أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الحسين شعبان - إرهاب أشرار وإرهاب أخيار














المزيد.....

إرهاب أشرار وإرهاب أخيار


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2028 - 2007 / 9 / 4 - 10:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


* ساهم نكوص المجتمع الدولي من إيجاد تعريف للإرهاب في المزيد من الالتباس والإبهام، برغم وجود ما يزيد على 12 اتفاقية وتصريحا دوليا صادرة عن الأمم المتحدة منذ العام 1963 بشأن الإرهاب الدولي، إضافة إلى ثلاثة قرارات دولية صدرت عن مجلس الامن بعد أحداث 11 سبتمبر الإرهابية الإجرامية، وهي القرارات التي ستؤثر في طبع المشهد الدولي الراهن وربما لسنوات مقبلة أيضاً.
القرار الأول صدر يوم 12 سبتمبر عام 2001 وحمل رقم 1368، والثاني يوم 28 سبتمبر من العام ذاته، والثالث كان برقم 1390 بتاريخ 16 يناير 2002، أي أنه خلال أربعة أشهر، صدرت ثلاثة قرارات دولية مهمة وخطيرة، لكنها جميعاً ظلّت بعيدة عن إيجاد تعريف جامع مانع ومتفق عليه حول ماهية الإرهاب؟!
ولأن العالم لم يتفق منذ مناقشات مجلس «عصبة الأمم» عام 1937 حول تعريف الإرهاب، فقد استمرت سياسات الكيل بمكيالين والازدواجية في التعامل والانتقائية في المعايير، خصوصاً بانتهاء عهد الحرب الباردة وبغياب النظرة المشتركة القانونية الدولية لمعنى الإرهاب وأهدافه ومواصفاته وماهيته!
ولهذا السبب أيضاً، فإن بعض القوى التي تسارع الى إدانة الأعمال الإرهابية الفردية، أو التي تقوم بها جماعات مسلحة، وهو أمرٌ مشروع ومبدئي ومطلوب، إلاّ أنها تمتنع أحياناً أو تغضّ الطرف في أحيان أخرى عن إرهاب الدولة أو الإرهاب الجماعي، أو تفسره بما يتعارض مع جوهره، بما فيها احتلال الأراضي وانتهاك حقوق الشعوب في تقرير مصيرها والتجاوز على اتفاقيات جنيف لعام 1949 وملحقيها لعام 1977 وقواعد القانون الدولي الإنساني، وتجد في الكثير من الأحيان «مبررات» أو «مسوّغات» لتلك التفسيرات غير القانونية وغير الإنسانية، لكنها ترفض هذه المبررات أو المسوّغات لغيرها!
وحسب هذا المنطق: إن مقاومة الفلسطينيين الذين يريدون استعادة وطنهم وحقهم الذي تقرّه الشرعية الدولية، إنما هو إرهاب أشرار وأبالسة، وهو إرهاب مذموم ومُدان، أما بناء جدار الفصل العنصري والمستوطنات والإبادات الجماعية وإجلاء السكان من جانب إسرائيل في الضفة والقطاع، فهو إرهاب أخيار مشروع ومبرر وهو دفاع عن الوجود، أي إنه إرهاب محمود، « دفاعاً عن النفس» ضد الآخر، الفلسطيني، سواءً كان على المستوى الجماعي أو الفردي!
إن العديد من البلدان العربية والإسلامية، التي كانت ضحية الإرهاب الداخلي وأعمال التفجير وقتل السكان المدنيين بدم بارد، من مصلحتها التعاون في إطار مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي، لكن ذلك ينبغي أن يعتمد أسساً وضوابط قانونية دولية وليس لحساب مصالح ضيقة أحياناً أو لأهداف ومشاريع سياسية بعيدة عن معايير العدالة الدولية.
إن التعاون السليم ينبغي أن يكون في إطار « الشرعية الدولية» ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة وأجهزتها المتخصصة وآلياتها الخاصة وطبقاً لقواعد القانون الدولي الانساني، أما الانتقام والثأر والكيدية، فهذه ليست بقاعدة في العلاقات الدولية.
إن استمرار الزعم بوجود إرهاب أشرار مذموم ووجود إرهاب أخيار محمود، سيؤدي الى تقويض أسس وقواعد القانون الدولي المعاصر، ويجعل منطق الغاب هو الناظم للعلاقات الدولية، أي هيمنة الفوضى والعنف والقوة والارهاب، وليس مبادئ الحق والعدل وحقوق الانسان واحترام حق الدول والشعوب في تقرير مصيرها.
ولعل زعماً كهذا إنما هو وسيلة زئبقية للتملّص من الالتزامات الدولية، وبالتالي ستصبح الحرب على الإرهاب غير محددة بزمن أو بجغرافيا أو بإيديولوجيا، وقد يندرج فيها من كان ضحية الإرهاب، بما يؤدي إلى خلط الأوراق، وبالتالي خلق بيئات تغّذي الارهاب، وتمدّه بأسباب البقاء طالما تغيب العدالة، ويبتعد الحق ويتعمق التفاوت وتشتد الفوارق، وتزداد الهوة بين الحضارات والثقافات، تلك التي يشجّع عليها المتطرفون والمتعصبون والإرهابيون من كل الأجناس والأشكال والألوان والقوميات والأديان والبلدان!
إن أي عمل يستهدف السكان المدنيين الأبرياء العزّل، ومن هم خارج نطاق النزاع أو العمليات الحربية أو من المحميين في نطاق القانون الدولي الإنساني، إنما هو عمل إرهابي مهما كانت المبررات والذرائع.
الإرهاب ليس له وطن وليس له دين وليس له قومية وليس له لغة وليس له جنسية وليس له زمان، فالإرهاب هو الإرهاب مهما جرت محاولات لتجميله أو تزيينه ، فلا وجود لإرهاب أخيار أو إرهاب أشرار!
*كاتب ومفكّر عربي



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيارات الديمقراطية
- موريتانيا واستحقاق الذاكرة
- هل هناك مستقبل للامم المتحدة
- ألغام دارفور...بين الغطاء القانوني والخيط الإنساني!
- جدلية المشاركة والقطيع ...هل هناك نموذج للإصلاح؟!
- جولة جديدة من المفاوضات الإيرانية - الأميركية؟!
- حرب النجوم الثانية
- مفارقة لوكربي ثانية!
- هل عادت الحرب الباردة؟!
- الأيزيدون وملف الاقليات في العراق
- البوليساريو بؤرة النزاع المستديمة
- هل سيصبح تقسيم العراق - أحسن - الحلول السيئة!
- حقيقة فرسان مالطا وبلاك ووتر
- توصيات بيكر-هاملتون من جديد!
- العرب والفصل السابع
- النزيف العراقي المستمر
- الطفولة العراقية : هل من وخزة ضمير !؟
- خيوط الارهاب الدولي وشبكاته
- البوليساريو: بؤرة النزاع - المستديمة-!
- اسئلة الحداثة والحقوق الانسانية


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الحسين شعبان - إرهاب أشرار وإرهاب أخيار