|
رسالة مفتوحة إلى أحمد عصيد الإنتخابات والدرس الأمازيغي
عبد النبي إدسالم
الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 03:24
المحور:
كتابات ساخرة
لكل درس فصل ولكل درس منهجية ولكل منهجية غايات، أمور بديهية في عالم التربية. لا يحتاج المرء إلى جهد كبير لهضم هذه المتواليات التربوية وعلى الخصوص الذين يتوفرون على قدر محترم من التكوين في العلوم الإنسانية لننهي الكلام هنا ونقول أن الأمر يتعلق ببديهيات بسيطة. ولكن الذي حدث مؤخرا يفند كل هذا!! ما السبب إذن؟ لقد تابع الجميع وعلى الخصوص الفعاليات الأمازيغية والرأي العام الوطني تفاعلات الخطأ التركيبي الذي حدث في كتابة شعار حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية باللغة الأمازيغية وبحروف تيفيناغ، تفاعلات اتجهت اتجاهات مختلفة ومتباينة كل حسب موقعه. غير أن الذي يهمنا نحن هو موقف السيد أحمد عصيد الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمركز التعابير الأدبية والفنية والإنتاج السمعي البصري، بحيث أن هذا الأخير صرح لجريدة المساء ليوم 03 شتنبر2007 على صدر صفحتها الأولى أن الخطأ ثابت في شعار حزب بوعبيد وعمر واسترسل في الكلام إلى أن قال أن الشعار السالف الذكر وقع فيه تحويل موقع حرف وكتابة حرف الغين في مكانه، مما جعل الكلمة حسب عصيد غير ذات معنى ( انظر الجريدة العدد المذكور أعلا وهذا غير صحيح من الناحية اللغوية وحتى التركيبية على اعتبار أن كلمة (ستيغ) موجودة في المتن المعجمي الأمازيغي ومعناه يا أحمد عصيد في اللغة الأمازيغية ( تاشلحيت ) شقق ومصدرها اللغوي في العربية هو التشقق أي يحدث عادة للجدران عندما يتعرض لضغط قوي أو لحركات عنيفة مثل الزلزال.وللمزيد من الوضوح نورد شعار الإتحاد الاشتراكي كما هو ( ستيغات لمغرب نون ) بمعنى شققوا مغربكم ( جريدة الرأي المغربية العدد 10 بتارخ 31 غشت الى 6 شتنبر(2007 الكلام مرة أخرى مادام الأمر يتعلق بمفردة موجودة في اللغة الأمازيغية.ونفتح الموضوع الذي يهمنا وهو كالتالي، لقد صرح الأستاذ أحمد عصيد ذات يوم في جريدة العالم الأمازيغي أن الحركة الأمازيغية في حاجة إلى نقذ ذاتي، نقذ بناء من أجل إعادة الأمور إلى نصابها !! كلام جميل جدا؟ ولكن السؤال المطروح من سيقوم بعمليات النقد؟ من يحق له انتقاد الحركة الأمازيغية ومعها الفاعل الأمازيغي هل هو بنفسه أم أنها مهمة موكولة لدوي الاختصاص؟ لست أدري، ولكن الشيء المهم بالنسبة إلي هو هنا مدى استعداد أحمد عصيد لتقديم نقد ذاتي حول جملة أخطاءه القاتلة ومنها نفيه وجود عبارة أمازيغية مازالت تجري على ألسن الناس في كل ربوع سوس وفي مناطق تواجدهم، وما يزيد الأمور تعقيدا كون أحمد عصيد باحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وسبق أن مارس العمل الجمعوي لسنوات طويلة من عمره،!!. ينضاف إلى كل هذا الملايير من السنتيمات التي تصرف على الدورات التكوينية في مجال اللغة الأمازيغية سواء من طرف المعهد أو من طرف الجمعيات التي يمولها. وقد صرح مدير الحملة الانتخابية لحزب الاتحاد الاشتراكي أن الحزب استشار باحثين في اللسانيات من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بشأن الشعار، وبالتالي نتساءل هنا عن مسؤولية المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عن هذا الخطأ، فيستحضر الحال إذا كان هذا صحيحا أن يفند المعهد أو يؤكد هذه الاستشارة، لأن مثل هذه التصرفات التي يعتبرها مناضلو الحركة الأمازيغية تصرفات مغرضة، تسيء لمؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وتضرب من مصداقيته ومصداقية الأطر ذات الكفاءة بالمعهد. إن خطأ أحمد عصيد ينبئ بشي خطير جدا وهو أن الأطروحة التي تقول أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يهدر المال العام _(تبذير المال العام) بكل بشاعة نظرا لكونه فشل في تعليم اللغة الأمازيغية لأطره وإدارييه وباحثيه من أمثال أحمد عصيد، ومن هنا يحق لنا أن نطرح السؤال التالي، كم من باحث في المعهد لا يثقن الأمازيغية بحروفها تيفناغ؟ ألا يحق لنا طرح هذا السؤال مادام أن أحمد عصيد ارتكب هذا الخطأ؟ لنفرض أن المعهد يضم نماذج أخرى من طينة أحمد عصيد، أليست هذه هي الكارثة العظمى، ماذا يمكن أن ينتظر إيمازيغن من مؤسسة كهذه، وعن أي تأهيل للغة الأمازيغية يتحدث مسئولو المعهد؟ أليس من حقنا أن نطلب من عميد المعهد الملكي أن يجري امتحانا في اللغة الأمازيغية وكتابتها لباحثي المعهد ومدرائه، وكل من لم ينجح عليه مغادرة بناية المعهد حالا ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ألا يمكن تشبيه خطأ أحمد عصيد اللغوي بخطأ طبي لكنه قاتل؟ في حالة صحة هذا فإن على الطبيب المخطئ أن يحاسب على خطئه إما بالاستقالة من منصبه أو امتناعه من مزاولة مثل هذه المهنة حفاظا على شرفه، وشرف المهنة وحقنا لأرواح العباد، منطقية هذا الكلام يقودنا إلى مطالبة أحمد عصيد بالاستقالة من منصبه كباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حفاظا على شرفه وشرف مهنة البحث. لكن عصيد لن يفعل ولن يفعل الآن.....ولكن حري بك يا عصيد أن تستقيل من منصبك وتركه ليشغله أمازيغي ذوي قدرات عالية في البحث والتمرس العلمي في مجال اللسانيات والآداب الأمازيغيين. باحثون يتقطعون جوعا في الشوارع ونهشت الأمراض وهراوى المخزن عضامهم. لنختم بالملاحظة التالية وهي تلك المتعلقة بتهافت الجرائد المغربية على بعض الأسماء مما يجعل مهنيتها في مهب الريح، هذا الخطأ تقع فيه كل الجرائد المغربية، فكل شيء يقع في مجال النضال الأمازيغي أو عندما يقع طارئ معين فإن الصحفي المغربي عموما لا يكلف نفسه عناء البحث ويكتفي فقط برفع سماعة هاتفه الثابت من أجل المناداة على جوكير الحركة الأمازيغية، لنتصور هذا جدلا أن إحدى البعثات العلمية الفضائية اكتشفت مخلوقا عجيبا على سطح القمر هذا المخلوق يشبه في تركيبته الجسمانية الإنسان الأمازيغي، فهل سيقوم صحفيو الجرائد المغربية برفع سماعات هواتفهم وتركيب رقم هاتف أحمد عصيد للتأكد من احتمال كون ذلك المخلوق أحد أبناء قبائل سوس نزح إلى القمر بسبب نذرة المياه في ربوع سوس وتسابق هذا الأخير الزمن إلى أن وصل إلى سطح القمر.
#عبد_النبي_إدسالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيت باعمران يطالبون برد الإعتباروالإلتزام التاريخي ولا يسعون
...
المزيد.....
-
الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
-
فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف
...
-
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|