|
سامية السلوم في كتابها الجديد - صراع الآلهة -
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2029 - 2007 / 9 / 5 - 04:32
المحور:
الادب والفن
يعتبر كتاب " صراع الآلهة " الذي صدر مؤخراً عن دار الفارابي ببيروت2007 للناقدة سامية السلوم ، وهو الثالث في سلسلة نتاجاتها، بيد أنه الأول من نوعه بين الكتب الأدبية، في معالجة الواقع بما يوازيه في جرأة إبداعية ،عزّ نظيرها، لتلائم جوّ الحرب الواقعية الواقعة على وطنها لبنان...! خلال هذا الكتاب يلاحظ القارىءامتزاج الأسى بالعبثية في طرح الأمور، كما يختلط الخيال بالحقيقة، لصياغة واقع الأحداث المؤلمة التي شهدناها في تموز عام 2006. والكاتبةعلى امتداد صفحات كتابها الجديد، تدعو إلى الانتماء إلى الوطن، لا إلى الطائفة، كما تدعو إلى القيامة في الحياة، في جنة الوطن قبل الموت، وتدعو إلى حياة الكلمة، لأنها تراها قد أميتت ،وصارت الحروف جثثاً خالية من روح الكلام، وقد تلبسها" المسؤولون" معاني أخرى، مغرضة تبعدها عن حياتها لتعيشهم هم...! يبدأ الكتاب بمقدّمة، خرجت عن طور التاريخ تشرح فيها أهمية الكلمة في الواقع وفي الدين، وإنّ أهمية الكلمة بتنفيذها كما ورد في الأديان"أن قال الإله فكان الوجود.. والكلمة صارت جسد الله.." وقد "كثرت الأقوال الّتي لا تسوغ قتل فكر إنسان معاصر، وترويض أناس لم يعرفوا الله محبّة مطلقة...، وأن تعبده يعني ألاّ تملكه، أن تسلّمه قلبك حرّاً من الخوف مطمئنّاً، لتنجز للإنسانيّة فكراً حرّاً من الموت الهرم، وصديقاً للموت الطّفل تطعمه سلبيّات حياتك لتموت في أرضه، وتنبت جمالاً في جنائن إله الكون..." وعلى هذا المنوال تسرد الكاتبة نظريات للخلق ،وتصل إلى أنّ الله صار اسماً لكلّ معبود "وحتّى من عبدوا " إبليس " في أفعالهم، بالكلمة سمّوه الله...! قيل: الله تعالى عمّا يدّعون... وتركهم أحراراً على الأرض..." زمان الأحداث ليس فقط حرب تموز بل كل الزمن ،على أن يكون "كلّ يوم من عمر الإله يساوي ألف سنه من عمر النّاس..." أمّا أسماء أمكنة الأحداث: فهي مأخوذة من بلدان متعدّدة، منها لبنان، وإسرائيل، ومصر، وأوروبّا ،وأمريكا، وإيران، في مغارات: مغارة قاديشا، مغارة سماء لبنان، المغارة الكونيّة، وفي طبيعة الكون الواسع..!. ومن "أسماء الآلهة في مسرح حياة النّصّ وفق اعتقاد آلة حياة": اسم الله، الإله الكونيّ، الإله" الشّيطان"، الإله الحبريّ متعدّد الحالات، الإلهة شمس، القمر الإله، العاشقة الثّائرة عشتار، فينوس إلهة الجمال، آلهة الظلام، إله الخير وإله النّور وإله الشّرّ وإله الظّلمة، إله الإسرائيليّين، الإله المصلوب، الإله النّاريّ، الإله المائيّ، ربّ العواصف، تمّوز إله الحصاد، نيل إله الفيضان، إيل، بعل، أدونيس (القاتل والقتيل)، إله الجان، الإله فرعون، الإله أطلس- ثور، آلهة الأرض، آلهة السّماء، الإله الضّمير، آلهة الحرب اللّبنانيّة، الإله الإنسان، الإله الأسد، أبو الهول، أمّ الهول، الرّعب... ومن المشاركين في مسرح النّصّ: النّاس التّرابيّون من الأرض، الموتى اللّبنانيّون، النّاس الثّلجيّون من الفضاء... والجان، العفاريت، الشّياطين، الأشباح، الخوف، التّردّد... النّجوم... وهناك كائنات حقيقيّة مشاركة: نباتات مثل: أذن الجدي، لسان الثّور الكبير، لسان الحمل السّنانيّ، التّوت، وحشرات، مثل: العقرب، السّمكة الفضّيّة، فرس النّبيّ، صرصور الغيط، الصّرصور الأمريكيّ، إبرة العجوز، كلب البحر، أسد النّمل، النّمل الأبيض والأسود والطّائر، حوريّات، يرقات... وحيوانات، مثل: الثّدييّات: (الخنازير (خنزير الأرض، الخنزير الوحشيّ، الخنزير العملاق)، والقوارض (الفأر، الجرذ، الجربوع، اليربوع، الخلد،...)... إضافة إلى حيوانات أخرى ثدييّة كالجندي، الهررة، الكلاب، التّيس، العنز، الخيل، الحصان، الحوت الأبيض والحوت الأزرق)... والزّواحف: (تنانين (التّنّين الطّائر، تنّين الكومودو، التّنّين الملتحي)، تماسيح (التّمساح الأمريكيّ، التّمساح النّيليّ، التّمساح الهنديّ، التّمساح القزم، السّحليّة التّمساح)، إضافة إلى زواحف أخرى معروفة...) وإضافة إلى واحد وعشرين نوعاً من السمك وطيور مثل صقر السّمك والنّسر... يبدأ الكتاب بحلم يصلب إلهه، ويرث ظلّه، وضمن هذا العنوان نجد "كرسي الأرض تسقف السماء" لنكون أمام حديث خيالي: حول كيف صار الخلق؟ وكيف نزل الله على الأرض فخاف منه أصحاب الكراسي؟، وهو وسع كرسيه السموات والأرض، خافوا على سلطتهم فصلبوه وحكموا باسمه. فحكمهم زائف من جهة ومن جهة أخرى هو مقدّس برأي من همّهم الظاهر. لم يعد الله على الأرض بل صارت علاقته مع الإنسان علاقة جوهر إلهي مع جوهر إنساني، أمّا عن الأحداث في لبنان فقد "تعالت وتيرة الأحداث، كي ينسى لبنان على جمر نارجيلة الغيب أيّاماً..." والجواسيس الذين كان الأعداء يهتدون بهم لا يشعرون إلاّ "بلمس المال دليل حياة خارجة من رحم قصف عمر آخرين... سعادتهم سرقة القيامة من التّدمير إلى... الدّماااار..." بعدها يأتي "دمار سماوي الآلهة يتمرأى بلبنان" تذكر الكاتبة تحت هذا العنوان في صورة كونية، كيف صارت الشمس وحيدة و" لا ترى إلاّ نفسها... لم تضئ الأمور فحدث دمار إلهيّ إنسانيّ أنتج أنصاف آلهة... كبروا صاروا آلهة وبشراً... كثُر الآلهة فتصارعوا... ليبقى فقط بطل الآلهة... "ومما حدث أن تعرّضَ مخزن الأساطير لقصف من طرفيّ النّزاع في لبنان فتحرّرت عشتار ورأت التّقتيل العصريّ فأفاقت من سكرتها وبدأت بالتّحرّي الّذي يحكمه الدّم الغضب..." ويأتي النجيم الذي رفض أن يكون إلهاً يعبده عبدة النجوم "لكن هتف لكلّ راكع أن يُركِعَ سلبيّاته لإيجابيّاته لا لإله خارجه يجرّه. رفضه ناسٌ وعبدوا غيره... تحرّر من ألوهيّته؛ من أن يكون ثوراً يجرّ بحبل العبوديّة أثقالَ ناسٍ لايريدون التّفكير. عبده ناسٌ لأنّه رفض الألوهة..." وهنا تظهر خلفية التفكير التبعي للناس والتسليم بالمطلق من رؤية جزء صغير من الحقيقة: النجيم يعاند، وعشتار تتابع بحثها والناس يخافون من الطبيعة، وينكسر الزمن، ومن جرح يأس بين السماء والأرض يخرج جني "ليدرأ خطر نار آلهة تتوعّد". وهنا نجد مشهداً لبلد الجان واحتجاجاتهم على زعيمهم بينما أبناء لبنان خائفون لأنّ "البلد على كف عفريت". وفي بلد الجان "أحرقوا إطارات سيّارات بخوراً لإلههم لينالوا رضاه على شغبهم المقدّس... والجنّيّ هادئ يتابع مهمّته الدّفاعيّة تاركاً همّه الفرديّ..." ومن الدخان تخرج عشتار إلى شعاع شمس أفلت من مساره وقد "ترك شعاع نوبة حراسته يريد تطوير ذاته في الظّلّ لا العلن ليعيد طهارة مكانة الشّمس الّتي كانت إلهة في مدينة بعل..." وهنا يدخل الإله بعل وإله الإسرائيليين، والإله تموز، ورب العواصف... و"كما على الأرض كذلك في البحر" وهنا مشهد شعري فيه واحد وعشرون نوعاً من السمك، يشاركون في الحدث، ويساعدون لبنان كلّ على طريقته... ومن المشاهد ،نجد كشف أسرار الإله بعل الذي "حتّى الآن ما زال يُحرَجُ من الظّهور، بعد أن صدّته أنثى الخنزير؛ وإعجابه بها كلّفه حياته... بات يخجل من ضعفه أمام الجمهور في حياة مسرح. ولم يجرؤ أحدٌ أن يُخبر عشتار عن سرّ بعلهاالذي تمنّى وهو يواجه الخنزير أن تنشقّ الأرض وتبتلعه، ومنذ ذاك الحين تحوّلت روحه المفتَّتة إلى جانٍ غاضبين، سمومهم نار على الكائنات يحبّون الانعزال، وينتقمون من كلّ من يأتيهم دون ذكر إله المحبّة بخوف يُطَمْئِنُهُم، وبعض أجزاء من روح الإله آمنت بالله ،ليخلّصها من رغبتها في الانتقام الدّائم من الجمهور الّذي رأى المشهد الخاسر ومن سلالته وأشباههم الضّاحكين..." تتتابع الأمور، ويقف إبليس أمام عرش السرمد يتلو خطبته بادئاً "باسم الله" ويطلب من أتباعه عدم إيقاظ الإله بعل... ترد قصة الحورية، وهي فتاة لبنانية ابتلعت السمكة نصفها، وبقيت الفتاة الجميلة تبتسم بألم، بينما تأكلها السمكة، حاولت السمكة العودة فلم تقدر " فسّخ النّدم رأسها وغلاصمها وبعض زعانفها.، تبرّعت بباقي جسدها للحوريّة، وأعطتها تاجاً فيه أغلى ماسة، أغلى ما في الماسة أنّها معجونة بحبٍّ عصارته ندم، أنقذ الضّحيّة، وجدّدها، وخلّد الجائع بأجمل كائن حضنته أسرار البحر... سكنت الحوريّة في خيال البحر، وأسرتها ذات العيون الحور والنّظرة الورديّة بقيت جانب النّهر في أرض الحور والصّفصاف في لبنان..." وتتابع الأحداث- أيضا ً - حتى نهاية المقطع الأول بـ" استيقظنا نحن في صّباحٍ مضيءٍ نارَ مصباحِهِ في مغارة بعل بعد أن نسيَنا الزّمانُ..." المقطع الثاني "نار تفسّخ الحلم... وتحرق عطش الظلّ للنّور" يبدأ بـ "نيراااان تحرق الحقيقة في حلم الواقع..." وذلك أنّ "بين نار الحبر ونار الإعلان وإعلام التّعتيم... حاولنا الخروج من مغارة الحكاية... أخبرَنا تراب لبنان أن لا أحد يعرف أنّ بعل والقدّيستن كانوا يحتجزون أطفالاً تمرّدوا على الجدران، وما أرادوا أن يلاعبوا الشّمس بالغمّيضة... فأمرهم بعل أن يبقوا هادئين ويسقوا الأرز جذورهم ليبقى خالداً... نام الإله في معبده ولم يتذكّر الأولادَ... لم يأكلوا إلاّ التّراب فصرنا تراباً وإلى التّراب نعود..." في هذا المقطع تورد الكاتبة مفارقة بين الله والآلهة المعبودة، وتبرز فساد الأمور بالتعتيم عليها، في الإعلام...، زكلّ ذلك بطريقة عبثية تسلّط فيها الضوء على الإعلانات التي تغطي على الأحداث الحقيقية إلى درجة اللعب...! "كان فاصل إعلانيّ (أول) عن حقائب سفر من جلد التّمساح ،الوريث الوحيد للتّنّين الّذي قتله الإله أدونيس، وقد أرسلها إله الفيضان نيل إلى إله الحصاد تمّوز، راعي حرب قيامة لبنان الأخيرة ليوزّعها على من يريد عن روح الإله القتيل... تعينه الإلهة شمس في أرض الشّهيدين الإلهين الخير والنّور لتجّدد عبادة أتباعها لأخويها كلّ صباح ومساء... استتبع الفاصل أخباراً ملوّنة الأجنحة، تطير من أنحاء العالم وتصل إلى لبنان رغم الحظر الجوّيّ..." والفاصل الثاني كان ناتجاً عن الضجة العالمية للإعلان الأول "لم يخفّف الوطء عن التّماسيح إلاّ الفاصل الإعلانيّ الثّاني. كان إعلاناً عن افتتاح مطعم كروكودايل بانتخاب ملك جمال الآلهة ترعاه وتنقله محطّة فينوس... خلال ستّة أيّام..." وفي ضوء هذا الإعلان يأتي تعليل تأخير المدارس في لبنان وأحداث اجتياح بيروت عام ال1982 ومن الآراء اللاهية الواردة أنّه "لا خوف عليك أن تعبد الحجر لكن اطلب منه أن يحمي حكم الكرسي السّياسيّ في وجه أعدائه السّوس..." ونجد مشهداً كونياً للتحقيق مع الراعي البقاعي ولصراخ لبنان الذي "تورّم جنوب قدميه على الأرض من ضرب حرب... ورأسه مرفوعاً يصرخ عالياً في سماء آلهة علّها تسمع ما لم يسمعه بشر..." كل ذلك و "لبنان بين نار الكلمة ونار الجنّة" وتتابع الأحداث بين أتباع الله على الأرض بين من اتّخذوا التوراة كتاباً يقدّس إجرامهم وكيفية تقديس الجاسوسية لحسابهم وهم شعب الله في مقابل حزب الله في جهادهم الذي "يحلّ لغز ظلم عاشوراء نمت حتّى نصر ما بعد شاهوراء. همسوا وراءها شاه. أعلنت أمامها شياه... كلّهاااااا... لله... جهاد بالنّار مفتوح من أبواب الجنّة، فتحه الله لخاصّة أوليائه، وأغلقه على الأشدّ عداوة للّذين آمنوا بأنّهم منذورون للشّهادة والأسطورة، ترد في فيديو تصوير القيامة المرتجاة لعريس الجهاديّة مسابق زمنه إلى الباب،سقط الفيديو من ملائكة في عناقيد الغضب عندما خاف طريقها من قصفٍ سكران... كانت تحمّض الصّور في مخبر جارٍ لأحفاد خيبر، الّذي خرج من ماضٍ في هيئة صاروخ، لينتقم من سلالته لأنّه مات ولم يموتوا... وبشّرَهم بزلزال يعيد البحر الّذي يبّسه ليمرّ أسلافه إلى يقين موتهم الّذي سيأتي في وقت قيامة موءودة وهي اليوم حاضرة.. يعاقب العليم أعداءه ضرباً غاضباً بالصواريخ، لأنّهم طعّموا بيّارات اللّيمون بتفّاح سرقوه من جنّته، قبل أن ينضج فتركوا شجرة المعرفة تبكي لضياع معلومات بحثها عن أصل الوجود... يردّ شعب الله على كلّ المؤمنين بالكفر بقذائف برمائيّة وصواعق جوّيّة. الحياة له... كلّ الحياة قرابين لغسل أقدام الإله في حذائه العسكريّ ينتعله منذ قرون يبحث عن سرّ غضبه علّه يرضى... وعدهم... في صحفهم سجّلوا الوعد. ثمّ نسي... لأنّهم للأمانة يزوّرون وعودهم... ويشهّدون الزّمن بنظّارات مقلوبة..." هكذا تحتدم الأمور بين عقيدتين يقدّسهما حاملوهما وتتداخل أحداث الحرب المدمّرة مع أفكار الناس، تختلط الدماء بالأساطير... ويزيد التعتيم على الأمور، فيطلّ نجيم لتوضيحها فيهددوه بالتعتيم على آرائه وبقطع عرقه وأحبائه، وقد عادوه لأنهم جهلوا "تسلّح بالمنطق وتمنطقوا بالسلاح"... تابعوا البحث في الخلاف على صلب المسيح وقرروا أن تكون "نهاية الجدال الحربي بين إسرائيل ولبنان على عمر المسيح بإجماع خالف الأبحاث كلّها،سيتوقّف صلبه في شخص لبنان في اليوم الثّالث والثّلاثين من عمر الحرب...! اختلفوا حول موت لبنان أو كيفيّة قيامته مثل القمح على طريقة تمّوز الأطراف كلّها... حتّى نشّف دم الإنسان في عروق من يخشون أرجل الكراسي أن تدوسهم... صار الدّم طحيناً، اختلفوا على أيّ نارٍ سيخبزه طهاة القرار خلف كواليس من يموتون على مسرح الحياة الحربيّة المرعبة..." ومن المشاهد الشعرية اللافتة " هاجم انتحاريّون منهم مملكة الشّعر ليلاً..." وما نتج عن الهجوم من مشاهد شعرية عبثية مؤلمة، أرخى الواقع ظلاله عليها بقسوة وصولاً إلى صياغة وصايا عشر جديدة شرسة، تقدّس العنف وتتقاطع مع مجريات الأحداث، ومن المواقف العبثية في نقد الواقع، يأتي خوف الأولاد من الغول ،وبقائهم في العراء، في مواجهة النار لأنّ الغول في الملجأ... في مدارس الحياة على الأرض تسجّل نتيجة الحرب "انتصر الفريقان... خسر الفريقان... غيوم نتيجة الحرب ستمطر سياسة..."... يخرج الشاطر حسن، لينقذ قومه في الحكاية بينما في الواقع "ظلال نار الدّم على رماد حكايا المغارة" يختلط الواقع الحقيقي بالخيال العابث، ليشرح أسباب مظاهرات في مصر، ويظهر أبو الهول ليفكّ لغزه في ضوء الحبّ الشرقي الذي كان هولاً كسر الحدود بين الإله والإنسان... وتتالى الأحداث والإضاءة عليها حتى على اجتماع الحشرات المتضامنة مع لبنان من أنحاء العالم، وخاصة العربي منه ،. وتضاربت العقائد حتى في الدين الواحد مما أهدر دم الأخوة، وحرف الأمور عن صوابها حتى "صار الله قاسياً في لباسه العسكري" وفي الواقع نطق الكفار باسم الله والمؤمن الذي عارضهم قال: " لم أر صورة لله في أيّ مكان مقدّس، آلهتكم تحكم مقاطعات دينيّة... فقال بعضهم إنّه شاعر يرى ملامح الشّرق الجديد قبل انتهاء المصمّمون من إعلان تحفة سياستهم، وقال بعضهم إنّه ساحر ومتنبّئ؛ فأرسلوا جسده إلى عتم القبر علّ روحه الملحدة تبحث بين النّجوم عن نور إله السّموات..." المقطع الثالث "محاولة وراثة آلهة القرار" يبدأ من مكان "في ذهن المغارة" "تحلّقنا حول الطّاولة الّتي أقعدها الزّمن في الوادي المقدّس.. أما آن الوقت لنحلّ محلّ الآلهة في قضايا لبنان.. بدأت الجلسات تتحرّك، وتعلن انتماء الجهات في حلقات حوار دون انتماء، ينحفر في ذاكرة الصّخر"... هكذا يحلّ اللبنانيون أمورهم العالقة بالبحث في قضايا الكون كلّه قبل الوصول إلى زمنهم الذي كاد يفقد نبضه، ولبنان يتألّم من تمويت أناس طيبين... يأتي "تحرير الحياة من قتل حياة المغارة" ليظهر فداحة الموت التي تصل إلى "دعونا إلى جنازة خارج المغارة.." وصولاً إلى أنّ الجنازة كانت "جنازتنا في الخارج" وقد استوقفهم مزود سقط من السماء مع فتاة عاشقة لبنانية، "فيه لآلئ سماوية تضيء شجرة الكون وتزداد مع كلّ حلقة فضائيّة لبناء النّجم المختفي عن الجماهير مدرسةً في الطّبيعة المعاندة..." يثبت في الحواشي معجم النجيم المهاجر فيه مئتان وست كلمات نجت من الحرب... ترسل هذه الفتاة رسالة إلى حبيبها، وهي مثبتة في الحواشي، ولم يبق منها إلاّ ضمير المخاطب، وأرسلت رسائل إلى مصير لتعرف لتصل إلى حبيبها. وبقيت منها رسالتان مثبتتان في الحواشي. يحاول الراوي التدخّل في شؤون القدر، من خلال إرسال رسالة إلى الورقة "لتصل إلى الله في عزلته، البيضاء من حريقهم يختمها بهدر قم لبناني..." فالحريق في صراع الآلهة لا يصل إلى الله من جهة ومن جهة أخرى الكلّ يتحدّثون باسم الله وهو بعيد عن أي صراع... تبدأ بوادر النهاية بوصول حديث الشجرة المحترقة وبرفض دعوات التبشير التي تحنّط العقول باسم الدين... وهنا تدخل الألعاب اللغوية " هل من إله حقيقيّ فيسمعنااااااااا..؟؟؟. جلس خوف أمانٍ في زاوية المغارة يرتجف من الخوف ويبكي... أقنعته أمّه بأنّه سيكبر على حساب الاحتمالات للوصول إلى والده الأمان القويّ فنهض حاسماً أمره صارخاً معنا... لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا هرب التّردّد في الوديان... انقسم على نفسه بين راكب للضّعفاء سكّان الأودية، ليتكسّب من صنع مرايا عاكسة للأمنية بين الواحد وذاته، ليكبر التّردّد بأمان...، وبين من أحبّ أن يغيّر تقاسيم حياته فيكبر في الرّأي...، ولأوّل مرّة قرّر التّكفيرَ عن سرقة الآراء... فتح للعراء خزنته... أحدثت دويّاً معتّقاً متجدّداً... ردّدت الجبال صدى حسم موقف باركه البحر بوقار..." وتورد الكاتبة قصة القمر، ولماذا صار يصغر ويكبر "أفادت أخبار أنّه عندما عجز (القمر) عن إرسال خبر المجازر إلى الشّمس وخاصّة أنّها تنفّذ ما طلبه الله ولشدّة انشغالها لا تنظر إلى مرآتها القمر... فلا تفهم حركاته ولا تسمع صوته، ولقد طلب من كوكب الزّهرة رأفة بحياة المحبّين أن يحفر الخبر على وجهه، وأن يعمّق الحفر، ليصل الخبر للمهتمّين مكتوباً على القمر، ولتراه الشّمس دائماً كلّما رأت وجهها حتّى لا تنسى بعد حين وتساعد في سلمٍ أراده الله الّذي يحبّنا حتّى تردّ مرآتنا حبّه إليه عبادة محفورة فينا... بينما الزُّهرة يحفر دخل الإزميل في مجرى الدّمع الّذي يحتقن منذ أوّل الأحداث حتّى احتلّ مكاناً كبيراً في رأس القمر..." ثمّ اختفى كلّ ما مضى في حضور قذيفة معنوية كسرت عدسة الحلم. ولأوّل مرة تظهر ماهية المتكلّم في النص "سقطتُ على الأرض كاميرا نقلت أحداثاً وحوارات متعدّدة، من مناطق مختلفة، عاشتها على أرضنا ترتبط بسكّان المغاور على اختلاف اجتماعاتهم... وتوحّد توجّههم العبثيّ وكأنّها جزء من الحدث دون انحياز لفريق في مغارة قاديشا ومغارة سماء لبنان ومغارة الكون الّتي ولد فيها الإله ابن الإنسان تحت الشّجرة الكونيّة"... بعدها يأتي تعليل دوران الأرض وذهاب الحرية إلى الطبيعة الكونية وقد تعبت من جو لبنان، مع أنها تحبّه، وتركت رسالة تمثّل خلاصة الكتاب في أنّ جوهر الإله واحد، وإن تعددت الأسماء، وجوهر الإنسان واحد، لكن الإنسان يبقى عبداً لما يريد أو يراد له...! وتأتي حمامة نوح بمكتوب بزيت الضمير المقدّس على زيتونها كلام لله الحي في الجميع "لا تقتل فرح سلام غيرك كي لا يموت الله فيك" أمّا الحلم الأخير الذي يختم الصراع، وقد ساعدت الحرية في صياغته فقد أتى بصيغة شعرية وصفية مكثّفة، فيها جمالية تعايش المتناقضات بسلام يختصر كل العبادات حتى الحرية من العبادة، أمّا عبادة السلطة، فتترجّى أن تحضر "تحاول الدّخول إلى ذاتنا الجماعيّة الجديدة، لا تعرف أنّ طريقنا الوحيد هو الخروج إلى الذّات الحرّة،أمّا الدّخول فهو خدعة مرايا لصيد..." وكل السلام في سبيل حياة تسعى إلى المعرفة حتى في الصلاة "وقت صلاة لمعرفة الأكوان ننظّف ذاتنا ليستقبل رحم تفكيرها ما لم يجرِ في حياة..." هنا ينتهي الكتاب لتبدأ الحواشي "ظلال النار في ماء الحبر" وما ورد مكتوباً انكتب بدم النجيم اللبناني الذي كبر، وصار نجماً، ثمّ شمساً ،ثمّ صار إلهاً، وعرف في كل مراحله أنّ "عين الفكر المغمضة تولد جيلاً أعمى بالوراثة.. عاد إلى طفولته نجيماً يتعلّم من الحياة حقيقتها فكتب ما كتب " ومما كتب: - الأحرف: حجارة مشرّدة تحلم ببناء كلام جديد... - الأسماء: إن لم تتغيّر فهي مدافن المستقبل... - الإله: المطلق الإيجابيّ تركع الرّوح له طالبة القرب منه وهي الخاطئة بحقّ إنسانها والإنسانيّة بسلبيّات تبعدها عن الإله... لايمكن إدراكه بالمعرفة؛ بل بالشّعور النّاتج عن المعرفة... فالمعرفة احتواء، وأن تعرف إلهك يعني أن تكون أوسع منه، وبالتّالي لاأحد يعرف إلهه لكن الإيجابيّة تقرِّب منه وتعرِّف إليه... - التّبعيّة: أن يعيش غيرك حياتك لاغياً إنسانك النّدّ... - التّعبير: تنفّس الحياة. - التّغيير: أصل الوجود ولغة التّفاهم بين الحياة والموت. إن ضعف صارت الحياة موتاً وإن قوي صار الموت حياة... - الجماعة: جسدٌ خلاياه أفراد... يجرحه الاختلاف ويفتح باباً لسرطنته حين تلغي خلايا جاراتها في التّواصل... - الحبّ: منطقيّاً هو حوار المتناقضات من أجل خلق جديد يزول بإلغاء نقيض لنقيضه. - الحرب: طموح لملكيّة الموت. - السّماء: حين تتوحّد كائنات الأرض في محبّة أهل البيت يصبح الفضاء سماء. وعندما يتوحّدون بالكره يصبح الفضاء سقف مقبرة للأحياء الموتى تحت السّماء الخشخاشة... - الشّعر: أرشيف الحياة المتّهمة بالموت. - الشّمس: سيّدة النّجوم لأنّها تضيء نفسها لا لتراها بل لتريك غيرها. - الضّرورة: ملح إن عاش الإنسان من أجله فقط موّت بحر حياته. - الضّياع: فقدان الذّات في طريق إيجاد الآخر، بدايته الدّونيّة وحياته التّبعيّة... - العلمانيّ: منقذ الإله من عبادة ضلّت طريقها في تظاهرات الطّوائف... - الغبيّ: من لا يعرف أنّ لوناً واحداً لايرسم لوحة الوجود... - القلم: سلاح السّلام المبدع يرسم الحياة بدم الموت الملوّن الّذي يحاول اقتناصها - الكتاب: يعطينا خيوطاً لنسج حياتنا، أو ما تفتّق منها. إن أهملناه متنا من البرد، وإن قدّسناه صارت الخيوط كفن الشّرنقة. - لا: نبض التّغيير. كلّما تذكّرت الحياةُ نفسها لفظتها حتّى أقصاها بعد تعريفها؛ فصار جسدُ الصّوت لمواجهة كلِّ لونٍ للموت: اللاااااااااااااه. نصفها تقوله الرّوح ويردّد النّصفَ الثّاني الجسدُ عارفاً أنّ حائط الألف يردّ صدى الغياب هاء... باتت اسماً لإله لايموت، يطلبه من يريد المزيد من كلّ شيء حاضر، أو الضّدَّ، والتّواصلُ معه سمّوه صلاة...! ومن أراد أن يرفض غيره صيّر إلهه جزئيّاً يصارع إلهاً آخر... - اللّعب: من تفاصيله الحياة والموت... - اللّيرة: رغيف الحضارة الّذي قد يأكل الإنسان... - المتاهة: تمسّك بحاضر ينكر الاعتراف بالمستقبل... - النّجيم: طفل النّجوم تموت أمّه فيرضع العتم. يوزّع بسمات عنيدة على زائريه بالعين حين يعبس الظّلام. في ملاهي السّماء يتزحلق شهاباً على قوس قزح اللّيليّ... إن نزل من السّماء يتجسّد بكلمة "لا" بطفولة لم تعرف الخوف ناسياً عتم حليبه. - الوجود: انشغال الزّمان بفراغه... - الوصول: عدوّ الهدف وغايته... - الوقت: نبض الله في ساعة نجيمٍ نزف يوماً أمانه حين أضاع الشّمس في عتم أفكار ذويه؛ انعزل يلعب وحيداً حين يغيبون... - اليقين: رؤية الحقيقة، أو تحقيق الخيال في رأي العقيدة. - اليوم: هو ما يتكوّن من نهار فيه توضيح لما عتّم عليه الأمس ثمّ ليل يعتّم على ما سيكشفه الغد... وإن بقيت الأمور غامضة فما من نهار على مختلف الصّعد... هكذا يلاعبنا الزّمان بالغمّيضة، لنكبر في المعرفة أو يحسب أيّامه السّاعيّة نقاطاً سوداء في عمرنا تمهيداً للعتم الأبديّ. وفي الحواشي ،كما ورد ت رسائل إلى "مصير"، بقي منها رسالة إلى" معرفة"، وأخرى إلى" الأمل" ووردت رسالة إلى الله، لغتها كثيفة حيث تجد جملة واحدة مركّبة صفحة ونصف تقريباً. وتختم الحواشي بسلاسل حرية، فيها ثلاث حلقات مفرغة، مترجمة عن لغة الحبر ،تنقل شعريّاً أحداثاً جرت في الحقيقة... وتأتي خاتمة القصيدة بعدم يفجر الأطفال "الآلهة يقدّم في مذبح العبيد يقاصصون ربّهم كلّ أمان، ليحلم بين الأنقاض، برأي شريد، ودفء طريد، وفجر شهيد على سلاسل حرية"كذا..... وفي نهاية الكتاب الذي يحمل من الحزن ما يحمله من الحياة، ومن حب الآخر، ومن الحنين إلى السلام، ومن ألم القلم الذي يوجّه بلغة فنية راقية، يوجّه نداءات للقارئ... لعلّ النداء الأوّل الذي تحمّله سامية للحبر وتريد أن يعلو على صوت القتل ،هو قولها: اقبل نقيضك في سلام "لا تقتل فرح سلام غيرك كي لا يموت الله فيك". ولعلّ النداء الثاني غيّر لغتك المحدودة وأكمل كتابة معجم النجيم، فالليل لا يحتاج إلى نجيم واحد... ولعلّّ الموقف الثالث، هو غيّر حياتك لأنّ التغيير الإيجابي هو الحياة، وحتى نرى عندها المغارة الحجرية "فتحت المغارة ذراعيها المتحجّرتين منذ جمود المواقف... أطلقت من رحمها منحوتاتها لتقرّر مصيراً... حرّرت صور قدّيسين من حيطانها.. تعلّمت أنّ ماء الحياة يخرج من الصّخر نضراً متجدّداً... لو تمسّكت به صخور لنقعت حياته في جمودٍ صيّره مستنقعاً... أطلقتنا لحرّيّة جماعيّة أرضيّة... أنانا كبرى..." ومواقف كثيرة تستشفّ من قراءة يستحقّها الكتاب.
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على هامش كتابها الثالث-صراع الآلهة- سامية السلوم: لا آلهة عل
...
-
رسالة عاجلة إلى د. عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء ل
...
-
-أكمة- سنجار....؟!
-
من قتل صديقي الصحفي عبد الرزاق سليم ؟
-
إبراهيم اليوسف
-
في الوداع الأخير للشاعر كلش
-
حين يرثي النّثر
-
رسالة مفتوحة إلى د. نجاح العطارنائب رئيس الجمهورية للشؤون ال
...
-
دواعي الاستقواء كردياً:-تهديدات الاجتياح التركيّ لحرمة كردست
...
-
سعيد دوكو.. حقا إني بكيتك
-
مالم أتمكّن من قوله في بضع دقائق متلفزة:
-
خليل عبد القادر : راكضاً تحت ثقل امبراطورية وحرائق....!
-
خليل عبد القادرراكضاً تحت ثقل امبراطورية وحرائق...!
-
الكرد - أنترنيتياً
-
سوريا وكردها:بريد يعج ّ برسائل متناقضة من النظام
-
أسئلة صارخة في محراب الذكرى الثالثة لانتفاضة آذار
-
أحد بلا ساعة يد
-
رسالة مفتوحة إلى محيي الدين شيخ آلي:
-
ما أشبه الطعنة بالطعنة : في ذكرى الشهيدين الكرديين كما ل أحم
...
-
كرد سوريا : صقور وحمائم..!
المزيد.....
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|