صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 2030 - 2007 / 9 / 6 - 10:29
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
هل يعقل أن الرئيس يمكن أن يموت فجأة ؟
في مصر لا .. لا يمكن أن يموت الرئيس . لا فجأة ولا بسبب مرض . ولا بسبب الشيخوخة والتقدم البالغ في العمر . لا يمكن أن يموت الرئيس .
فلو مات الرئيس من الممكن أن تقوم عاصفة شديدة تحمل رمال سيناء وتردم بها قناة السويس .
وتعرفون أن قناة السويس من المصادر الهامة للدخل القومي في مصر ..
وردم مصدر هام من مصادر الدخل القومي طبعا يزعزع أمن الدولة .
وكذلك لو مات الرئيس فجأة من الممكن أن نجد جبال مصر قد اندكت ، وسماءها قد انشقت . وأذنت لربها وحقت . .
ألا يتسبب ذلك في زعزعة أمن الدولة بمصر أشد ما تكون الزعزعة ؟
أكيد .. يتزعزع .
ومالم تهب العاصفة الرملية من سيناء . فان عاصفة أشد ستهب من كل من صحراء مصر الشرقية وصحرائها الغربية فتردم وادي النيل بأكمله تماما ..
ألا يزعزع ذلك أمن الدولة ؟
نعم سيزعزعه زعزعة . بل يمحوه ويمحو الدولة محوا
فان كان موت الرئيس مجرد اشاعة ؟. هل بمقدور العواصف والجبال أن تميز بين الاشاعة والموت الحقيقي للرئيس ؟
لا طبعا .. في كلا الحالتين لن تميز . و ستثور العواصف والجبال غضبا وحزنا لموت الرئيس وستزعزع أمن مصر . بل كيانها كله .
هل يجور للمسئولين أن يتركوا من يطلق الاشاعة بلا تحقيق أو عقاب ؟
لا .. بل لا بد وأن يجعلوه عبرة لمن يعتبر . حماية للأمن .
وهذا ما حدث . اذ تم القبض علي الصحفي " ابراهيم عيسي " وجاري التحقيق معه بتهمة اطلاق اشاعة موت الرئيس المحبوب الذي لا يمكن ولا يجوز أن يموت . لأجل أمن مصر .
ورأي حشد من الصحفيين والمثقفين ضرورة التضامن معه ببيان رغم علمهم – وكما ذكر بعضهم وكما يذكر بعض آخر ..أن ابراهيم عيسي قد تحول للعمل صديقا للأمن منذ فترة - ( ونظنها : صداقة اضطرارية عملا بمبدأ التقية الاسلامية ! )
الا أن السلطات أرادت أن تثبت أن أمن مصر فوق الصداقة .
فهل يجوز ترك أمن مصر حتي تزعزعه اشاعة . حتي ولو من صديق ؟ ؟!
طبعا لا ..
وهل يكفي الرد علي الاشاعة بتفنيدها ؟ باعتبار أن الاشاعات هي أمر وارد في كل زمان ومكان وعلي مستوي كافة الفئات . سواء فئة الرؤساء أو فئة الفنانين أو عامة الناس ..؟
لا لا .. في مصر لا .. لا فأمن مصر فوق كل اعتبار .. ولذلك تجد الأمن مستتب تماما فتجد المواطن آمن علي حياته في الشارع وآمن علي نفسه من زائر فجر يقتحم عليه وعلي أولاده المسكن بعد منتصف الليل ، وآمن علي علي كرامته ان دخل قسم شرطة ، وآمن علي صحته من تلوث الماء أو الهواء أو الغذاء ,, والمرآة آمنة علي نفسها من الاغتصاب الجماعي في الشارع . والأقليات الطائفية آمنين علي بناتهم من الخطف وعلي معابدهم وعلي حقهم في الحياة . والصحفيين آمنين علي حقهم في حرية التعبير والخريجين آمنين تماما علي حقهم في الحصول علي عمل . والنين بلغوا سن المعاش . آمنين علي أنفسهم من سرقة أموال التأمينات الاجاماعية . الجميع آمنين .
فلا .. وألف لا .. لاشاعات موت الرئيس
والموت لمطلقي الشائعات ..
فالرئيس لا ولن يموت ...
! !
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟