أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - كل يوم في العراق هو 11 سبتمبر














المزيد.....

كل يوم في العراق هو 11 سبتمبر


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2042 - 2007 / 9 / 18 - 11:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الأهداف الشريفة لا تتحقق إلّا بالوسائل الشريفة""
كارل ماركس
مرت الذكرى السادسة لعملية 11 سبتمبر الإرهابية، التي راح ضحيتها ما يقرب من 3 آلاف مواطن بريء في أمريكا. لكن الكارثة لم تتوقف هناك، بل أن 11 سبتمبر بنى أساسا محكما لسياسات إمبريالية و إرهابية هوجاء لا تزال تحصد أرواح الملايين، وتجلب المصائب والمآسي لملايين آخرين من البشر ألأبرياء.

والحقيقة أن خطورة 11 سبتمبر لم تكمن في سقوط الأرواح البريئة والخسائر التي لحقت ببرجي التجارة و الخسائر الاقتصادية الأخرى، بل أنها دشنت عهدا جديدا على أساس النظام العالمي الجديد،لتستمر تداعيات الجريمة فتغير وجه العالم المعاصر.
بعد انهيار الإتحاد السوفييتي ، وانتهاء الحرب الباردة أعن الرأسمالية العالمية بقيادة أمريكا بوش الأب النظام العالمي الجديد على أساس القطبية الواحدة ، أناط لأمريكا دور الشرطي العالمي. تحقيق هذا المذهب الجديد كان يستلزم تهيئة أكثر، وإنضاج الظروف. في حرب عاصفة الصحراء التي شنتها أمريكا و حلفاؤها على العراق لإخراج الجيش العراقي من الكويت ، دخلت القوات الأمريكية ملاحقة القوات العراقية داخل الأراضي العراقية ، لكنها خرجت من العراق و تركت الناس المنتفضين ضد النظام البعثي السابق ، بعد تشجيعهم على الانتفاضة، تركتهم يُقتلون ويذبحون.
لكن أمريكا جورج بوش الابن المدعوم من المحافظين الجدد استقبلوا جريمة 11 سبتمبر كنعمة إلهية ساعدتهم على تحقيق أحلامهم في تحقيق أهداف نظامهم العالمي الجديد، و تحويل أمريكا إلى إمبراطورية عالمية . لكن تحقيق هذه الأهداف لا يمكن بدون حروب ومآسي، والذرائع كانت متوفرة لشنها على أفغانستان والعراق. تلك الحروب أوقعت ولا تزال توقع ضحايا من الأبرياء يقدرون بآلاف ألأضعاف لضحايا 11 سبتمبر عام 2001. وقد رافقت ولا تزال هذه الحروب سلسلة من العمليات الإرهابية والانتحارية في العالم ضحاياها على الأغلب من الأبرياء من أهالي البلدين المحتلين.
كما يجري منذ 11 سبتمبر 2001 التضييق على حريات المهاجرين و انتهاك حقوقهم الإنسانية في البلدان الغربية بذرائع حماية المجتمع من أعمال الإسلاميين الإرهابية.
ومن المفارقات الطريفة أن الحركات الإرهابية للإسلام السياسي رغم تبنيها لأيديولوجية ظلامية وأفكار متفسخة بالية وخرافات دينية تمد جذورها إلى عصور العبودية والإقطاع، إلا أنها من الوجهة السياسية يمكن اعتبارها حركات حديثة وعصرية ، لكونها ذلت صلات عضوية بالسياسة الامبريالية للعصر الحديث . فلولا تطوير وسائل الاستغلال و القتل والأسلحة و خلق أنظمة رجعية في الشرق الأوسط ، ولولا الطفرة النفطية في الجزيرة العربية والخليج ، ولولا حالات الشعور بالتذمر والإحباط عند الشباب العرب لما تمكنت هذه الحركات من بناء مليشيات مسلحة و تنظيمات و مؤسسات إعلامية .

فهذا الإرهاب للقطبين عملية فرانكشتاينية تنتج وتعيد إنتاجه من تلاقح السلفية الإسلامية و النزعات التوسعية الإستراتيجية للامبريالية الأمريكية . ولا يمكن تسمية هذه العملية بلقاح اصطناعي ، فأن محل تلاقح تكوين هذا الجنين ليس المختبر ، بل أن المختبر الحقيقي لخلق هذا الجنين الإرهابي هو الحياة المعيشية للناس الأبرياء.
لقد قدم إرهابيو القاعدة والإسلام السياسي بدورهم خدمة جلى للمحافظين الجدد و مهندسي الإستراتيجية الامبريالية . منذ 1990 يخططون لبسط هيمنتهم العسكرية و السياسية على العالم ، و يخططون لاحتلال الشرق الأوسط .
فقبل 11 سبتمبر 2001 بعام واحد اصدر مجموعة من المحافظين الجدد ، من بينهم وجوه معروفة مثل ديك جيني، و رامسافيلد، و بول ولفوتز ، و اليوت ابرامز، و لويس ليبي، وزلماي خليل زاد وغيرهم ، أصدروا تقريرا يؤكدون فيه أن كارثة كبرى ، بحجم بيرل هاربر يمكنها تعبيد الدرب لإعادة بناء القوات الدفاعية الأمريكية، إذ أن إعادة بناء القوات الدفاعية بمعني بسط الهيمنة العسكرية على العالم ، لم يعد مقبولا ولا منطقيا بعد انهيار العدو الرئيسي ، أي الاتحاد السوفييتي و أقماره .
إن اليسار الماركسي والاشتراكي و العلماني هو القوة الوحيدة التي يمكنها الوقوف بوجه العدوان الإمبريالي على العالم. هذا اليسار الذي يربط كفاحه ضد العدوان الامبريالي بالنضال الطبقي ضد الرأسمالية من أجل عالم خال ٍ من كل أنواع الاضطهاد والاستغلال ، سواء طبقيا وقوميا وجنسيا و دينيا... عالمٍ مبني على الحرية والمساواة الشاملة على ركام عالم الظلم والاضطهاد و ركام الحروب الصليبية للمرتزقة الإسلاميين و المسيحيين الدجالين للنظام الرأسمالي.
فما أعظم مقولة ماركس: الأهداف الشريفة لن تتحقق إلا بالوسائل الشريفة".. هذه الوسائل غير الشريفة التي تلجأ إليها قوى قطبي الإرهاب ، الامبريالي الدولي و القاعدة و مشتقاها لم ولن تكون إلا لتحقيق أهداف غير شريفة .

إن صراع القاعدة والسلفية مع الامبريالية وخاصة أمريكا وبريطانيا و حليفاتها من الحكومات العربية والإسلامية حقيقة لا يمكن نكرانها . فالقاعدة و مشتقاتها ليست بنت اليوم ، بل أنها من إفرازات السياسات العدوانية و نزعة الهيمنة والسلب والنهب والقمع التي مارستها وتمارسها القوى الرأسمالية ألكبرى بقيادة أمريكا.. القاعدة و الإسلام المليتانت المتصارع مع الامبريالية في هذه الفترة ظهرت كرد فعل على العدوان الامبريالي ، رد فعل رجعي إرهابي منحرف أرعن معادي ، مثل المحافظين الجدد و الامبرياليين لمصالح الجماهير المحرومة في بلدان الشرق الأوسط و العالم العربي. ورد الفعل هذا أدى إلى تقوية الحركات الفاشية و اليمينية المتطرفة العدوانية في الغرب. وقد ركبت الحركات المتطرفة للإسلام السياسي موجات التذمر عند الشباب وشعورهم باليأس والإحباط والاحتقار من النماذج الرأسمالية والقومية الحاكمة، في أجواء غياب يسار اشتراكي ماركسي تقدمي مؤثر في الساحة السياسية.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريو أكثر قتامة للتغطية على الهزيمة في حرب العراق
- بَعْدك، يا ذا السبع سنوات!
- الآيات الأرضية
- عالم بلا فرسان
- فتح البستان
- سيرة نجيب محفوظ – تاريخ اللبرالية العربية الموؤدة
- حفيف الظلال
- قصيدتا غزل لمولوي بلخي
- شهادة على تفسخ البرجوازية في مهدها
- حين يتعرّى القمر ُ
- ضرورة التأسيس لنقد ماركسي ّ طبقي لتحليل طيف اليسار التقليدي
- خفقان الرازقي في معبد المطر
- الانتخابات البرلمانية التركية والأنموذج اللطيف غربيا للإسلام ...
- مرآة الثورة في رفضها قبول جائزة نوبل الأدبي
- قبل 71 عاما احمرّ العشب في الأندلس بدم لوركا
- أشكو الفجر
- في سبيل حركة تحرر ثقافية.. اقتراح مبادئ
- سيذبحون القمر في الفجر
- مجزرة المسجد الأحمر مشهد من السيناريو القاتم للنظام الإمبريا ...
- النافذة لفروغ فرخزاد


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - كل يوم في العراق هو 11 سبتمبر