أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار - الثقافة والسلعة البائرة














المزيد.....

الثقافة والسلعة البائرة


صالح جبار

الحوار المتمدن-العدد: 2034 - 2007 / 9 / 10 - 07:11
المحور: الادب والفن
    


الثقافة والسلعة البائرة
صالح جبار
مواليد –بغداد -1954
النتاجات –
رواية بعنوان –سأمضي 2004
مجموعة قصصيةبعنوان – صلاة الليل 2005
مجموعتان قصصيتان تبحثان عن دار نشر
رواية بعنوان مقامات الشيخ صدرالدين تحت الطبع
E- [email protected]




في كل بلدان العالم , تطير الثقافة على جناحين متفردين هما ( الصحافة ودور النشر ) حتى يبقى الهاجس الثقافي محلقا ... لابد لهذه المؤسسات من تأدية دورها المتأتي من العملية الإبداعية المستمرة باستمرار دوران ماكنة الطباعة ..
لتمضي همسا من ( أفاق عربية ) الى شوارع البتاويين حيث تتمترس المطابع الحديثة بطباعتها الفاخرة لتنتج لنا ( علب الكارتون ) الزاهية بلون المنح والمساعدات من الدول المانحة ...

وتستقر في أزقة( الكرادة )بحثا عن الكتب المدرسية , التي صارت تطبع في الداخل , لتوفر لنا العملة الصعبة وتشغل الأيدي العاملة ...
فيما يبقى الكتاب الإبداعي يلهث متوسلا , دور النشر الهزيلة , لتتعاطف معه , بعد ان راجت كتب الطالع والبخت ويوميات بريمر الباحث عن الذهب في الجزيرة المفقودة ليداوي وصل المكتبات العتيدة ...

ويظل الأديب يبحث عن خرقة يمسح بها الغبار الذي نمى على رفوف الكتب في مكتبات ذهب طلاء أسمائها .. وبقيت واقفة تتطلع عبر شارع المتنبي المنكوب بفواجع الزمن الأغبر ....

بينما تلوح قباب دار الشؤون الثقافية , بانزوائها المستمر قرب بساتين الصليخ , تذكرنا بالموشحات الاندلسية ... وابن زيدون الولهان بحب ولادة بنت المستكفي ,يتمتم حالما مع موظفي الدار ب( شفيق الكمالي ) يعطيهم درسا في ( وطن مد على الأفق جناحا ... )

وتتكدس إصداراتهم في المخازن _ لابيع ولاشراء _ لتشكوا المؤسسة بعدها من الخسارة المحققة , ولكن لأبأس من طبع دوواين الشعر والمجاميع القصصية



للمقربين , فلهم حظوة في بلاط السلطان ... وكتبهم ليست بخسارة , إما البقية فعليهم انتظار ( فرمانات ) تصدر من الوالي ليتحقق من صدق نواياهم ..

ان طبيعةعمل دور النشر الأهلية في العراق على بؤسها , تخالف أنظمة الشرق والغرب , فلا صوت يعلو على صوت ( التوريق ) , شأنها شأن العملية السياسية , فهي تخضع لمقاييس وأحجام وأصناف ما أنزل الله بها من سلطان ...

ويعجز الأديب المسكين من البحث واللهث وراء سراب عقيم ... لأن أفقر من ولد على هذه الأرض هو الإنسان المبدع , لكونه اختصار لجملة الازدراء الشائعة :
- عمي يا ثقافة ... خلي نشبع خبز ...
لكن الخبز , عند الخباز , والخباز يريد فلوس ... وهذه المعظلة الحقيقية , إذا أردت ان تطبع كتابا فعليك بيع أثاث البيت ... لأنها السلعة البائرة في بلد الحضارات ... ومن يتصدق عليك بعد طبع الكتاب ...؟؟!!!

فمن الأفضل البحث عن ( لجوء أنساني ) في الدول المتمرسة بحقوق الحيوان _ ناهيك عن الإنسان _ لأن الطموح حينما يعجز ... يتبخر ويصبح سبخ لانفع له ...

ويصير المبدع مجرد رقم في قائمة طويلة للباحثين عن كسرة خبز , ,لبلد ملايين الشعراء المجهولين ومئات القصاصين المنتحرين على أبواب مدن الغربة , وعشرات القنوات الفضائية تنعق ليل نهار عن دوامة لاتنتهي ...

لتنزوي الرغبات بلا اكتراث , فليس من سبب يدعو لأن يصل الصوت الشاكي أبعد من ( باب المعظم ) أو بالقرب من ( ساحة الأندلس ) حيث الرفيق ( ...... ) ورفاقه يحتسون على موائد الاتحاد العام للأدباء المنكر .. عله يهدى فورة الفوضى المنتشرة في الأرجاء ...


إما الفقراء .. يعلقون أحلامهم على طائرة الورق , ويلهون بمتعة الصبيان , , حينما تذهب طائراتهم لأبعد مدى ,ويفكر احدهم بترك الخيط الممسك به حتى تمضي أوراقه خلف الحدود ... ويصرخ بعنف وغضب :
- أنا عراقي ... ابحث عن كسرة خبز.... !!!!!




#صالح_جبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة ألازمة الثقافية
- ثقافة المقاهي ومقاهي الثقافة
- الواقع المفروض
- قصةقصيرة
- قصة قصيرة --الكاظمين الغيظ
- عمتي النخلة
- الحيواني في الانسان
- القومية العربية .. حقيقة ؟ خيال ؟ أم ...؟؟؟
- النكات والتسويق السياسي
- قصة قصيرة


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار - الثقافة والسلعة البائرة