أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حمود حبيبي - ما عشت أراك الدهر عجبا.. كربلاء الدامية















المزيد.....

ما عشت أراك الدهر عجبا.. كربلاء الدامية


حمود حبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 04:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبرع الكثير من الأفراد والهيئات المتحزبة خاصة بلعبة التزوير وخلط الأوراق وقلب الواقع إلى ما يناقضه تماماً لتضليل الرأي العام. والدوافع واضحة تتمثل في تبرئة ساحة ذلك الفرد أو تلك الهيأة من الأعمال المشينة والآثام التي ارتكبها وليت الأمر يقف عند حد التبرير أو محاولة التبرئة ولكنه يقفز إلى أبعد من هذا حيث البدء بكيل الاتهامات الرخيصة للآخرين.
والأحداث الدامية التي شهدتها كربلاء قبل أيام تصلح أن تكون مثالا حيا على التزوير الذي قام به أتباع التيار الصدري لدفع التهمة عنهم وتبرير أعمالهم الوحشية بحق العتبات المقدسة وزوارها في أعظم مناسبة يحتفل بها الشيعة عن بكرة أبيهم وهي ليلة النصف من شعبان وذكرى ولادة الإمام المهدي عليه السلام.
لقد كنت شاهداً على ما جرى بتفاصيله وليس لي مصلحة لأنحاز إلى جهة معينة بل يدفعني إلى قول الحقيقة الضمير الوطني والغيرة العراقية والإخلاص للحقيقة فحسب لأني مواطن عادي مستقل لم أنتم إلى أي حزب أو تيار أو جهة حكومية ولا حتى دينية.
كانت بداية الحدث من باب بغداد حيث اندفعت مجموعة كبيرة من الشباب الطائش يرتدي أغلبهم السراويل ويحمل بعضهم صور مقتدى الصدر والكل يردد شعارات لا معنى لها إلا استفزاز الآخرين والتنكيل بهم على طريقة صدام إما أن تكون معي وإلا فأنت ضدي ولا يحتمل الأمر موقفاً محايداً والويل كل الويل لمن يخالفني في الفكرة والرأي..
اندفعت هذه المجموعة إلى نقطة التفتيش تريد الدخول بجمهرتها دون إجراء التفتيش فاعترض عناصر الحماية على ذلك وطلبوا من الجميع الخضوع لعملية التفتيش الدقيقة مثلهم مثل غيرهم من الزوار لكنهم أصروا على الدخول عنوة فحدثت بعض الملاسنة وأخذ بعضهم بالسباب والشتم وترديد مقولة (عجم) وهم يقصدون عناصر فوج حماية العتبات المقدسة والعاملين فيها وهي من التهم الرخيصة الجاهزة التي اعتاد اتباع مقتدى ترديدها ونشرها بين الناس بمناسبة وبغير مناسبة وبعد لحظات حمي الوطيس وبدأت مجاميع صدرية أخرى تحضر الميدان وتناجز أفراد الحماية وترميهم بالحجارة والسباب والشعارات والكلمات النابية فما كان من أولئك إلا أن يطلقوا بضع عيارات نارية في الهواء لغرض تفريقهم.
عندذاك لم نلحظ إلا ارتفاع ألسنة النار والدخان من كل مكان ولم نسمع إلا دوي الرصاص والزوار يركضون على غير هدى خائفين مرعوبين وإذا بجماعات مسلحة تأتي من جهة مكتب الشهيد في منطقة المخيم لتبدأ معركة مسلحة بهدف نصرة أولئك النفر الذين أثاروا الفتنة ورفضوا الخضوع للتفتيش أسوة بالزوار الحقيقيين.
ويبدو من حركة أنصار المكتب (جيش المهدي) واستجابتهم السريعة أن الأمر قد دبر بليل والله أعلم أو أنه انطلق من مبدأ (أنصر أخاك ظالما) بدلاً من أن يتعقلوا ويتحروا الحقيقة ويسعوا في إطفاء نار الفتنة ووأدها بالحال رعاية لحرمة الزوار وقدسية المكان والمناسبة.
وهكذا بدأ العشرات من الأنصار والمؤيدين لحركة الصدر بالتحرك نحو المكتب للتسلح والعودة للمشاركة في المعركة إذ أخذتهم الحمية وحملتهم العصبية الحزبية والنخوة العشائرية إلى مقاومة المحتل الغاشم!!! فإما النصر أو الشهادة.
وعظم الأمر في عيون عناصر الفوج الرابع لما تكالبت عليهم الجموع من كل زاوية مع قلة العتاد وضعف التسليح وعراقية المهاجمين وشيعية الجهة الساندة لهم ومعايير أخرى على ما يبدو لمعت في خواطرهم ولا يستبعد أن يكون بينهم من المتعاطفين مع التيار.. كل هذه أدت إلى أن يفر العديد من أفراد الفوج تاركاً البيت لرب البيت إن شاء يحميه وإلا فالعاقبة للمتقين وانسحب أكثرهم إلى الصحن الحسيني فهو خير ملجأ له كما فعل الزوار الخائفون نفس الشيء بعد أن ضاقت بهم الأرض على سعتها وتطاير الرصاص فوق رؤسهم وأخذ الموت يحوّم ويدوّم.
بعد ذلك دعي مدير مكتب الشهيد في كربلاء واسمه المحمداوي إلى الصحن الشريف وطلب منه تهدئة الوضع فألقى الرجل كلمة قال فيها "أشكر أبناءنا الذين انسحبوا وأدعو البقية للانسحاب إلى مكتب الشهيد وإن السيد مقتدى يؤكد دائما أن دم المسلم حرام.. إلخ..إلخ".
ولكن ما الذي حصل عندها؟! انسحب البعض امتثالا للأمر وبقي الآخرون مصرين على الاشتباك واقتحام الحرمين الطاهرين وتحريرهما من دنس العجم!! وتزايد الوضع سوءاً وارتفعت حصيلة الضحايا من المدنيين العزل والزوار واحرقت الفنادق الأربعة واحرقت الكشوانيات والكرفانات التي تحوي أمانات الزوار ونهبت جميعا واحرقت السيارات التابعة للشرطة وفوج الحماية واختطف القناصة أرواح المزيد من الأبرياء ومنتسبي العتبيتين وخدمهما بل قتل أحد المجاهدين!! ثلاثة عزل في داخل مقام التل الزينبي بعد أن كسر الباب ودخل عليهم!!
وناشدت إدارة العتبات الأطباء والمضمدين الذين يستطيعون الحضور إلى الحرم لمساعدة الجرحى الذين أخدت أعدادهم بالتزايد وألقت إحدى النساء كبيرات السن نفسها من شباك أحد الفنادق بعد أن استعرت في غرفتها النار.
ووصل المجاهدون!! إلى الأبواب الرئيسة للحرمين وحالوا الدخول لولا أن أغلقت أمامهم وبقوا يحاولون اقتحامها وتناضلهم أيدي وأسلحة عناصر الحراسات الخاصة التي أخذت تهدر هي الأخرى في السماء ولكن دفاعا عن النفس والحرم المقدس. واصيبت قبة أبي الفضل العباس برمية لا تزال ماثلة للعيان وأصيبت آية من القرآن خطت على كتبية في أعلى الطارمة التي تتقدم الحضرة الحسينية برصاصة قناص محترف إذ اصطاد كلمة (الصالحون) بعينها دون سائر كلمات الآية الشريفة (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون).
ورغم فزع الزائرين في الداخل وأنا من بينهم بقي الحراس والسدنة والخدم والإداريون وجميع المنتسبين للعتبة الحسينية مرابطين يدافعون أشد دفاع عن الحرم الآمن(كما يفترض) ويقدمون الخدمات للزوار ويطمئنونهم بأن الأوضاع ستتحسن ببركة الدعاء والصلاة واللوذ بقبر المظلوم.
الحكومة المحلية لم يسمع لها أحد صوتاً والمركزية (إن كانت تعلم فتلك مصيبة وإن كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم) لكني علمت من خلال تشمشمي للأخبار والسؤال ممن أعرفهم من منتسبي الحرم أن الاتصالات جارية مع الحكومتين لكن المحلية عاجزة إن لم تكن متآمرة متواطئة مع المجاهدين!! لأن أكثر أعضائها تجمعهم معهم علاقات احترام ومودة أو مصلحة أو تحزب أو مشاعر كراهية تجاه إدارة العتبات المقدسة.
وأكد لي البعض أن قادة الجيش الذين وصلوا مع قواتهم متأخرين مرروا مواقف كاذبة تشير إلى أن الحرمين محتلان من قبل إيرانيين ومشاغبين مسحلين وأن القوات الآن تقاتلهم ببسالة وفي لحظات سيتم القضاء عليهم وتحرير الحرمين الشريفين من مخالبهم.
كما أخبرني أحدهم أن رئيس المجلس وأعضاء في الحكومة المحلية صرحوا عبر الفضائيات أن الموقف جيد والوضع مسيطر عليه بالكامل والمدينة في هدوء تام إلا أنهم ومن باب الاحتياط قرروا حظر التجوال وأجلوا آلاف الزوار الأجانب(الإيرانيين) حفاظا على سلامتهم.
وبنفس الصيغة رفعت المواقف إلى الحكومة المركزية وإلى السيد المالكي شخصياً ما أدى إلى البرود والتكاسل عن اتخاذ أي قرار بتسيير قوات وطنية داعمة إلى كربلاء.
وإلى أن تم إعلام الحكومة المركزية بزيف المعلومات الواردة إليها من قبل الحكومة المحلية واقتنعت بذلك وأدركت خطورة الوضع القائم بعد أن تحرت بطرقها الخاصة صدرت الأوامر على ما يبدو بتحريك قوة كبيرة يقودها وزير الدفاع بنفسه ويرافقه مستشار الأمن القومي ووزير الداخلية وإنقاذ الموقف في لحظات رهيبة.
وعلى أثر ذلك جاءت زيارة رئيس الوزراء المالكي وقراراته الصارمة بتقديم المتخاذلين والمقصرين إلى التحقيق والمحاسبة وعزل قائد غرفة العمليات واعتقال بعض من ثبت تورطهم في الأحداث وتواطؤهم مع الثائرين!!
هذا كل ما حصل وشاهدته بأم عيني وسمعت بعض تفاصيله من قلب الحدث وليس من سلسلة رواة ولا عن طريق إخبار الكهنة بالمغيبات. ولكن الإشاعات التي روجها أتباع مقتدى تصور الحقائق مقلوبة فتارة يدعي المجاهدون!! أن المواجهات كانت بين زوار عاديين وحرس العتبات وتارة يقولون أن المعركة نشبت ضد منظمة بدر التي أساءت واعتدت على الزوار وتارة ثالثة يدعون أن الشرطة هي التي قتلت الزوار بتخطيط حكومي لإنهاء الزيارة الشعبانية وتارة نسمع عن وجود عناصر إرهابية بعثية أو خارجية أو عناصر من جيش عمر أو غيرهم هم الذين قتلوا الأبرياء الزوار وأرعبوا الملايين وكادوا يفجرون العتبات وشائعة تتبعها شائعة و(ما عشت أراك الدهر عجبا)...



#حمود_حبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهوة التخريب


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حمود حبيبي - ما عشت أراك الدهر عجبا.. كربلاء الدامية