أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - العراقيون - مفتحين بأللبن !!














المزيد.....

العراقيون - مفتحين بأللبن !!


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 04:15
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ أسابيع وشهور ونحن نتكلم عن التقريرين المهمين والمنوي تقديمها الى الكونكرس الأمريكي , من قِبل القائد الأعلى للقوات الأمريكية في العراق الجنرال ( ديفيد بتريوس ) والسفير الأمريكي في بغداد ( ريان كروكر ) , حيث يتوقع بعض المراقبين , من أن هناك تغييرات مهمة سوف تحدث على ضوء ذلك , كما أن زيارة الرئيس الأمريكي الأخيرة والمفاحئة للعراق قبل أيام معدودة من تقديم التقريرين تصب في المساعي الجارية للضغط بإتجاه تخفيف حجم المسؤولية الملقاة على عاتق القوات الأمريكية , وأن عملية إحتلال العراق أخذت تعطي ثمارها ونتائجها الإيجابية !! , وذلك بعد أكثر من أربع سنوات عِجاف ذاق فيها الشعب العراقي المُر والهوان, إضافة إلى تلك المصائب والويلات المتراكمة , والتركة الثقيلة التي خلفها النظام الدكتاتوري المقيت, ومن ويلات الحروب العبثية التي راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين تاركين أطفالهم وعوائلهم دون معيل , ومن القتل المتعمد للآلاف الاُخرى ودفنهم في المقابر الجماعية في طول البلاد وعرضها , ومحاربته لكل القوى الوطنية الخيرة في البلاد .
وقبل أن نستبق الاُمور , لا بد من الإشارة إلا أن أمريكا سوف لن تضع نفسها بوضع صعب , وسوف لن ولم تقلل هذه التقارير من حجم التضحيات التي قدمتها القوات الأمريكية في أسقاطها لنظام ( صدام حسين ) , وإحتلالها العراق وبذرائع شتى , وأعطته طابعاً دولياً عندما أدخلت إسم الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإضافة الشرعية الدولية عليه , لاسيما وأنها ضحت بأرواح أكثر من 3700 أمريكي وأضعاف هذا العدد من الجرحى والمعوقين , الى جانب إخراج هذه الأعداد من المساهمة الفعالة في عملية التطوير والبناء .
إن العالم ونحن معه ننتظر بفارغ الصبر عما سيشير إليه المسؤولَين الأمريكيين , وما هي تَبِعات ذلك على المستوى العملي والنظري , وسوف يبدأ المحللون السياسيون للدلو بدلوهم بهذا الخصوص , وستتنفس الحكومة العراقية الصعداء , وكأن الأمر لا يعنيها , لا زالت القوات الأمريكية باقية , رغم أن الإتجاه يسير نحو التخفيض الجزئي وبشكل لا يؤثر على فعاليتها , وأن الاُمور تسير نحو الأفضل خاصة في بعض الأماكن التي كانت تعتبر ( ساخنة ) في العراق وهو ماسمي في حينها بـ ( المثلث السني ) , وإنفكاك بعض العشائر عن مساندتها لـ ( القاعدة) وذلك بعد أن تأكدوا من نهجها الظلامي المتخلف , والقاضي بإعادة العراق الى عصور القرون الوسطى . إن التقريرين المزمع تقديمهما الى الكونكرس الأمريكي سوف يشيران بوضوح الى هذه الناحية والعمل من أجل توسيع هذه التجربة , وبعد أن كان الإقتتال محتدماً بين القوات الأمريكية وهذه العشائر , جرى العمل على الإتصال بها ومساعدتها وتسليحها , وأصبحت منطقة ( الأنبار ) من أكثر المناطق أمناً في العراق وهو ما دعا الرئيس الأمريكي ( بوش ) أن يحل ضيفاً عليها في زيارته الأخيرة المفاجئة , وثنائه على الشيخ ( عبد الستار أبو ريشة ) وتقدبره لجهودهم الجبارة في مطاردتهم لما يسمى بـ ( تنظيم دولة العراق الإسلامية ) , وبسط الأمن في مناطقهم .
لقد تبين خطل السياسة الأمريكية في معالجتها للكثير من الأمور بعد إحتلالها العراق , وكان على رأس هذه الأخطاء هو الحل السريع لأجهزة الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى , إنطلاقاً من أنها جميعاً كانت أجهزة الحكم القمعية , لكنهم نسوا أن غالبيتهم العظمى وخاصة من مراتب الجنود وضباط الصف والكثير من الضباط , لم يكن ولاؤهم للنظام متأتي عن قناعة بقدر ما هو الخوف من البطش والتنكيل والقتل . فكان يمكن الإبقاء على هذه الأجهزة بشكل وقتي , ويجري تصفيتها تدريجياً من العناصر المسيئة والتي ساهمت بقتل المواطنين وبطشت بهم ودفنتهم في مقابرها الجماعية على طول البلاد وعرضها . أن الحل الإعتباطي وغير المدروس لهذه الأجهزة دفع الآلاف منهم الى أحضان الجريمة والقتل والإغتصاب , وذلك بعد أن يئسوا من عودتهم إلى الخدمة وإنتشالهم من البطالة والفقر والعوز , وما المظاهرات التي خرجوا بها وهم يهتفون ( قطع الرقاب ولا قطع الأرزاق ) , إلا دليلاً على ذلك .

إذن ما معنى الذي يحدث الآن , ونحن نسمع الى التصريحات هنا وهناك من أن الشرطة العراقية لم تستطع القيام بواجبها على الوجه المطلوب في مكافحة الجريمة والحفاظ على الأمن , وأنها مخترقة من قِبل الميليشيات والآحزاب الدينية وهي تأتمر بأوامرهم وبأوامر مرجعياتهم ولم يكن ولاؤهم للوطن , ومن هنا جاءت الدعوة الجادة الى حلها . أما في الجيش فألتقارير تشير إلى أنه أفضل مع بعض الإستثناءات , وهذا بألطبع ما سيجري الإشارة إليه من قِبل
( كروكر – بتريوس ) في تقريريهما أمام الكونكرس الأمريكي .
وفي عشية الذكرى السادسة المؤلمة لأحداث 11 سبتمبر والتي أدت الى قتل أكثر من ثلاثة آلاف إنسان برئ , نذكر أصحاب القرار الأمريكي من أن الشعوب في كل مكان من العالم لها التطلع للعيش بأمان وسلام , وبعيداً عن الغطرسة والعنجهية , لذا فإن التدخل بشؤون الغير لا يعني غير ردود أفعال لا تُحمد عقباها , وأن أردتم أن تعيشوا بسلام , اُتركوا لحمامات السلام البيضاء أن تُرفرف بسلام فوق الكنائس والجوامع والمآذن ولكل الأديان , ودعوا الدُخان الأبيض ينطلق من كل مكان , واُوقفوا زمجرة آلات الحرب البغيضة , وإزرعوا أشجار الزيتون في كل مكان حتى في المقابر , ولنؤكد للنائمين فيها , من أننا إهتدينا إلى حُلم البشرية للعيش بسلام .
وأخيراً وليس آخراً , فأن أهل العراق يقراءون الممحي , وإن التقارير التي ستقدم الى الكونكرس الأمريكي سوف لن تغني من جوع , وأنها ستصب في مصلحة القوات الأمريكية والمماطلة في بقائها فترة أطول على حساب مصلحة الشعب العراقي .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الركعه زغيره والشك عريض
- لتكن ذكرى هيروشيما وناغازاكي المؤلمة عاملاً يدفع العالم نحوى ...
- في العراق .. نواب ( موافج ) وقانون النفط
- سوالف لها طعم الحنظل
- المجد الخلود للزعيم عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار ولثورة 14 ...
- 3/7/1963 - حسن سريع ورفاقه الشجعان - البطولة والتضحية والفدا ...
- السبح يولجي والعبور الى بَر الأمان
- واهليّه وهلاهل وهيل وجوبيّه للمؤتمر الوطني الثامن للحزب الشي ...
- زَعًل العصفور على بيدَر الدُخن
- حول الفرهود مرةً اُخرى
- فرهَدَ , يُفرهِدُ , فرهود !!ء
- الصّيد في الماء الخابط
- الطلبة ورود في صدور العمال / بمناسبة ذكرى 14 نيسان 1948 الخا ...
- الدخول الى الجنة من خلال قتل طلاب المدارس والجامعات العراقية ...
- قصص حقيقية في النصب والاحتيال عبر شبكة الانترنيت
- بغداد ...ممنوعة من الصرف
- مسمار أبو التسع إنجات
- قصص حقيقية في النصب والاحتيال عبر شبكة الانترنيت / الحلقة ال ...
- الذكرى الرابعة والاربعين لاستشهاد الرفيق نافع عبد الرحمن شخي ...
- قصص حقيقية في النصب والاحتيال عبرالانترنيت 1 - 5


المزيد.....




- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...
- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - العراقيون - مفتحين بأللبن !!