أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - موسم القتل بدأ، فهل أنتم منتظرين؟؟؟















المزيد.....

موسم القتل بدأ، فهل أنتم منتظرين؟؟؟


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2035 - 2007 / 9 / 11 - 08:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أشرف مروان، و أيمن إسماعيل حسن رفاعي - المتهم الثاني في قضية أيمن نور و الذي تراجع عن شهادته – قتلا.
د. أيمن نور الأنباء غير السارة عن حالته الصحية تتسرب و تنتشر، ربما لجعل وفاته – لا قدر الله – التي يخططون لها، تبدو طبيعية.
هذه الأحداث تدل أن مبارك دخل طور النهاية، و أن التوريث أصبح نصب عينيه، لا يرى سواه، فتجربة التاريخ الإنساني، تخبرنا أن التخلص من كل من يشكل خطراً على ذرية الحاكم في وراثة الحكم، يصبح هو الشاغل الشاغل، مع تزايد شعور الحاكم بقرب مغادرة الدنيا، لدرجة تتطور بسرعة في بعض الأحيان إلى حالة مرضية نفسية شكاكة، تعرف بالبارانويا، تصبح معها شكوك الحاكم أكثر و أكثر، و تصبح بسببها الأخطار أعظم، كتلك البارانويا التي أصابت هنري الثامن، ملك إنجلترا و أيرلندا في القرن السادس عشر، فشرع في التخلص من كل من توهم إنهم يهددون عرشه، أو سيهددون عرش إبنه من بعده.
التاريخ يطلعنا كذلك عما فعل معاوية حين سم الحسن بن علي، رضي الله عنهما، ليقضي على الحاكم الشرعي من بعده، و ليسهل الأمور لإبنه يزيد الفاسق، و الذي نصحه بكيفية التعامل مع الثلاثة الكبار المتبقين على قيد الحياة، و هم عبد الله بن عمر بن الخطاب، و الحسين بن علي بن أبي طالب، و عبد الله بن الزبير بن العوام، رضي الله عنهم، و عن أبائهم، جميعا، و الذين لم يستطع أن يفعل شيئاً حيالهم، فزمنه كان زمن الحمية، و الأيادي على السيوف.
أحداث هذه الأيام، أي مع السيناريو المتتابع الذي بدأنا نعيشه، بسلسلة جرائم القتل المتتالية، تدل على أن مبارك بات أقرب و أقرب إلى بطن القبر، و أن الأنباء عن مرضه العضال حقيقية، و هذه الفترة هي أحرج الفترات، حين يحس الحاكم بقرب النهاية و ييأس في نفس الوقت من رحمة ربه، و لا يرى في مزيد من جرائم القتل من بأس، و يفضل أن يقوم هو بالنيابة عن وريثه بالعمل القذر حتى لا يلوث عهد وريثه من بدايته، بما قد يخل بشرعيته - المشكوك فيها أصلاً - فيسهم في تحطيم سلطته - خاصة إننا أصبحنا نعيش في عالم صغير، كل شيء فيه تسجله الذاكرة الإنسانية، و الحساب أحياناً يصل لأكبر الرؤوس، و ليس كما كان الحال زمن معاوية و يزيد، أو هنري الثامن.
معاوية العصر له نفس المشروع الذي كان لمعاوية الأول، فالإثنين أردا أن يكونا مؤسسان لسلالة حاكمة غير شرعية، و كما واجه معاوية الأول معارضة، فكذلك يواجه معاوية العصر الحالي، و إن إختلفت درجة المعارضة و حدتها، فزمن معاوية الأول – كما ذكرت عالية – كان زمن الدماء الحارة، و الغضب سريع، و اليد ما أسهل لديها من إمتشاق الحسام للدفاع عن الرأي، لهذا كان معاوية الأول أكثر سلاسة و أدهي في سياسة الأمور من معاويتنا الذي يسوس الأمور بغشامة واضحة، مطمئناً على نفسه لظنه في ضعف هممنا، و ذلة نفوسنا.
مقتل أشرف مروان، هو بداية سلسلة القتل - التي لا نعلم من على قائمتها، و لا نعلم متى تنتهي - فبالتخلص منه دشن مبارك الأب عملية التصفية، حتى يفسح المجال لإبنه الأثير ليرث العزبة من بعده. فإذا كان أشرف مروان لا يصنف في فئة المعارضين، و لا في فئة المنافسين، فإن مذكراته التي شرع يكتبها كانت - على ما يبدو – ستكشف عن لطخة على ثوب مبارك الأب يخفيها، تحطم شرعيته و شرعية سلالته التي يريد أن يثبتها في الحكم، لهذا كان يجب أن يسكت و للأبد، و مع صمته تختفي مذكراته، و ليبقى السر طي الكتمان، إلى أن نعلم نبأه بعد حين.
إنني لا أشك في نصاعة ثوب أشرف مروان، من جريمة الخيانة، لأن المنطق يقول إنه من المحال أن يكون شخص من المقربين بشدة لرئيسين، يعمل عميل لطرف كنا في حالة حرب معه، معرضاً نفسه لحبل المشنقة، أو الإنتقام عاجلاً أو أجلاً إن إنكشف سره، فهو لم يخسر بوصول السادات لسدة الحكم، حيث كان من الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، أما بالنسبة للمال، فما كان أيسر أن يأتيه كأي عضو في النخبة الحاكمة في بلد فاسد، دون الحاجة لأن يلوث إسمه و إسم أسرته و يقضي على مستقبل ذريته من بعده.
شخصياً لا أشك في أن أشرف مروان قُتل، و أن قاتله هو مبارك الأب، ليس فقط للبديهيات السابقة، و ليس أيضاً لأن طريقة القتل تحمل الطابع الذي عرف عن الأجهزة السرية المصرية، منذ قتل أحد القضاة المصريين بمصر بنفس الأسلوب في الستينات، و لكن أيضاً لأن الضجة التي أثيرت حول شبهة تعامله مع المخابرات الإسرائيلية، ليست جديدة في حقيقة الأمر، بل سبق نشرها، و في مصر، في أحد صحف المعارضة المصرية في ثمانينات القرن العشرين، و إن كان ذلك النشر تم دون تصريح بالإسم الحقيقي، إنما بالإسم الذي شاع عنه في مصر، الطفل المعجزة، و بالتأكيد فإن ما نشر آنذاك كان نقلاً عما نشر بالخارج، أي ليس الخبر بجديد، إنما تجدد فقط بمناسبة أربعين عاماً على هزيمة 1967، و لو إن إسرائيل تريد التخلص منه، لتخلصت منه منذ زمن طويل، على الأقل منذ إنتشرت تلك الشائعة أول مرة لتدلل على ذراعها الطولى، و ليس بعد عقدين من إنتشار الشائعة، أما لو كان متعاون حقيقي مع إسرائيل، فكيف تكون إسرائيل بالغباء أن تسرب أسماء عملائها، فيخاف عملائها الحاليين، و يمتنع العملاء المحتملين؟
أما مقتل أيمن إسماعيل حسن رفاعي، فهو أيضاً في تنفيذه يحمل بصمة الأجهزة السرية المصرية، فبنفس الطريقة قتل كل من سليمان خاطر و الفلالي، و هذا القتل إنما أراه تمهيد للتخلص من أيمن نور، لا قدر الله، حتى إذا حدث و فتح ملف أيمن نور ثانية، لا يكون أيمن رفاعي على قيد الحياة، فيحكي القصة كاملة بكافة تفاصيلها، أو حتى يعيد ما قال، عن الإرغام الذي تعرض له ليشهد زوراً.
على إنه إذا كان كافة المعارضين المصريين، داخل مصر و خارجها، مهددين، باليد الطولى لسفاحي آل مبارك، إلا إنهم ليسوا وحدهم المهددين بالقتل، فالتاريخ له درس أخر إضافي، هو أن الحاكم عندما يكون في نفس الوضع الذي فيه مبارك، فإنه ينقلب، بعد التخلص من معارضيه، على أقرب معاونيه و أقواهم، ممن يعدون مراكز قوى خطيرة على مشروع الأسرة الملكية الجديدة، فيشرع في التخلص منهم، و التاريخ فيه الكثير من العبر، و أفضل عبرة تاريخية هي سيرة أبو جعفر المنصور - الشهير بالدوانيقي - ثاني الحكام من بني العباس، حين تخلص بالقتل من عمه، و أعيد كلمة عمه، عبد الله بن علي، الذي كان أحد الدعائم الرئيسية في الإطاحة بالأسرة السابقة على العباسيين، ثم تلى أبو جعفر المنصور جريمته الأولى، بجريمة ثانية فتخلص من قائد جيوش بني العباس، أبو مسلم الخرساني، الذي كان لدهائه و عزمه و سيفه، الفضل الأكبر في تأسيس ملك بني العباس، لهذا لا تتعجبوا عندما تبدأ بعد ذلك وسائل الإعلام تنقل إليكم أنباء وفيات متتالية لأقرب مساعدي مبارك الأب و أقواهم، بسكتات قلبية، أو بأمراض خبيثة لم تمهل ضحاياها إلا برهة، أو قضاء و قدر في حوادث مروعة.
أيها المعارضون الحقيقيون تكتلوا و لنعلنها ثورة سلمية، لا يكون لديها بديلاً عن خلع مبارك و آله و أعوانه، و تأسيس دولة العدالة و الحرية، و إلا فستذبحون فرادى، كما تذبح الشياه، فقد بدأ موسم القتل، و سوف يستحر.
و ليكن دعاء كل فرد من شعب مصر المستضعف - دون أن يكون في الدعاء أبداً قعود عن الثورة السلمية ضد الظلم و طلباً للعدالة و الحرية - هو دعاء إمرأة فرعون موسى، التي دعت ربها، الذي هو ربنا: رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة و نجني من فرعون و عمله و نجني من القوم الظالمين.
و ليستجب لنا الله، سبحانه و تعالى، كما إستجاب لها، و ليخلص مصر من طاغية هذا الزمان، و إبنه هامان العصر، و ثالثهم قارون الوقت، و جنودهم، و يريهم من الذين إستضعفوهم ما كانوا يحذرون، و ليمكن لأبناء مصر في وطنهم، و ليجعلهم الوارثين.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها تقدير للإبداع و الشجاعة و لفت للإنتباه
- يا سحرة السلطة، الإخوان ليسوا بتلك القوة
- اللهم لا تميته الأن، اللهم دعنا نثأر لأنفسنا أولاً
- نعم تصادميين، و هل كان غاندي إلا تصادمي؟
- الكراهية في الصغر كالنقش على الحجر
- من وراء جريدة الدستور؟؟؟
- ثم هرع إلى بوش يستغيث به
- إلا اليونسكو
- الإصلاح يحتاج يد صارمة و تفويض شعبي
- الدولة الفاطمية، هذه هي الحقيقة
- لأنني أريد نتيجة و أرفض الوصاية و لا أخشى المنافسة
- و هكذا الإحتلال أيضا يا ناظر العزبة
- فوز حزب العدالة التركي مسمار في نعش آل مبارك علينا إستثماره
- لقد كان نضال وطني و ليس مجرد خلاف فقهي
- إقتحموا الحدود، فالبشر قبل الحدود
- مستثمر رئيسي أم لص شريك؟؟؟
- رسالة إلى حماس، نريد القصاص من هؤلاء المجرمين
- مشروع الهيئة المصرية الأهلية للعدالة
- يوم و نصب المعتقل المصري المجهول
- يوم و نصب المعتقل المجهول


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يتحدث عن -صعود نجم جديد في سماء الأغنية السعود ...
- ترامب سيطبق الرسوم الجمركية على دول آسيوية والصين الأكثر تأث ...
- اعتراض 6 غواصات تنقل مخدرات بعملية دولية واسعة أسفرت عن مصاد ...
- ما قصة عيد الشكر والديك الرومي في أمريكا؟
- قصف إسرائيلي واستهداف أعضاء في حزب الله رغم وقف إطلاق النار ...
- بوريل: حكومة نتنياهو تدوس على القانون الدولي والإنساني
- الصين تنفي تقارير عن إجراء تحقيق ضد وزير الدفاع
- برلمان أبخازيا يقرر إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في 15 ...
- بوساطة قطرية.. روسيا تسلم أوكرانيا 7 أطفال
- إسرائيل تطلب من اللبنانيين عدم العودة إلى قراهم الحدودية.. م ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - موسم القتل بدأ، فهل أنتم منتظرين؟؟؟