أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الثالثة















المزيد.....

محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الثالثة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 624 - 2003 / 10 / 17 - 02:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                             
مسلسل العمليات الانتحارية 2


مساء يوم الجمعة 16 مايو 2003 استقلت كل مجموعة سيارة أجرة, نزلت مجموعة عبد الفتاح بوليقضان بالقرب من فندق فرح و ذكر هدا الأخير المجموعة بالخطة التي تقضي بأن يلج محمد العمري إلى داخل الفندق, فيما يعمد الآخرون إلى ذبح الحارس حتى يتمكنوا من الدخول, و بعد دلك سيضغط الجميع دفعة واحدة على زر المتفجرات. و إن لم يحدث الانفجار, فهناك خطة بديلة و هي التي كانت تقضي بإشعال الفتيل بولاعة.

توجه كل من عبد الفتاح بوليقضان و محمد العمري و محمد الأسمر راجلين نحو مدخل الفندق بعد أن حدث ما لم يكن في الحسبان, اد أن الانتحاري الرابع في هده المجموعة, حسن الطاوسي, انسحب من المجموعة قبل ركوب سيارة الأجرة و فر هاربا. واصل الثلاثة مسيرهم نحو باب الفندق, و عند اقترابهم إليه أمر عبد الفتاح بوليقضان محمد العمري بالولوج أولا, و بعد مراوغة الحارس تمكن العمري من الدخول بعد انسلاله جريا, إلا أنه تخلص من حقيبة المتفجرات حين سمع انفجارا مدويا وراءه, ثم ارتمى أرضا و أصيب بجروح و غاب عن وعيه لبرهة قصيرة دامت بعض الثواني قبل أن يحاول الفرار, لكن تبعه بعض الأشخاص و قبضوا عليه خارج الفندق بعد أن تمكن كل من عبد الفتاح بوليقضان و محمد الأسمر من تفجير نفسيهما عندما منعهما الحارس من الولوج اد ارتمى عليهما فاضطرا إلى الضغط على الزر قبل الأوان المقرر.

اهتزت المنطقة المحيطة بالفندق و أصيب الجميع بالذهول من وقع المفاجأة... شظايا و أشلاء متناثرة... دماء على الأرض... جثت متفحمة...

بعد الانفجار اضطر محمد العمري, الذي كان ينوي تفجير نفسه هو كذلك, إلى ترك حقيبة المتفجرات على الأرض تحت جثث سقطت بالقرب منه و فر في اتجاه الرصيف المقابل لمدخل الفندق إلى أن حاصره الحاضرون بالمكان.

انشغل الجميع متناسين القنبلة التي لم تنفجر, حتى الكلاب المدربة ظلت تبحث لكنها لم تتوصل إلى نتيجة رغم عمليات التمشيط المتكررة. ظلت حقيبة محمد العمري ملقاة على الأرض تواريها إحدى الجثث. و أخيرا تم العثور عليها و تطلبت عملية إبطال مفعولها وقتا طويلا, اد أمر الجميع بمغادرة الفندق و الابتعاد من كل الجهات الأربع حوالي 100 متر على الأقل.

و مع اقتراب بزوغ شمس يوم السبت 17 مايو 2003 بدأت تظهر المعالم الأولى لتفكيك القنبلة. خيم صمت رهيب على المنطقة و على الوجوه, و ما هي إلا لحظات حتى دوى انفجار قوي, و هكذا أبعد الخطر نهائيا.

أما مجموعة رشيد خليل, التي ضمت محمد مهني و خالد ثائب, فتوجهت إلى مقر الرابطة اليهودية. أسرعا محمد و خالد نحو المدخل و اقتحما الباب و توارى رشيد الذي عاين انفجارهما, فتراجع و وضع حقيبته بين سيارتين قابعتين على حافة الطريق و انصرف دون أن يلاحظه أحد.
توجه رشيد خليل إلى حي بعيد عن مكان الانفجار قضى الليلة بمنطقة خالية بحي سيدي مومن بالدار البيضاء رفقة أحد رفاقه الملتحين إلى حين القبض عليهما.

لقد فجر محمد مهني و خالد ثائب نفسيهما على مرأى من رشيد وتطايرت أشلاء جثتهما بالقرب من مقر الرابطة اليهودية الذي كان خاويا على عروشه, اد لم يكن يوجد به أحد آنذاك ما عدا الحارس.
 و اتجهت مجموعة خالد بنموسى, التي ضمت لعروسي محمد و محمد الغرباوي و محمد حسونة, إلى نادي دار اسبانيا الذي كان غاصا بالزوار. و هناك تفوق الانتحار يون في تنفيذ الخطة المرسومة بحذافيرها. اد قاموا بدبح الحارس و ولجوا مقر النادي ثم فجروا أنفسهم دفعة واحدة, و هدا ما يفسر ارتفاع حصيلة الضحايا بهذا الموقع. تطايرت أشلاء الجثث في كل مكان و وصل بعضها إلى طوابق العمارات المجاورة.

و توجهت المجموعة الثالثة إلى مطعم بوزيطانو الايطالي, و كانت تضم ثلاثة شبان, استوقفهم الحارس قبل الوصول إلى المدخل على بعد مترين تقريبا. و أمام إصراره على منعهم من الدخول قاموا بتفجير أنفسهم خارج المطعم الذي كان غاصا الزبناء آنذاك. و لولا يقظة الحارس و شجاعته لكانت حصيلة الضحايا مهولة.

إضافة لهده الانفجارات حدث انفجار آخر بالقرب من المقبرة اليهودية القديمة   الكائنة بحي شعبي
يقطنه مواطنون متواضعون, في غالبيتهم الساحقة فقراء. و ظل هدا الانفجار لغزا بدون توضيح,  و لم يفهم أحد دواعي استهداف مقبرة ليلا كانت خالية من الزوار, علما أن تلك المقبرة لم تكن مسطرة ضمن الأماكن المستهدفة.

و ادا كان الانتحاري محمد العمري – مجموعة فندق فرح- أول الإرهابيين الملقى عليهم القبض, و الذي كشف جملة من خيوط القضية, فانه لم يكن من السهل وضع اليد على حسن الطاوسي المحسوب على نفس المجموعة و الذي تخلى في آخر لحظة قبل الصعود إلى سيارة الأجرة التي أقلت رفاقه إلى مكان الانفجار.

قضى حسن الطاوسي تلك الليلة بمسجد رفقة محمد مهم, و في الصباح طلب منه مرافقته إلى مدينة القنيطرة, إلا أنه تخلى عن دلك مخافة من وقوعه بين أيدي الشرطة. لدلك توجه رفقة بعض رفاقه إلى مدينة برشيد ثم إلى مدينة الكارة بحثا عن المال. و بعد أيام قضوها هنا و هناك اقترح عليهم محمد مهم الفرار إلى الجزائر. فطلب حسن الطاوسي من عبد الفتاح الريدي بيع عربته للحصول على المال ثم توجه الجميع إلى مدينة وجدة بشرق المملكة و منها إلى مدينة السعيدية الواقعة على الحدود المغربية الجزائرية, إلا أنهم لم يتمكنوا من التسلل إلى الجزائر فعادوا إلى مدينة الدار البيضاء و هناك ألقي عليهم القبض.

                                                                                                يتبع
                                                                                                    



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الثانية
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الأولى
- المغرب و أوروبا في اطار منظور الشراكة الأورومتوسطية
- إشكالية الماء بالمغرب العربي
- الانتخابات بالمغرب كشفت التحالفات السياسية غير المنتظرة
- كيف يمكن للعرب التأثير على ساسة أمريكا
- العالم العربي اتفاقيات على ورق المجال الاقتصادي نموذجا
- المسار المغاربي ينتظر التفعيل
- حول مفهوم وحدة المدينة بالمغرب
- منطقة التجارة الحرة العربية وهم أم حقيقة ؟
- العرب والديمقراطية
- الشتواني عبد القادر بعد 25 سنة من الاحتجاز بتند وف لم بجن بو ...
- من أجل إعدام عقوبة الإعدام
- كلمات متناثرة
- كلمات من وراء القضبان 2
- كلمات من وراء القضبان 1
- يوميات سجين لولا الحلم لانتهيت 6
- يوميات سجين لولا الحلم لانتهيت 5
- يوميات سجين لولا الحلم لانتهيت 3
- يوميات سجين- لولا الحلم لانتهيت 2


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الثالثة