حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2035 - 2007 / 9 / 11 - 09:56
المحور:
الادب والفن
اليوم الأول في المدرسة.
مضت أربعون سنة بعد ذلك اليوم,كنت محظوظا في وجوه كثيرة.
على البلكون المشرف على البحر من جهة المدينة الرياضية, ويرى بوضوح هذه الفترة من السنة,تنخفض الرطوبة والحرارة, أجلس وأستمتع.
مع كأس متّة وجرائد الصباح بداية يوم جميل.
بدأت اشعر بالحنين لهذا البيت قبل مغادرته.
في هذا البيت دخلت عالم الأنترنيت.
في هذا البيت صار معي موبايل.
في هذا البيت صار صديقات وأصدقاء في مشارق الأرض ومغاربها.
من هذا البيت سأنتقل إلى بيت ثابت في بسنادا.
في هذا البيت فكّرت بالانتحار أكثر من مرة.
في هذا البيت أحلام كثيرة وخيبات وروح وقطع حياة,أتركها وأغادر....على الحيطان,في فضاء الغرف, في الحمام, على الأبواب....امتزجت حياتي مع حياة كثر في هذا البيت دون أن نلتقي ونتبادل كلمة أو نظرة......
هذا بيت الغرباء.
*
اليوم الأول في المدرسة لعام 2007.
.
.
أستاذ المدرسة
لم يقل أهلا بالتلميذ الجديد
تلميذ خجول انطوائي طيب
يتساءل أحيانا....
هل أنا أنا....!
تلميذ خجول أناني طيب
يتساءل أحيانا...
هل أنا لست أنا!
تلميذ ككل التلاميذ
يفتح باب المدرسة بيد
ويفتح باب المقبرة بيد
*
بماذا يختلف اليوم الأول في المدرسة لسنة 1967 عنه لسنة 2007!؟
.
.
على باب كل مدرسة طفل جديد
يفتحه بيد ويفتح باب المقبرة بالثانية.
*
لم أتعوّد الكتابة وأنا في حالة فرح.
عندما افرح أغنّي.....أنطلق إلى الحياة والبشر.
عندما أفرح يرافقني الحب في كل خطوة.
كيف يفرح المعزول والمتألم والخائب!؟
*
شجن أيلول أحبه,شعور فائض باللذة والألم معا.
آخر موسم التين....تجمّع القرى لقطاف الزيتون,ولم أحبّه يوما,...وبداية البشرى لمواسم سحب العرق,مع الكلكة خصوصا في منزل مجمع الأصدقاء عيسى اسمندر, مع أنهم خونة كلّهم يفعلونها مرات دون أن أعلم أو أسمع بالخبر السعيد"يوم الكلكة العظيم" الحقير عيسى والبقية يعرفون سألحقهم فور معرفتي باليوم العظيم, طبعا كأسان كبيران طازة يطير عقلي الهوائي بطبعه, وأبدأ بالثرثرة شروي غروي, أخبص اليمين باليسار الشعر بالسياسة عبّاس بدبّاس, ولا أذكر في اليوم التالي كيف عدت ومن أوصلني...وكيف كتبت مادّة لا اذكر حرفا منها...
حظوتي الكبرى كانت دوما بأصدقاء رائعين على الدوام,سوى قلّة أظنهم الأكثر خسّة في الدنيا, وعلى ندرتهم كثيرا ما يحتلون ذاكرتي ومساحة تفكيري, فأخسر مرتين:
حاولت التعوّد على التسامح
وفشلت.
يوم جديد.حياة جديدة. أشعر بسعادة غامرة فوق شجن أيلول وكآبته.
في المساء أمطرت.مطر أيلول الأول.
لم اشرب ...فكّرت في الكأس.....واللذين حبهم.
يوم جميل يمرّ أيضا.
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟