|
التجربة الانتخابية بطعم التعيين في مغرب الاستقلال مخزنة النخب عوض توسيع مساحات الهوامش الديموقراطية !
قاسم الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 2029 - 2007 / 9 / 5 - 11:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ظلت هندسة النخب السياسية طيلة عهد الملك الراحل الحسن الثاني شان ملكي تفصل خرائطه في المربعات الضيقةلاجهزة الامن المغربي.وشكلت المؤسسات المسماة منتخبة(برلمان-مجالس جماعية..) فرنا لتلوين الخرائط الحزبية على مهل.ولخلق الاعيان حماة اخطبوط "الحبة والبارود من دار القايد" وارصدتهم تتراكم من خلال حليب الادارة وعائدات استغلال النفوذ.وبدل ان يتوسع "الهامش الديموقراطي"وتتراكم عناصر التحديث للذهنيات والبنيات والمؤسسات.اذا بالنضال الديموقراطي الذي اختار المزج بين العمل في المجتمع وفي مؤسسات الدولة.من موقع ان اجهزة الدولة ذاتها فضاءات اجتماعية للصراع الصامت.اذا به يتلقى الضربة تلو الاخرى لينهزم امام الانتصار الكاسح المطوق لهذا الهامش .ولينكمش امام استمرار التوظيف للهامش نفسه لصالح ما ينعته اليساريون ب "ديموقراطية الواجهة"
وبالرغم من محدوديةاثر المؤسسات المنتخبة بقوة الدستورفي التاثير على مجرى اتخاذ القرار السياسي المركزي.وصناعته وتنفيذه.فقد حرصت مراكز القرار على الحيلولة دون ان تنتقل التورات الاجتماعية العاكسة للتطلع الى افق الديموقراطية. ودون ان تجد فئات الطبقات الاجتماعية(عمال-فلاحين متوسطين وصغار-بورجوازية صغيرة)تمثيلية مناسبة لحجمها داخل البرلمان ولم يكتف صناع ربيع القرار المغربي بهامشية وظائف المؤسسات المنتخبة.بل عمدوا باصرار مدروس الى اختيار استراتيجي. يجعل من المحطات الانتخابية مجرد لحظة سياسية لاعادة صنع فسيفساء خريطة انتخابية .بواسطة اليات ضبط لا تفسح المجال لامكانية المفاجات الانتخابية.اهمها
*نظام انتخابي طبخ تحت رهانات "هواجس امنية" لا يتيح امكانيات تمخض العملية الانتخابية عن تقاطبات حزبية واضحة .تفرز اغلبية واقلية.ويحول دون تبلور توجهات سياسية تعكس "التعددية السياسية داخل المجتمع ( كيفية التصويت- تقطيع الدوائر-العتبة-اشراف - اشراف الداخلية على الانتخابات
*تزوير الانتخابات باشكال متعددة بدءا بالتزوير المباشر لعدد الاصوات داخل الصناديق الخشبية.مرورا بسرقة الصناديق. انتهاءا بتدخل اعوان السلطة في الدعاية الانتخابية.وبتصويت الاموات والغائبين . *الثلث غير المباشر الذي ظلت ترسم تضاريسه من وراء الستار الاجهزة الامنية.على قادة "الولاء" ومن زاوية نظام "العقاب والجزاء" لحراس العهد البائد من خدام "ديموقراطية الشكل.والذي من مكر ملابسات توافق الجزا الوازن من القوى الديموقراطية مع السلطة انه تحول الى النصف الغير المباشر. بخلق مجلس المستشارين امعانا في تشتيت الخريطة الحزبية داخل البرلمان والحكومة *صناعة الاحزاب التابعة لاملاءات واوامر الادارة مباشرة في اغلب المحطات الانتخابية .منذ انتخابات السبعينات .حيث بات منذئذ من العرف في الديموقراطية المغربية ان ان تترشح شخصيات نافذة قريبة من المحيط الملكي بصفة مستقلة .سرعان ما تتحول بقدرة قادر الى اغلبية برلمانية .تفرز حزبا سياسيا جديدا يشكل القوة البرلمانية الاولى..( جبهة الدفاع عن المؤسسات-حزب التجمع الوطني للاحرار-حزب الاتحاد الدستوري...) بل ان المحطات الانتخابية ذاتها شكلت مناسبة لشق -حتى الاحزاب الموالية للسلطة(حزب الحركة نموذجا)
وكانت محصلة هذه الاستراتيجية هو قلب المعادلة الانتخابية لتمشي على راسها.فاصوات المواطنين في الانتخابات-بغض النظر عن طبيعتها- لم تكن المحدد الاساسي لاختيار النخب داخل المؤسسات المنتخبة. كما يقتضي ذلك الاحتكام الى الديموقراطية-على الاقل الانتخابات- بل ان الاجهزة الامنية الادارية في الداخلية باعتبارها الاداة التنفيذية لمركز القرار السياسي.هي التي ظلت تسهر على صناعة خرائط النخب السياسية المسماة "منتخبة" وكانها تذكر من يحتاج الى تذكير بان اصطفاء النخب انتاج مخزني صرف. يستمد مشروعيته من المجال الملكي كمصدر وحيد تفيض عنه كل المشروعيات بما فيها "الشعبية/الانتخابية"لذلك لاغرابة ان نلاحظ ما يشبه القطيعة بين مخاضات المجتمع وتوتراته وبين البرلمان.ولاعجب ان يتناثرالياس وتستفحل اللامبالاة والشك في مصداقية المؤسسات الانتخابية. وجدوى الانتخابات داخل المجتمع.خصوصا فئاته المدينية
بل المثير للانتباه ان صانعي الخرائط الانتخابية.كانوا يحرصون باصرار غريب على "قمع" ومعاقبة الديموقراطيين داخل الاحزاب الديموقراطية.الذين يتجراون على تحويل الانتخابات الى مناسبة للاحتجاج ضد تحكم اجهزة الداخلية في الانتخابات.فعندما رفض الراحل عبد الرحيم بوعبيد الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي الانصياع لاوامر القصر القاضية بعدم الترشح للانتخابات بدائرة اكادير مقابل ضمان نجاحه في اي دائرة انتخابية يختارها.ومارس حقه في اختيار دائرة اكادير.عاقبه مهندسو القرار الانتخابي بالفشل في المرور الى القبة في اقوى معقل لحزب القوات الشعبية (السبعينات والثمانينات).وعندما اشعل اعضاء منظمة العمل شموع الاحتجاج على تزوير صناديق الاقتراع في التسعينات عاقبتهم السلطة بتلفيق المحاكمات...
اذن اهم عناوين التجارب الانتخابية السابقة -في سياق هذه القراءة-كانت هي; مؤسسات منتخبة مفصلة على مقاس الاجهزة الامنية.مؤسسات هي اصلا محدودة التاثير على خيارات الحكم واتجاه اتخاد القرار وتنفيذه..تشردم النخب المنتخبة هو ما تضمنه الانتخابات .. صناديق اقتراع اضحت مهجورة من قبل غالبية الشباب (بالمدينة خصوصا) والدرس الذي انتبه اليه مهندسي القرار ان استفحال اللاثقة في الانتخابات وفي المؤسسات المنتخبة مؤشر على مازق "الديموقراطية الفتية المغربية".وعلامة على ازمة "الديموقراطية الشكلية" وعلى تكريس مخطط اضعاف الاحزاب والنظام الحزبي .ذلك ان ما تخشاه السياسة هو الفراغ. خصوصا والمد الاصولي المتطرف-حسب وجهة نظر الخطاب الرسمي.بات يهدد ما كان يسمى ب"الاستقرار والامن الذي تضمنه امارة المؤمنين".ولهذا اصبح الحاح السلطة على المشاركة في الانتخابات ..مقطوعة اساسية ضمن الخطاب السياسي الرسمي.لم تتوان عن تقديم رسائل في اتجاه "مصداقية العملية الانتخابية" وحمايتها من الفساد والتلاعب.وهو الوعي الذي يفهم معه لماذا تاهبت الاجهزة الامنية بما فيها المخابراتية للتصدي للخروقات التي تلطخ نظافة المنازلة الانتخابية.الى درجة التصنت على عباد الله من المرشحين.وتقديمهم للمحاكمة كما حدث مؤخرا في انتخابات تجديد ثلث المستشارين. بيد ان المباركة الملكية لترشح الرجل القوى في المحيط الملكي الى حد قريب قبل قبول استقالته قبيل الانتخابات .تثير سؤالا صادما للقناعات المطمئنةالى كسلها.وهو هل هي احتراز ضد مفاجئات صناديق الاقتراع.وما يترتب عنها على التركيبة الحكومية ...وهل فعلا يتيح وعي السلطة بمازق ديموقراطية الواجهة.للديموقراطيين المشاركين في الانتخابات بتقوية مواقعهم داخل حقل الصراع السياسي...اسئلة تفرض تخصيص قراءة ثانية تقتضي ادراجا اخر.قد نفكر فيه انطلاقا من سؤال مركزي."هل تسمح انتخابات 2007 بقبول مفاجئات صناديق الاقتراع" هل مهندسوالقرار سيقبلون بروح رياضية-كما تفترض الديموقراطية- ان تسهم نتائج المنازلة الانتخابية في رسم ملامح الحكومة القادمة"..
#قاسم_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وصف حرائق لوس أنجلوس بـ-آية من الله-.. مقتدى الصدر يشعل ضجة
...
-
-خائف للغاية-.. عم أحد الرهائن في غزة يتحدث لـCNN وسط آمال ب
...
-
فلسطينيون وإسرائيليون يعربون عن -تفاؤل حذر- بشأن إبرام اتفاق
...
-
حمص تنهض من بين الأنقاض.. جهود مجتمعية تبعث الأمل بعد سقوط ا
...
-
وزير خارجية ترامب: الصين غشت لتصبح قوة عظمى
-
مسؤول ألماني رفيع يدعو لإحياء -السيل الشمالي-
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة 3 جنود بتفجير عبوة بمركبة عسكرية قرب
...
-
-أمر مأساوي-.. قنصل إسرائيل السابق بنيويورك يكشف سبب قرب الت
...
-
بزشكيان يحذر ترامب من -حمام دم-
-
عالم: الحياة على الأرض ستختفي حتما بعد 1.6 مليار عام
المزيد.....
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
المزيد.....
|