عبدالحكيم الفقيه
الحوار المتمدن-العدد: 2030 - 2007 / 9 / 6 - 05:01
المحور:
الادب والفن
فجأة قمت من غفوتي
قلت : يا صاحبي كم لبثنا هنا؟
قال لي: بضع يوم
وعاد يغط جوار الرفاق الذين لهم لا حراك
أظافره كالغصون
وشعره أطول من ذيل قطمير
قطمير يبسط كل ذراعيه منسجما في الوصيد
هي الشمس تزاور الاّن ذات اليمين وذات الشمال
سأذهب للسوق بالورق المتبقي
إنا جياع أنا المتلطف
قولوا إذن ما الذي تشتهون؟
فحطوا على راحتي النقود وغطوا
وفي أول السوق لا أبصر السوق
صار المدى المتقعر محدودبا
والتراب استحال غبارا
وصارت مواقيتهم ثلث ما كان
والناس صاروا قصارا
وصار لهم برلمانات
صار لهم شرطة
وصبايا يبعن الرغيف وأثداءهن على القارعات
وصار لهم شرطة نسوية كن أرق من الزهر ناعمة كالرخام
وصارت ترتب مشي البغال لهم صافرات
وصار الحمير على عجلات
فخبأت نفسي بين الزحام
وغطيت نعلي بكل الغبار وقلت أعوذ برب الزمان
أعوذ من الروماتيزم المخبأ بين العظام
برب السماوات والأرض ثم بصقت على لوحة لرموز النظام
أنا ربما خذلتني الطريق
المدينة ليست كهذه
كانت بلادا ترد علي السلام
أنا لم أقل أي شيء
ولكنني قلت للمرة الألف:
ما مر مر
ولكن للاّت حذوة خيل هجين
اذا قلت لم يفهموني
ولا أفهم الاّن ما أسمع الاّن من لغة وكلام
فحدقت في مخبز
صار حجم الرغيف كأبهام رجلي
أبصرت أوراقهم
لست أدري الحروف عليها
ولكنها لم تعد ورقا
أكسر الراء وحدي يا ورقي
ويبولون في السوق بالعملة المعدنية
إني احاول ألا يراني الأنام
لهم سدس ما عندنا من عناد
وقالوا لهم علم ونشيد ومطبعة ومداد
فأمشي ولا يبصروني
عبرت جوار السفارات والحرس الوطني المكثف مثل الجراد
وأجهزة الأمن كانت تبيع بكارة أوطانها بالمزاد
فعدت إلى الكهف والناس تمشي
يقولون رابعنا كلبنا
ويقولون خامسنا كلبنا
ويقولون…
ثم….
وثم…
وقالوا: ابتنوا حولهم مسجدا
فننام ومن حولنا الناس في عنفوان السهاد.
31-10-2003 بومباي
#عبدالحكيم_الفقيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟