|
براخو
فالح المشهداني
الحوار المتمدن-العدد: 2029 - 2007 / 9 / 5 - 04:32
المحور:
الادب والفن
انصهرت روحه في بوتقة عتيقة من اشلاء مهملة من عظام ملقاة على الطرقات تصارعت في قارب يتيم تحت سماء مليئة باشباح ووقود وغبار وصواعق صياد لايملك صنارة وحيد مع تاويلات الليل في ازقة لاتعرف اصحابها جدرانها سطوحها بيوت ملتصقة مع بعض عند وسادة رخوة قطن مصنوع من الفولاذ وحديد مصنوع من القطن في معامل الروح وجدتها محملة باجساد ورقية ثقيلة وخفيفة طويلة وقصيرة تتمدد كانهار كعواصف رعدية كعمارات شارع النهر او ابي نؤاس براخو لااحد يعرف على اي مختصر يدل فقد عقله من اجل الطائرات الورقية كي يسليهم ويعطف على ارواحهم في الليل والنهار تجده يذرع شوارع وازقة من باب الشيخ يطوف لوحده مع شياطين المحلة يحدثهم ويحدثونه عن خباثتهم تعرفه مجاري المدينة وثقوب النفاخات وسينما الفردوس تسال عنه دوما لانه الوحيد الذي يسال عنها لاعيون له ولا احذية ويجهل الطرق الملتوية يضحك عندما تضحك معه الحشرات يتالم عندما تتالم ويضاجعها عندما تناديه ذات صباح ذهب الى ساحة النهضة عاهرة تبيع الحليب للجنود الذاهبين الى الحرب مع ايران راودها ورفضت هاجمها بتوسلاته الى ان حدثت نفسها لماذا لااعطيه نكحة – هو مسكين تلاصق الجسدان في حفرة مليئة بالضفادع ووبصق عليها بال عليها ونكحها من انفها فتح طرطورها بكلتا يديه وادخل راسه في ظلمة جوفه وتجول في اصقاعه ماذا تفعل هنا يابراخو – من الاعماق كان ياتي النداء فتمتم المدينة التي عشقتها منذ زمن رحلت دون وداع رحلت الى مكان اخر بعيدا وتفصله عني مسافات لف دشتاشته ووضعها في جيب البائعة ومشى بلا ملابس قاطعا الطريق من ازقة الكولات الى الدهانة وما توقف الا عند الحاج جواد الشكرجي حيث انحنى الى الارض واخذ حجرا كبيرا ضرب به الذباب وبعدها ذهب الى سوق الصدرية وامام كميلة ام البهارات صاح بصوت مبحوح ياناس اريد درهما كي اكل صمونة حارة انتظر سقوط صندوق الطماطة من وجه كميلة الجرذان والقطظ تركض على الصطوح والحمام يطقطق عظامه في عز النهار اقفاص قديمة واقفال تصدات بفعل الحرارة اللاهبة مراوح عمودية مهملة فوق المنازل ملابس اعادوا صبغها عدة مرات وافق من الذباب ينتهي داخل جيوب المفلسين ليرتد مشكلا افقا جديدا في اتجاه اخر اقدام تدوس على الهشيم يشتمون الفاعل يحاولون اللحاق به فبفر كغزال بعيدا ويضحك عليهم وفي زاوية عند الشارع ويمارس العادة العلنية يخلع ملابسه يرقص يغني نار تشتعل تحت الموقد تمتد تجويفات الاصابع وهي ممسكة بسكة قطار طويل سيارات تراقب الابواب والاحلام تصل في وقت متاخرتحاول الدخول فيمنعها الحارس الراس خلف المراة يراقب اضلاع الصورة والصورة تغمز له يتشاجران ويتصالحان تتدحرج الاجساد خلف الاجساد تتمدد بفعل الرطوبة تنام القيلولة وتصحو بعد سبات شبابيك لم يطرق وجهها الدهان اقفال منذ زمن الرشيد عربات مترهلة واسفلت حاقد مسامير منتصبة فوق الراس وتحت الابطين تسرح لوحدها تصنع اشيائها بنفسها ملاك يمارس مهنة حقيرة وسروالا يراقب الوجوه يلونها بالسخام وبراخو ينطح الابواب وتنطحه وتخرج افواج محملة بمعاول غيمة من الازبال تظلله ثم تمطر عليه الجنبن ايضا عرف اللعبة فاطلق صرخة شيطانية امطرت عليه عسلا وذهبا ----- ملاحظة في شتاء 1994 في باكستان وفي مقاطعة بلوجستان كنت مع صديقي الشاعر صباح خطاب وهو كان يشجعني دائما على الكتابة --- اصدرنا مجلة سميناها لعثمة وكانت عبارة عن نشرة جماعية نفرغ بها همومنا وكنا لانملك شيئا وصنعها صديقي بيده وعملها بخطه قي شهر رمضان كنا نتكئب جدا حيث المطاعم والمقاهي كلها تغلق ولايوجد مكان نلتقي فيه وكانت وضعيتنا قاسية جدا وكنا في مقهى فاران وفي كابل رستورانت ونقضي معظم وقتنا في الشارع وكنا مجموعة كبيرة من اللاجئين العراقيين ولكن بعد فترة قليلة تقلص العدد قليلا وكانت هذه القصة محاولة لكتابة القصة في بداية كتاباتي وكنت احاول خلق لغة جدبدة او طريقة جديدة وشخصية براخو هي فعلا موجودة في الكولات والصدرية وكانت هذه الشخصيات تثير تساؤلات كثيرة واحاول دائما ان اكتب عنها براخو ---- اسمه براهيم حافي القدمين يعطوه فلوسلا يخلع ملابسه ويرقص كنت عندما اتصل بالاهل في بغداد دائما اسالهم عن براخو وذات قالت لي عمتي انها رات براخو نائم في عز حرارة الصيف ضهرا في ساحة النهضة وعلى الرصيف وقالت لي انها ذهبت ل براخو وقالت له فالح يسلم عليك وانه لم يكترث لشيئا وبعد دخول الامريكان للعراق ذهبت لرؤية اهلي في بغداد وفي شهر تموز 2003 تجولت كثيرا في الازقة التي تررعت بين جدرانها الكولات ومرورا الى الدهانة وابو سيفين وقنبر علي والسباع وباب الشيخ وشيخ عمر والبتاويين وقلت مع نفسي هذه بغداد كل شيئا كان يبكي الجدران والوجوه وحتى الاله وكنت اقضي معظم الوقت مع ابي الذي يحب الطين ومايزال يعمل نسيت ان اسال عن براخو وعندما رجعت الى منفاي تذكرت براخو كان داخل حقائبي ينتظرني
#فالح_المشهداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصص قصيرة كتبتها في باكستان عام 1995
-
جان دمو 3
-
جان دمو 2
-
جان دمو
المزيد.....
-
صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
-
إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م
...
-
مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
-
خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع
...
-
كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|