راني خوري
الحوار المتمدن-العدد: 2035 - 2007 / 9 / 11 - 08:23
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بعد أن تم تخليص العراق من دكتاتورية حاكمة بسلطة الحذاء العسكري، آن الأوان لتولي قيادة جديدة مسؤولية حكم العراق ووضعه على الطريق السليم، هذه المرة الحكم سيكون لحكومة ديمقراطية منتخبة يتولى رئاستها تنظيم القاعدة!!
نعم تنظيم القاعدة، ففي خبر أورده موقع العربية، يعلن المالكي أن 14000 مسلحا انشقوا عن تنظيم القاعدة، وباتوا يتدربون في معسكرات أمنية عراقية، تمهيداً لضمهم إلى قوات الجيش والشرطة العراقية، لا شك في أن هذا الخبر والمنقول إلينا كبشارة عن العهد الجديد في الحياة العراقية، والذي يثبت النجاحات المتعددة للحكومات المتتالية على حكم العراق منذ سقوط نظام صدام حسين، يؤكد مدى انعدام الرؤية، وغياب البصر والبصيرة لدى من يتولى الشأن العراقي، فمن كان يذبح الشعب العراقي إلى حين، أصبح متغلغلا في المؤسسة العسكرية للجيش العراقي وبالتالي، فإن الانتقال من أسلوب الذبح بسكين والقتل برصاصة والتفجير بصهريج، سيتغير إلى وسائل أكثر حداثة، بعد أن يضع هؤلاء أيديهم على مقدرات الجيش العراقي، والأسلوب هذه المرة سيكون ربما بنفس وسائل الإبادة الجماعية التي كان يلجأ لها صدام حسين.
إن التطور اللافت في الموضوع هو أن حكومة المالكي نجحت في تغيير وجه الإرهاب من عمليات فردية ممولة من قبل أطراف خارجية، إلى زجه في واجهة الأمن العراقي وفي قلبه عبر إشراك الإرهابيين في القوى النظامية من جيش وشرطة!! الحكومة العراقية المنتخبة تدرب قتلة الشعب العراقي وتفتح لهم الباب على مصراعيه، وعوضا عن إشراك وتشجيع الشرفاء من أبناء العراق بالانضمام إلى قوى الجيش والشرطة، تتم مكافأة قصّابي العراق ومجرميه. تستحق هذه الحكومة أن تمنح براءة اختراع على هذه الفعلة المميزة. ولكننا ننتظر أن يزف لنا الخبر الأكثر إثارة وهو تعيين الجنرال بن لادن قائدا أعلى للجيش والقوات المسلحة في العراق بعد إنشقاقه عن نفسه، وتولي أيمن الظواهري خلافة الحكومة في العراق الحر المؤمن الجديد.
كتب على الشعب العراقي الذي يمول الجيش من مقدراته ومقدرات وطنه، أن يكون هو الممول الأول لجلاديه عبر العصور، والجيش الذي يجب إعداده لحماية العراق وشعبه، هو الوسيلة الفعالة والدائمة في قتل وتهجير وتشريد أبناء العراق، ولهذا يحق أن يكون الشعار الجديد (القديم) للجيش وللقوات المسلحة في العراق (بل في الوطن العربي أجمع)... حاميها حراميها.
http://www.alarabiya.net/articles/2007/09/10/38926.html
#راني_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟