أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - خبر علمي يُقَوِّض مزاعم الملاحدة!














المزيد.....

خبر علمي يُقَوِّض مزاعم الملاحدة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2043 - 2007 / 9 / 19 - 12:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جاء في الخبر: اكتشافٌ يؤكِّد أنَّ للكون بداية، ويُفَنِّد ويَدْحَض آراء ومعتقدات ومزاعم المُلْحِدين. لقد اكتشف فلكيون ضوءاً هو "الضوء الأوَّل". كان أوَّل ضوء شهدته السماء قبل نحو 13 مليار سنة، أي عندما كان عُمْر الكون 550 مليون سنة فقط. هذا الاكتشاف يَسْتَمِد أهميته مِنْ كَوْن العِلْم لم يأتِ بنظرية، من قبل، يؤكِّد من خلالها أنَّ الضوء يمكن أن يكون قد نشأ قبل هذه الفترة من عُمْر الكون؛ ذلك لأنَّ غاز الهيدروجين، الذي هو الوقود الأساسي للنجوم، التي منها ينبعث الضوء، لم يكن قد تكوَّن بَعْد. إنَّ هذا الاكتشاف يقوِّض أفكار المُلْحِدين الذين يقولون إنَّ الكون لم تكن له بداية، وإنَّه موجود منذ الأزل. هذا الاكتشاف يُثْبِت أنَّه كانت للكون بداية، وأنَّه قد نشأ قبل نحو 13.7 مليار سنة أرضية. وعليه، تداعت وانهارت مزاعم المُلْحِدين. هذا هو الخبر الذي نُشِر مع ما تَضمَّنه من استنتاجات.

المعرفة تبدأ دائما بـ "السؤال"، الذي تبدأ "إجابته" بـ "الافتراض"؛ ومع إخضاع "الافتراض" لـ "اختبار الواقع" نتوصَّل إلى دَحْضِه أو إثباته. وقد نتوصَّل في أثناء ذلك إلى اكتشاف جديد لم يكن التوصُّل إليه غايتنا في البحث.

على أنَّ "السؤال" الذي تبدأ المعرفة به ليس دائما بـ "السؤال السليم"، فقد يكون من نمط "الأسئلة الفاسدة".

هل للكون من بداية.. هل كانت له لحظة نشوء؟ إنَّنا لن نتمكَّن أبدا من إجابة هذا السؤال إذا لم نُجِب، قبل ذلك، عن سؤال "ما هو الكون؟".

قبل وجود الإنسان كان الكون موجوداً. وقبل وجود كوكب الأرض كان الكون موجوداً. وقبل وجود الشمس كان الكون موجوداً. وقبل وجود مجرَّتنا، أي مجرَّة "درب التبانة"، كان الكون موجوداً. وقبل وجود المجرَّات مع ما تشتمل عليه من نجوم كان الكون موجوداً. وقبل وجود ذاك الشيء الذي منه تكوَّنت المجرات مع نجومها وهو سُحُب غاز الهيدروجين كان الكون موجوداً. وقبل وجود جسيمات كـ "الإلكترون" و"البروتون" و"النيوترون" كان الكون موجوداً. وقبل وجود جسيم "الكوارك"، الذي منه يتكوَّن "البروتون" و"النيوترون"، كان الكون موجوداً.

إنَّ للكون "تاريخاً"، فهو شيء له ماضٍ، وحاضر، ومستقبل. حاضره ليس بنسخة من ماضيه، ومستقبله لن يكون بنسخة من حاضره، فالكون في حاضره مُخْتَلِفٌ، ويجب أن يكون مختلفا، في المكوِّنات والخواص..، عمَّا كان في الماضي. وفي مستقبله، يجب أن يكون مختلفا عمَّا هو في حاضره؛ فَعَن أي كون يتحدَّثون؟!

إنَّني لا أعرف السبب الذي منع كثيرا من البشر من أن يفهموا "النشوء" فَهْماً عِلْميا واقعيا. لو أنَّ هؤلاء أمعنوا النظر في "نشوء" أي شيء لكفوا أنفسهم، وكفونا، شرَّ كثير من الأسئلة الفاسدة. لو أنَّهم فعلوا ذلك لاكتشفوا ما أرى فيه "الحقيقة الكونية العظمى" وهي أنَّ "النشوء" و"التحوُّل" صنوان، فـ "لحظة نشوء س" إنَّما هي ذاتها "لحظة زوال ص".. إنَّها لحظة "تحوُّل" س إلى ص.

هل لبخار الماء هذا من لحظة "نشوء"؟ أجَلْ، له "لحظة نشوء". أمْعِنْ النظر في "لحظة نشوئه" فماذا تَجِد؟ تَجِد أنَّ مقداراً من الماء (السائل) قد "زال" فـ "نشأ" مقدار من البخار. لقد "تحوَّل" جزء من الماء (السائل) إلى بخار.

يحق وينبغي لكَ أن تؤمِن بأنْ كانت لهذا البخار بداية، أي "لحظة نشوء"؛ ولكن عليك، في الوقت نفسه، ألا تَضْرِب صفحا عن النصف الآخر من الحقيقة، وهو أنَّ "لحظة نشوء" هذا البخار هي ذاتها "لحظة زوال" ذاك المقدار من الماء (السائل). لو لَمْ يَزُل ذاك المقدار من الماء (السائل) لَمَا نشأ هذا المقدار من البخار. في العُمْق من هذه الظاهرة.. ظاهرة "نشوء البخار"، أو ظاهرة "زوال الماء"، نرى "التحوُّل". نرى "مادة" في صورة ما "تتحوَّل" إلى "مادة" في صورة أُخْرى.

إنَّ "لحظة نشوء" شيء ما، ولو كان هذا الشيء هو الكون الذي نرى ونعرف، تَدْعونا إلى البحث عن "مادة" كانت في صورة معيَّنة، فـ "زالت" هذه الصورة، فـ "نشأ" ذاك الشيء.

الكون مثله مثل أي شيء، يمكن ويجب أن تكون له "لحظة نشوء"، على أن نفهم هذه اللحظة كما نفهم "لحظة النشوء" لأي شيء آخر. ينبغي لنا أن نفهمها كما يُفْهِمنا إيَّاها "الواقع"، فـ "بخار الماء" الذي نشأ لم ينشأ من لا شيء.. لم ينشأ من "العدم". لقد نشأ من زوال مقدار من الماء (السائل). و"الكون" لا يختلف لجهة "لحظة نشوئه" عن بخار الماء هذا.

إنَّ "مادة" في صورة معيَّنة قد "تحوَّلت" إلى كوننا "الطفل". تلك الصورة زالت، فنشأ من زوالها "كوننا الطفل"، الذي شرع ينمو ويتطوَّر فاختلف في حاضره عمَّا كان في ماضيه؛ ولسوف يختلف في مستقبله عمَّا هو عليه في حاضره. وكل ما ينشأ مصيره "الزوال" حتما. ولسوف يزول كوننا الذي نرى ونعرف لينشأ من زواله "مادة" في صورة مختلفة، فهلاَّ نُدْرِك معنى "نشوء الكون".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة ضرب إيران.. هل أزِفَت؟
- بوش يَتْرُك -الراية البيضاء- لخليفته!
- -الديمقراطية- ليست مِنَ -الكُفْر-!
- 6 سنوات على -عالَم بوش بن لادن-!
- ليَنْطِقوا حتى نَخْرُج عن صمتنا!
- -حماس- تمخَّضت فولدت -فاشية سوداء-!
- الحاكم العربي في حقيقته العارية!
- -الغيبية- و-الغيبيون-!
- في الطريق إلى -اللقاء الدولي-!
- بوش يوشك أن يفتح -صندوق باندورا-!
- مناقشة ل -الرأي الآخر- في مقالة -التسيير والتخيير في فتوى شي ...
- العراق بين -التقسيم- و-التقاسم الإقليمي-!
- -التسيير والتخيير- في فتوى شيخين!
- هذا -التلبيس- في قضية -الربا-!
- المال.. إله الحياة الدنيا!
- غلاءٌ.. سَقْفُه السماء!
- توصُّلاً إلى الفصل بين الدين والسياسة
- التربية
- بين -أيلول بن لادن- و-أيلول بوش-!
- هناك مَنْ جَعَلَ الشفاء في الدواء!


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - خبر علمي يُقَوِّض مزاعم الملاحدة!