أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم عليان - صورة العربي في أدب الطفل اليهودي .. رسالة إلى اللاهثين وراء التطبيع














المزيد.....

صورة العربي في أدب الطفل اليهودي .. رسالة إلى اللاهثين وراء التطبيع


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 2033 - 2007 / 9 / 9 - 08:33
المحور: الادب والفن
    


صورة العربي في أدب الطفل اليهودي .. رسالة إلى اللاهثين وراء التطبيع
التربية ، التعليم ، التنشئة ، التدريب ، التثقيف ، التأهيل ، التمرين ...إلخ ، مصطلحات متداخلة ومتباينة تشكل في مجموعها وسائل المجتمعات في تنشئة أفرادها تنشئة معينة ذات جوانب عامة وخاصة ومتغيرة . عامة في إعدادها الأفراد للحياة الكريمة بمقتضياتها وحاجاتها التي تميز المجتمعات الإنسانية كافة ، وخاصة في إعدادها لهم إعدادا خاصا سواء أكان في العقيدة أو التوجه أو المهنة أو التخصص أو الثقافة ...إلخ ، ومتغيرة تبعا للتحولات الاجتماعية والعلمية الخاصة والعامة. لا يوجد خلاف حول ضرورة تنشئة الفرد تنشئة سليمة ليكون المجتمع سليما معافى ، لكن الاختلاف قد يطال طبيعة هذه التنشئة من حيث السبل والغايات والوسائل ؛ خاصة عندما نتحدث عن تنشئة الأطفال ، وهل من تنشئة ما غير تنشئة الأطفال ؟، وكما قال علماء النفس والتربية : " الطفل كالصفحة البيضاء الناصعة ، نستطيع أن ننقش عليها ما نشاء .. أو كالعجينة التي يتسنى لك أن تتحكم بأشكالها كما تريد ..." . إذا كان الأمر كذلك وهو كذلك حقا ، فإن النقش اليهودي يبدو أكثر وضوحا في صفحات أبنائهم فقد كانوا سباقين إلى حشو أذهان الأطفال بمختلف أنواع الكراهية .. لا للعرب فحسب ، بل للجنس البشري عامة ، من خلال التأكيد على النوع اليهودي ( المتميز ) الذي لا يضاهيه أي من الأجناس الأخرى .. من هنا كانت نقوشهم الشهواء ترجمة لحصاد فكرهم الطافح بالضغينة والحقد ، وهكذا غصت آلاف مؤلفة في الصفحات البيضاء بصورة العربي " المتخلف ، القبيح ، اللص ، الضعيف ، المهزوم ، الإرهابي ... إلى غير ذلك من سلسلة الأوصاف التي يعج بها القاموس الصهيوني ، مشكلة أنواعا شتى من التماثيل التي تنطق بقباحة العربي . وما يكاد الطفل اليهودي أن يتعدى مرحلة طفولته الأولى حتى يكون قد تحصن بمستلزمات الحقد والكراهية ؛ فيتعهده معلمون حملوا الراية بأمانة وإخلاص من خلال مناهج أعدت خصيصا لتتواءم مع الأهداف الصهيوني .. وحتى تكون معالم الصورة أكثر وضوحا كان لا بد للأدب العبري أن يتدخل ويدلي بدلوه .. والحقّ أن كتاب أدب الأطفال من اليهود بارعون في هذا الميدان حيث استطاعوا أن ينقلوا الطفل اليهودي وخلال ساعات فراغه إلى مطالعة قصص تعزز في ذهنه مادة المنهاج التي لقنت له في المدرسة عن العربي بصورته القاتمة .. من بين هؤلاء الكثيرين نذكر منهم : أفنر كرميلي ، أون سيريج ، إستر شترايت فورتسل ، عاموس أريحا ، إيتان درور ، يجال موسينزون ، غليلا رون بيدر ، دافيد ديان ، حاييم إلياف ، يهواش بيبر ، إيلي موراغ . آلاف القصص في مكتبة الطفل اليهودي تحقنه بجرعات متتالية من الكراهية والبغضاء لكل ما هو عربي ، وتؤكد الجهد المبرمج الذي يبذله مؤلفو أدب الأطفال في الكيان اليهودي الإسرائيلي لتعزيز الصورة القبيحة للعربي وترسيخها في أذهان الأطفال اليهود الذين يكونون قد لقنوا دروسا بيتية ومدرسية ممنهجة في تميز النوع اليهودي وتفوقه على ما سواه .. إن نظرة على كتب الأطفال في إسرائيل تظهر أن هذه الكتب تنظر إلى العربي بمنظار الظروف الحربية التي تعيشها إسرائيل ، ولا تنظر إليه بمنظار السلام الذي قد يحل ... ولا تهيئ القارئ اليهودي لإقامة علاقات من حسن الجوار والتعاون مع العربي . من احتك باليهود خاصة عمالنا البواسل يسمعون منهم عبارات تؤكد الصفة الثابتة للعربي التي حملها الإسرائيليون من الأدب الذي ترعرعوا عليه منذ طفولتهم ؛ فهم يتعاملون مع العرب على أنهم مخلوقات عديمة القيمة والإنسانية ؛ وعندما يصفون أي عمل سيء وغير ناجع : بالعمل العربي ( عفودا عربي .. ) وعندما يقولون لشخص ما : لا تكن غبيا ، فإنهم يقولون : لا تكن عربيا ( أل تهيي عربي ..) ، وليس غريبا أن نسمع تصريحات من زعماء سياسيين لوصفهم العرب " بالإرهابيين والأفاعي والديدان والصراصير ..." أقوال استقبلها الشارع الإسرائيلي بترحاب كبير ، وصمت من العالم المتحضر ..؟
إن نفي الصفة الإنسانية عن العرب وتحقيرهم والتقليل من أهميتهم والاستخفاف بهم كمخلوقات بشرية ... أدت إلى نزع الضمير والمشاعر الإنسانية عند الجندي الإسرائيلي في المعركة ، وقادته إلى سهولة قتل العربي والقضاء عليه ، وهذا ما كشفته كل حروب إسرائيل مع العرب ، وما زالت الأيام تكشف الكثير من جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في معاركه القديمة والجديدة ، والتي كان آخرها الكشف عن قتل الأسرى المصريين في سيناء في حرب 1967 ... قال الكاتب عيدو سفير : " إننا نعيش فترة معقدة مع العرب وإنه ليس من المستحب تأليف قصصا جميلة وهادئة للأطفال تتحدث عن الأزهار والفراشات لأن هذه القصص قد تخلق أزمة في نفوس الأطفال عندما تنشب حرب فجأة وسيواجهون أزمة مصداقية .." من هذا المنطلق امتنع الكاتب عن تأليف قصصا تتحدث عن زقزقة العصافير والطبيعة الجميلة ، بل سيزودهم بأداة للقتال أكثرها نجاعة هي : القناعة الثابتة المتمثلة بالسخرية والكراهية نحو العرب أيها اللاهثون ! وراء التطبيع : لو فحصتم مكتبة الطفل العربي لن تجدوا لليهودي أية صورة فيها ، وربما تجدوه قليلا في المكتبة الكبيرة وليس بالصورة التي وصفوا بها العربي في أدبهم ، ولو تابعتم اتفاقيات التسوية ، كانت مطالب اليهود ومازالت بعدم التحريض ضدهم في إعلامكم وحذف فقرات الحقوق التاريخية من مناهجكم .. لكن هل طالبتم اليهود بسحب القصص والكتب التي تغص بالأوصاف البذيئة للعربي ..؟



#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة خطيرة على بوابة السنة الدراسية الجديدة ..؟؟
- كسوف
- لماذا الطحين الفاسد .. يا سيد جون ؟!
- البنوك في فلسطين رأس الحربة على الوطن والمواطن ..؟
- سيكولوجية الغزاويين .. ولعبة الطفل ( صلاح ) ؟!
- فساد المؤسسة العسكرية الفلسطينية لا يختلف كثيرا عن فساد المؤ ...
- عناة
- نحو جبهة وطنية واحدة في غزة ..!
- الأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي للفلسطينيين
- استنساخ
- نورسة
- الفلسطينيون بحاجة إلى ميثاق وطني جديد !
- مراجعة في النظام السياسي الفلسطيني ..؟
- الصويرة


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم عليان - صورة العربي في أدب الطفل اليهودي .. رسالة إلى اللاهثين وراء التطبيع