عبد الله الاعظمي
الحوار المتمدن-العدد: 2025 - 2007 / 9 / 1 - 11:06
المحور:
كتابات ساخرة
لا اعلم لماذا رجعت بّي الذاكرة الى 16 عاما خلت عندما رأيت صور السيد المالكي في الحضرة الحسينية في كربلاء بعد الاحداث الدامية التي وقعت إبان الزيارة و التي قام بها بقايا الصداميين و البعثيين و غيرها من التسميات التي تعودنا عليها.
استذكرت ليلة 16-17 من الشهر الاول من عام 1991 حيث بداية الحرب بين العراق و دول التحالف لاجبار العراق على سحب قواته من الكويت...كنت ليلتها في بعقوبة حالنا كحال الكثير من سكان بغداد الذين تركوا ديارهم نحو مناطق اكثر امنا ...كانت إحدى قريباتي سيدة كبيرة في السن و عندما بدأت الحرب كان صوت القصف عنيفا و ازيز الطائرات يصم الاذان و كان الجميع يدعو و يتمتم بكلمات غير مفهومة...انتبهت الى قريبتي التي كانت متمددة في احدى زوايا المنزل القديم و هي تحتضن جهاز الراديو و تستمع الى الاخبار و كانت خائفة جدا...انتبهت لها و رأيت انها و بالرغم من انها متمددة في فراشها إلا انها كانت ترتدي حذاؤها...سألتها عن سبب ارتدائها الحذاء مع انها في البيت و الساعة متأخرة (3 فجرا) ...اجابتني ببساطة و خوف شديدين : حتى استطيع ان اهرب بسرعة اذا حدث إنزال قريب او سقط صاروخ قرب البيت.
كانت هذه وجهة نظرها رغم بساطتها و قد عذرتها في وقتها لكونها كبيرة في السن ...فمالذي سيحصل اذا خرجت هاربة و هي حافية!!؟؟فلا احد سيهتم لهكذا موضوع في ظل ظرف طارئ كحدوث إنزال او سقوط صاروخ...المنتقدون هم فقط من يخافون على نظافة رجلها!!!!
استذكرت هذه الحادثة عندما رأيت صور السيد المالكي داخل الروضة الحسينية في كربلاء حيث وقف يدعو و يصلي و يتفقد المكان بعد الاحداث الدامية التي ارتكبها بقايا الصداميين و البعثيين ....و عندما دققت في الصورة تفاجئت بأن المالكي و من معه يرتدون الاحذية داخل المرقد و يدوسون بأحذيتهم القذرة الاماكن التي يسجد عليها الناس أثناء صلاتهم... و عندها عذرته و ربطت بين تفكير قريبتي المسنة التي ارتدت حذاؤها اثناء نومها و بين السيد المالكي و هو داخل المرقد الشريف ...فكلاهما مستعد للهرب إذا حدث طارئ....و لكن قريبتي إمرأة مسنة و عذرها معها ..فما عذرك يا مالكي؟؟؟و كم من الوقت ستبقى مرتديا حذاؤك؟؟؟بأنتظار الاجابة
عبد الله الاعظمي
[email protected]
رابط الصورة
http://nahrain.com/d/news/07/08/30/nhr0830d.html
#عبد_الله_الاعظمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟