فالح المشهداني
الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 09:50
المحور:
الادب والفن
"1"
أقفالُ أبوابه انتحرت وهو يعبر دخان روحه المعتقة برائحة صيفٍ عفن، يتقمصه مهرجاً بارعاً، يأخذه بعيداً نحو ثلج المنحدرات كي ينسى فذاكرته الطينية شديدة التعرق.
الآن يحتفل بعقد قرانه الألفي على حدود الهند وباكستان.
"2"
لم يجد شيئاً للسرقة فانتحل شخصه ليسرق نفسه وهو يكرر سؤاله
-طفولتي معذبة؟
بوذا علمني " إسبح عكس التيار تصل سريعاً" . جئتُ لمكانٍ لا أليقُ به.
كان سجيناً بسب سرقاته المتكررة للدراجات الهوائية. خرج بصحة جيدة عائداً للشوارع من جديد وبشغف كبير كان يراقب غروب الشمس
لماذا ولدتني أمي هناك؟
"3"
" برديسي جانا نهي" كان يغني "لا ترحل أيها الغريب" آخر مقطع من أغنية هندية. كل الكلمات أصوات متقطعة من فم مرهق.
"4"
رجل يمر في الطريق العام، يمرُّ تتساقط خلفهُ أشلاءه ولا يبقى غير حذاءه على الرصيف…
الرجال الواقفون على الرصيف كانوا يدخنون كثيراً.
"5"
على مفترق طرق يؤدي صلاته، يصيح:
خبزي نتن وحدائقي صفراء يابسة، لا عدل في الميزان الذي أحمله على كتفي، منذ رأيتُ النازل من باب لا تشبهه أبوابنا.
كقطرة ماءٍ وحيدة، يتيم وقلبي شارع على الصحراء يبيع نضوجي لموتى مندهشين بالمسافات.
"6"
لَفَ شرفاً ضائعاً بمنديل طاغور ووقف ينتظر. سيأتي"جان فالجان" ليعيد رغيف الخبز ل"غاندي" ولبقراته الناعسات يرتب مواقيت جديدة. حفنة من الصواريخ تكفي لبناء بيت صغير.
"7"
صَنَعَ مصيدةً وأصفاد غراباً. هدم العش ورحل يبحث عن عمل مناسب بعد عشرون عاماً فقط عرف أنه لا يزال عاطلاً عن العمل. حرق المزبلة مساءاً وصاح:
هذه بداية الأمل.
#فالح_المشهداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟