أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - شريعة ذكورابي














المزيد.....

شريعة ذكورابي


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2034 - 2007 / 9 / 10 - 06:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المسلمون الذين سبق دينهم باقي الحضارات في منح المرأة حقوقها، كثير منهم الآن أبعد من غيرهم في هذا الشأن. مردّ ذلك إلى أن محرك التفكير والسلوك لدينا، كشرقيين، هو العادات والتقاليد وليس النهج الرباني، وكفى إنكاراً لهذا، وادعاءً أننا نسير على منهج الدين في ما يتعلق بالمرأة.
في عام 586 م اجتمع الفرنسيون لتحديد إن كانت المرأة إنساناً أم غير ذلك. اتفق المجتمعون آنذاك، وبعد مشاورات مضنية، على أنها إنسان لكن مسخّر لخدمة الرجل .وفي بريطانيا ظلت المرأة محرومة من حقوقها، لدرجة منعها من قراءة الكتاب المقدس بأمر من الملك هنري الثامن، وظل وضعها مزريا حتى أواسط القرن التاسع عشر. ومن يلج في جوف باقي الحضارات يدرك المنحى الذي اتخذه التعامل مع المرأة سوى حضارات قليلة كانت سباقة في احترامها مثل بابل .

بعد انقضاء مئات السنوات على هذا النهج البشري ، ليس ثمة اختلاف ، حاضرا، عن النظرة إلى المرأة والتعامل معها في الشرق عما كانت عليه . سيطرأ من يجادل في سبيل دحض الفكرة التي قد تنوء بحملها هذه السطور المتواضعة ،كونها فكرة تتعلق بالمرأة ، ويأتينا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، ثم ترديد ديباجة الاتهام الملفق بأن هذه السطور توجه الدعوة إلى كل امرأة لتنزع ثوب العفة والأخلاق عنها. متفقون أنه لو طُبّقت هذه الآيات والأحاديث لكان وضع المرأة أفضل بكثير.لكن ما قاد كثيرا من الذكور هو العرف الاجتماعي بما يكنّه من عادات وتقاليد هي صنيعة المجتمعات عينها، ولا علاقة للدين بها .

الذكور في مجتمعاتنا العربية والمسلمة وضعوا مبادئهم الخاصة بخصوص المرأة بما يتواءم مع أهوائهم الغريزية ومنافعهم العمومية ، من دون الاستناد إلى حيثيات الأحكام الدينية ولا المناهج الدنيوية التي من المفترض أن يرسمها مكنون الإنسان كمخلوق كرمه الله .وليسمح قارئي الكريم أن أطلق على نهج الذكور الشرقيين في التعامل مع المرأة ، من الآن فصاعدا،اسم "شريعة ذكورابي"، التي إن قُيّض للمرء أن يسبر غورها سيخلص إلى أنها شريعة وضعها الذكور لمنافعهم .

"شريعة ذكورابي" بشكلها العام متناقضة .فهي أولاً تفضل الرجل على المرأة لا لشيء سوى أن الأول خصوصيته الذكورة ، والثانية خصوصيتها الأنوثة. و في العرف الشرقي هذا كافٍ لجواز أي سلوك أو معتقد للرجل، ومنعه عن المرأة. في المقابل وحتى يترجم الرجل ما يجيزه لنفسه وفق "شريعة ذكورابي" سيجيز لامرأة، ليست على قرابة به، أن تسير وفق هذا الجواز الذكوري نظراً للمصلحة والمنفعة الذاتية، وهذه حالة تناقض من الدرجة الأولى .

أعراض التناقض الذكوري لا تقف عند تخوم معينة ،منها اليومي الذي يرتكبه الرجل بوعي ، آونة، وغير وعي آناً. كم منا – نحن الذكور – يتمنى، إذا استقل طائرة في سفر، أن يجلب له الحظ مسافرة تجلس إلى جانبه!. الكثير..! كم منا يتمنى، إذا دخل محلاً تجارياً أن تساعده موظفة المبيعات وإن لم ينعدم وجود الموظفين الذكور!.الكثير..! حالات وسلوكيات يومية ما أكثرها .! تناقض يُختصر في أن مَن نتمناه لا نرضاه حراً كريماً إن كان في غير مصلحة الذكور."شريعة ذكورابي" تصوّر الذكر على هيئة الدّيك الذي يظن أن الشمس لم تشرق إلا لتسمع صياحه.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء
- إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!
- مَن يتزوج مِن غير عذراء !
- لأننا مهووسون بالإثارة
- جرائم قَرَف
- وللسجناء حقوق جنسية
- فلسطينيو العراق…الصورة التجريدية
- -جريمة- ارتكبتها فتاة عربية
- المرأة ليست لحماً مكشوفاً للقطط
- السافرة أيضاً على خُلُق
- -سعودية-.. ونِعْمَ الفتاة
- اليهود ...التفكير سِرّ النجاح
- الباحثون عن - الجنس -
- هابيل يقاتل قابيل .. زُفوا النصر لإسرائيل
- مشاكل الفلسطينيين الداخلية لا تبرر عدم التضامن معهم
- P.B . ض . د
- الموت في سبيل ستار أكاديمي
- موعدكم مع فيلم السهرة ....
- الإغراء العربيّ المفترض في هوليوود
- -لا تستحمّي ليلا-


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - شريعة ذكورابي