|
10 أمبير للفقراء فقط
ابو الكيا البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 2026 - 2007 / 9 / 2 - 11:41
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
تدهورت خدمات تزويد الطاقة الكهربائية بشكل مستمر بعد التاسع من نيسان ولغاية وقتنا هذا حتى وصلت نسبة التجهيز في معظم أرجاء البلاد إلى الصفر في أوقات كثيرة ومازالت متأرجحة بين الصفر والثمانية بالمائة في بغداد خاصة، باستثناء المناطق الملونة الخضراء التي يسكنها من تعود أصلا أو عود نفسه على حياة الرغد الرغيد والحمراء المشتعلة أيامها ولياليها ليس بالأنس والطرب وروائح عطور النساء والصخب الإيقاعي الذي يميز الأحياء والشوارع الحمراء في جميع أرجاء الأرض والسماء لكن مناطقنا الحمراء مشتعلة بالنيران وأصوات الانفجارات ذات الإيقاعات العروبية الممزوجة بالروائح النتنة للأجساد القذرة.يؤكد السيد رعد الحارس وهو وكيل لوزارة الكهرباء الوطنية تجهيز هذه الأحياء بالقدرة المستمرة وتحت تهديد السلاح في مناطق محددة من بغداد. ولا أريد أن أتطرق إلى الأسباب التي يسوقها المسؤولون الحكوميون في أسباب لا يقتنع بها حتى صبية زمبابوي وكوت دي فوار أو صبيان الزولو ببشرتهم السمراء وقلوبهم البيضاء الذين احسبهم أكثر إنصافا من قادتنا السياسيين وربما الدينيين ببشرتهم الصفراء وقلوبهم السوداء.المهم أنهم بعد اجتماعات وخطط وعمل مجهد لطائرات الخطوط الجوية و طواقمها التي تصل إلى مطار بغداد رغم انف قوات الاحتلال الاميريكي البغيض الغاشم ورغم انف المقاومة الوطنية العراقية والإسلامية الشريفة...أقول إن الجماعة توصلوا إلى الحل. أما الحكومة متمثلة بالرآسات الثلاث، مجلس الرآسة و مجلس الوزراء ومجلس النواب فهم غير معنيين لا بالكهرباء ولا بالماء ولا بكربلاء فاهتماماتهم اكبر وهمومهم أكثر ومشاغلهم أجدر...يقضي الحل بتجهيز المواطنين من صنف الفقراء والمساكين بعشرة امبيرات للوحدة السكنية الواحدة مهما كان عدد العوائل التي تتكدس فيها ومهما بلغ تعداد شاغليها ذلك بموجب الإحصاء السكاني لعام 1937 وبموجب دستور سنة 1925 وبروتوكولات فينا و كيوتو للاحتباس الحراري واتفاقية المناخ والإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948و اتفاقية جنيف لأسرى الحروب عام 1949واتفاقية وزارة الكهرباء مع المجالس الشعبية البلدية المنتخبة السارية المفعول بموجب القوانين الدولية لغاية عام 2025 وهي سنة غزو مجموعات الكوثام لكوكب الأرض وتصدي الغواصة الزرقاء لها...المهم أن الجماعة حثوا الخطى وتعاقدوا على (جوزات)10 امبير وبسعر الكلفة مضافا إليها سعر بسيط بموجب القوانين السارية المتعلقة بما يسمى بالفساد الإداري والمالي والحكومي والسياسي والديني والوطني والاجتماعي والتعليمي والأخلاقي والشخصي والذوقي...انشلع كلبي (بالقاف يا جماعة أرجوكم)، كانت النتائج مذهلة: 1-السيد الوزير ورغم كل الجهود التي بذلت والامكانات التي هيأت لم يتمكن بالإيفاء بالتزامه أمام شعبه الذي يحرص على احترامه وخدمته دائما فلم يستطع إنجاز التنفيذ خلال شهر تموز وهو الموعد الذي قطعه على نفسه أو قطعه الآخرون في الوزارة على نفس السيد الوزير الطاهرة.ولتعدد إخلاف المواعيد الكهربائية فيما يخص جداول الإنجاز والقطع المبرمج وتحسين التجهيز وبرمجة نشاطات الوزارة وغيرها..فان السيد الوزير هذه المرة والمرات اللاحقة لن يكون بحاجة إلى الاعتذار فالشعب العراقي متحضر ويقدر الظروف الموضوعية والأمنية ويتفهم الحالة التي تمر بها البلاد منذ سقوط بغداد عام على 1258 على يد هولاكو والهجمة الإمبريالية التكفيرية الشرسة ويقدر انشغال السادة مسؤولي الكهرباء في أعمالهم التجارية خارج البلاد وداخلها ويقدر التهديدات التي تنالهم بين الحين والآخر لذا فهم مضطرون للإقامة في بعض العواصم المجاورة وغير المجاورة ليتمتعوا بقسط من الطمأنينة تعينهم على إنجاز مشروع الامبيرات العشرة لشعبهم الصبور.. 2-إن هذا المشروع هو مكرمة القيادة السياسية الكهربائية للشعب العراقي المظلوم ويصب باتجاه رفع المظلومية والحيف الذي وقع عليهم لذا فالمواطنون مدعوون للتعاون في عدم التجاوز على الشبكة الوطنية الديمقراطية والاتصال بالسادة المسؤولين على الشبكة العالمية وعلى موقع وكالة الفضاء الاميركية ناسا وعلى البريد الالكتروني في حالة نزول الجوزة بسبب تجاوز حصة المواطن لسقف الامبيرات العشرة وإفساد المشروع الوطني والمصالحة الوطنية والعملية السياسية برمتها. 3-إن الفائض من جراء تطبيق هذا النظام سيوجه لكهربة أرياف الدول الصديقة كالهند والأردن وجمهورية المالديف وجزر القمر وموزنبيق ولا يظن السيد الوزير وطاقمه إنهم بحاجة إلى إثبات الكرم العراقي. 4- اشتغلت منظومة الامبيرات العشرة للمناطق المجهزة بها دون أدنى زيادة بالتجهيز..فقط الفرق هو تخفيض الطاقة الواصلة للوحدات السكنية إلى 10 امبيرات فقط فما زالت النسبة هي ذاتها وربما تشهد الأيام القادمة ارتفاعا بسيطا ليس بسبب هذا البرنامج بل بسبب اعتدال حالة الجو والانخفاض النسبي لدرجات الحرارة. 5-من المؤسف حقا السكوت الشعبي على هذه المهازل ليس في مجال الكهرباء فقط وإنما في المجالات الخدماتية كافة وهذا أدل مؤشر على تغييب الرأي العام والخاص بفعل التخويف والترويع والإرهاب وهذا ما يدفع كاتب السطور للكتابة بدلالة مهنته (أستاذ جامعي) خوفا من كل من لا يتفق معه بالرأي ممن لا يؤمنون بالرأي والرأي الآخر فهؤلاء تعدوا قضية الإيمان أو عدمه إلى استخدام عقولهم وعضلاتهم الحمارية وما في أيديهم من أسلحة بيضاء ذابحة ونارية قاتلة وجارحة للنيل من خصومهم في معركة هم اصطنعوها وأعداء هم اختاروهم. 6- مرة أخرى يلاحظ غياب دور المرجعيات الدينية الملتزمة بتوجيه الناس وتعليمهم أو تكليفهم بما يتوجب عليهم فعله بدل الركون إلى الظلم والسكوت السلبي، فهذا من صلب عملهم الديني والأخلاقي..التوجيه والنصح و الإرشاد والتعاون وما إلى ذلك من واجبات رجل الدين الذي لا يبحث عن دور سياسي ومجد دنيوي وحسابات بنكية وفلل وقصور. إنني أتوق إلى اليوم الذي لا نرى السيد الوزير فيه إلا عند أدائه قسم اليمين أو ماشيا على قدميه في شارع السعدون أو المنصور أو يؤدي واجبا اجتماعيا في مدينة الاعظمية أو يؤدي مراسم الزيارة في النجف التشرف...متمتعين جميعا بنعمة الكهرباء ولكن ليس بموجب نظام 10 أمبير للفقراء فقط.
#ابو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بريخت والمسرح السياسي العراقي
-
الكيا الهراسي وأبو الكيا البغدادي والمسألة الزنبورية
-
حوسمة السلطة وسلطة الحواسم
-
شلغم المالكي ورقي الحيساوي في مقارنات ابي الكيا البغدادي
-
التربية الوطنية و المشروع الوطني العراقي وطائفية السلطة
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|