيط، والملمح الليبرالي طاغي، جوهراً ومظهراً، وبمقارنتها بالوضع الاجتماعي لسودان اليوم، فيُمكن اعتبارها رائعة جدا مقارنةً بالصورة المجتمعية الشائهة التي أنتجتها ( الجبهة الإسلامية القومية- الإنقاذ الوطني – المؤتمر الوطني حالياً). إنها السياسات الهوجاء، وأوهام الدولة الإسلامية الرسالية " الرشيدة"، قضت على الأخضر واليابس من ليبرالية المجتمع السوداني السابقة، عندما اغتال الإسلاميون الحاليين النظام الديمقراطي الوليد في السودان في يونيو 1989، لينصبوا على قبره المشانق التي تختنق على حبالها أجمل أزاهير الحرية والجمال والتقدم.
والكلمات الشعرية البسيطة أعلاه، ما هي إلى صدى لضمير مُعَذَّب، تخنقه عبرات الظلم الجاهل الذي يرتدي ثوب الإنسانية والطهر الزائف، وقد تكون محاولة (لرد اعتبار) للبلوزة المُفتَرى عليها، والتي ليست سوى زي بسيط، ومن ثمرات النهضة الإنسانية الشاملة في العصر الحديث. هذا، وبعض الجامعات السودانية تفرض زي عبارة عن (عباية أو عباءة ) وغطاء كامل للرأس مثل جامعة امدرمان الإسلامية وجامعة القرآن الكريم؛ لكن بعض الجامعات الأخرى أيضا تحاول أن تطبقه على طالباتها، غير مبالين بالاحتجاجات والمرارات والدموع التي تَسِيل- وأنا شاهد عليها- مُستغِّلين الدعم والمباركة من أجهزة الدولة بمختلف أشكالها "وأسرارها"، وحين تُغيَّب سلطة وعدالة القانون، فاسحةً المجال لعشوائية الجهلاء المُسيطِرين، وتبريراتهم الجاهزة من مثيل: إن هذه البت ( البنت) لا تحترم (شعور) الناس المؤمنين عندما تتجرأ بالخروج "متبرجة" في حضرة الأتقياء جارحة لكبريائهم!.
فرض ما يسمى بالزي الإسلامي على الفتيات، إضافة إلى انه مانع مادي للجسد وكابح له من حرية الظهور بالشكل الذي تراه الفتاة، يمكن أيضا اعتباره كابت معنوي للفتاة، تظهر نتائجه بوضوح في أشكال الخجل الزائد وقلة الثقة بالنفس والارتباك في الفتاة التي مُورست عليها أنواع من الكبت متعلقة بفرض الشريعة الإسلامية.



#ناجي_محجوب_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناشدة لوزير الثقافة والشباب والرياضة السوداني لفتح موقع الل ...


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجي محجوب محمد - البلوزة الحمراء