رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 2044 - 2007 / 9 / 20 - 06:49
المحور:
الادب والفن
... و"الرأي العام" في العنوان أعلاه، اسم الصحيفة الجواهرية الأشهر والأطول عمراً، أصدرها الشاعر الكبير لأول مرة عام 1936 لتسبق، وتخلف صحفه التي حملت أسماء عديدة مثل الجهاد والانقلاب والعصور والثبات... وجميعها أغلقت أو توقفت بسبب نشر مواقف ومقالات وقصائد غنت خارج سرب الحاكمين... أما الصحيفة البكر التي اقتحم بها الجواهري غمار الصحافة ومعتركها فكانت "الفرات" أصدرها عام 1930، وهي الأعز لديه – كما يؤكد – خاصة وانها حملت اسم نجله الأول... والعدد النموذج الذي نقصده هنا عدد "الرأي العام" الذي صدر بتاريخ 1/3/1948، وكرس لأربعينية جعفر الجواهري، شقيق الشاعر الأصغر بين أربعة أخوة، وأخت. وقد استشهد برصاص السلطة الملكية، ابان أحداث ما اصطلح عليه "وثبة كانون"... ويتميز العدد فضلاً عن مناسبته، بما نشره من مواد، كما بندرته، إذ تخلو منه – على ما يُزعم – حتى المكتبات الأكثر شهرة وعراقة، بسبب نفاذه من الأسواق حينها، برغم اعادة طبعه لمرات متكررة، وفقاً لمعاصرين.
حمل العدد المعني، وكان بثمان وعشرين صفحة، مقاطع عديدة من شعر الجواهري عن "الوثبة"، ومن أهمه قصيدة "أخي جعفراً"، وصوراً لبعض الشخصيات والأحداث ذات العلاقة، ومواساة ومقالات وذكريات ومواقف، لنخبة من كبار رجال الدين والسياسة والثقافة، وغيرهم: محمد الصدر- رئيس الوزراء في حينها، وهبة الدين الحسيني الشهرستاني ومحمد حسين آل كاشف الغطاء وكامل الجادرجي وحسين جميل ومحمد رضا الشبيبي ومعروف جاووك وناظم الزهاوي وبابا علي الشيخ محمود ومحمد شرارة وكريم مروة وعلي جليل الوردي وبدر شاكر السياب وعدنان البراك وفؤاد عباس وكاظم السماوي ونجيب الصائغ وابراهيم الغبان. وكذلك د. طه حسين (من القاهرة) وحسين مروة (من بيروت) وعبد الرزاق الشيخ علي (من باريس) وحسين الشبيبي (من سجن الكوت)... ولاشك في أن أكثر من معنى ومدلول تحمله تلكم الأسماء ومساهماتها...
ولعلّ ما تنبغي الاشارة إليه أيضاً ان الجواهري اعاد اصدار "الرأي العام" بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958، بعد توقف دام سنوات. وفي عهدها الجديد واصلت الصدور في ظروف متباينة... صادحة بقيم التغيير والتنوير أول العهد، وناقده بجرأة وثقة، في الفترات التالية، حين عاد المبعدون عن السلطة السابقة، وأنصارهم للتأثير في مسار الثورة، وقيادتها، التي "لم تلغ شبراً من مزارعهم ..... " ولتعود البلاد مجدداً في ظلمة العنف والشمولية والتراجع... وقد تعرضت الصحيفة لمضايقات وتجاوزات عديدة، أرغمت صاحبها، الشاعر والرمز الوطني الكبير، على التغرب عام 1961 بعدما "الويَّ بمن عنده" و"لم تكفلْ له الأوطان دارا" على حد وصفه...
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟