رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 2029 - 2007 / 9 / 5 - 11:13
المحور:
الادب والفن
حول واحد من بين اثنين وعشرين مؤلفاً لدينا عن الجواهري الكبير، نشرها أدباء ونقاد ومؤرخون خلال العقود الأربعة الماضية، تجيء هذه السطور لتزعم أن ثمة تميز في ذلك المؤلف، علينا تبيانه، لكي نبرر الاختيار وأسبقية الحديث عنه...
... يحمل الكتاب المعني عنوان "الجواهري مجمع الأضداد"، لباحث فلسطيني وأكاديمي وقور، من مدينة حيفا، هو د. سليمان جبران، وقد صدر في طبعة أولى عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر اللبنانية عام 2003. وللمؤلف بعد هذا الكتاب، وقبله، دراسات وبحوث عديدة في مختلف قضايا الشعر والشعراء، والأدب العربي عموماً، وجميعها يشهد لها بالكفاءة والمستوى الأكاديمي الرفيع...
يشمل المؤلف موضع الحديث ثلاثة فصول رئيسية موزعة هي الأخرى على محاور متعددة، في بطون ثلاثمئة صفحة من القطع الكبير تتداخل فيها، وخلالها، محطات في حياة الجواهري الكبير، وقراءات من شعره ومواقف نقدية، وتطبيقية، واستنتاجات وخلاصات جهد الباحث أن تكون واضحة وموضوعية، وبمنهجية ملموسة.
وعدا ذلك، وغيره، جاءت مقدمة الكتاب جامعة في تكييف وعي القاريء وتهيئته، وهو على أبواب "مجمع الأضداد" في حياة وشعر الجواهري، بما له، وعليه. وجاء في خاتمة تقديم المؤلف د. جبران: "برغم اعجابنا الذي لا يخفى بشاعرية الجواهري، حاولنا تناول سيرته وشعره بموضوعية وتجرد، وعسى أن تساهم هذه الدراسة في التعريف بتلك الشاعرية الفذة، ومكانتها في تاريخ الشعر المعاصر".
... ترى هل وفق هذا الإيجاز في تبرير، اختيار "مجمع الأضداد" وأسبقية التحدث عنه أولاً، وبما لا يثير عتاب أصدقاء وزملاء وغيرهم؟!... نتمنى ذلك، وسنتابع بالتأكيد النشر، في فترات لاحقة عن مؤلفات متميزة أخرى عن الجواهري، لكتاب وباحثين معروفين ومرموقين، متنوعي الاتجاهات والتوجهات والمناهج، ولكل منها أسلوبه وطبيعته ومنهجه... ولربما نعرج في حينها لننقل أيضاً لمحات من انطباعات الراحل الكبير عن بعض تلكم المؤلفات، بل وحتى شيئاً من آرائه بأصحابها، القاسية أحياناً حد الاتهام بدوافع كانت وراء اصدارها، وفقاً لتصوراته وتقييماته الخاصة، وقد تحدث بها لشهود عيان مقربين، بل وعلناً عن قسم آخر منها...
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟