|
الشيوخ والسُنة النبوية
ماغي خوري
الحوار المتمدن-العدد: 2026 - 2007 / 9 / 2 - 11:19
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تستمد الدول العربية والإسلامية قوانينها وتشريعاتها من السنة ( الأحاديث) النبوية الشريفة ، وتطبق تلك القوانين في بيوت القضاء وفي المحاكم على الآخر قبل المسلم سواء كان ( يهوديا - وثنيا – مسيحيا - ملحدا – من عبدة القرود – عبدة الأفيال – الخ .. ) بحجة التشريع الذي تتبع له هذه الدول !!
ونتيجة لجور ولظلم تلك التشريعات التي سنها نبي الإسلام بحق من لم يؤمن به ، نجد ان القضاء العربي الإسلامي لا يعتبر سوى قضاء متخلفا وجائرا ، وغالبا ما تكون دور القضاء غير عادلة في أحكامها ولا توفر العدل ولا تنصف من هو غير مسلم إن كانت لديه قضية معقدة مع مسلم وذلك في حال كانت تتعلق القضية ( بزواج – طلاق – أمومة – قضية شرف – ثأر - غيره ) ...!!
قضية أندرو وماريو أخذت ضجة كبيرة في القضاء والشارع المصري على السواء والسبب هو تلك الأحكام الجائرة التي تفرضها الحكومات العربية الخاضعة للتشريعات الإسلامية !! وهناك قضايا كثيرة لا نسمع بها سواء أراد الأب أن يعتنق البهائية أو الدرزية أو حتى اليهودية .
بالنسبة لماريو وآندرو والدهما إعتنق الديانة الإسلامية وإتبع نزواته وإبتعد عن عائلته لسنوات طويلة ، ولمجرد أن أعطي مبلغا من المال ونطق بالشهادتين أصبح له الحق الكامل بأن يفرض على طفليه المسيحيين تعلم الديانة الإسلامية وإجبارهما وإخضاعهما بالقوة !! وبما أن المحاكم الإسلامية تلحق الطفل للديانة التي تعتبر أحسن فإن ماريو وآندرو يجب أن يخضعا للديانة الإسلامية كونها أفضل من الديانة المسيحية ، طبعا ذلك في عرف المحاكم الإسلامية !!! وهذا ما نسميه بإزرداء الأديان و الإكراه العلني والواضح في الدين !!
فإذا كان المسلم يرى أن الديانة الإسلامية هي الأفضل ، فالمسيحي يرى أن المسيحية هي الأفضل ، لأن الأطفال إذا بقوا في المسيحية لن يتحولوا إلى إرهابيين في يوم من الأيام !!
لن أخوض في التفاصيل المملة لأن الموضوع سيطول .. وهذا ما لا أصبوا له حاليا على الأقل !!
ولكن من خلال دراستي وإطلاعي وبحثي في التاريخ الإسلامي تذكرت أحد الأحاديث النبوية الذي تناول أحد الحلول لمثل هذه المواضيع المعقدة والذي يعتبر في منتهى الخطورة و يتجاهله شيوخ العالم الإسلامي ... وهوفي حال أسلم أحد الوالدين لمن يكون الطفل !!!؟؟ والذي يوضحه الحديث المبين أدناه ..
حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي أخبرنا عيسى ثنا عبد الحميد بن جعفر أخبرني أبي عن جدي رافع بن سنان : (أنه أسلم وأبت امرأته أن تسلم فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ابنتي وهي فطيم أو شبهه وقال رافع ابنتي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اقعد ناحية وقال لها اقعدي ناحية قال وأقعد الصبية بينهما ثم قال ادعواها فمالت الصبية إلى أمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اهدها فمالت الصبية إلى أبيها فأخذها).
الحكم على الكتاب بشكل عام : ذكر الإمام أبو داود مصنف هذا الكتاب أن الأحاديث التي في كتابه هي أصح ما عرف في الباب وقال ما كان في كتابي من حديث فيه وهن شديد فقد بينته وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح http://www.islamweb.net/ver2/archive/showHadiths2.php?BkNo=3&KNo=7&BNo=26
من خلال الحديث النبوي السابق نجد ان نبي الاسلام كان ديمقراطيا بعض الشيء " وأشدد على بعض الشيء " في هذا المسالة وترك الرأي للولد او الصبية !!؟؟ فلماذا لا يتركون الحكم للأطفال كما قال نبيهم الكريم !؟ لكن كعادة نبي الإسلام يقترب من المشكلة ويعطي حلا جزئيا عنصريا ولا يعطي حلا جذريا منصفا .. لم يكن واضحا وإتبع إسلوب الغموض والإبهام والغرابة !! لنفرض أن الدعاء وطلب الهداية للطفلة لم يجدي نفعا وبقيت الطفلة مع والدتها الكافرة في نظر علماء الاسلام ونبيهم ، فبهذه الحالة يجب أن تأخذ الأم أطفالها وتمضي بهم بعيدا !! أم أن الدعاء بالهداية يجب أن يتكرر ملايين المرات لكي يهتدي الطفل لهذا الدين !؟ وهل يعتبر إعتناق الإسلام هداية !؟
حسنا ... لماذا لا يتبع الشيوخ هذه الديموقراطية اللامعهودة في أحكام نبيهم الكريم !؟ على الرغم من غرابة الحديث والديمقراطية الغريبة التي تحلى بها نبي الاسلام هنا والتي لم يسبق له بأن أصدر أحكاما إنسانية كهذه إلا أنني وجدت فيه قمة العقلانية والأخلاق ، فلماذا لا يتذكرون حضرات الشيوخ هذا الحديث بل يتجاهلونه أشد التجاهل !؟ فنبي الإسلام لم يقل أن الطفل يعود للمسلم بل تعلق الحل بطلب الهداية فقط !!؟
*********************
طبعا قضية اجبار أندرو وماريو لإخضاعهما للفحص الديني الاسلامي قد إنتهت بإنتصارهما ولم يخضعا للفحص وتم ترفعيهما بنجاح ! ولكن هناك الكثير مثلهما يعانون الأحكام الجائرة ولا زالت قضاياهم معلقة في القضاء المصري وغيرها من الدول العربية الإسلامية سواء أرادوا إعتناق البهائية – الدرزية – أو غيرها ... الحل الوحيد هو بيد الشيوخ الذين يلعبون بالقوانين حسب كتبهم وسنتهم النبوية الشريفة جدا !!!! فهل من دماء تجري في عروقكم أيها الأفاضل لتغيير هذه الأحكام الجائرة !!؟؟
#ماغي_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا لإزدراء الإسلام ونعم لإزدراء الأديان !!؟؟
-
العلمانية المزيفة في الإسلام !!؟؟
-
رسالة إلى أغبى قاريء في تاريخ البشرية
-
الإرهابي يلاحقني
-
زوجتك هي حوريتك أيها الرجل المسلم
-
علماني .. أم مسلم إرهابي !؟
-
عن الرسول صلعم .. لا تلعن البرغوث .. لا تسب البرغوث !؟
-
المعتقدات والتعاليم الإسلامية .. تنتقدها فتاة سعودية متحررة
...
-
شاب عراقي إرتد عن الإسلام
-
شاب لبناني يرتد عن الإسلام
-
أين الإنسانية والعدل عند المسلم ...!!؟؟
-
الإسلام يحارب العلم والعقل
-
وحي الشعراء على صفحات القرآن
-
الدين الذي يحارب الإنسانية ... !؟
-
نساء سعوديات يتحررن من عبودية الإسلام
-
كم مرة لعنت الملائكة أمي !!؟؟
-
وهم الإعجاز القرآني
-
إنزعوا آيات القتال والتكفير لكي نتحاور
-
ملائكة أم شياطين .. في هذا الدين !!؟؟
-
الإسلام يقوقع المرأة
المزيد.....
-
بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال
...
-
الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك
...
-
بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
-
ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
-
الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
-
قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
-
الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير
...
-
مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
-
جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت
...
-
مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|