عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 2044 - 2007 / 9 / 20 - 12:11
المحور:
الادب والفن
لم يكن واحداً , بل أنا كنتُ وحدي
ولم تكن معي أشيائي الباقيات
كنت وحدي
وركنت كل ما معي في السرير
وهجعت أركض في زمن ٍ من نفور
كنت أُصلب
وأعدو إلى منفاي
فلم أعد أملك الحبر
والقبور تهزأ بي
والتُرَبُ راحلة
والماء أشهى ما فيه طعم الحنين
أين مني سُعار ٌ أصاب الأهل
وأقدام حفاة, ضج بها النواح
وتشابكت كأقدام الرعاة في لحظة الصحو
ولم أكن سوى واحداً ,
حَمّلَهُ الطيبّون عطش الفرات
و الجلد مني لم ينز ّ الماء
عطش ضارب فيّ
والدمع أخجله الحياء
لم أكن ممدوداً على قارعة الطريق
ولم يدر بي الله والكائنات
كأنما وُلْدت ُ في غفلة من الحياة
بين فجوة الزمان والعدم 0
وكنت لحظتها خارج الزمن
كنت أبحث عن 00
فنظرت حولي في الخليقة
فكان السكون , وكان العدم
فلم أكن مَسُوْدَاً
والذي رأيته, لم يكن الوجود والعدم
بل فراغ , شكّـل الفراغ في أعماقه
وعمل الأسواط في السُدُم
وما نظرت إذ نظرت
بل كانت طرفة مني
تهزأ بالمعلوم والمجهول
فحسدت نفسي
وما أبحت بالسر َّ
بل أبحت بالمعروف
فهو نَوّرَ شكل النور
وما خبأ المجهول في المعلوم
بل جعل الأشياء هكذا تسير
لأنّ ما يُعرف شاهد على معرفة المعروف
والنجم أوهى من دلالات الوجود
وما شقوة الإنسان إلا لعنة عليه
فلو لم يكن ما كان لشقائه نظير
وأنا بين فجوتين كنت , وصرت
وما ظلمت الفجوة الأولى
ولكني ظُلِمت
حينما ولت في فجوة من الوجود والعدم
فهل شكل الخلق التنابذ والتجاذب
والفراغ الهائل المحشو بالأوهام
وما ينبت في أدمغة الناس من خدر
فكيف حصل أن هبّت الطيور ُ
وَقَلّعت عيون البشر
فلم يروا ما كان – راء
ويمزجون بين جهلهم وفضيحة الأشياء
وسرهم وإسراء ما لا يعرفون
وعملوا في أنفسهم الظنون
ألا تب ّ ما يعلمون وما يجهلون
ألا تبّ وتبْ
ونساؤهم حمّالات للحطب
فكيف ننام ؟00
وكيف نكون ؟
هكذا أنتم 000
وُلدتم في الزمان والمكان
وُوُلدتُ في غفلة الجنون 0
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟