أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف هريمة - عين على منهج إبراهيم ابن نبي في قراءة القرآن*















المزيد.....



عين على منهج إبراهيم ابن نبي في قراءة القرآن*


يوسف هريمة

الحوار المتمدن-العدد: 2039 - 2007 / 9 / 15 - 05:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مضى عام على ميلاد المعراج، وساحته الفكرية بمختلف تركيباتها الإيديولوجية. ومضى عام أيضا على ميلاد منهج قراءة قرآنية جديد، كان ولا زال أحد المحركات الأساسية لعجلة المعراج سواء اتفقنا مع هذا المولود أو لم نتفق. ووسمه بالجديد هو اصطلاح إجرائي، وإلا فهو دون أدنى شك تتمة لمراحل سابقة راكمها الأسلاف، وتبناها الكثير من المحدَثين لتصل إلى ذروتها مع فكر الباحث قيد المدارسة أكثر عمقا وأكبر جدلا.
ولعل القراءة المتقدمة لكثير من الأسلاف في تعاملهم مع القرآن، كان دافعا أساسيا للكثير من الباحثين إلى محاولات ضبط منهاج معين، يتم من خلاله ضبط العملية التفسيرية، التي كانت ولا تزال محط تجاذبات وتناقضات للكثير من الدارسين في الحقل الديني عموما. والخلط المعرفي الروائي ساهم في بلورة هذه الرؤى، حين تم التضييق على النص القرآني بروايات وأشعار وآثار، كان يقرأ القرآن داخلها دون محددات معرفية مضبوطة. كل هذا السياق من التضارب في الآراء والأفكار بين محافظ على التراث السلفي بسلبياته الكثيرة، وبين رافض له جملة وتفصيلا، ظهرت بوادر قراءات جديدة تحاول أن تخرج من النفق المظلم الذي أطرته قواعد التفسير المأثورة عن السلف.
كان لزاما أن تخرج حركة تفسيرية من بين ركام هذه الثقافة المحددة للحركة الإنسانية، والمانعة من التجديد الفكري والنظر بعين الواقع في الكثير من الأحيان. فظهرت على سبيل المثال مدرسة التفسير الموضوعي في مقابل التجزيئي لباقر الصدر، محاولة الخروج من الإسقاط والتجزيء المخل، الذي طغى حينا من الدهر على القراءة القرآنية. وظهرت أيضا مدرسة التفسير البياني الهادفة إلى تتبع الدقيق للاستعمال القرآني للألفاظ عبر سور معينة. إضافة إلى مدرسة الحاج حمد وآفاق القرآن وجدلية الغيب والإنسان وغير ذلك من المدارس.
أحببت أن أطرح بين يدي هذا الموضوع مقدمة، تحاول أن تقول بأن المعرفة لا تنشأ من فراغ، كما يريد أن يصور لنا البعض عن قصد أو غير قصد بدعوى الجديد والتجديد. وإنما هو العمل التراكمي أخذاً وعطاء، قبضاً وبسطا، تبنياً ونقدا. بيد أن كل هذه المراحل تحرق في الكثير من الأحيان على حين غفلة منا، حين نريد أن ننسى أو نتناسى هذا البعد الإنساني التراكمي، لنجعل من قراءة ما أو منهج ما أمرا مفصولا عن واقعه النفسي والتاريخي والاجتماعي. وهنا نأتي إلى منهج الأخ ابن نبي بصفته تجليا واضحا من تجليات هذا التراكم المعرفي في القراءة القرآنية، وإن كانت لمسته الفكرية أكثر جدلا من سابقيه من المناهج التي ارتبطت بنقد البنية الروائية في عمومها.
طرح ابن نبي منهجا وصفه بالمتكامل وفق شروط وضوابط محددة، اعتبرها أمورا ثابتة لا تتحول وإن تحولت القراءة وتعددت وجهات النظر. فكان لهذا المنهج السبق في الخروج من ركام النسق الثقافي الروائي بقضايا مصيرية في بنية الفكر الديني الإسلامي، خلفت ردود فعل متباينة ومتناقضة، بين مشدود إلى المنهج ومتغزل بصاحبه إلى أبعد الحدود. وبين ناقض للبناء المتراكم غير المنتهي في ابن نبي أو غيره، نقضا بأصول ثقافة الشتم وفن السب. والخطير في هذا الأمر أن يصبح الذوق دالا على المعرفة وعلى الحق، أو أن يصبح كل جديد أو كل قراءة منبنية على أصول وضوابط جديدة دالة على الباطل وكل معاني التنقيص والحط من الآخر. وبين هذا وذاك تضيع الحقيقة، ويضيع الإنسان بين معسكرين أحدهما: لا يهمه إنتاج فكري بقدر ما يجعل من ابن نبي القاطرة نحو ضرب الاتجاه المناوئ له في إيديولوجيته الفكرية والثقافية. وثانيهما يحمل سيفا يقطع به دابر أي محاولة تريد أن تنأى بالنص القرآني عن تاريخيته على آفاق البحث والمعرفة.
أقول هذا وكلي إيمان بأن مسيرة سنة من مولود المعراج الجديد، كانت لا تخرج بحال على هذا الوضع المتردي إلا في حالات شاذة ونادرة. مما دفعني أن أبادر مبادرة على علاتها، علها تخرجنا من هذه الثنائية المميتة للفكر والعلم على حد سواء. وهي قراءة سأحاول من خلالها استجماع أعصاب المنهج، وأضعها تحت رؤية نقدية لا تلزم أحد بحال من الأحوال، بقدر ما أحب أن تكون بداية لتحول العملية النقدية إلى آفاق جديدة من الطرح الفكري، مهما كان وضيعا في نظر البعض. فالثراء الفكري والبناء المعرفي يبدأ من الجزء لينتهي إلى الكل. وأتمنى أن تكون محاولة تخلق جوا من هذا الثراء المنتظر، لا أن تتحول من جديد إلى ساحة يلتقي فيها المناصرون والمعارضون، لتصفية الحساب على حساب الموضوعية والقراءة النقدية، مهما كان مستواها عاليا أو وضيعا في نظر البعض.


وستكون مقاربتنا للموضوع من خلال التصور التالي:
1- المنهج ثابت أم متغير؟:
يبقى سؤال التغير والثبات في المنهج المقترح من طرف ابن نبي، أحد الأمور المستعصية والتي دونها ستبقى الأزمة مطروحة، ما لم نتوقف وقفات مع ما يمكن أن يؤول إليه أمر في حجم ما نحن بصدده. فالقضية ليست بالسهولة التي يمكن أن يمر عليها الباحث أو الناقد، دون أن تستوقفه النتائج التي يرمي إليها سؤال في هذا العمق الفكري.
إن أي منهج كيفما كان منطلقه الفكري، يكون هدفه هو محاولة ضبط الأمور كي لا تصبح العملية عملية لا تنضبط بضوابط وقواعد معينة. وهو إطار ضابط لتكون النتائج أيضا مضبوطة، بمعنى أن تكون غير متناقضة أو متباينة مع منطقها أو مع غيرها. وإلى هذا الحد فإن المنهج ضروري في ضبط الأمور، ولكن شرط أن لا يتحول المنهج أيضا إلى فضاء للتعتيم، أو فضاء لخلق أجواء من التوتر الفكري. فالمنهج هو نتيجة منطقية لقراءات متعددة يتداخل فيها العامل النفسي بالتاريخي والاجتماعي والسياسي والثقافي وغير ذلك. فإذا كانت عملية القراءة هي عملية متغيرة بالضرورة بتغير الزمان والمكان، فإن ما ينتج عنها من منهج سيكون بالضرورة متغيرا. وهذا هو التسلسل المنطقي لسؤال الثبات أو التغير في المنهج.
وبوصولنا إلى هذه النتيجة المنطقية حسب رؤيتنا طبعا لها، نجد بأن وصف ابن نبي للمنهج بالثبات يخالف ما توصلنا إليه سابقا حين يقول:" أنّ هذا المنهج ينبغي أن يكون ثابتا بطبيعته عكس القراءة التي هي قابلة للتغيير و التبديل...". فوصف المنهج بالثبات، وهو نتيجة منطقية لقراءة أو قراءات متعددة يعترف ابن نبي نفسه بأنها قابلة للتغيير والتبديل، فيه الكثير من التجاوز لما أسميناه بمقدمات منطقية. وقد بنى ابن نبي نتيجته أيضا على مقدمات تحتاج منا الكثير من التدبر والوقوف. فقد قال أيضا في شأن المنهج:" لا ينبغي أن يُبنى المنهج على أسس نفسية بل لا بد أن ينبع من ضرورات عقلية منطقية...". ويزيد تأكيدا:" على أن الغاية من تأسيس المنهج هو فسح المجال ليتكلم القرآن لا أن نتكلم في مكانه...".
وحقيقة إن مثل هذا الكلام الذي يحاول أن ينأى بالإنسان، عن أن يكون حاضرا في العملية التفسيرية بدرجة من الدرجات تحت مسمى المنهج، لا مسوغ منطقي أو عقلي له أيضا. إذ أن صانع المنهج لا بد أن يصطبغ فكره ونضجه بلون نفسيته ومجتمعه وثقافته، مهما حاول أن ينأى بنفسه بعيدا عن هذا أو ذاك. إذ الفكر الذي أنتج هذا المنهج وعصر أعصابه، لا بد له أن يتكلم بلغة هذه النفسية، وإلا فالضرورات العقلية المنطقية هي مفاهيم مجردة، لا بد أن تمر بقناة الإنسان لتأخذ شكلها النسبي والطبيعي.
والخطير في الأمر أن يتحول الإنسان تحت الضرورات المنطقية والعقلية، إلى أن يجعل القرآن ينطق لوحده مبعدا تدخله المباشر في العملية التفسيرية حين يقول:" على أن الغاية من تأسيس المنهج هو فسح المجال ليتكلم القرآن لا أن نتكلم في مكانه...". فهل القرآن يتكلم دون أن نتكلم؟ وكيف يتكلم دون أن نباشره من خلال جدلية تفاعلية كيفما كان اتجاهها نحوه؟ وهل المنهج الذي هو عبارة عن أدوات معرفية قادر على إنطاق القرآن دون أن نكون طرفا في الموضوع بنفسيتنا وتاريخنا وثقافتنا؟...
هذا جزء من أزمة فكرية عميقة في الفكر الديني عموما، وهي من أسست للكهنوت الديني، حين كانت تقول المؤسسة الدينية: الله يقول والرسول يقول، وتنأى بنفسها مبتعدة عن الاتهام بدعوى المنهج أو الأصول أو الضوابط. فكانت بوادر الأزمة التي امتدت آثارها إلى عالمنا المعاصر ظاهرة للعيان، وتشكلت أيضا ملامح قراءة مستوعبة للنص، لا تجعل من القرآن فضاء يدخله كل إنسان وفق سقفه المعرفي ووفق درجات استيعابه. وهنا أحب أن أقول بأن العلاقة مع القرآن حسب تصوري لها لن تتأسس من خلال تيار، أو من خلال منهج بذاته مع ضرورة ذلك. وإنما العلاقة مع القرآن هي علاقة كل فرد منا في جدليته مع هذا الكتاب، أخذا وعطاء وشكا وإيمانا وظنا واطمئنانا. فالحق لن يعرف إلا من خلال التجربة الواقعية لكل منا في تعاطيه مع عمق هذا الكتاب. ولن تتحول اجتهادات الآخرين أو مقارباتهم باسم القرآن إلى حقائق وجودية ونفسية يتم تأطيرنا من خلالها.
2- محاور المنهج ومشروع القراءة المستقبلية:
*- محاور المنهج:
وصلنا من خلال تحرير النقطة السالفة، إلى قضية تنسجم مع الطرح الذي تبنيناه في مقاربتنا لسؤال المنهج. وقد كان يفيد هذا التصور أن ما يبنى على متغير فهو متغير بالضرورة. وهذا مجرد تصور لكل الحق في تبنيه أو دحضه، حسب الآليات المتوفرة لديه، وحسب قناعاته وسعة سقفه المعرفي والثقافي. ونضيف في هذه النقطة بناء على ما سبق، قضية أخرى طرحها المنهج في بنائه لا تقل أهمية على سابقتها. وقد سماها صاحبه بمحاور المنهج ومشروع القراءة المستقبلية. ولا بد لنا قبل أن نخوض غمار هذه التجربة الصعبة حقيقة- مع بناء ليس من السهل أن يخوض فيه الإنسان عاريا من أدوات معينة وآليات معرفية كبيرة، بحجم كبر المشروع الرامي إليه أيضا- من أن نشير ولو بعجالة إلى مضامين هذا الكلام ليتضح للقارئ الأمر بشكل جيد.
يعتبر ابن نبي أن القواعد الكبرى للمنهج المرسوم تتحرك ضمن دائرتين أو محورين كبيرين وهما:
الأول: أن منهج قراءة القرآن هو متضمن في القرآن، ولا ينبغي بحال من الأحوال البحث عنه خارج هذا الإطار.
الثاني: ثبات المنهج وتغير القراءة بتغير أحوال الناس زمانا ومكانا. وذلك بالانطلاق من فرضيات سماها القرآن حسب طرحه بالقلم Elimination لإثباتها أو دحضها.
فهذين المحورين الكبيرين هما من تدور كل القواعد المنشئة للمنهج في فلكهما. ولعل النقطة الثانية قد أخذت حيزا كبيرا من البحث في معالجتنا الأولى لسؤال الثبات والتغير في المنهج. ولن نحتاج أن نعيد أو نكرر ما قد أثبتناه حسب رؤيتنا للموضوع حينها، من كون أن المنهج هو نتيجة طبيعية لقراءات متعددة متغيرة بتغير الإنسان زمانا ومكانا. وما سيبنى على قاعدة المتغير يكون متغيرا بالضرورة. كما أن منهج القلم المتحدث عنه في هذا السياق هو منهج إيديولوجي، ينظر إلى الأمور بمنظار أحادي حيث يبتدئ بفرضية أحادية، لا يتم استكمال كل المتعلقات المرتبطة بها. فحين مثلا يفترض أن القرآن حق وألفاظه حق، فهذه تبقى فرضية لن تصبح حقيقة موضوعية، إلا إذا تم استكمال كل عناصرها بحثا وتقصيا. ولا يبدو أن الباحث لديه كل الإمكانات التي قد توصله إلى الإحاطة بكل شيء، نظرا للظروف المحيطة بنا من جهة، ونظرا أيضا لصعوبة العملية التي تحتاج منا إلى أعمال تراكمية لأجيال من الناس، جيلا بعد جيل إلى حين استيفاء العملية حقها. وبالتالي فإن أي فرضية تبدأ من الجزئي لتسحبه على الكل، دون مباشرة كل الجزئيات تبقى في إطار النظرية أو الفرضية التي تحتاج منا الكثير من التأني بحثا وتقليبا للأمر على شتى مناحيه ووجوهه الممكنة، وليس نعتُ منهج بني على افتراضات غير مستوفية لهذا الكل بالثبات أو ما شابه هذه الأمور. أقول هذا لأن منهج القلم هو منهج متغير وافتراضي. فما قد يراه ابن نبي حقيقة اليوم بسبب القصور المعرفي أو العلمي لنا اليوم، قد يصبح أسطورة لا واقع مادي لها بمنهج من سيلوننا. وبالتالي فما سيبنى على منهج افتراضي، سيكون أيضا افتراضيا محدودا بمحدودية النظرة زمانا ومكانا.
أما النقطة الأولى والمتعلقة بالبنية القرآنية، أي أن المنهج لا يجب أن يكون من خارجه. فالأمر يحتاج أيضا منا الكثير من الوقوف المتأمل والمركز على حيثيات هذه النقطة. وأنا إذ أوافق الأخ ابن نبي على طرحه البنيوي، الذي يريد أن يخرجنا من شرك القراءة الروائية المستحكمة في زمام النص القرآني قديما وحديثا لدى مختلف التوجهات الدينية. أجد نفسي في الوقت ذاته مضطرا لأن أخالفه في ما ذهب إليه بمنطقه نفسه. إذ لا شك أن القرآن حسب المنهج نفسه، هو إشارات لما قد بث في الكون من سنن وقوانين صارمة تحت اسم الله تربو إليها معرفتنا باسم الرب. فهذا الكلام يجعل من القرآن وألفاظه المنبثة في ثنايا هذه الصحيفة تفهم من خارج نسقه أو بنيته اللفظية على الأقل، فتصبح بنيته الحقيقية هي الكون وهي الموجودات وهذا هو نفسه ما يقوله ابن نبي:" الكلمات هي الموجودات و بتعبيرنا فهي كتلة ـ طاقة و الكلام هو المعلومات information و كاتلوك هذه الكلمات فكلام الله ليس خطابا شفهيا ولا حوارا مباشرا بل هو كاتلوك المعلومات المبثوث في الكون...". وبالتالي فالحديث عن البنية اللفظية لا يمكن أن تستجلى من داخل النص، إلا بربطه بمحله من الواقع الخارجي المادي في عالم الحي والميت بتعبير المنهج أيضا.


*- مشروع القراءة المستقبلية:
هذا المشروع بني على قاعدة تقول بأن حروف القرآن هي محكماته، و ألفاظه الناشئة عن حروفه هي متشابهاته، التي تتجمع وفق آيات لتنشأ السور Elements التي بتجمعها ينشأ القرآن. وقد بني هذا الفهم أيضا على قاعدة المشترك اللفظي التي يقول عنها صاحب المنهج بأنها:" لا أساس منطقي لها فهي تزعم أنّ السياق هو من يضبط الدليل و المعنى و مع تعدد السياقات يمكننا ضبط معنى اللفظ... ". فكل حرف في القرآن حسب هذا المشروع له دلالته و مفاهيمه التي بها يرتبط بغيره ارتباطا سننيا و ليس عبثيا.
والحقيقة أن كلاما في حجم ما يقال الآن حول القراءة يجعلنا نتساءل: كيف يمكن أن يكون المشروع ثابتا اعتمادا على قاعدة يقول صاحبها بأنها لا أساس منطقي لها؟ وكيف يمكن الجزم بأن الحروف لها دلالتها الكونية وفي الوقت ذاته يقر صاحب المشروع بأنه يجهل البنية اللفظية للحروف في ارتباطها مع الكون؟. إن البناء الافتراضي خطير جدا إذا لم يكن لنا الجرأة على أن نقر بأن الأمر صعب من الناحية المنهجية. فلفظ المحكم في القرآن على الأقل بمكوناته " ح ك م " لا يمكن الجزم بأنه هو الحروف " ح ر ف " خاصة أن مكوناته لا تدل من قريب أو من بعيد على أنها الحروف الهجائية المعروفة لدينا. وهكذا فالبناء على هذه القاعدة بناء مستقبليا ثابتا فيه الكثير من التجاوز من وجهة نظري، لما قد تم الإشارة إليه من خلل منهجي في قاعدة المشترك اللفظي، والجهل بالبنية الكونية لبعض الحروف.
3- قواعد المنهج:
قلت سابقا بأن القواعد المختارة لهذا المنهج لا تخرج عن محورين، أتيت على ذكرهما في المبحث السالف. وهي كما حددها صاحبها لا تتجاوز في أبعادها خمسة قواعد رئيسية:
* ـ القرآن كلام الله الحي القيوم رسما و لفظا
* ـ للقرآن بنية داخلية
* ـ ألفاظ القرآن حق
* ـ ألفاظ القرآن مفاهيم
*ـ السورة وحدة موضوعية
وسنعرج على كل واحدة من هاته القواعد، محاولين أن نتأمل ما تحتويه بنيتها من مآلات وتوجهات وفق تصورنا لطبيعتها. وسنبتدئ بالفحص والنقد تباعا لكل نقطة على حدة، متلافيا ما قد يكون مذكورا في إحدى النقاط السابقة.
*- القرآن كلام الله الحي القيوم رسما و لفظا:
تعد هذه نقطة مركزية في المنهج وقواعده. ولعل ابن نبي كان سباقا للدفاع عن أطروحته، بشكل أثار الكثير من ردود الفعل سلبا وإيجابا إلى زمان كتابة هذه السطور. ولعل هذا الكلام الافتراضي بمنهج القلم الذي يفترض فرضيات ليثبتها أو يدحضها، لن يصبح حقيقة موضوعية بمنهج الافتراض، إلا إذا استوفى البحث شروطه الموضوعية. فلا زال البحث في طور النظرية والنشأة. وقاعدة كلية مثل هذه ستضع البحث كله على المحك الحقيقي، خاصة وأن الكاتب يعترف نفسه بأن البنية اللفظية مجهولة، وبأن الاعتماد هو منصب على قاعدة لا أساس منطقي لها. فهل يمكن الوثوق في هكذا قاعدة منبنية على عدم استيفاء الشروط الموضوعية للبحث؟ وإذا كانت البنية اللفظية مجهولة فكيف نطمئن إلى أن الرسم لا تدخل بشري فيه؟.
وزيادة على كل ذلك فإن النسخة المعتمدة في طرح ابن نبي، دون النسخ الأخرى لا مسوغ منطقي لها. إذ أن الفاصل الزمني بيننا وبين كتابة القرآن هو فاصل كبير، لا يمكننا الجزم بأن الرسم فيه هو رسم لا تدخل بشري فيه. وكل ما وصلنا الآن هو مجموعة من النسخ المتفاوتة في الرسم والكتابة. وعليه فإن البناء على نسخة دون غيرها، مع إمكانية ذلك من الناحية العلمية هو بناء روائي انتقائي، لا يستجلي البنية القرآنية المرتبطة أساسا بالكون حسب المنهج. فما الذي يجعل من الرسم وحيا لا تدخل بشري فيه انطلاقا من بنية مجهولة؟ ولماذا لا يتم اعتماد نسخ أخرى، إذ كل القرآن وصلنا بالطريقة نفسها، ولا داعي لتفضيل نسخة على نسخة؟ وما هي آليات هذا التفضيل الكونية المرتبطة بالحقيقة الموضوعية للرسم؟. وغير ذلك من الأسئلة التي تجعل من هذه القاعدة قاعدة افتراضية، لا تسمو إلى الحقيقة الموضوعية، إلا إذا انجلت الكثير من خبايا البنية اللفظية في القرآن وغير ذلك من الأمور المرتبطة بها.

* ـ للقرآن بنية داخلية:
كنا قد أشرنا إلى بعض جوانب هذا السؤال إثر حديثنا على مفهوم البنية الداخلية. وقلنا حينها بأن البنية الداخلية لا مسوغ لها، ما دامت الصحيفة تستمد صدقها وموضوعيتها من خارجها، أي من الجانب الذي ترتبط به سننيا وكونيا. وقد اعتمد ابن نبي في قاعدته هذه على ما أسماه بفواتح السور. هذه الفواتح يعتبرها دليلا لدراسة البنية اللفظية القرآنية، وهي التي تسمح بربط بنية القرآن ببنية الكون في موجوداته المختلفة. وقد كان الاعتماد في هذه القاعدة على قول القرآن:" ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ". فالسبع المثاني هي الحروف المقطعة في أوائل السور حسب طرح ابن نبي. ولا أدري حقيقة على ماذا تم الاعتماد في هذه القراءة لتصبح السبع المثاني هي أوائل بعض السور؟ هل بالبنية اللفظية أم بالمشترك اللفظي أم هما معا؟ وما معنى السبع هل هو العدد المعروف بيننا أم يعني شيئا آخر حسب البنية القرآنية؟ وما هي المثاني؟ هل هي المتكررة أم ماذا؟.
إن البناء على أن الحروف المقطعة في فواتح السور كان سببه كما جاء في المنهج نفسه:" أنّ الفواتح هي السبع المثاني لأنّها من مضاعفات العدد سبعة في عددها و في حروفها، فعددها 14... المـ ـ الر ـ المص ـ المر ـ كهيعص ـ طه ـ طسمـ
طس ـ يس ـ ص ـ حمـ /حم ـ عسق ـ ق ـ ن.... ". ولكن بالتأمل في هذه الفواتح نجدها قد تكررت أكثر من 14 مرة، إذ حم وحدها تكررت 8 مرات بدءا بسورة فاطر انتهاء بالأحقاف. فهل يا ترى تكرارها عبثا؟ ولماذا تكررت كل هذه المرات وتتابعا؟.
وعليه فكل ما قيل عن الفواتح سيبقى مجرد جهد إنساني، لا يعدو أن يكون قراءة بشرية تنضاف إلى غيرها. مع العلم بأن القراءة نفسها تحمل تناقضا مع الرقم المشار إليه سلفا، إذ لا يكفي أن تحسب حم مرة واحدة، وتغفل السبع الباقيات خاصة إذا اعتبرنا أن اللفظ في القرآن غير زائد ولا عبث فيه.
*- ألفاظ القرآن حق:
أمام الباحث خيارين اثنين:
الأول: إما أن يكون يمارس عملية البحث بأصولها وقواعدها، أي أن يبحث في محل الخطاب. وكلما توصل إلى أمر ووجده مطابقا لما يتحدث عنه النص قال هذا حق.
الثاني: وإما أن يفترض جدلا بأن كل شيء حقيقة، ولو لم يتوصل إلى شيء أو لم تسعفه الوقت والجهد في استيفاء كل شيء، وحينها يبقى الأمر على أقل تقدير معلقا إلى حين إثباته أو دحضه.
وأعتقد بأن المجال الأول هو الكفيل بصناعة الإنسان المؤمن الحقيقي. إذ تكون منطلقاته علمية وتكون نتائجه علمية. والذي يكون هذا هو حاله سيؤمن حتما ويخبت قلبه للحقيقة مهما كان ثمنها:" وليرى الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به وتخبت له قلوبهم ". فعملية الإيمان تكون تابعة لما هو علمي صرف. ولا تكفي فيها قواعد افتراضية بحجم ما نحن بصدده. إذ الافتراض لا ينشئ إلا إنسانا مترددا في نتائجه أو شاكا في قدراته.
وبناء على ذلك أرى بأن هذه القاعدة هي مندرجة تحت الخيار الثاني، الذي لا يمكن أن يكون بحال مؤسسا للمعرفة الكلية. والقول بأن ألفاظ القرآن حق يجب أن يكون واضحا: على أي أساس تم التوصل بهذه القاعدة؟ هل هو أساس تسليمي أم علمي؟ وإذا كان علميا فهل تم استيفاء كل الألفاظ للخروج بهذه النتيجة مثلا؟ وما هي الألفاظ؟ هل هي الأسماء أم الأفعال أم الحروف؟ وعلى أي حقيقة موضوعية تدل الحروف مثلا؟... و غير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي تقفز على الأذهان كلما أثيرت هذه القاعدة. وأنا هنا لا أنطلق من موقف معادي للقرآن أو ما شابه ذلك، بقدر ما أحاول أن أحتكم بمنطق المنهج المرسوم للدراسة وأطرح ما يمكن أن يشكل لي ولغيري لبسا نظريا أو ضبابية في الفهم.
*- ألفاظ القرءان مفاهيم:
هذه واحدة من القواعد الإشكالية في بنية المنهج ككل كما مر معنا سابقا، وتعتمد هذه القاعدة كما يقول صاحبها على منهج القلم:" في تحديد دليل الألفاظ بالمشترك اللفظي في فهمنا لسياق الجملة و يستفيد من التراكم المعرفي للأسلاف في تحديد معاني الألفاظ ويفترض مسبّقا معرفة دليل الألفاظ التي تحوم حول اللفظ المجهول الدلالة و يحاول أن يجد الرابط الذي يربط بين كل الآيات التي ورد فيها هذا اللفظ و مشتقاته ليخرج بمعنى شامل يجمعها...". وقد مر معنا سابقا بأن ابن نبي نفسه يصف العملية بأنها لا أساس منطقي لها، لصعوبة ذلك خاصة وجود ألفاظ واردة في القرآن مرة واحدة. كما أنها تعتمد التراكم المعرفي في فهم دلالة الألفاظ، مما يثير أيضا قضية اللغة الأعجمية وعربية القرآن بمفهوم المنهج. فقاعدة المفاهيم هي قاعدة افتراضية تبنى على أسس غير منطقية، لا ترقى إلى درجة الاطمئنان العلمي، ولهذا تم وصفها أيضا من صاحب المنهج بقوله:" هذه العملية غير منهجية و إن كانت مفيدة جدّا و تحديدا في القرءان إذ في تفرع الجذور فيه هندسة خاصة أوضحتها فواتح السور و لكن تبقى المشكلة تامة في الألفاظ التي وردت مرّة واحدة في القرءان. فهي إشارة منه أنّ المشترك اللفظي ليس السبيل الأمثل و إن كان معينا في الإرتقاء إلى فهم البنية اللفظية في القرءان.. .". وإذا كان الأمر كذلك فلن يبقى أي مسوغ لهذه القاعدة، يجعل منها قاعدة مطمئنة للوصول إلى بنية كونية ما دامت لا تستند على أمور مضبوطة ومنهجية. وإلا كيف يمكن تحديد الألفاظ بعيدا عن أعجمية لغتنا؟ ألا يخلق هذا ويجعل من العملية عملية لعب بالألفاظ واللغة؟ لماذا نستنكر على الكهنوت الديني اعتماده على القواميس والمعاجم، ونلجأ نحن أيضا بدرجة من الدرجات في تحديد اللفظ إليها، خاصة الألفاظ الواردة مرة واحدة في القرآن؟ ألا يعد هذا ضربا من التناقض في مفهوم البنية؟...
*- السورة وحدة موضوعية:
قلنا سابقا بأن السورة في مشروع ابن نبي تقوم على قاعدة تقول بأن حروف القرآن هي محكماته، و ألفاظه الناشئة عن حروفه هي متشابهاته، التي تتجمع وفق آيات لتنشأ السور Elements التي بتجمعها ينشأ القرآن. ونفس الشيء الذي قلناه سابقا ينسحب على هذا الأمر، إذ هذا المفهوم للسور بني أساسا على قاعدة غير منهجية وغير مضبوطة كان المشترك اللفظي حاضرا في بنائها. ناهيك عن إشكالية النسخ القرآنية التي ستبقى تلقي بظلالها ما لم نجب على الأسئلة التي طرحناها في مكانها من الموضوع. فاختلاف النسخ القرآنية التي وصلتنا بدرجة واحدة من حيث الطريقة، وانتقاء واحدة أو مشروع دون مشروع آخر يجعل من العملية عملية غير مضبوطة بقواعد، يمكن الاطمئنان عليها في عملية ثبات المنهج لاستحالة ذلك. فليس هناك شيء ثابت. وإنما هو السقف المعرفي الذي يحدد إمكانيات تعاملنا مع النصوص. فما هو ثابت اليوم قد يصبح متجاوزا غدا بتوفر شروط وظروف أخرى.
وختاما أقول:
كانت جولة صعبة أحاول من خلالها استجماع أعصاب منهج له ما له وعليه ما عليه. وكانت جولة مفيدة رحلت بين ثناياها إلى عوالم السؤال الفكري المؤرق، وبين محاور منهج وقواعد قدر الجهد والمستطاع. ولا أزعم بأن ما خطته يدي هو أمر قد جاوز القنطرة نقدا وتحليلا. وما أردت أن يكون الموضوع أيضا حملة ناسفة لجهد إنسان، قد يستغلها البعض في غير ما وجهت له أصلا. بل كانت رسالتي واضحة منذ أول سطر إلى آخره، هو أن تتحول العملية النقدية إلى كشف لما قد يكون خللا، عبر حوار هادف يخرجنا من ثنائيات مميتة تريد أن تتشدق بالمنهاج التناظري والعقلية الإقناعية. فلكل قناعاته داخل المنتدى، ولكل الحق أن يصرح بها شريطة الالتزام بما هو ملتزم به، من إنصاف لجهود الآخرين وعدم التعالي عليهم، وقبول الآخر فكرا ما دام يقبلك فكرا.
كما لم تكن رسالتي نسفا، بل دفعا لمنهج وفق رؤية خاصة، عبر إرسال رسائل مباشرة لفريقين خَيَّما على مدى سنة بكاملها على ساحة المعراج. هذا يناصر وذاك يرفع سيفا. هذا يصفق وذاك يسب ويشتم. وهذا يغالي وذاك يتعالى. فكانت القراءة رغم كل ما قد يقال في شأنها، قراءة تحاول أن تطرح بديلا يمكنه أن يكون حلقة تواصل بين هذه الأطراف المتضادة والمتباينة فكريا، بأن يكون الطرح الفكري البعيد عن الثنائيات وعقلية المناظرات هو السائد والمقبول دون حجر فكري أو عقلي.
وأرجو أن أكون قد وفقت في فتح الباب على مصراعيه، من أجل الولوج إلى عالم النقد البعيد عن التصفيق أو التسفيه. وفتحت بذلك شهية الأقلام المناصرة لتتحرك من سباتها، وتعلم بأن تأسيس الكهنوت يبتدئ من التعالي على نقد الفكر حبا أو عجزا في بعض الأحيان. كما أبلغت رسالة لحاملي سيوف الرقابة، أن تتحول من السيف إلى القلم البناء. فهذه رسالتي وهذه رؤيتي للموضوع قد عرضتها بين أيديكم للنظر فيها نقدا وتحليلا، عسى أن يوفق غيري في الكثير من الجوانب التي قد أكون أغفلت النظر فيها قصورا أو ضعفا.
*- إبراهيم ابن نبي أحد مؤسسي منتدى معراج القلم http://www.mi3raj.com
وعلى من أراد الاطلاع على كل خطوات المنهج أن يرجع إلى المنتدى للقراءة أكثر.




#يوسف_هريمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن ومنطق الإقصاء
- إبراهيم النبي وأزمة الثقافة الروائية
- إبراهيم النبي وأزمة الثقافة الروائية
- الشفاعة المحمدية والامتداد العقدي المسيحي
- الفكر الإسلامي وأزمة البنيات المُؤَسِّسَة
- حفظ الدين وقصور نظرية مقاصد الشريعة
- ثقافة الاحتكار واختراق منتدى المعراج
- أُميَّة الرسول بين القرآن والمفهوم الثقافي
- التنوع الثقافي والتنمية المنشودة
- علم مصطلح الحديث وتأسيس الثقافة الروائية
- الأديان ومستقبل الإنسانية
- نزول عيسى مسيانية يهودية مسيحية في قالب إسلامي
- القرآن الكريم والتسلط باسم الدين
- ثقافة الشيخ والمريد وأزمة الفكر الديني
- العواصم الثقافية ورهانات المستقبل
- النص الديني بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف هريمة - عين على منهج إبراهيم ابن نبي في قراءة القرآن*