|
رسالة من إمرأة مثلها مثله1
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 10:40
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
مثلي مثلك ولا أقل عنك رغبة في حب المتعة والإستمتاع بالجنس مع من أهوى وأحب من الشباب . ومثلي مثلك لي عينان محمرتان من شدة الوهج والإشعال الجنسي وأرغب بمضاجعة صديقي في غرفة نومي والتي تمتلك أنت مثلها وتبارك بها صلواتك الجنسية وأنت تنظر بعين صديقتك وتتمنى لو أنك تأكلهما كما تأكل رغيف شاورما . ولي خدود مثل المشمش الذبلان وأنف مثل مقبض السيف وجسم محترق مثل رمال البحر . ولي أيضا ولع بجاري الذي ينظر لي وأنا يحترق شبابي كما تحترق سيجارة الماربورو بين أصابعه . وأريد أن أحترق بين أصابع كفيه. وأريد أن يمتص شفتي السفلى كما يمتص سيجارته . ولي نهدان متحجران من قلة العراك والمعارك: فقد أصبح عمري أربعون عاما وحتى اليوم لم أشارك في أي حرب ولم أهزم شابا أنيقا ولم تهزمني رماحه الطويلة . ولم أشارك في أي كتيبة عربية تذهب نساؤها للحب والغرام كما كانت تذهب الأمازونيات . أريد أن أموت شهيدة في قصة غرام يسيل بها دمي وأنا أنظر إليه فرحا وأمسك بيميني فوطة بيضاء وبيساري أمسح دمعتي الحزينة .
ألست مثلك يا شقيقي؟ :أملك جهازا جنسيا حساسا عن بعد يشتم رائحة الذكورة كما تشتم أنت رائحة الأنوثة ولو كانت تبعد عنك مسافة سبع إبحر وعشر محيطات مائية ؟
ليكن هذا اليوم مخصصا للحياة العامة وللحياة السياسية ولنترك الجنس لحظة بحاله وننسى حياتنا العاطفية مرة واحدة أو للأبد كما تتمنى دائما : لنفسح للعقل مجالا كي يتحدث عن نفسه وأشعر أنك لا ترغب بأن أستمتع بالحب والجنس مع من أحب لتكن إرادتك هذه فوق كل إرادة ولتسامحني يا أخي على جرأتي وعلى شهوتي المنقطعة النظير ولننسى سوية في هذا اليوم الحديث الحار عن الجنس لأنك منه مغتاظ جدا وتعال معي لأكون مثلك في السياسة والثقافة والأدب والكتابة الشعرية .
فمنذ ن زوجتني من زوجي الخالع وأنا أنام على وسادته وأصحوا على أنغامه :قومي يا مره بدي بريق شاي ...تعالي قربيلي مكتة الدخان ...لا إتروحيش إليوم عند أهلك أنا زعلان من أخوك...‘لخ وأنام أيضا على أنغامه المزعجة :تعالي يا مره روحي يا مره يلعن أبوك يا مره يلعن أبو إلبتزوج مثلك ...إلخ رغم أنني مثله لي روح ولي قلب وبي دم وبي إحاسيس وعندي مشاعر تكفي لإحراق مدينة عربية بكاملها تفتقر للمشاعر والأحاسيس .
يا أخي... يا شقيقي... يا عمي... يا خالي.... يا ناس.... يا هو.... : أنا إمرأة وهو رجل وأنا مثله وهو مثلي وعندي ألف سبب لأرسم لوحة فنية لأشارك في مهرجانات الدولة التافهة في الثقافة والفنون زرت في حياتي ألف معرض ومعرض وأتمنى من أخي وزوجي أن يوافقا على تعليق إحدى لوحاتي لكي لا تكون مهرجانات الدولة تافهة ورديئة وعديمة الفائدة كعادتها فما نفع الفن التشكيلي إن لم تشارك به إمرأة جميلة مثلي تضيف للفن العربي رونقا جديدا وسبقا صحفيا في علم الجمال . ما نفع الإعلانات إن لم تكن لي بها صورة تزين المكان والزمان والتاريخ والمستقبل الذي ربما بوجودي به يكون مشرقا كإشراقات الفن القوطي والأقبية البصلية الشكل . أريد أن أكون مثلك ينزل للإنتخابات وأرسب ثم أرسب مثلك ألف مرة ثم أنجح مرة بغير قصد وبغير عمد ترفعونها في وجوهنا . بماذا أنتم يا معشر الرجال على النساء قوامون؟ بالذكورة ؟قلنا للننسى الذكورة والفحولة يوما ولنترك وراءنا عاداتنا الخبيثة فلوا تبارزنا بالعواطف لكنت أكثر منك ومن 100 مائة رجل أستطيع أن أبتزهم بعاطفتي الأمومية السمحة وأكثر من الديانة المسيحية تعاطفا وتسامحا مع أعدائي وأنت تعرفهم جيدا أنهم أعداء المرأة والحب والتحيز الجنوسي .
ولو تسابقنا في سعة الدماغ لكان دماغي من الخلف أكثر سعة من دماغك ب 54 سنتمر مكعب وتعرف أنت أن هذا الجزء من الدماغ هو الذي تقع به مراكز القوى العاطفية والجنسية وإينما وجدت العاطفة وجد الجنس . وسأنسى في هذا اليوم بالذات اليوم الذي أنزلتني به من المحكمة الشرعية وجررتني به من شعر رأسي ولم تأخذك بي رحمة ولا ذمة عندما شحطتني على درج المحكمة والقاضي يقول :لا علاقة لنا به هي أخته وهو أخوها وهذا زوجها وذاك أبوها ليفعلوا بها ما شاؤا إنها إمرأة وقحة تريد أن تخلع زوجها المسكين وأذكر يومها يوم صرخت ولم تسمعوني فرفعتموني من أطرافي الأربعة ورميتموني في السيارة من الخلف وكأنكم تحملون كيس وشوال بطاطا أو بكسة من الزهرة اليانعة الصيت مثل ذكورتكم الجامحة نحو العدوان والتحيز الجنوسي وكنت أقول يومها :أنا مثلي مثلك ومثلي مثله من حقي أن أحيا تحت الشمس كما تحيون ومن حقي الموت كما أريد أن أموت رافعا يدي وممسكا بحبل يطوق عنقي لأكون في المستقبل وصمة عار على جبين العواصم العربية . واليوم أصبح عمري 40 عاما وبدأت البرودة في كل أنحاء جسمي تأكله أكلا كما تأكلون أنتم التراث أكلا لما وأصبحت باردة مثل سيبيريا ولا أحد يرغب بالذهاب إلى هنالك . أرأيت يا أخي ما أحقرك وتكابر ؟ أرأيت يا أبي ما أنذلك؟ يوم ماتت أمي ولم تصبر أن تعيش يوما واحدا بلا جنس وبلا خدم يخدمونك فتزوجت من خالتي شقيقة أمي بحجة خدمة الأولاد علما أنك تقصد خدمة نفسك! لماذا لم توافق على زواج عمتي بعد أن مات زوجها بعامين؟ أليست مثلك وأنت مثلها؟ لماذا لا نكون سواسية كأسنان المشط أو فرشاة الأسنان؟ أو سواسية كمكنسة الشوارع العربية المتسخة بقاذورات الرجال . مثلي مثلك ! مثلي مثلك! هكذا سأعيش مثلي مثلك ومثلك مثلي !
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الملك حسين رجل كبير في بلد صغير
-
حياتنا العامة أحيانا ليس لها علاقة بالسياسة
-
العلمانية والداروينية هي الحل
-
من ذكريات عامل في الريف والمدينة
-
أحبيني
-
العرب وإسرائيل؟
-
أمسية مظفر النواب
-
أخطاء في الإقتصاد الإسلامي
-
المثقف العربي والإستعمار
-
إستحالة فكرة الدولة القومية العربية
-
المعارضة السياسية في الأردن
-
أحبوننا مرة واحدة
-
لوعة قلب على بحر الرمل
-
مبروك: رزكار عقراوي و بيان صالح
-
إسرائيل ليست عدوتنا !
-
غدا عيد ميلاد
-
عصر العمالقة
-
أحلامي جريئة
-
ب 99 دينار أردني!
-
كلب إلباشا باشا
المزيد.....
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
-
روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|