أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - القنفذ الجائع / على هامش اقتراع 7 شتنبر 2007














المزيد.....

القنفذ الجائع / على هامش اقتراع 7 شتنبر 2007


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2031 - 2007 / 9 / 7 - 04:27
المحور: الادب والفن
    



دفع القنفذ الصغير المغطى بالأشواك، بجسده النحيل إلى الخارج، انه جائع، قلق، و حزين. والمروج من حوله صفراء ذابلة ، جلس قرب بحيرة سارحا بعينيه الذابلتين نحو الأفق . شمس الظهيرة حارة وملتهبة . كانت التماسيح تجوب عمق البحيرة من ضفة إلى أخرى مهووسة كقطيع ذئاب مفترسة. التقط القنفذ الصغير حجرة ،طاف حولها بعينيه ،ثم ألقى بها في البحيرة التي ارتجت مياهها على شكل حلقات دائرية اتسعت لأول وهلة، ثم شرعت تضيق وتضيق حتى اختفت .
ارتعدت جحافل التماسيح مذعورة خائفة باحثة عن مصدر الشخص الذي أزعجها بحجارته : قال أحد التماسيح:
" من هذا اللئيم الذي عكر صفو مائنا ".
رفع القنفذ الصغير رأسه وأجاب :
" أنا يا عزيزي التمساح… أعذرني، لن أكرر ذلك مرة أخرى".
وبعد أن غاص التمساح في جوف الماء الضحل الأصفر ، همس القنفذ لنفسه: "أيام قليلة و أموت، أجل سوف أموت جوعا، ستصير جثتي الصغيرة الشائكة طعاما لذيذا للديدان و حشرات الجزيرة ".
حطت في هذه الأثناء فراشة ملونة جميلة على رأسه و سألته: "لماذا أنت حزين أيها الصديق الطيب؟"
أجاب القنفذ الصغير أجل ،أنا جائع يا جميلتي، جائع، لم أعثر على حية أو أفعوان أسد بهما رمقي. منذ أسبوع تقريبا ،أنا خائف. خائف ولا اعرف ماذا افعل ".
قالت الفراشة:" لماذا لا تعبر إلى الضفة الأخرى، فهي مليئة بالأعشاب والدغل هناك طافح بالهوام وأصناف الزواحف".
ازداد غضب القنفذ ، تمطى من الجوع تثاءب ثم وصرخ:
" لكن كيف استطيع العبور ،أنت تدفعينني إلى الهلاك"؟
الفراشة:" لا يا عزيزي ، دبر ، الحياة فرصة ، عليك فقط أن تفكر جيدا في حيلة تنقذ بها نفسك ".


ثم طارت الفراشة الجميلة محلقة بعيدا في السماء. بينما كانت الشمس تسير إلى المغيب، توغل في دغل كثيف كان قريبا منه مستسلما للجوع الذي يعصر أمعاءه دون أن ينام ليلته.
في صبيحة اليوم التالي، لاحظ مياه البحيرة، وهي تتقلص شيئا فشيئا. فتحولت إلى ما يشبه سمكة كبيرة أسفاطها تلمع تحت أشعة الشمس ،كتلة ضخمة تطفو فوق الماء إلى أن وصلت إلى جهة القنفذ.
انه كبير التماسيح . ارتبك قليلا ، وخمن أن اليوم لا شمس له :
" أظن انك تريد أن تقول لي شيئا أيها القنفذ الصغير".
تظاهر القنفذ بالتفكير لحظة ، لكنه سرعان ما عاد مستدركا:
" آه، نعم يا سيدي … إن عطفكم شمل كل سكان الجزيرة السعيدة لهذا السبب، أجدني في حيرة من أمر ذلك الملعون ".
صرخ كبير التماسيح في غضب
" من تراه هذا العاصي اللعين".
- كبير السلاحف النهرية؟؟؟
- اجل ، لقد بسط نفوذه، واحتل البحيرة من ضفة الارد إلى مضيق النوط ،تظاهر بالتعب ، ثم تابع في تثاؤب : يقول إن نفوذه سيمتد ليشمل كل الجزيرة ، مستغلا انشغال التماسيح بالاستجمام الباطني .
ضرب كبير التماسيح بذيله في غضب على الماء حتى انشقت فجوة كبيرة ثم غابت و قال: سأقطع رأس هذا الأخرق اللعين.
ارتعد جسد القنفذ الصغير، تنفس الصعداء، فانقشعت فكرة في ذهنه، وقال بنوع من الحذر: " انه يقول... اقصد كبير السلاحف إن عدد جنده يفوق عدد جندك؟؟؟.

- أتصدق أنت قول هذا المجنون ؟"
لا..لا ... يا سيدي . كيف لي أن اصدق ذلك. و أنا أعلم الحيوانات بقوتك و عظمتك .
- انتظر قليلا، أيها القنفذ الوديع ، وسترى بنفسك .
صرخ كبير التماسيح بأعلى صوته حتى اهتزت أنحاء الجزيرة ، فصعدت كل التماسيح طافية فوق الماء مصطفة تمساحا خلف الآخر في خط أفقي من الضفة الأولى إلى الضفة الضفة الثانية حيث لم تترك ولو فجوة ماء ، .صاح كبير التماسيح.
" احص عدد هذا الجيش يا قنفذي الصغير . هيا اظهر مهارتك ، إذا كنت بارعا في الحساب "

انتابت القنفذ رهبة خفيفة مليئة بالخوف و الفرح. فقفز بخفة من الضفة لتطأ أقدامه ظهر أول تمساح . وشرع في العد . واحد.. ثم قفز إلى ظهر الثاني... اثنان ثم قفز مرة أخرى ثلاثة ... و أخرى... وهو يعد ، واللعاب يتطاير كالرذاذ من فمه .والنشوة تغمره . حتى وصل إلى ظهر آخر تمساح .وعبر بقفزة كبيرة فسقط متدحرجا على أعشاب الضفة الجديدة . جلس يستريح من التعب ، وهو يمتع بصره بالمروج الخضراء، و الأشجار المورقة، و الأزهار تملا بأريجها أنفاسه المتعبة المنهوكة فارتسمت على وجهه علامات الفرح والبهجة و استعاد حيويته و صاح: "آه... لم أر في حياتي جيشا بهذه القوة ، وحيوانا أغبى من التمساح."
و بدا يطارد بعض الحشرات في لذة و نشوة.
على هامش اقتراع 7 شتنبر 2007
عزيز باكوش



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الافضل للمثقف العربي ان يموت الان
- باكالوريا جهة فاس بولمان برسم 2007 أرقام ومعطيات
- - شوف تشوف- لكاتبه رشيد نيني، هل تتغير بعد 20 سنة؟؟
- حماسُ بالرفع حماسٍ بالكسر مع التنوين
- ابو جهل القرن21: البصل يخرج من الملة والدين
- الطريق الى-ريزكَار-
- مجالس التدبير بالمؤسسات التعليمية، عطب ينضاف
- جريدة صدى فاس ترد الاعتبار لأربعة من وجوه مؤسسيها
- فاطمة الزهراء فرح تصدر -مساءات ارض تستحق زرقة السماء-
- الثقافة الصوفية تسائل البشر والتنمية
- الشعر في القرويين ابداع لغوي وسمو بالقيم
- شاعر يابى حداثة نتنة في كفن من حرير
- الاعلام المكتوب هل يختفي بعد 40 عاما؟؟
- قراءة الصحف والمجلات عبر الانترنت فضول ام حاجة1
- ايقاعات ملونة كتاب جديد للدكتور الموساوي
- صورة المدرسة في السينيما المغربية
- الحياة والموت بين العلم والاسلام والتحليل النفسي
- الاضراب في قطاع التعليم عبث لاحدودله
- منظومة القيم بين استماتة المدرسة وعبث التلاميذ
- -شعر عز الدين المناصرة بنياته ابدالاته وبعده الرعوي- دراسة ن ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - القنفذ الجائع / على هامش اقتراع 7 شتنبر 2007