أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد سعد - لن تستطيع وسائل التجميل الاصطناعية اخفاء الوجه البشع للاستراتيجية الامريكية في العراق















المزيد.....

لن تستطيع وسائل التجميل الاصطناعية اخفاء الوجه البشع للاستراتيجية الامريكية في العراق


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 11:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قبل يوم من الذكرى السادسة للتفجيرات الارهابية في نيويورك وواشنطن، في العاشر والحادي عشر من شهر ايلول الحالي، استمع اعضاء مجلسي النواب والشيوخ الامريكيين الكونغرس وناقشوا التقرير الذي اعده السفير الامريكي في العراق كروكر وقائد القوات الامريكية الاحتلالية في العراق ديفيد بيترايوس حول الوضع الامني والسياسي في العراق. وجاء هذا التقرير على خلفية الجدل الذي كان قائما بين ادارة بوش والحزب الدمقراطي الذي يحظى بأكثرية اعضاء مجلسي الكونغرس، فالحزب الدمقراطي كان يطالب بسحب قوات الاحتلال الامريكي من العراق في حين طلب بوش الموافقة على استراتيجيته الجديدة التي قدمها للكونغرس في شهر شباط الماضي ومدلولها زيادة القوات الامريكية في العراق بأربعين الف جندي جديد وزيادة تمويل الوجود الاحتلالي في العراق كوسيلة "لتحقيق انتصارات" على المقاومة العراقية وضمان الامن والاستقرار في العراق!
وجاء تقرير بيترايوس وكروكر كجرد حساب لمدى نجاح او فشل الاستراتيجية الجديدة للرئيس جورج دبليو بوش في العراق.
وبصراحة، لم نفاجأ من معطيات السفير الامريكي وقائد قوات الاحتلال الامريكي في العراق، فقد جاء هذا التقرير على مقاس استراتيجية وسياسة بوش وبشكل مناقض ومخالف لتقرير هاملتون – بيكر الذي اكد على فشل المحتل الامريكي في العراق والخسائر الفادحة التي يتكبدها، البشرية والمادية، وانه لا مفر من جدولة انسحاب تدريجي للقوات الامريكية المحتلة من العراق.
ومن السمات اللافتة للانتباه ان تقرير المسؤولين الامريكيين بُني ايديولوجيا وسياسيا، وبشكل ديماغوغي على فرضية رفض الانسحاب من العراق او جدولة هذا الانسحاب، فالانسحاب في الظرف الراهن يعني كارثة تطال انيابها مصلحة الامن القومي الامريكي ويعني نشر الفوضى الامنية واشتعال حرب اهلية في العراق توفر المناخ للهيمنة الايرانية على العراق.
ولإثبات مصداقية هذه الفرضية اختلق كروكر وبيترايوس المبررات التضليلية المبنية على تشويه الحقائق. بكلمات اخرى اصبحت قضية الموقف من الانسحاب من العراق الموضوع المركزي للنقاش، وقذفت جانبا، قضية حرية واستقلال العراق. فمن المبررات التضليلية يمكن الاشارة الى ما يلي:
* اولا: الادعاء بان الاستراتيجية الجديدة لادارة بوش، زيادة القوات الاحتلالية بأربعين الف جندي جديد ليصبح عددها مئة وسبعين الف جندي قد حسّن الوضع الامني وانخفض عدد السيارات المفخّخة المتفجّرة في وجه المحتلين وتمت استمالة بعض العشائر (دفع رشى لهم) للقتال ضد فصائل المقاومة. وان الجيش الامريكي حقق "انتصارات" عسكرية في عدة مناطق من العراق، ولكن مع انخفاض عمليات المقاومة وعدد الضحايا بين الجنود الامريكيين الا انه زادت الهجمات التصعيدية والضحايا بين المدنيين العراقيين والقوات الامنية العراقية خادمة المحتلين. وبناء على هذا التحسن المزعوم في المجال العسكري يؤكد قائد قوات الاحتلال الامريكي في العراق اننا نستطيع تخفيض عدد الجنود الامريكيين الى المستوى الذي كان قائما في شباط الفين وسبعة.
ان هذه الصورة الوردية الجميلة التي ينقلها بيترايوس وكروكر لا تعكس حقائق الواقع، ففي اليوم الذي اعلن فيه قائد القوات الامريكية الاحتلالية عن "الانتصارات" في نفس اليوم قتل تسعة جنود امريكيين وجرح عدد كبير في مناطق متعددة من العراق. وبلغ عدد القتلى الامريكيين في العراق اكثر من ثلاثة آلاف وسبعمئة جندي وعشرات الوف الجرحى والمشوهين والمرضى نفسانيا.
* ثانيا: فشل قوات الامن العراقية التي انشأها المحتل على اساس طائفي ومذهبي في حفظ الامن والاستقرار، بل العكس تشعل نيران الفتنة الطائفية.
* ثالثا: ضعف حكومة الدمى الامريكية برئاسة نوري المالكي وعجزها عن مواجهة الازمة السياسية والامنية والاقتصادية، وخروج كتل هامة من ائتلافه الحكومي، فشل التوصل الى مصالحة وطنية تحت نير الاحتلال. وعدم قدرة حكومة المالكي على تنفيذ المعايير التي حددتها له الادارة الامريكية.
لقد ادعى كل من السفير وقائد قوات الاحتلال الامريكي في العراق انه "بعد الانتصارات العسكرية هنالك حاجة لفترة من الوقت للتقدم في انجاح المصالحة الوطنية وتأهيل العراقيين لادارة شؤونهم" وباختصار كما اكد السفير كروكر، سيجري سحب ثلاثين الف جندي امريكي حتى الصيف القادم، ولكن الانسحاب المبكر من العراق ستكون نتائجه فوضى امنية عارمة.
عمليا، ومن حيث المدلول السياسي فان تقريري السفير كروكر والجنرال بيترايوس قد بثا اكثر من رسالة، فقد بثا اولا رسالة للشعب العراقي مفادها ان كابوس الاحتلال سيبقى رابضا على صدر شعب وارض العراق زمنا طويلا، وارنب الاحتلال الداجن المالكي يصرح في وقت انعقاد جلسة الكونغرس لسماع التقرير "ان القوات العراقية غير جاهزة لتسلّم المهام الامنية من الامريكيين"!! طبعا بعد التآمر على حل الجيش العراقي كمقدمة لتجزئة الدولة العراقية.
والرسالة الثانية موجهة الى دول جوار العراق، ومفادها ان عليهم الاخذ بالاعتبار والتسليم بواقع ان الجيش الامريكي سيبقى مدة طويلة في العراق وحظيرة التدجين الامريكي في انتظار اصحاب الرؤوس اليابسة.
والرسالة الثالثة موجهة الى ايران، رسالة مضمونها ومدلولها السياسي تهديدات امريكية بلطجية عربيدة واتهامات مما هب ودب، ان ايران تسرب السلاح الى بعض الفرق الشيعية المتطرفة (جماعة الصدر)، وان المحتل الامريكي سيقيم قاعدة عسكرية على الحدود العراقية – الايرانية لمنع تغلغل النفوذ الايراني والسلاح الايراني.
والرسالة الرابعة للشعب الامريكي الذي غالبيته تؤيد الانسحاب من العراق، ومفاد هذه الرسالة ان الادارة الامريكية لن تسلم بهزيمة عسكرية في العراق حتى لو أدت مجازر وجرائم الحرب الى قتل ملايين العراقيين واجبار الملايين على الهجرة واللجوء القسري داخل وخارج الوطن. فاليوم يوجد اكثر من مليوني لاجئ عراقي في الخارج، خاصة في الاردن وسوريا واربعة ملايين عراقي هُجروا من اماكن سكناهم، في ظل الاحتراب الطائفي الدموي وغياب الامن، فالادارة الامريكية تدعي ان انسحابا من العراق في ظل هزيمة عسكرية، سيؤدي الى تهديد الامن القومي الامريكي، اذ ستتطاول وتتشجع الحركات الارهابية في شن هجمات ارهابية على الولايات المتحدة ومصالحها في العالم. ولهذا فان ادارة بوش ستواصل "انتهاج الحرب الكونية ضد الارهاب" والاصح ممارسة عولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم.
ما نود تأكيده في نهاية المطاف ان اوساطا واسعة في الرأي العام الامريكي تشكك في مصداقية تقرير بيترايوس وانه لا يعكس واقع ما يجري في العراق، فهو تقرير ايديولوجي – سياسي يسحج لاستراتيجية بوش. هذا ما اكدته صحيفة "النيويورك تايمز" قبل يومين. وفي استفتاء اجرته صحيفة "الواشنطن بوست" بين اوساط الرأي العام الامريكي حول رأيهم بالنسبة لتقرير كروكر وبيترايوس فقد اجاب 51% انهما تقريران جاءا لتجميل الصورة بشكل غير واقعي.
أمام هذا الوضع المأساوي تبقى الكلمة الفصل للشعب العراقي ولقواه الوطنية والتقدمية، هل يرضى بحياة الذل والمهانة، في ظل احتلال حيواني همجي ام انه سيستيقظ من سباته لنفض الغبار وتطهير ارض ما بين الرافدين من دنس المحتلين.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي بداية النهاية لحزب -العمل-؟؟
- هل لا تزال إسرائيل ذخرًا استراتيجيا للامبريالية الامريكية؟
- تصريحات براك والاستراتيجية العدوانية الامبريالية الجديدة
- لا ننسى.. وحتى لا تتكرر المجازر الفاشية العنصرية
- ردا على مدلول جولة طوني بلير: قضية الصراع الأساسية في المنطق ...
- النظام السوري في ارجوحة مخططات -الحرب والسلم- الامريكية- الا ...
- بعد سنة على حرب لبنان: ألمعركة الاستراتيجية لتحديد طابع هوية ...
- بمرور اربعين سنة على الاحتلال: لا سلام ولا أمن ولا استقرار ب ...
- بمناسبة المؤتمر ال 25 للحزب الشيوعي الاسرائيلي: لشحن هوية ال ...
- هذا الشبل من ذاك الأسد!-
- كل يوم ارض وشعبنا بخير... خواطر بين الألم والأمل
- نحو دراسة جدية لواقع ودور أقليّتنا القومية الكفاحي
- في إطار الحراك السياسي المكثف لبنان يطرح مثلا يحتذى للوحدة ا ...
- شتان ما بين الكوسموبوليتية والاممية الثورية في مدلول الموقف ...
- في الذكرى السنوية ال 50 لمجزرة كفرقاسم: باقون كالصبار نتحدى ...
- لن يكون الشرق الأوسط مزرعة دواجن أمريكية – إسرائيلية
- شوفوا الاعتدال والدمقراطية في العراق مثلا.. ألأهداف الحقيقية ...
- في الذكرى السنوية السادسة لمجزرة القدس والاقصى وهبّة جماهيرن ...
- مع افتتاح الدورة ال 61 للجمعية العمومية: هل من جديد يَختمر د ...
- كي نجعل الشمس تشرق مجددا... قمّة هافانا لحركة دول عدم الانحي ...


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد سعد - لن تستطيع وسائل التجميل الاصطناعية اخفاء الوجه البشع للاستراتيجية الامريكية في العراق