|
شايل عيبه!!!!!
رحاب الهندي
الحوار المتمدن-العدد: 2043 - 2007 / 9 / 19 - 12:08
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
حين قررت شهرزاد مواجهة شهريار كانت مدركة تماما أنه رجل غير الرجال فهو كما عرفت عنه وحللت شخصيته، سريع الغضب منتقم بلا حدود لأناس ليست لهم علاقة بفعل الإنتقام، فحين اكتشف خيانة زوجته قتلها فورا وإنتقم منها. لكن مرض الإنتقام ظل سارياً بدمه ويمارسه مع كل الفتيات الأخريات جسدا وروحا ولليلة واحدة فقط لم يترك لأي منهن فرصة للهروب او الدفاع عن النفس.
فهمت شهرزاد تركيبة الشخصية فأقنعت والدها ان تكون هي العروس القادمة لتكون سببا في إنقاذ الكثيرات من بنات جنسها. فتسلحت بالثقافة والقراءة والمعلومات وبالذكاء وحسن القول وأسلوب السرد ودخلت مخدعه عروسا بهية تترقب حركاته وتنظر الى تعابير وجهه المتأزم. حتى إذا استقبلته بادرته بجملتها المعهودة المكررة في كل ليلة. “بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد” نفخت في داخله غرورا إضافيا زاده متعة وترقباً ليكتشف ماهية هذه العروس الجديدة وأعطى لنفسه فرصة للإكتشاف اليومي الذي أبقى على حياة شهرزاد وأبعدعن شخصه شبح الإنتقام. وهذا ما يؤكد ان أقسى الرجال وأكثرهم رعونة قد يتنازلون للمرأة عن كل شيء أمام ذكائها وقوة شخصيتها وليس فقط جمالها. فالجمال قد يبهرللوهلة الأولى وقد يصيب الناظر طعم الدهشة والتأمل. لكن ما ان تتحدث المرأة وتعلن عن شخصيتها حتى يقتنع الرجل بأن ما تحمله من أفكار وشخصية زادها جمالاً على جمال. او يشعر ان كل هذا الجمال لا يعدو كونه باردا وباهتا فيبتعد عنه! حكايات المرأة والرجل والعلاقات المتشعبة بينهما حكايات طويلة ومتعددة، فالمرأة هي جدة وأم وعمة وخالة وأخت وحبيبة وزوجة وزميلة وصديقة. والرجل أيضا يحمل نفس تلك التركيبات المختلفة، فهو جد وأب وعم وخال وأخ وزوج وحبيب وزميل وصديق. ولكل فرع من تلك الفروع علاقة محددة بإطار يجمع بين الرجل والمرأة، فالأب والأخ والخال والعم والجد هم من أواصر القربى التي قد تكون أواصر قوية تشد من أزر المرأة وترفع معنوياتها وتشجعها على ان تبني لها شخصية قوية لا تخشى المجتمع ولا الرجال، وقد كان نصيب شهرزاد أباً صالحاً متفتح الذهن وقف معها وساندها وعلمها وزرع في نفسها الثقة وحب الثقافة والتعلم وحارب معها جهل شهريار وتصرفاته المخبولة!! وهناك من الأقرباء كالأب والأخ.. إلخ من يحاول هدم شخصية المرأة وتدميرها بكل الوسائل بحجة الخوف عليها من الآخرين.. وغالبا ما يكون هؤلاء هم الرجال الذين ينتمي إليهم. لا لشيء إلا لأنه لا يثق بنفسه ويظن ان الرجال الآخرين قد يتصرفون مع “إناثه” كما يتصرف هو مع الأخريات. لذلك يزرع الخوف في نفسية إبنته أو أخته أو أي من قريباته في تعاملها مع الرجال وكأن الرجال أشبه بوحوش ينتظرون لحظة افتراسها!! هذه حقيقة نحس بها في مجتمعنا تحت شعار كبير يختبئ وراءه الرجل أولا ثم المجتمع ثانيا بأن الرجل “شايل عيبه” ولو دققنا النظر بكلمة “شايل عيبه” لوجدناها تعني عكس المراد منها ونفهمها نحن بأن عيبه ملتصق به. فلا أتخيل مثلا ان عائلة محترمة قد توافق على زواج ابنتها من رجل معروف بالعيب الإجتماعي اللهم إلا إذا حاول ان يزيف الحقيقة بوسائله المختلفة!! لتنكشف حقيقته بعد فترة ويصبح الإنفصال قضية لابد منها يطالب بها الأهل والفتاة! طبعا لأن الرجل فعلا شايل عيبه. لن ننكرهنا ان إكتشاف عيب الرجال لا يقارن بإكتشاف عيب النساء، فهنا العقوبة مختلفة للطرفين بالتأكيد لا تصل للقتل عند الرجال لكن عند النساء قد يكون القتل او النفي الخ.. من نصيبها. لكن كل هذا لا يعني ان يتهرب الرجل من عيبه أبدا!! والغريب ان الرجل حين يفعل العيب الذي يقصده المجتمع يكون ثنائيا أي بالتساوي مع عيب المرأة! أي ان العيب واحد والنتيجة مختلفة! أحد الشباب وهو لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة.. حدثني عن قصة أحد أصدقائه حيث ابتدأ سنته الأولى في الجامعة قال ان صديقه سعد لديه هواية عجيبة وهي ان يكسب ود وحب كل فتيات القسم في الجامعة. وأنه أوقع أكثر من فتاة في حبه. والغريب أنه رغم الظروف الأمنية الصعبة التي نواجهها جميعا إلا أنه نجح في عقد صفقة مواعيد مختلفة في أحد المطاعم. وأعد لهن جدولا في دعوات الغذاء فكل يوم مع واحدة وكان هذا الشاب وهو يتحدث عن صديقه يشعر بالزهو ويبتسم سعيدا بإنتصار صديقه وجرأته في كسب حب هؤلاء الفتيات المغر بهن وحين سألته لماذا يتصرف هكذا تصرف؟ ولماذا تتحدث عنه بكل هذا الفخر والاعتزاز؟ ضحك وقال: لأنّه عبقري ياسيدتي. والله لا اعرف كيف يمكنه إقناع كل هؤلاء الفتيات بحبه. وبصراحة أكثر لطالما تمنيت لو كنت مثله. وحين سألته مستفسرة: ما رأيك أنت بهؤلاء الفتيات؟ ابتلع ريقه ونظر إلي نظرة شبه خجلى وقال: عقولهن غير ناضجة!! وحين هممت بالمغادرة قلت له: عليك يا عزيزي أن تنصح صديقك بالكف عن هذه المهزلة التي تسعده. ألا يخشى على سمعة البنات وسمعته. هز كتفيه وصفعني بالجملة المشهورة: سيدتي هو رجل..0 والرجل شايل عيبه!!
#رحاب_الهندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حب الوطن وعشق الحور
-
المسرح العراقي هل تحول الى مسرح ذكوري؟؟؟
-
حب في الطرف الأخر !
-
اذا كان عقلي متحررا فجسدي ليس مباحا
-
هناك فرق !!!
-
تجنبي الرجال !!
-
أين مصيري؟؟؟
-
رجل بين النساء !!!
-
كاتم الصوت!!!!
-
من يهدم الحب ؟
-
دعاء امرأة منكسرة
-
لماذا؟؟
-
خطأ أن نقع في الحب !!!
-
الهروب من بوتقة القهر !!
-
امراة متوحدة
-
الرجل المنصف في الزمن غير المنصف !
-
المراة تستحق الضرب
-
الخيانه بين الحب والجسد
-
حين كنت ضدي
-
النساء وحدهن في محرقه الرجل العسكري
المزيد.....
-
وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل
...
-
وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال
...
-
هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية
...
-
بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال
...
-
حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام
...
-
معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و
...
-
قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي
...
-
قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في
...
-
الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|