رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 07:39
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
الغموض وحده يتنامى مع تنامي أسعار القمح ..ويلف دوائر القرار بمزيد من الألغاز..كل شيء يبدو في اليمن معتماً لا أثر فيه لبصيص من الضوء..تزداد البلاد قتامةً ..وينسج المجهول خيوطه في كل الأرجاء..
يبدو أن القوى الخفية التي تحكم البلاد أجادت فن إحاطة ذاتها بمزيد من التمويه بحيث استطاعت أن تلعب لعبتها بإتقان فريد مستغلة غباء الظل الذي ما فتيء يعشق الظهور على الضوء مدافعا عن مفاهيم لايؤمن بها أصلا ، ولم يعتنقها إلا لمجرد أن أضوء الكاميرات تتوجه إليه..
البلاد تنهــار.. تسير نحو الدمار والتمـــزق.. بوادر المقبل توحــــي بتشظيات مخيفة..وخلايا الوطن تنقسم لا لتتحد .. بل لتؤسس كل خلية كيان خاص بها...
ومن لايُرون بالعين المجردة..ينفثون سمومهم في الجسد المتهالك ..كي ينقضوا عليه بسهولة حتى يعيدوا تقاسمه من جديد على أسس وراثية ..الرأس يبدو أنه أضحــــى مرتبكاً ..وأحاديثه لم تعد جذابة بما فيه الكفاية ..ثمة دوار يعصف بذهنه..
الوعي العام مصــــاب باختلافت الرؤى..والخـــلاف حول الوحدة أصبح قــوياً..
ما يحــــدث الآن فيه التباس ..ودور المعارضة لا يتـــعدى الرمي برصـــاص الكلمات التي لاتخـــترق أذناً ولا تـــجد من يعيها..
الغليان في ذروته ..والبركان محتبس بانفجارات ســـاحقة قد لاتبقي ولا تذر ..الجنوب يمارس الثورة بوعي..والشمال يئن من وطأة الألم والقهـــر..الكل يبحث عن الخلاص.. وإن تعددت طرق البحث عنه..
قد لاتدرك القوى الخفية الحاكمة فداحة ما تمارسه ..لكن الطمع لايفتح للعقل مســربا للرؤيا..
السيناريو القادم ملغوم ولن يمر مرور الكرام..لأن الكل يتربص لحظــات الانهيار ليبني له على أنقاضه وطن..
والإبن نشأ بعيدا عن الواقع ولم يتعلم أبجديات غـــزل الحيل ..ونسج الأحـــاجي والخرافات ..ومازال يعتمد على كهانة والده الذي شـــاخ وشـــاخت معه أفكاره..
الضحية في الأخير سيكون الوطن..والوحده...الدويلات الناشئة ستتقاتل وستتفشى ثقافة الغزو والصيد والقنص ..والسيناريو الامريكي الذي أشارت اليه صحيفة الشارع بالتأكيد هو من سيفرض وجوده على الحياة الوطنية برمتها
وستلغى اليمن من خارطة العالم ..فأين المفر..؟؟
-------------------------------------------------------------
*كاتب وصحفي يمني
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟