كيف أرسمه يا قلم؟!

عبلة درويش

الحوار المتمدن-العدد: 2025 - 2007 / 9 / 1 - 11:11
المحور: الادب والفن
    

قل لي كيف أرسُمُهُ يا قلم؟؟؟
وبما سأطرب الأمم؟
قل لي عن جماله يا قلم
وعن حدود ابتسامته وشفتيه والنغم

فالعين تعصرها الرؤى
والشوق يملؤه الألم
وقلبي يسكنه الصبر
والصبر بات من النعم

قل لي ماذا سأكتب يا قلم؟
وأنا ساهرةٌ لم انم
أجثو ببركان المحبة اغتلي جوف الحمم
لكنني مهما أعاني
لست اشعر بالندم
فأنا فداءُ حبيبي
والحب خيرٌ وليس هم


أحبه فهو... رمز القيم
وعيونه أسقطت رؤية الهمم
وأبطلت سحر العيون
فأوجدتني من عدم
أحبه وأحبه رغم المصاعب والألم

كيف لا...
والحب فيه سكن وارتسم
وعلى شفاهه العشق انخلق وانسجم
وعلى جبينه خرائط الحب تصطدم
كيف لا ونظراته كعقدٍ تلألأ وانتظم
هَمسُهُ يُشجي من في أذنه يشكو الصمم
وبدفء يديه الحضن عاش وانعدم

سأحبه فهو القصائد والقوافي والنغم
وعلى مشارف عينيه القلم وقف ولم ينم
أخال نفسي طائراً محلقاً فوق القمم
ومخلوقاً رجّت له الأرض وهامت به الأمم
وأخال نفسي كوكباً...الشمس له تبتسم


فرحماك يا رب...
هل سيوفيه ما قد يكتب القلم؟
فقل لي يا قلم
ويا من بت صديقي دوماً قبل ان انم
كيف أجده؟

أرنو له وكأنني طفلةٌ تشتاق لحضنٍ او رضيعةٌ لم تنفطم
فكيف لا... وان أحببتهُ من شعره الفضي حتى اصبع القدم

فلمَ أشكوك يا عمري؟
فالقلب قرر ان لا ينم
والعقل بات مشردأ
ولمَ أشكوك يا دهر؟
فأيامك اصبحت ندم


فيا حبيب...
هيا قم ولا تنم
ولا تهجر العمر الذي ابعد عنك كل هم
فكن لي حبيباً فالحب نعمةٌ وليس من النقم
ولا تدعني أودّعك بالدموع فوق جدائل الوهم
ولا تقتل خيوط الشمس وترتكب أقسى ظلم
فما في جعبتي سوى أنت والهوى والحلم


فيا سيدي...عفوك أني مشتاقةٌ
وغداً....
سآتي في قبضة الليل المسعور
استرحم نظرة أهدابك لتنادي على القلم

فقل لي يا قلم
عن بلده وقلبه ومسيرة القدم
فهل سيعود لهذا الحصن يستلم؟
أيحن شوقاً لأنوار الحرم؟
فما كان صوتك يا حبيبي يكتم
فدربك هو درب الكلم
وبالبكاء لا يرد المقدام أي ألم

فقل لي يا قلم
كيف سأرسم هذا المبسم؟
كيف سأرسمه؟؟ وأنا جئتكم مشتاقةٌ ابتسم
أهربُ من الكلمات ومن الزحم
لالتقط صورتك يا علم


فقل لي يا قلم
ماذا سأخبر الأمم؟
وأين سأرسم صورتك وقصيدتي
وانا مذعورة بحبال الوهم اعتصم
وعلى صلابتي وقف العلم
ومن عطائي هنا ينتهي الكرم
فلا تقسى عليّ يا قلم
ودلني الى طريقه وصورته والنغم


ولكن...
كيف سأرسمه؟
وقد سُرق القلم
ورحلت أوراقي
و دفنت الواني
وانا ساهرةٌ لم انم

#عبلة_درويش (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات