أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نجم الدليمي - الارهاب في العراق ، بعض الادلة والبراهين















المزيد.....



الارهاب في العراق ، بعض الادلة والبراهين


نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 08:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ان اعلان مبدأ مكافحة الارهاب الدولي في واقع الامر " ضوء اخضر " للمزيد من تصعيد العمليات التخريبية لوكالة المخابرات الامريكية والبنتاغون في كل انحاء العالم . ( المصدر : من وراء الارهاب الدولي : وثائق ، شهادات ، وقائع ، موسكو السنة 1983، صفحة 302_303).
اولا : الملكية الخاصة .. والارهاب .

رافق العنف " الارهاب " ظهور الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وتطور شكلا ومضمونا بتطورها ، ومنذ ظهور المجتمعات الطبقية ، التي تمثلت بالمجتمع ، العبودي ، والاقطاعي ، والراسمالي ، لم تشهد البشرية ولغاية اليوم أي استقرار وسلام بين الشعوب .فعلى سبيل المثال " خلال 5000 سنة مضت وقعت 15000 حربا ، ذهب ضحيتها اكثر من 3,5 مليار انسان . ولم يشهد تاريخ المجتمع البشري سوى 292 سنة من حالة الاستقرار النسبي . ( المصدر: مجلة الحوار ، العدد 6، حزيران /2001، صفحة 76 ، باللغة الروسية).
لم يسد السلام والتعايش السلمي بين الشعوب الا 268 سنة من اصل 3421 سنة من تاريخ المجتمع البشري ، اما بقية السنوات فكانت مسرحا للحروب غير العادلة ، ولم تمر ومنذ عام 1986 ولغاية اليوم سنة واحدة من دون اشعال مثل هذه الحروب على النطاق المحلي او الاقليمي .... ، ولم تعرف شعوب العالم خلال 2340 اسبوعا للاعوام 1945ـ1990 الا بضعة اسابيع من دون حرب وعنف وارهاب ، واكتوى 60 بلدا بهذه الحروب غير العادلة ، وبلغت الخسائر البشرية ما بين 80 ـ 100 مليون انسان ، ويتحمل الغرب الامبريالي بزعامة امريكا المسؤولية الكبرى والرئيسية في ذلك ( انظر مجلة العربي ، شباط ، السنة 1996 ، صفحة 58 ) .
مثلت وتمثل الحروب غير العادلة التي ظهرت في المجتمعات الطبقية ، من حيث جوهرها ارهابا رسميا ضد الشعوب ، من اجل الاستحواذ على ثرواته الطبيعية بالدرجة الاولى ، وهي تحمل طابعا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ، ينصب لصالح الطبقة الحاكمة . وتطور وتعمق الارهاب الدولي في المجتمع الراسمالي "وخاصة في مرحلته الامبريالية" ، بعد غياب الاتحاد السوفييتي عام 1991 . فاصبح المجتمع الدولي يواجه ارهابا جديدا ، متعدد الاشكال مثل " الارهاب الاقتصادي ، والارهاب العسكري ، والارهاب الفكري ، والارهاب الثقافي ، والاعلامي ، والنفسي ، وغير ذلك " .
ان تعمق الازمة الاقتصادية والاجتماعية وحتى الاخلاقية ، للنظام الامبريالي العالمي وخاصة في المجتمع الامريكي ، اصبحت صفة ملازمة لهذا المجتمع المريض . وفشل قادة هذا النظام من ايجاد الحلول الجذرية لازمة نظامهم ، ومن اجل الخروج من هذا المأزق والعمل على انقاذ اقتصادهم المتناقض والمتأزم ، وخاصة الاقتصاد الامريكي ، من حتمية الانهيار ، خططت قوى الثالوث العالمي ، الى اعلان الحرب العالمية الثالثة ، والتي اطلق عليها " الحرب الباردة "، وتحت حجج واهية ومنها " خطر الشيوعية " و " خطر موسكو " و " خطر التفوق العسكري السوفييتي " وغيرها من الاكاذيب التي تبنتها واعلنتها الطبقة البرجوازية الحاكمة في الغرب الامبريالي ، وحلفاءها في البلدان النامية . واستمرت هذه الخدع التي روج وطبل لها الاعلام البرجوازي منذ عام 1946 وحتى 1991 ، ومما يؤسف له نجحت قوى الثالوث العالمي في تحقيق هدفها الرئيسي وتقويض عدوها الاول _ الاتحاد السوفييتي ودول اوروبا الشرقية ـ ، ومن الداخل من خلال "اصدقاءهم " و" حلفاءهم " ، من امثال غورباتشوف ، وياكوفليف ، وشفيرنادزه ، ويلتسين ، وغيرهم من " قادة " و " كوادر " الحزب الشيوعي السوفييتي ، انها اعظم خيانة تحدث في التاريخ الحديث . وبعد نجاح قوى الثالثوث العالمي في تفكيك الاتحاد السوفييتي وتقويض دول اوربا الشرقية ، فأن الطغمة الحاكمة في الغرب الأمبريالي فشلت في ايجاد الحلول والمعالجات لأزمة نظامها ، ويعود السبب الى ان هذه الأزمة نابعة من بنية وتركيبة النظام الرأسمالي نفسه ، بدليل تعمقت التناقضات بشكل اكثر بين العمل ورأس المال ، وبين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج ،ان من اهم النتائج الخطرة لعسكرة الاقتصادالامريكي هي ان امريكا تحتل المرتبة الاولى في العالم في المديونية ، اذ بلغت مديونيتها في عام 1970 ، 310 مليار دولار ، وزادت الى 743 مليار في عام1980 ثم الى 3 ترليون في عام 1990 ، والى 35 تريليون دولار عام 2004 ، كما وتحتل امريكا المرتبة الاولى في العالم في استهلاك المخدرات وعدد السجناء وعدد الجرائم وفي عدد المليارديرية ، ويلاحظ ايضا خلاال 60 سنة الماضية تقلص دور ومكانة امريكا في الاقتصاد الدولي من 50% الى 20% ، كما تنفق ( رائدة الديموقراطية ) سنويا 30 مليار دولار على التجسس، على الصعيدين الداخلي والخارجي، ( المصدر : جريدة الغد رقم 27 ، تموز ، السنة 2005 ، باللغة الروسية ) ، وعليه فأن الطبقة البرجوازية الحاكمة في الغرب الأمبريالي وبسبب هذا الفشل ، لجأت الى ابتداع بدعة جديدة الا وهي ( مكافحة الارهاب الدولي ) .
جرت هذه البدعة وتجري اليوم تحت شعارات وهمية، وهي " غياب الديموقراطية ، وحقوق الانسان ، وتصفية اسلحة الدمار الشامل .... " ، الهدف الرئيسي من تبني هذه الشعارات الوهمية ، ليس من اجل تحقيقها ، وانما الاستحواذ الكامل على ثروات الشعوب ، وخاصة النفط والغاز ... من اجل معالجة أزمة النظام المصاب بالشلل الكبير وخاصة الاقتصاد الامريكي .
بهذا الخصوص اشار لينين . كما اكد لينين على ان . كما واشارالى .وكما وضح لينين الى < ان الديموقراطيين المدججون بالسلاح في البلدان المتحضرة يخشون ظهور ـ 100 ـ بلشفي في بلد تعداد سكانه نحو ـ 100 ـ مليون نسمة مثل امريكا > .
في 23/9/1950 صدر قانون ماكارين ـ وود ، والمعروف بأسم قانون عام 1950 للأمن الداخلي ، وكان الهدف الرئيسي من هذا القانون هو القضاء على الحزب الشيوعي الامريكي ، وتقييد نشاط المنظمات التقدمية والديموقراطية ، ومع ذلك يدعون انهم ديموقراطييون ؟ .
ان قوات الاحتلال الانكلو ـ امريكي التي غزت العراق واسقطت نظام صدام حسين في ابريل من عام 2003، وتحت شعار " تحرير " العراق من النظام الدكتاتوري ؟ ما كان هدفها الا الأستحواذ على نفط وغاز.... الشعب العراقي ، وكان البداية لما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير . هنا يطرح السؤال الاتي " ماذا حصل الشعب العراقي من " تحريره " ؟ ، الجواب هو ـ سرقة ثروته المتمثلة بالنفط والغاز ، وتفشي وتعمق ظاهرة الأرهاب بكل انواعه ، ونمو البطالة وخاصة بين الشباب ، وظهور المافيا الاجرامية وهيمنتها على اهم مفاصل الأقتصاد الوطني ، ورافق ذلك نمو اقتصاد " الظل " اللصوصي ، وتفشي الفساد والرشوة وخاصة في قمة السلطة ، واتساع الهجرة الخارجية والتي تجاوزت 2 مليون مواطن عراقي ، والهجرة الداخلية التي قاربت 2 مليون مواطن عراقي ، اما ثمن " تحرير " الشعب العراقي ، فكان < الخسائر البشرية بسبب الارهاب وتفشي الامراض ونقص الغذاء ... بلغت ما يقارب المليون شخص> !!! . اضافة الى عمل قوات الاحتلال على تأجيج الصراعات ـ الطائفية ـ القومية ـ الدينية ، وتستخدم اسلوبا قذرا في ذلك ، فهي تارة تساند الشيعة ضد السنة او العكس ، وهذا الاسلوب اتبعته القوات الامريكية خلال الحرب العالمية الثانية ( 1941 ـ 1945 ) بين الاتحاد السوفييتي والمانيا . ان السلطة الفعلية اليوم في العراق هي بيد قوات الاحتلال الامريكي بالتعاون مع السفارة الامريكية ، اما السلطة التنفيذية فهي لا تملك الصلاحيات او السلطة الفعلية ، لا في مجال الأمن ولا في المجال العسكري ، ولا في المجال الأقتصادي ، فهي في واقع الحال سلطة قائمة من اجل تنفيذ القرارات الصادرة عن قوات الاحتلال ـ السفارة الامريكية ـ ، وهذا ما يدركه ويحس به الغالبية العظمى من المواطنين العراقيين ، وحتى بعض السياسيين من ذوي العقلية العقلانية والموضوعية ، فهل هذا هو ثمن " تحرير " الشعب العراقي من النظام البائد ؟؟ .


ثانيا : ـ الامعقول في ظل الاحتلال و" التحرير " في عراق اليوم ! .

منذ اواسط عام 2004 ولغاية اليوم ، فأن الوضع السياسي والأقتصادي ـ الاجتماعي والأمني والعسكري في العراق هو في غاية التعقيد والتشابك ، ويتجه نحو منعطف خطير ، وكل الاحتمالات واردة من الحرب الاهلية وتقسيم العراق ، وستكون عواقب ذلك وخيمة ليس على الشعب العراقي وحده وانما على شعوب البلدان العربية عامة ، والمنطقة خاصة . فالمتتبع لتطور الاحداث في العراق اليوم ، يلاحظ ان جميع الاوراق السياسية والأقتصادية والأمنية والعسكرية قد اختلطت وبشكل مخطط لها من قبل قوات الاحتلال الأجنبي ، وبالتنسيق والتعاون مع بعض " حلفاءها " و " اصدقاءها " وفق سيناريو ـ الفوضى الخلاقة ـ او " المنظمة " !! ، وبالمقابل يلاحظ ان قادة السلطة التنفيذية في عراق " التحرير " لا يملكون الصلاحيات الكاملة للعمل في ظل ظروف معقدة وصعبة جدا . فعلى سبيل المثال ، يعلن الرئيس العراقي جلال الطلباني وامام الصحفيين بأنه لا يستطيع اطلاق سراح صحفي ، تم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الأجنبي ، وطلب من الصحفيين ان يقدموا له طلبا بذلك ، وهو بدوره سيفاتح " الحلفاء " حول الموضوع ! . اما رئيس الوزراء نوري المالكي فهو يعلن ايضا وعبر التلفاز ، انه لا يستطيع تحريك سرية عسكرية عراقية بالرغم من انه القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، ناهيك عن علاقة قوات الاحتلال بالوزراء وخاصة الدفاع والداخلية ، فهي خارج المنطق . فهل هذا معقول ؟ . اما البرلمان ، فانه في وضع لا يحسد عليه ، فالصراعات التي تحمل بالغالب الطابع الشخصي ، والاتهامات السياسية والاقتصادية فيما بينهم ، اصبحت الشغل الشاغل لهم ، ناهيك عن نسبة الحضور المتدنية في الغالب والتي لا تحقق النصاب القانوني للاجتماعات ، اضافة الى ذلك فان "ممثلي الشعب " اليوم معظمهم يفكرون من اجل الاثراء الشخصي بالدرجة الاولى ، فيطالبون بزيادة المرتبات وبالدولار!! والعمل على ضمان مرتب تقاعدي لائق ، والمطالبة بزيادة عدد الحراس الشخصيين وبسيارات مدرعة ....؟ ، كما ويلاحظ ايضا ان الغالبية العظمى من اعضاء البرلمان لا يحضون بتأييد شعبي بسبب سلوكهم اللامعقول وفشلهم في حل اهم المشاكل الاقتصادية ـ الاجتماعية ، وفي مقدمتها حفظ الأمن ، وحل مشكلة البطالة ، وتوفير الكهرباء والبنزين والغاز والماءالصافي للشرب ، وبأسعار تتناسب والدخول النقدية للغالبية العظمى من المواطنين ، فبلد النفط يستورد سنويا مابين 4الى 6 مليار دولار من النفط ومشتقاته من دول الجوار ؟ لمصلحة من يتم ذلك !!!!.
الغالبية العظمى من المواطنين العراقيين يعانون من الفقر والجوع ، وبنفس الوقت يواجهون الأرهاب بكل انواعه يوميا ، فالسيارات المفخخة والأنتحاريون ، والسيطرات الوهمية داخل بغداد وخارجها ، وقتل الأبرياء وقطع الرؤوس والايدي ، والاختطاف الفردي والجماعي ، والاغتيالات ( التي يحمل قسم منها طابعا سياسيا والقسم الاخر طابعا اقتصاديا ) والتي تقوم بها المليشيات التابعة للاحزاب المشاركة في الحكم ، وغيرها . فقادة السلطة التنفيذية والتشريعية وقوات الأحتلال اللأجنبي ، لم يحركوا ساكنا ازاء هذا الوضع الكارثي ، وكأن مهمتهم هي ان يتفرجوا ، كيف تسيل يوميا انهارا من الدماء الزكية في شوارع العراق ، وخاصة في شوارع بغداد . ايعقل هذا ! في ظل < الديموقراطية وحقوق الانسان > .
ويلاحظ من خلال تطبيق النهج الليبرالي المتوحش ، فأن الغالبية العظمى من المواطنين العراقيين يعانون الفقر والمجاعة وانتشار الامراض والارتفاع المستمر لاسعار جميع السلع والخدمات ، وغياب الامن والاستقرار ونمو معدل البطالة وخاصة وسط الشباب ، وتعمق مشكلة السكن وتنامي معدلات الجريمة في المجتمع ، لاسباب اقتصادية بالدرجة الاولى ، التناقض والتناحر بين القوى السياسية المشاركة في الحكم ، اذ يلاحظ ان قسما منها مشاركة في الحكم ومعارضة له في آن واحد ؟ .وتعمق التناحر والتناقض بين التيار الشيعي والسني ، وتعمق الخلافات والانقسامات داخل كل تيار من جهة ، والتناقض بين التيار القومي الكردي مع التيارين الشيعي والسني من جهة اخرى ، ويرافق كل هذة التناقضات والتناحرات ، غياب الثقة الحقيقية بين قيادة التيارات السنية والشيعية والكردية والعلمانية ، ويرجع سبب ذلك الى عوامل داخلية واقليمية وعالمية .فهل هذا معقول في ظل خراب ودمار المجتمع والاقتصاد العراقي ، منذ عام 1980 ولغاية اليوم ؟ .
يوجد تصور عام لدى الغالبية العظمى من المواطنين العراقيين وبمختلف اتجاهاتهم السياسية ، بأن قوات الاحتلال الاجنبي لها دور في تأجيج الصراعات الدينية والطائفية والقومية وبالتالي فهي تتحمل مسؤولية ظهور وتفاقم الأرهاب . هذا الطاعون الأسود ـ سواء كان بشكل مباسر او غير مباشر ، من خلال " حلفاءها " من العراقيين والعرب الافغان ، ويلعب الدولار الامريكي دورا كبيرا في خلق عدم الاستقرار الأمني ، فيتم دفع _ الدفتر _ يعني الف دولار ، او اكثر من دفتر ، لاصحاب النفوس الرخيصة والخونة من اجل القيام بارتكاب الجرائم ضد الفقراء والابرياء من العراقيين ، وهناك بعض القوى السياسية المدعومة من الخارج ، تقوم بنفس الاسلوب القذر الذي تقوم به قوات الاحتلال ! .
نعتقد ان قائمة الأئتلاف والتوافق والتحالف الكردستاني والعراقية ، يتحملون كامل المسؤولية تجاه الشعب العراقي حول تأجيج وتفاقم واشتداد الأرهاب ، من خلال خطاباتهم السياسية المتوترة وتبادل الاتهامات باستمرار ، ناهيك عن غياب الثقة بين جميع هذة الكتل السياسية . علما ان هذه الكتل السياسية هي الفاعلة في السلطتين التنفيذية والتشريعية / فلو أتفقوا قادة هذه الكتل السياسية فيما بينهم على اهم المبادىء الوطنية العامة والتي يحتاجها الوطن والمواطن العراقي والتي تتمثل في : العمل على وحدة العراق ارضا وشعبا ، والعمل الجاد على اعادة اعمار العراق وفقا لخطة مرسومة ومدروسة ، والعمل على توفير الخدمات للمواطبين ومنها الكهرباء والبنزين ، والماء ، وتوفير السلع الضرورية وباسعار مناسبة ، والعمل على معالجة البطالة ، والتخلي عن المبدأ السيءالا وهو مبدأ المحاصصة والاتفاق على جدولة انسحاب قوات الاحتلال الأجنبي ، وتأجيل كل ماهو مختلف عليه في الدستور لمدة 10 اعوام . ان كل هذه المهام وغيرها قابلة للتحقيق والتطبيق ولن تحتاج لا للكادر البشري ولا لرأسمال اجنبي ، ولكن تحتاج الى شعور بالمسؤولية الوطنية ، والتنازلات المتقابلة من جميع الاطراف السياسية لمصلحة الشعب العراقي ،ولمصلحة العراق . لكن من المؤسف ، ان قادة هذه الكتل السياسية متصارعة اليوم حول السلطة والمال ، وحول مستقبل النظام السياسي والاقتصادي ـ الاجتماعي اللاحق ، في حين يساق الشعب العراقي يوميا الى المجازر والاعدامات والاختطاف والذبح .... وهم يتفرجون على دماء الفقراء من العراقييم من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه . فهل هذا معقول ؟ .
ان اخطر ما في عراق اليوم هو ان جميع الكتل الساسية البرلمانية ( باستثناء القائمة العراقية ) لديها مليشيات مسلحة وبعض الكتل البرلمانية لها اكثر من مليشيا مسلحة ، وهناك قوى سياسية لم تشارك في الحكم لديها ايضا فصائل مسلحة ، ويلاحظ من خلال هذه الخارط الساسية اللامعقولة , دخول الفصائل المسلحة في قتال فيما بينها ، انتقل الى القتال داخل الفصائل الشيعية نفسها وكذلك الفصائل السنية . اما القوات المحتلة فأصبحت منسية ، وانتقل الصراع اليوم في العراق بين العراقيين انفسهم ، وبسبب هذا الصراع اللامبدئي ولأسبابه الداخلية والخارجية ، بلغت خسائر الشعب العراقي خلال فترة الاحتلال ما يقارب من المليون قتيل . فلمصلحة من ذلك ؟ .اما خسائر قوات الاحتلال فبلغت حسب ما هو معلن منها بحدود 4000 قتيل ،{ نعتقد ان واقع الخسائر البشرية للمحتلين هو اكثر مما هو معلن} .
ان جميع الفصائل المسلحة سواء كانت تعود لقوى سياسية مشاركة في الحكم او خارج العملية السياسية ، جميع هذه الفصائل تحضى بدعم واسناد مادي وغيره من الخارج ، وان جميع هذه المليشيات هي غير قانونية ، وهي خارج القانون ، وتلعب اليوم الدور الرئيسي في ارباك الوضع السياسي والامني والعسكري ، وهذا يخدم مصالح بعض دول الجوار ، وبعض القوى الدولية ، وليس لمصلحة الشعب العراقي ، هذه هي الحقيقة الموضوعية التي يجب ان يدركها قادة الاحزاب الساسية المشاركة في العملية السياسية ، او غير المشاركة فيها اليوم .
مما يؤسف له ان جميع محافظات العراق بدون استثناء ، تعيش وضعا معقدا ومأساويا وقابل للانفجار في أي وقت ، وكما يلاحظ انه في كل محافظة توجد عدة سلطات ، منها سلطة قوات الاحتلال الاجنبي ، سلطة هذا الفصيل المسلح او ذاك ، السلطة الرسمية ، سلطة المافيا وغير ذلك .ويلاحظ ان الارهاب يتركز اليوم في بغداد وديالى والرمادي بالدرجة الاولى ، واخطر نتائج هذا الطاعون الاسود ، هو ان بغداد على سبيل المثال وفي واقع الحال مقسمة بين نفوذ المليشيات السنية والشيعية ، أي مقسمة الى قسمين رئيسيين ، كرخ ورصافة ، مثلا مدينة الحرية يسيطر عليها جيش المهدي ، ولا يستطيع المواطن العراقي السني من حيث المبداء الدخول اليها ، وان دخل فمصيره مجهول ؟ اما منطقة الدورة ، حي العدل ....,. هذه المناطق تسيطر عليها المليشيات السنية وغيرها ، فالشيعي لا يستطيع دخول هذه الاحياء !! ، وفي محافظة بغداد وصلت الامور الى درجة كارثية ، فصاحب التراكتر او الحاصدة اذا كان سني لا يحرث ولا يحصد للفلاح الشيعي وبالعكس، انها صورة محزنة وقاتلة ومخيفة ولا تبعث على التفائل اليوم .
نطرح السؤال الأتي :هل فعلا ان قوات الاحتلال الاجنبي التي يتجاوز عدد قواتها على 150 الف عسكري مدججين بأحدث الاسلحة والاجهزة ، ووجود اكثر من ربع مليون عسكري ( قوات الداخلية والدفاع .. ) كل هذه القوى لا تستطيع ان توفر الأمن لمدينة بغداد مثلا ؟؟ ، ولاتستطيع فرض سيطرتها الفعلية والكاملة على منطقة الدورة ، السيدية ، البياع ، فكيف تريد الأمبريالية الأميركية قيادة العالم كله ؟؟ وان تحقق حلم الرئيس ترومان ؟ وهل من المعقول وحسب اعتراف الداخلية العراقية ، يوجد اكثر من 24 جهاز مخابرات اجنبية واقليمية ودولية تنشط في العراق ، فكم هو عددهم الحقيقي؟؟ وهل اصبح العراق منطق صراع واختبار لأجهزة المخابرات الدولية؟ فأين السيادة الوطنية والأستقلال ؟ وهل هذا وغيره يكون معقولا في ظل " التحرر " و" الديموقراطية " .


ثالثا :ـ من يقف وراء الأرهاب في العراق ، بعض الأدلة والبراهين .

" ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية ( سي آي أي ) اصبحت منذ زمن بعيد مركزا لتنظيم الاعمال الأرهابية ضد الشعوب المناضلة من اجل الاستقلال الوطني والتقدم الاجتماعي " ( المصدر : من وراء الارهاب الدولي ... صفحة 302 ـ 303).

هناك رأي سائد اليوم لدى الغالبية العظمى من المواطنين العراقيين ، وحتى عند بعض السياسيين العراقيين ، بان قوات الاحتلال الاجنبي تلعب دورا سواء كان مباشرا او غير مباشر في تصعييد وتأجيج الارهاب في العراق ، وعلى ما يبدوا ان هذا الاسلوب القذر يخدم مصالح < الديموقراطية الكبرى >، ويطيل من عمر تواجد قواتها الغازية والمحتلة للارض العراقية ، ويتم تبرير ذلك من قبل قادة قوات الاحتلال وتحت مبررات واهية وهي ـ غياب الأمن والاستقرار ـ في العراق . ان تنفيذ الجرائم الارهابية يتم اما بشكل مباشر وتحت ذرائع مختلفة ، وما حدث ويحدث في محافظة الرمادي ومدينة الفلوجة ومدينة الثورة في بغداد اليوم وغيرها من المدن الا دليل على ذلك ، او بشكل غير مباشر ويتم ذلك من خلال " حلفاءها " و " اصدقاءها " من العراقيين والعرب الافغان ، لقاء حفنة من الدولارات ، وهناك ادلة كثيرة تؤكد صحة ذلك ، ولكن هذا لا يعني ان ما يحدث في العراق اليم يفوق الخيال والتصور ، وهناك بعض القوى السياسية العراقية ايضا تمارس العنف ضد ابناء الشعب العراقي على اساس ديني ـ طائفي ـ قومي ، فالمليشيات الشيعية تقوم بالعنف ضد ابناء السنة من قتل واختطاف ... وبنفس الوقت تقوم المليشيات السنية باستخدام العنف ضد ابناء الشيعة ، وهناك دول اقليمية تدعم هذا الفصيل المسلح او ذاك سواء بشكل علني اوغير علني ، حتى ان تنظيم القاعدة يحضى بدعم واسناد من قبل بعض الدول الاقليمية ولأسباب معينة وحسب مبدأ ( عدو عدوي صديقي ) .
وحول من يقف وراء الارهاب في العراق ، نقدم للقارىءالكريم بعض الأدلة والبراهين ، وهي منشورة في الصحف العراقية الرسمية ، والتي لم يجري الرد عليها ، وهي : ـ


الدليل الاول :

<< طالب اهالي المدائن الحكومة العراقية بوضع حد للعمليات الارهابية التي تطال المنطقة .... واكد ممثل الحوزة العلمية في المدائن السيد رسول الياسري ، في مؤتمر صحفي يوم 17/12/2006 ، ان هذه العمليات المتمثلة بالقتل والتهجير والتفجيرات طالت العوائل السنية والشيعية الرافضة للتكفير والارهاب بكل الوانه وشملت في الايام الماضية منطقتي الجعارة والوردية ، فظلا عن اطلاق قذائف الهاون على مرقد سلمان المحمدي .... مشيرا الى انه قد تم مفاتحة الجهات المسؤولة لأكثر من مرة بتشكيل قوة عسكرية .... الا ان المفاتحات لم تجد استجابة تذكر من الحكومة ووزراء الداخلية >> ، كما اتهم الياسري القوات الامريكية << بالوقوف وراء هذه الاعمال من خلال توفير المناخ الملائم للارهابيين الاجانب ، وامدادهم باسلاح >> ، وبالمقابل << يتم نزع سلاح الاهالي فضلا عن اتهامه الى لواء الذئب العسكري العراقي المسؤول عن حماية المنطقة بعدم الجدية في التدخل ومواجهة هذه المجاميع الارهابية >> ، وبنفس الوقت اكد الياسري على << ان القضاء العراقي لم يكن جادا في اتخاذ العقوبات ضد المجرمين الذين اعترفوا بأرتكاب الجرائم نفسها متخذين من تهاون القوات الامريكية غطاءا لتنفيذ عملياتهم >>، واكد ممثل الحوزة ـ الياسري واحد شهود العيان ومن اهالي المنطقة ان القوات الامريكية تنقل الارهابيين من جنسيات افغانية .... الى المنطقة ( منطقة المدائن ) بواسطة شاحنات ، وتمدهم بالاسلحة والعتاد >> ، المصدر : ( جريدة الصباح 18/12/ 2006 ) .


الدليل الثاني :


بتاريخ 2/7/2007 / نشرت جريدة الصباح مقالة بعنوان " فوضى ذهبية " جاء فيها ـ في يوم الاربعاء المصادف 23/5/2007 ، ومن عاداتنا نحن الكبار في السن والمتقاعدين ان نلتقي صباح كل يوم في المقهى ، وفي هذا الصباح تعرض احد جماعاتنا الى نوبة من الهذيان بصورة مفاجئة ، فقد وضع الجريدة التي كان يقلب صفحاتها بعناية وانهماك شديدين .... وفجأة راح يحدث نفسه ويقول << في الموصل قامت قوات متعددة الجنسية باعتقال 16 ارهابيا ، يعتقد انهم ينتمون الى تنظيمات القاعدة ، من بينهم قائدان لخلايا ارهابية . اما في محافظة ديالى فقامت قوات متعددة الجنسية باطلاق سراح قيادي بارز في تنظيم القاعدة ، مع 254 شخصا من الارهابيين المطلوبين للقوات العراقية ، الذين ثبت ادانتهم في قتل منتسبين في الشرطة والمدنيين >> ، وطالب صاحب المقالة ايضاح من قوات الاحتلال حول الخبر ، وبخلاف ذلك سنبقى نهذي ، وستبقى ادارة المستشفى تحتجزنا بصفة مجانين من طراز خاص .
كما وتشير بعض الالة المنشورة ايضا في الصحف الرسمية ، ان قيادة قوات الاحتلال الاجنبي تقوم الآن بالاتصال ببعض قادة تنظيم القاعدة " الجناح المعتدل " !!! من اجل حل المشاكل بين الطرفين .


الدليل الثالث ، شهادة حية:

في يوم 7/6/2007 ، وفي الساعة العاشرة والنصف ليلا تقريبا ، في منطقة السويدي ناحية الرشيد ، داهمت مروحيات عسكرية امريكية هذه المنطقة ، وبدأت المروحيات العسكرية الامريكية بأنزال اشخاص وبملابس شبه عسكرية ـ ارهابيين ـ ، وكما هو معروف اليوم ومنذ فترة ليست قصيرة ، ان اغلب العشائر في جنوب بغداد وشمالها وشرقها وغربها ، لديهم حراسات يومية ابتداء من الساعة السابعة ـ الثامنة مساء حتى الساعة السابعة صباحا وبوجبات منتظمة ، واذا يفاجىء اهالي المنطقة بانزال الارهابيين ومباشرة بدأت المواجهة بين الطرفين مما اضطر الارهابيين للهروب ، وجاءت المروحيات الامريكية ونقلتهم مباشرة ، وبعد دقائق معدودة قصفت المنطقة بصواريخ من قبل مروحيات عسكرية امريكية ، ولكن في الواقع ان الرمي لم يكن موجها الى بيوت العشائر ، بل كان الهدف هو ارهاب هذه العشائر ، وكاتب المقالة شاهد المروحيات الامريكية كيف تم اطلاق النار على البيوت ، وفي الصباح التالي ذهب ابناء القرية الى مكان انزال الارهابيين فوجدوا حزمة كبيرة من الاسلاك المطاطية التي تستخدم لربط ايدي المعتقلين ، وفي 23/6/2007 تكررنفس الاسلوب في منطقة اخرى وايضا فشلت المحاولة ، وهذه الاحداث وغيرها لم تكن سرية ، بل هي معروفة لاهالي جميع المناطق في النواحي والاقضية ....! .


الدليل الرابع :

ان ظهور الاساليب القذرة والمتمثلة في تفجير السيارات المفخخة ، والاحزمة الناسفة ـ الانتحارية ـ ، واالاغتيالات ، والاختطاف ، للعراقيين وللعرب والاجانب ، تحمل جميعها طابعا سياسيا واقتصاديا وطائفيا في آن واحد . ان قطع الرؤوس والايدي وقلع العيون وتقطيع جسم المواطن الى اجزاء صغيرة ... ورمي القتلى في البساتين والبزول والانهار .... ان كل هذه الاساليب اللامشروعة واللاانسانية ،قد ظهرت في ظل تواجد قوات الاحتلال الاجنبي ، ولا يمكن تبرئة هذه القوات من هذه الاعمال البشعة ، فلديها " حلفاءها " و " اصقاءها " ، ولديها الدولار ، ويمكن لهؤلاء ان ينفذوا كل شيء لقاء دفع ما يسمى بالدفتر (10000دولار ) ، وفي ظل تفشي البطالة وخاصة وسط الشباب ، والتي تجاوزت 70% ، وحسب القانون الاقتصادي الرأسمالي ـ قانون العرض والطلب ـ والذي يبدأ يفعل فعله في ضروف العراق الصعبة والمعقدة ، انه رأسمال اجرامي ، فكلما زاد دفع الرأسمال الاجرامي كلما زادت الجريمة والتي لا تعرف لها حدودأصلا .
كما يمكن القول هناك جهات عراقية ، من المتطرفين الشيعة والسنة تقوم بنفس الاساليب اللاانسانية ، ولاسباب طائفية واقتصادية وغيرها ، فعلى سبيل المثال تم اختطاف صديق لنا في شهر كانون الاول عام 2006 ، من قبل مليشيا تابعة لاحدى الكتل المشاركة في الحكم ، وبعد بذل الجهد الكبير والوساطات ... تم دفع 50 الف دولار لهذه الجهة " الوطنية " !! وتم اطلاق سراحه فورا ، وبنفس الوقت قامت المليشيا نفسها بنهب كامل للسوبرماركت العائد للصديق ، وتم نهب جميع ممتلكات البيت الخاص له واصبح " نظيفا " ، وقدرت الخسائر باكثر من 8 مليار دينارعراقي ، وكذلك هناك جهات اخرى ايضا تمارس الارهاب ولاهداف متعددة ومنها تنظيم القاعدة والوهابيين والتكفيريين . وعليه يمكن القول ان هناك ثلاث جهات او اطراف تقف وراء تصعيد الارهاب ولكل طرف هدفه الخاص ، ولكن لهم هدفا مشتركا ، الا وهو ، ترويع وتعذيب وافقار واذلال و" ترويض " المواطنين العراقيين . ان جميع هذه الاساليب القذرة وبغض النظر عن الجهة التي تقوم بها ، محرمة من الناحية الدينية والاخلاقية والانسانية ، ولا تمت باي صلة بمقاومة الاحتلال الاجنبي ، فاذا كانت أي جهة تدعي الوطنية الحقة والمقاومة عليها ان تكف عن هذه الاساليب الخسيسة وتعلن رسميا ادانتها لكل ذلك ، وعليها ان تناضل وبكل السبل من اجل رحيل القوات الاجنبية ، من اجل تحقيق السيادة الوطنية والاستقلال الحقيقي ، وعكس ذلك سوف تطيل من عمر الاحتلال الاجنبي للعراق ، ويتم نهب ثروات الشعب العراقي ( النفط والغاز ) . فهل هذا هو الهدف المطلوب ؟؟ .
وكما تشير الادلة على تورط قوات الغزو الامريكي ـ البريطاني في تنفيذ عمليات ارهابية ضد ابناء شعبنا العراقي ، وقواه الوطنية الرافضة للاحتلال ، وحسب توجيه رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي السابق ، تم تشكيل مجموعات ارهابية اجرامية يتراوح عدد اعضاء كل مجموعة ما يقرب من 100 ارهابي وتعرف هذه المجموعات الارهابية وفق االمختصر المنشور ( b .t .o .g ) والمهمة الرئيسية لهذه المجموعات الاجرامية القيام بعمليات ارهابية ضد ابناء الشعب العراقي ، وبعد ذلك يتم تحميل مسؤولية هذه الجرائم الارهابية الى العراقيين الرافضين الاحتلال ، وتوجيه التهم اليهم ، ويمول هذه المجموعات ويشرف على نشاطها الارهابي ، كل من جهاز الموساد ، ووكالة المخابرات المركزية الامريكية ، ويقود ويشرف على هذه المجموعات الجنرال الامريكي ، جيمس ستيلا ، الذي عمل في مطلع الثمانينات من القرن الماضي في السلفادور ، وكما يساهم مع الجنرال ستيلا في قيادة المجموعات الارهابية في عراق " التحرير " و " الديموقراطية وحقوق الانسان " ستيف كاستل مستشار وزيرالداخلية العراقية ( المصدر : جريدة الغد ، رقم 36 ، ايلول ، 2005 ) .


الدليل الخامس :

كشف مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي ، عن استمرار المفاوضات مع الجماعات المسلحة ..... وقال { ان ضابطا بريطانيا برتبة جنرال يدعى غريام لامب يلعب دور المنسق الوسيط في هذه المفاوضات ... وان المفاوضات تواجه صعوبات وتعقيدات بالغة مع اطراف اخرى ، عازيا ذلك لأرتباط هذه المجموعات بأجندات غير عراقية .... } ، وكما اشار الربيعي الى ان { اغلب الاجتماعات جرت بالفعل بالسفارة البريطانية ,,, وقسم من الاجتماعات عقد في اقليم كردستان وخارج العراق ايضا ... } ، كما اضاف { ان مطالب المسلحين تتركز على الحصول على وظائف كبيرة في الدولة والاجهزة الامنية وبعفو عام عن جميع المطلوبين والسجناء } . ( المصدر :ـ جريدة الصباح ، 21/6/2007 ) .
الغريب بالامر ومنذ وقت قصير كان يطلق على هؤلاء بالارهابيين ، ام اليوم تجري المفاوضات معهم !! فلماذا هذا التخبط السياسي ، ولماذا لم يكشف الربيعي من هي هذه الجماعات المسلحة ؟ ، وما هي توجهاتها السياسية و,,, ؟ . ان المقاومة للمحتل الامريكي وبكل الوسائل المتاحة حق مشروع للمواطنين والاحزاب والمنظمات الراغبة في ذلك وهذا الحق تضمنه القانون الدولي ، ويجب ان يتم التمييز وبشكل علمي وموضوعي بعيدا عن التعصب والذاتية بين الارهاب والمقاومة ، فالاول مرفوظ وهو وليد وتابع للنظام الامبريالي العالمي ، والمقاومة الوطنية حق وواجب وطني لكل من يعز عليه ان يرى بلاده واقعة تحت الاحتلال ، والنفوذ الاستعماري الامبريالي الامريكي .
يؤكد غايدار جميل الخبير في الشؤون الاسلامية في موسكو على ان { وكالة المخابرات المركزية الامريكية وجهاز الموساد هما اللذان يقودان الحرب السرية العالمية وتحت غطاء ما يسمى محاربة الارهاب الدولي } . ( المصدر :ـ جريدة الغد رقم 29 تموز /2005 ) .


الدليل السادس :


رجح خبير في الالغام احتواء الذخائر والمقذوفات التي القيت على الارض العراقية خلال الحرب الاخيرة على الغازات السامة او اليورانيوم المنضب . ان الذخائر غير المنفلقة وبضمنها القنابل العنقودية يتجاوز عددها بكثير عن اعداد الالغام الارضية المزروعة في عموم العراق والتي يقدر عددها بـ { 25,000,000 } لغم ارضي ، وبين ان تاريخ الحروب في العالم لم يشهد عمليات زرع الالغام بقدر ما كان خلال الحرب العراقية ـ الايرانية عام 1980 ، واكد ان الحرب الأخيرة شهدت العشرات من حقول الالغام المتصلة والمتفرقة من قبل الجيش العراقي ، بحيث شملت المصادر النفطية والصناعية والطرق السريعة وداخل مراكز المحافظات كالبصرة والناصرية والديوانية والحلة والنجف وكربلاء والرمادي وبغداد . ( المصدر: جريدة الصباح ، 5/6/ 2007) . ويعد هذا العمل عملا ارهابيا مدانا ، اذ ذهب ويذهب اليوم المئات بل الالاف من الابرياء ، بلغ عدد ضحايا الالغام الارضية والقنابل العنقودية غير المنفلقة بـ {300,000 }شخص منذ التسعينات من القرن الماضي ولغاية اليوم . ( االمصدر: جريدة الصباح ، 22/4/2007 ) .


الدليل السابع :


يواجه المواطنون العراقيين العزل كأفراد او كعوائل او كمناطق ، مداهمات مفاجئة وباوقات مختلفة ( متفاوتة ) في الصباح الباكر ، في منتصف الليل وغيرها ، وخلال المداهمات هذه لاتحترم قوات الاحتلال ابسط المشاعر الانسانية ولا الاعراف والتقاليد السائدة في بلدان الشرق ، ويمارسون كل اساليب العبث والاهانة وحتى الضرب ورمي القنابل ذات الصوت الارتجاجي ، مما يؤدي ذلك الى كسر الابواب والنوافذ . كما تقوم قوات الاحتلال الاجنبي بتحليق مروحياتها العسكرية وبشكل واطىء بحيث تهتز البيوت وتخلق الرعب لدى المواطنين ، وخاصة الاطفال ، وهذه العملية مستمرة ليلا ونهارا . ويلاحظ ايضا ان قوات الاحتلال تجول وتصول بدباباتها وهمراتها ، وهم يسيطرون على الشوارع الرئيسية في بغداد ، فمثلا يتم قطع الطريق وبشكل مفاجىء ، وتتوقف جميع السيارات وفي الاتجاهين ، وممكن ان يستمر ذلك ساعة او اكثر ، وفي بعض الاحيان يصل الى 6 ساعات ، مما يؤدي الى ارباك حركة السير والقلق والرعب لدى المواطنين. كما تقوم قوات الالحتلال بالقصف المدفعي والهاون ـ صباحا ومساءا، وخاصة في جنوب بغداد .
ان هذه الاساليب جميعا تشكل ارهابا للمواطنين العراقيين يوميا ، اطفالا ونساءا وشيوخا وشبابا ، وهي تشكل اساليب ضاغطة ارهابية على نفسية وسلوك المواطن وبنفس الوقت تزيد وتعمق الكراهية اكثر فاكثر لقوات الاحتلال الاجنبي ، وهي حقيقة لا يريدون الاعتراف بها قادة " الديموقراطيات الكبرى " . فالغالبية العظمى من المواطنين العراقيين لا يودون ولا يرحبون بقوات الاحتلال الاجنبي وهذه المشاعر في تزايد مستمر .


الدليل الثامن :


يقول ميخائيل غرباتشوف " الصديق الحميم " و " الوفي " للغرب الامبريالي ، والصديق المخلص لامريكا { ان زعماء الولايات المتحدة الذين يعلنون قولا مرة اخرى بانهم من المناضلين ضد الارهاب الدولي ، فقد اكدوا مرة اخرى عمليا تمسكهم بسياسة الارهاب الرسمي ومذهب العالمية الجديدة العدواني } ثم يؤكد انه { لا يجوز وضع مصائر العالم في يد الامبريالية والسماح للرجعية بان تفرض على البشرية تعميق المجابهة العسكرية } . ( المصدر : ميخائيل غرباتشوف ، خطب ومقالات مختارة ، دار التقدم ، موسكو، السنة 1987 ، صفحة 330، 384، 385 ) . هذا ما قاله الحرباء عن الامبريالية الامريكية .

رابعا :ـ بعض الاستنتاجات والمقترحات .

ان الوضع في العراق اليوم محفوف بمخاطر جدية وكارثية ، وستكون عواقب ذلك وخيمة على الجميع ، وسوف لن ينجوا احدا ، سواء كانوا قادة او احزاب سياسية ، ومن اجل تجنب وقوع هذه المحرقة الكبرى والتي سوف يحترق فيها الاخضر واليابس _ كما يقال _ ، وعليه نقدم بعض الاستنتاجات والمقترحات ، املين ان يكون هذا الجهد المتواضع خطوة مع الخطوات التي قدمها ويقدمها المخلصون من ابناء شعبنا العراقي من اجل ابعاد شبح الخطر الداهم شعبنا ، اطفالا ونساءا شيوخا وشبابا .

أ :ـ بعض الاستنتاجات :

• ان الارهاب وبكل اشكاله ، هو وليد ونابع من طبيعة المجتمع الطبقي ، وتطور واخذ ابعادا واشكالا خطيرة في ظل النظام الامبريالي بزعامة الامبريالية الامريكية ، وخاصة بعد غياب الاتحاد السوفييتي عام 1991، واصبح العالم اليوم يواجه خطر الحرب الكونية في ظل هيمنة القطب الواحد .
• لقد فشلت السياسة الامريكية على الصعيد الدولي ، واصبحت سياستها مرفوضة من قبل غالبية شعوب العالم ، وحتى من قبل بعض حلفاءها واصدقاءها ، بسبب تدخلها السافر والمباشر في شؤون البلدان الداخلية ،. ان هذا النهج المتوحش قد ادخل امريكا في مأزق وطريق مسدود ، وخير دليل على ذلك ما حدث ويحدث في العراق وافغانستان ولبنان وغيرها من بلدان اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية، وفشل النموذج " الديموقراطي " الامريكي ، للشعوب عبراستخدام القوة العسكرية . ان الشعوب لا يمكن ترويضها بقوة الدبابات والصواريخ عابرة القارات، والاسلحة المحرمة دوليا ، ولا يمكن شراء ذمم كل شعوب العالم بالدولار الامريكي، وفي حالة استمرار امريكا على هذا النهج العدواني فسيكون مصيرها حتما الانهيار والتفكك من الداخل .
• يجب ان يدرك جميع قادة الاحزاب السياسية العراقية ، الدينية والقومية ـ العربية والكردية ـ والاحزاب العلمانية انه في ظل ضروف العراق الحالية لا يمكن ان يحكم البلد من قبل حزب سياسي واحد . ان ما يتطلبه وضع العراق الحالي هو تشكيل حكومة جبهة وطنية حقيقية ، تقوم على اساس مبداء التكافوءوالاحترام والثقة والشعور بالمسؤولية.... من اجل تضميد جرح العراق الكبير ، والاتفاق على المبادىء العامة الوطنية ، خلال هذه المرحلة ومن اهمها ، العمل الجاد على وحدة العراق ارضا وشعبا وعدم التفريط بذلك ، أي المحافظة على وحدة النسيج العراقي ، والعمل على اعادة اعمار العراق وفق خطة علمية ومدروسة ، والحفاظ على ثروات العراق واستخدامها بشكل عقلاني لمصلحة الشعب العراقي .
• فشلت جميع القوى وعلى مختلف الاصعدة ، والتي كانت تراهن على اشعال الحرب الاهلية في العراق ، بالرغم من ان مخاطرها لا تزال قائمة ، ويعود السبب في ذلك الى الدور الوطني والشعور بالمسؤولية لبعض القيادات الدينية من الشيعة والسنة والقوى الساسية التي يهمها استقرار العراق والحفاظ على وحدة ارضه وشعبه .
• لقد فشل الحل العسكري ، وفشل " مبداء " المحاصصة المقيت في العراق ، وبالتالي فان خروج الشعب العراقي من هذا النفق المظلم ، ومن هذا المأزق الخطير ، يكمن في الحل السياسي العقلاني والموضوعي ، هذه هي الحقيقة الموضوعية التي يجب ام يدركها جميع قادةالاحزاب السياسية العراقية بغض النظر عن اديولوجياتها.
• فشلت الحكومات المتعاقبة ، بعد الاحتلال في حل جميع المشاكل تقريبا ، الاقتصادية والاجتماعية والامنية والعسكرية ، وعدم توفر مستلزمات الحياة اليومية للمواطن ومنها ، الكهرباء ، الماء ، البنزين ، الغاز ، الخ ، عدا التوجه لالغاء البطاقة التموينية .
• من الضروري ان يتم التمييز بين مفهوم المقاومة والارهاب ، فمقاومة المحتل تعتبر موقف مبدئي وحق مشروع ضمنه القانون الدولي لأي شعب من الشعوب يطمح للتحرر من التبعية الساسية والاقتصادية ، وتحقيق السيادة الوطنية ،والاستقلال الحقيقي ، اما الارهاب فهو وليد المجتمع الطبقي ، وهو مدان ومرفوض اصلا ، فمن الخطأ والجريمة من الناحية السياسية والفكرية ان يتم توجيه التهمة الى أي مواطن يؤيد المقاومة الوطنية المشروعة ، التي تهدف الى انهاء الاحتلال الاجنبي ، على انه ارهابي، فالمقاومة حق وواجب وطني مقدس . الا ان بعض السياسيين وفي ظل " الديموقراطية " الغربية اصبحوا لا يستطيعون التمييز بين المقاومة المشروعة والارهاب البرجوازي المتوحش ، فهم اما مصابين بالخلل العقلي او الفكري او الخلل العقلي والفكري في آن واحد ، فمن غير المنطق والانصاف ان يتم مساواة وتشبيه الشيوعية بالفاشية ، هذا ما فعله بعض " قادة " و" كوادر " الحزب الشيوعي السوفييتي من " البريسترويكيين " و " الاصلاحيين " و" الديموقراطيين " .
• ان غالبة الدول المجاورة للعراق وغيرها من الدول عملت ومنذ سقوط النظام البائد ولغاية جاهدة على دعم هذا الفصيل المسلح او ذاك وبكل الوسائل المتاحة لها ، من اجل ارباك الوضع السياسي والاقتصادي ـ الاجتماعي والامني والعسكري ، بهدف احباط وافشال المشروع الامريكي في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام وفي العراق بشكل خاص ـ وطبعا ـ لكل دولة مبرراتها الخاصة بها ، وقسم من هذه الدول عملت وتعمل وفق مبدء { عدو عدوي صديقي }، ولكن الضحية في كل ذلك هو الشعب العراقي المذبوح منذ اكثر من ثلاثة عقود مضت ، ولا يستبعد ان تستمر هذه المذبحة الاجرامية والبشعة لفترة غير قصيرة . وعلى هذا الاساس سوف يتعمق الارهاب في العراق وسيكون نصيب اليسار العراقي والقوى الوطنية الاخرى الجزء الكبير من هذا العنف غير المشروع .
• يلاحظ وفي الواقع الملموس ان السلطة التنفيذية في العراق مقيدة وبشكل كبير ، فهي واقعة بين كماشتين ، الكماشة الايرانية وحلفاءها من جهة والكماشة الامريكية ـ البريطانية وحلفاءها من جهة اخرى ، ولكل كماشة برنامج واهداف متناقضة في شكلها وجوهرها ، وبالتالي فالحكومة العراقية لا تستطيع تنفيذ أي برنامج لاي من الكماشتين ، ناهيك عن ان الحكومة العراقية ليس لديها برنامج وطني واضح ومعلن للشعب ، وحتى ان وجد ذلك مستقبلا ، سوف لن تستطيع تنفيذه في ظل صراع هاتين الكماشتين ، وعلى هذا الاساس ستستمر الفوضى والعنف في العراق بما يخدم اهداف ومصالح كل طرف داعم لذلك .
• يجب ان تدرك جميع القوى السياسية في العراق سواء اكانت دينية او قومية ( عربية او كردية ) او القوى اليسارية ، بأن الدول المجاورة للعراق مثل سوريا وايران ودول غيرها ، هي ليست العدو رقم (1) للشعب العراقي بالرغم من وجود بعض الملاحظات على مواقف هذه الدول . لكن العدو رقم (1) للشعب العراقي هوالامبريالية الامريكية وحلفاءها من قوات الغزو الاجنبي للعراق .فرحيل قوات الاحتلال يعتبر البداية الاولى لخلق الاستقرار وانهاء الارهاب في العراق ووضع برنامج وطني يلبي مصالح الشعب العراقي ، ويحفظ وحدته واستقلاله...وبعد ذلك يمكن ان تبنى العلاقات السياسية و الاقتصادية والامنية والعسكرية ... مع جميع الدول الاقليمية والدولية على اساس المصالح المشتركة ومبدىء التكافؤ والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بما يخدم جميع الاطراف .
• نعتقد ان أي حزب سياسي وبغض النظرعن ايديولوجيته ، يتحذ موقفا عكس ذلك فانه يفقد وطنيته ومصداقيته وايديولوجيته امام الشعب العراقي اليوم اوغدا ، فرحيل القوات الغازية سيتم اليوم او غدا ، فلا قاعدة عسكرية اجنبية في العراق ولا جندي محتل في العراق ، فالشعب العراقي هو صاحب القرار النهائي في كل شيء.


ب _ بعض المقترحات :

اولا :ـ الدعوة الجادة والفعلية لعقد مؤتمر دولي خاص تحت اشراف الامم المتحدة ، لبحث المشكلة العراقية وفي بغداد . وفي حالة تحقيق ذلك يتطلب ما يلي : (1) ان تتفق جميع الاحزاب العراقية مسبقا على موقف موحد ،برنامج موحد وواحد في كافة الميادين السياسية والاقتصادية ـ الاجتماعية والعسكرية والامنية ، أي يجب ان يتم الاتفاق على المبادىء الوطنية والثوابت المبدئية ، التي تحفظ وحدة الشعب العراقي . (2)ان يتم الاتفاق ايضا على الدول التي ستشارك في هذا المؤتمر مسبقا ، نعتقد من الضروري ان تساهم الدول التالية ، سوريا ، ايران ، الاردن ، مصر، السعودية ، الكويت ، وتركيا ، وكذلك دول اعضاء مجلس الامن ، المتمثلة بروسيا ، وامريكا ، وفرنسا ، وبريطانيا ، والصين ، وكذلك ممثل عن الاتحاد الاوربي ، والجامعة العربية ، ومنظمة المؤتمر الاسلامي ،والخروج ببرنامج عمل واقعي وموضوعي وملموس ومحدد ، يهدف الى حل ومعالجة المشاكل الاقتصادية ـ الاجتماعية وفي مقدمتها البطالة وتوفير الخدمات ( الكهرباء ، الماء الصافي ، الوقود ، و مفردات الحصة التموينية ....) ، وتحقيق الامن والاستقرار ، لتحقيق استقلال العراق ووحدته ارضا وشعبا .
ثانيا :ـ ان جميع القرارات التي يتم اتخاذها من قبل المؤتمر تصبح ملزمة على الجميع ، وخاصة الاحزاب السياسية العراقية ودول الجوار الاقليمية ، وفي حالة خرق أي طرف لهذه الاتفاقيات ، يجب ان يتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحقه .
ثالثا : ـ من الضروري ان يتم اتفاق جميع الاحزاب السياسية العراقية على جدولة انسحاب قوات الغزو الامريكي ـ البريطاني وحلفاءهما وفق جدول زمني لا يتعدى السنتين وخلال تلك الفترة يتم العمل الجاد على اعادة بناء الجيش العراقي والشرطة وقوات الامن ، على اساس الكفاءة والاخلاص والولاء للوطن فقط .
رابعا : ـ العمل الجاد والسريع على حل كافة المليشيات سنية كانت ام شيعية ام لاطراف اخرى ، لانها غير قانونية ، وتتحمل جميع هذه المليشيات جزءا كبيرا من المسؤولية في الفوضى وعدم الاستقرار ، ويجب سحب سلاحها وابقاء السلاح بيد الجيش والشرطة فقط ، أي بيد الدولة .
خامسا : ـ الاقرار وبشكل علني من قبل جميع الاحزاب السياسية العراقية على نبذ العنف والارهاب والاختطاف والاغتيال ، واعتماد مبدأ الحوار الديموقراطي لحل جميع الخلافات ، فيجب ان يسود التعايش السلمي بين ابناء شعبنا العراقي وبكل قومياته وطوائفه واتجاهاته السياسية والفكرية .
سادسا : ـ من الضروري ان يتم الاتفاق بين جميع الاحزاب السياسية المشاركة في الحكم او خارجه ، على تأجيل كافة النقاط المختلف عليها اليوم سواء كانت حول الدستور او غيره من النقاط ، ولفترة عشر سنوات قادمة ، والعمل سوية على اعادة اعمار العراق وخلق الاستقرار السياسي والاقتصادي ـ الاجتماعي والامني والعسكري ، من اجل مناقشة جميع القضايا ونقاط الاختلاف ، في ضروف طبيعية وهادئة . ويجب ان يشارك شعبنا العراقي وقواه الوطنية بهدف ايجاد حلول موضوعية وخاصة حول القضايا المصيرية .
سابعا : ـ العمل على توحيد الخطاب السياسي لجميع الاحزاب السياسية العراقية ، ووضع ظوابط قانونية وادبية لهذا الخطاب السياسي، وهذا يشمل كافة وسائل الاعلام وخاصة التلفزيون من اجل تهدئة الشارع العراقي اليوم ، ومن يخالف ذلك يحاسب وفق القانون العراقي .
ثامنا : ـ من الضروري ان يتم التحضير الجاد والجيد من اجل اجراء انتخابات للبرلمان والرئاسة خلال فترة لا تتعدى سنة او سنتين ، بعد عقد المؤتمر الاولي ، ويجب ان تقوم هذه الانتخابات على مبداء الديموقراطية الحقيقية ، والتكافؤ السياسي وخاصة في ميدان الاعلام ، ورفض اسلوب العنف وشراء الذمم والتهديد والقتل والاعتقالات والتزوير ... فلا مخرج امام شعبنا وقواه السياسية اليوم الا للرجوع الى العقل والحل السياسي والتخلي عن الأستئثار والمحاصصة والغرور ... من اجل مصلحة الشعب العراقي . وليكن شعارنا اليوم هو : الخبز والعمل والسلام للجميع ، والحفاظ على وحدة واستقلالية وسيادة العراق . هذه هي مهمة كل وطني عراقي غيور .
يا احرار العالم ارفعوا اصواتكم عاليا وتضامنوا مع الشعب العراقي من اجل وقف انهار الدم العراقي وطالبوا برحيل قوات الغزو الاجنبي للعراق


موسكو
6/8/2007

* كتبت هذه الدراسة بمناسبة الذكرى الـ 62 لما حدث لمدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانية ، انها مثلت الارهاب الدولي الرسمي ضد الشعب الياباني ، اذ اقدمت الامبريالية الامريكية على قصف هاتين المدينتين بالقنابل الذرية ، حيث سيبقى هذا الحدث احدى النقاط السوداء في تاريخ النظام الرأسمالي العالمي المتوحش ، وفي تاريخ امريكا ، والذي ذهب ضحيته مئات الالاف من المواطنين الابرياء . وها هو اليوم شعبنا العراقي يقصف بمختلف الاسلحة المحرمة دوليا ومنها سلاح اليورانيوم والقنابل العنقودية وغيرها ، ويذهب مئات الالاف من العراقيين الابرياء ضحية لغزو قوات الاحتلال الاجنبي



#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة - الحميمة - بين الخيانة والدولار - الجزء الاول
- ملاحظات اولية عن الاثار الاقتصادية – الاجتماعية
- كوبا : الصمود, التحدي , المنجزات
- الامبريالية الامريكية وخطر ارهاب سلاحها النووي اليوم على الع ...
- احذروا فيروس الخيانة الكبرى
- من اين ينبع خطر الحرب الكونية اليوم على العالم ؟
- محنة الشعب العراقي و كارثة 11 ايلول في اميركا
- حول الصراع الروسي المريكي
- ديموقراطية في الخارج أدلة وبراهين-2
- ديموقراطية اميركا من الداخل أدلة وبراهين إإإ
- من يقف وراء الارهاب الدولي
- مأثرة الشعب السوفييتي في 1418 يوما (بمناسبة الذكرى الستين لل ...
- لينين والحزب
- بغداد ـ الخيانة والسقوط
- ملاحظات اولية حول تنفيذ برنامج الخصخصة - نموذج روسيا الاتحاد ...
- 11 أيلول، ذريعة مخطط لها
- ماهو حجم الخسائر البشرية والمادية للشعب العراقي
- وجهة نظرحول مهامنا الوطنية اليوم


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نجم الدليمي - الارهاب في العراق ، بعض الادلة والبراهين