أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي الطالقاني - الاختطاف سمة من سمات الجاهلية الجديدة














المزيد.....

الاختطاف سمة من سمات الجاهلية الجديدة


علي الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 2034 - 2007 / 9 / 10 - 12:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تعد ظاهرة خطف المدنيين العزل، مهنة أتخذها البعض والتي ترمي الى اهداف وأغراض سياسية واجتماعية، وتوجد في بعض مناطق العراق الساخنة على وجه الخصوص، أشكال متعددة من هذه الجماعات تعتمد على خطف الاطباء والتجار والاثرياء فضلا عن خطف ذويهم من الاطفال والنساء، وكذلك تستهدف الذين يقدمون للبلاد للتعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والانسانية.

هذه الظاهرة أضحت معقدة مما كانت عليه في فترات سابقة، والعمليات من هذا النوع في مجملها تهدف تحقيق مآرب مادية وأخرى سياسية. ان هذه الجماعات غالبا ما تدعي الاسلام تقوم بجرائم خطف الأبرياء و تحتجزهم تحت وطأت التعذيب وتهدد ذويهم بالقتل والمساومة والضغط عليهم لدفع مبالغ طائلة من الاموال..

ولعلنا نتذكر حادثة اختطاف طبيبة أطفال عراقية و ذلك اليوم المرعب عندما اضطرت الى ان تهجر منزلها في منطقة الكرادة ببغداد مع طفليها باتجاه الأردن، تحت جنح الظلام بعد ان تلقت تهديدات بالخطف بينما كان زوجها الطبيب النفسي ملتحقاً بدورة في لندن. طالبت العصابة بفدية قدرها 20 ألف دولار ، وإلا تعرضت الطبيبة للخطف.
في اقل من 24 ساعة، حزمت المرأة المرعوبة أمتعتها، ورحلت إلى العاصمة الأردنية، حيث التقت زوجها العائد بسرعة من الدورة التدريبية في عاصمة الضباب. هنا بدأ الاثنان رحلة مضنية بحثاً عن عمل جديد في دولة خليجية، تاركين وراءهما المئات من مرضاهم، ومعظم ممتلكاتهما الشخصية، ومنزلاً، وأكثر من 20 سنة خبرة عملية.
فبين ليلة وضحاها، انقلبت حياة هذه الأسرة رأساً على عقب بعد أن اضطرت إلى بدء حياة عملية من الصفر، بالاتكال على الشهادات والخبرة التراكمية التي بدا العراق يفتقر لها بعد أن عول عليها لاعادة إعمار البلاد بعد سقوط نظام صدام حسين 2003.

وفي قصة مماثلة يروي لي صديق وهو من عائلة متواضعة خطف أبنه في محافظة ديالى أتصل الخاطفون يطلبون فدية مالية لاطلاق صراح الطفل المختطف، وافق الاهل على دفع الفدية واستلم الخاطفون المبلغ من خلال وسيط، بعدها اتصل الاهل بالخاطفين واخبروهم اين يجدون الطفل، أخبرهم الخاطفون تجدونه في منطقة الحسينية القريبة من بغداد قرب نقطة معينة حددها الخاطفون وذهب الاهل وهم متفائلين بوجود الطفل، لكنهم لم يجدوا الطفل في المكان المتفق عليه !.
عادوا الى البيت مجددا وهم لايستطيعون مواجهة اشقاءه ووالدته بالحقيقة.، بقيت الاسرة تعيش في اجواء من الحزن الممزوج بالقلق لايستطيع أحدهم ان ينظر في وجه الاخر، دفع المبلغ ولم يصل الطفل البريء عاشت تلك الاسرة مع امسية تتسربل باحزانها في ساعات الليل الموحش و حلم يراودها مع طفلهم الذي كان يملأ المنزل مرحا وسرورا وهو يمتطي على ظهر والده ويدور به من غرفة الى أخرى حسب قول والده.
اليوم الثاني اتصل أهل الطفل و اخبرهم الخاطفون ان الطفل موجود حاليا في ثلاجة أحدى المستشفيات. ذهب الاهل وفعلا وجدوا الطفل مقتول. وهكذا بقيت صورة الطفل معلقة على جدار الصمت الذي لايسمع الانفسه وهكذا أصبحت ارض العراق تنتج مثل هذه الظواهر البشعة والمحرمة دينيا ودوليا.

والادهى من ذلك أن تلك الجماعات التي أتخذت من هذه العمليات مهنة تسوغ لهم افعالهم المشينة تحت مبررات دينية وشرعية. وفي سؤال يطرحه العقل: هل يوجد في التشريع السماوي قانون ينص على الاختطاف ؟
ومن الاراء المطروحة من قبل المتطرفين والمتعصبين يعتبرون تلك الاعمال نوع من انواع المقاومة من اجل دفع الظلم عن وجودهم.
أما وسائل الاعلام بدورها الفاضح في ترويج مثل تلك الافعال سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة كي تنال هذه الوسيلة الاعلامية او تلك السبق الصحفي، علما أن تلك الجماعات تتخذ من وسائل الاعلام منفعة كسبية ومنبر من منابرها، تستطيع من خلالها التفاوض مع أهدافها ، أما على مستوى الحكومات، فإن عمليات التفاوض مع تلك الجماعات تكسبهم اعترفا، من خلال اخضاع الدول المستهدفة و ابتزازها من اجل دفع مبالغ مالية كبيرة، وهذا بطبيعة الحال مما يشجع تلك الجماعات في الاستمرار.
وهناك بيانات أصدرها جهاز الاستخبارات الألماني تظهر هذه البيانات أن العراق يشهد 10عمليات خطف يوميا في المتوسط. وأن 240 أجنبيا من 33 دولة خطفوا في العراق منذ أبريل عام 2004 من بينهم 140 أطلق سراحهم و40 قتلوا ولم يعرف مصير الستين الباقين.
وان أكثر من 400 أجنبي اختطفوا في العراق منذ بدء الاحتلال. عدد أكبر من العراقيين اختطفوا أيضاً.



#علي_الطالقاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطغات يرحلون والشعب باق
- العراق أوركسترا بمفرده...أنه أوبرا متعدد الفوضى
- دعوة لعراق مزدهر
- زيارة المالكي لأنقره.. وماذا بعد؟
- الإستراتيجية الدموية: تلعفر نموذجا.. من المسؤول؟
- زيارة المالكي لانقره.. وماذا بعد؟
- التنظيمات الإرهابية في العراق بين حقبتين
- الأطفال هم الضحية الأكبر


المزيد.....




- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!
- عواقب غير متوقعة للدغات البعوض
- أوكرانيا تعرض على إسرائيل المساعدة في -الحرب على المسيرات-
- أحزاب ألمانية: على الأوكرانيين العمل أو العودة من حيث أتوا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي الطالقاني - الاختطاف سمة من سمات الجاهلية الجديدة