أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - فلسطينيون واعوان للشيطان














المزيد.....

فلسطينيون واعوان للشيطان


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2029 - 2007 / 9 / 5 - 11:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


الفجوة في بلادنا تزداد اتساعا-- بين من لا يملكون ابسط الأشياء-- وبين من لا يعرفون كيف ينفقون ذلك الكم الهائل من الأموال التي يجمعونها صبحا ومساء.. بين الغالبية التي تزداد يوما بعد يوم من المقهورين والفقراء-- وبين القلة المترفة التي تنعم بكل الخيرات.. والمؤكد ان الفجوة تزداد اتساعا لان نظاما اقتصاديا غير عادل آخذ بالترسخ، حيث تتبلور وبشكل حثيث وواضح للعيان، طبقة من أصحاب الملايين المالكين للشركات الاستثمارية التي لها امتداداتها الإقليمية-- والتي تمتص وتشفط كل قرش من جيوب العمال والفلاحين والموظفين في الداخل، لتلقي بملايينها في حساباتها البنكية خارج الوطن.. طبقة من الوافدين بحجة الاستثمار-- تحالفت مع ما كنا نسميه جورا بالبرجوازية الوطنية التي لم تلعب عبر تاريخها دورا وطنيا واضحا، ولم تخدم في الغالب إلا مصالحها الأنانية الضيقة.. ومع عدد من الفاسدين الموجودين في أجهزة ودوائر الحكم، الذين نهبوا المال العام، واستغلوا نفوذهم ومواقعهم ليكوّشوا على كل شيء.. لتتشكل طبقة جديدة أخذت تحفر لنفسها مكانا على الخارطة السياسية تحت اسم القطاع الخاص، وهي تعمل في كل شيء-- ولا تحرم على نفسها أي شيء-- حتى ولو كان في ذلك مساس بالقضية الوطنية-- كمشاريع التطبيع والمشاريع الاقتصادية المشتركة مع الإسرائيليين-- عند الجدار وفي أماكن أخرى غيره.. طبقة حازت على التسهيلات الكافية من السلطة الفلسطينية لتحتكر ما كان يجب ان يكون قطاعا عاما.. ولتحصل على إعفاءات جمركية-- حرمت الميزانية العامة من مئات الملايين من الدولارات خلال أكثر من عشر سنوات خلت.. دون ان تسهم في تنمية حقيقية وبناء قاعدة اقتصادية تخفف من تبعية اقتصادنا الوطني للاقتصاد الإسرائيلي.. بل بالعكس تقوم بتسريب ملايينها بحرية وسلاسة إلى البنوك خارج البلاد..
ويكمن الخطر الأكبر في ذلك التزاوج البادي للعيان، بين هذه الطبقة وبين عدد من صناع القرار الرئيسيين في أعلى هرم السلطة الفلسطينية.. الأمر الذي يهدد مشروعنا الوطني التحرري بالتآكل والجمود.. فهذه الطبقة الناشئة وبما لديها من إمكانيات مالية ضخمة، ومن علاقات ومصالح مشتركة مع ما يسمى-- أمريكيا-- بمحور الاعتدال، ستكون القاعدة الأساسية للحلول الأمريكية والإسرائيلية القادمة، وهي التي ستمارس ضغطا مباشرا على القيادة السياسية الفلسطينية-- التي تبدو اليوم في اضعف حالاتها نتيجة ما أقدمت عليه حركة حماس في قطاع غزة من خطوات أضعفت من قدرتها على مواجهة الضغوط-- لتجعلها مرغمة على القبول بمشاريع الحلول الهزيلة التي تتهيأ الولايات المتحدة وإسرائيل لطرحها في اللقاء الدولي المزمع عقده في الخريف القادم.. وستعمل هذه الطبقة في نفس الوقت على تهيئة الظروف الداخلية لتمرير تلك الحلول خدمة لأطماعها الاقتصادية والسياسية، عن طريق وضع المواطن الفلسطيني المثقل بالهموم، والذي يعاني من شتى الضغوط الاقتصادية والأمنية، أمام خيارين: إما استمرار الوضع الحالي بما يعنيه ذلك من أزمات مستعصية-- وإما القبول بالحلول السياسية التي هي أدنى بكثير من طموحاته الوطنية التي ناضل وضحى من اجلها-- وذلك من خلال المزج بين تلك الحلول وبين مشاريعها الاقتصادية التي من المتوقع ان تثمر تحسين ملموس لظروف الحياة، وفتح لآفاق التنمية، والتخفيف من حدة البطالة ( بتشغيل آلاف العاطلين عن العمل في المناطق الصناعية المشتركة مع الإسرائيليين، التي ستقام عند بوابات الجدار ).
ان هذه الطبقة التي يصح تسميتها بأعوان الشيطان-- كونها تلعب دور المعين للشيطان المتمثل بإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة-- تقوم اليوم بشحذ أنيابها لانشابها عميقا بلحم الرئيس أبو مازن-- كي تضعه في موقف الضعيف لتكون خياراته محدودة، ويجبر على القبول بما لم يقبل به الرئيس الراحل عرفات من قبله، وذلك أثناء مفاوضات كامب ديفيد الثانية.. وهي ( أي هذه الطبقة ) تستغل ضعفه الناجم عن حالة الانقسام التي أوجدتها حركة حماس، ليكمل كلاهما-- ومن منطلقات مصالحهما الذاتية المحضة-- الإجهاز على المشروع الوطني الفلسطيني التحرري.. يساعدهما في تحقيق ذلك الأداء السيئ للسلطة الوطنية-- التي لم تغادر لغاية الآن ذلك النهج الذي أدى إلى خسارتها الفادحة للانتخابات الأخيرة..



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن جشع التجار وفلتان الاسعار
- قاتل يستحق البراءة
- الجدار.. فضائح بالانتظار
- عيب يا حكومة
- قاضي كعب داير
- الا الخبز يا رئيس
- الهاربون من غزة
- قصيدة رثاء للقائد الشعبي الفلسطيني يحيى ابو فرحة -- دمعة وفا ...
- كلمة تأبين الفقيد يحيى أبو فرحة التي القاها خالد منصور باسم ...
- قمع المتظاهرين سنّة المستبدين
- تصريح صحفي من خالد منصور – عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب - ...
- لا حياد ولا تبعية
- انت في القلب يا غزة
- حلمنا الذي تحول الى كابوس
- نداء من الشبكة الدولية للشباب الفلسطيني من أجل السلام والحيا ...
- واخيرا فعلها ابو مازن
- شعارات وهتافات لمظاهرة في ذكرى حرب حزيران
- هتافات لمظاهرة عمالية في رام الله أمام رئاسة الوزراء 29/5/20 ...
- الخمسة الكبار .. ذنوبهم اكبر
- العمال الزراعيين في فلسطين والاستغلال الفظيع


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - فلسطينيون واعوان للشيطان