أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - الى شاعرة -الخطاب الرابع-















المزيد.....

الى شاعرة -الخطاب الرابع-


طارق العربي

الحوار المتمدن-العدد: 2025 - 2007 / 9 / 1 - 11:11
المحور: الادب والفن
    


"
لتشفى من حالة عشقية ، يلزمك رفاة حب ، لا تمثالا لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق ، مصرا على ذياك البريق الذي انخطفت به يوما ، يلزمك قبر و رخام وشجاعة لدفن من كان اقرب الناس اليك ، انت من يتأمل جثة حب في طور التعفن ، لا تحتفظ بحب ميت في براد الذاكرة ..اكتب ... لمثل هذا خلقت الروايات .؟" "أحلام مستغانمي "

يا امرأة الثلج ...

وحدها الكتابة ورطتني فيك ، ومنحتك القدرة للتحول إلى عطر يعبر حقائب ذاكرتي

التي ملأتها بك ..فكيف لي أن أشفى منك ..!،

أنا الجائع أمام حقولك / المرتبك في حضورك / الوافد إليك ابحث عن رائحتي وجذوري وعن مدينتي المنفى ، أنا الهارب من خيمة المخيم التي ما زالت تعيش بي ، ومن محطات التشرد واللجوء جئتك من زمن الرفض ، هاربا من زماني رافضا الموت والحصار رافضا الهزيمة والاستسلام ، رافضا تعليب نفسي في مصطلحات العصر ورافضا الصمت ،صمتك الذي أمسى يخيم على كل شيء في مدينتي

ربما أحاول ألان مداهمة صمتك واقتناص فرصة ألامساك بك مرة أخرى على ورق ..

يا امرأة من وهم وخيال

ومن جنون أيضا

راقصيني ههنا ..

وارتدي الأسود العاري لي

لا كون بعدها قصيد

في حضرتك يتبعثر

أحبيني ههنا

ودعيني أجوب وحدتك

ازرعها بالزعتر

..... ..... .....
..... ..... .....

"يــــــــا

أيها الـ (وحيدة)
أنا مثلكِ . .
وحدي أجوبُ وحدتي

وحدي أجوب ببندقيتي
مرة ً
أخرى
و أخرى
و أخيرة

قبل موتي


..... ..... .....
..... ..... .....


وحدي ....

أنا في انتظارك

منفا ووطنا

وقصيدة

أنا في انتظارك

يا من بقوس قزح كنت وعدتني

وما حظيت إلا بنارك



"ها إني أتأملك جثة وطن بين يدي ، وجثة حب في طور التعفن بين يديك " واقترف باسم الحب خطيئة اخرى من أبشع اخطائي ... مقررا حزم أمتعة أبجديتي و حقائب الذاكرة المخدرة بدمعي و عطرك.. متوهما مرة اخرى بأن الكتابة ستنجب لي حتما ، وطنا من حب يتميز بسهولة حمله و نصبه أينما حللت .. أعلق على جدرانه كل ما حملته من صراخ وحرمان على أغصان شجرة العائلة , واثقا بقدرتي على إبقاء النوافذ مشرعة بوجهك.... لأمنع تجولك في أروقتي الداخلية ,, فحبك الذي اقتحم على الباب .. لن يخرج إلا من نافذة مواربة... تماما كجبنك الموارب.. وحبك المرتبك!

ها أنا اكتشف أني اكتشفك والوطن من جديد ...وأتساءل كم يحتاج المرء لفصل الحب والوطن عن الذاكرة ، "الأديبة الصغيرة مايا ابو الحيات " في روايتها حبات السكر" هل قراتي الرواية ...! لا أظن فمن عادات النساء الجلوس خمس ساعات أمام المرآة ولا يجلسن دقيقتين بين دفتي كتاب...لا يتعبن أنفسهن في قراءة كتاب ..تماما مثلما لا تتعبين نفسك في التفكير ولو للحظة بذلك الشاعر الذي يستحيل رمادا لمجرد التفكير في لهيبك !

" قالت إن الذاكرة مصيدة بل "مصيدة الرجال" ، اجل الذاكرة مصيدة ، فنحن نبقى نحوم حول ذاكرتنا كأننا ننصب لأنفسنا "الشراك " / ونحن نحتال على أنفسنا حين نعتقد أننا نسينا ، لنفاجأ فيها تعود من جديد تحوم فوق تخومنا ، لتوقعنا في شراكها ،كل شيء قد يتلاشى ولا يبقى إلا خربشات امرأة نحبها على صفحاتنا ..على مقاعد الدراسة " قلب حب أول .. والحرف الأول من "اسمي واسمك " ، كل شيء يهرب من ثقوب الذاكرة الا هروبي من حصة اللغة الإنجليزية في الجامعة لأدخن أعقاب السجائر معك على ارصفة الحلم والورق ، وربما الخربشات التي كنت أضيفها على جدران القاعات " أنا لك ِ...أنا لكِ ...أنا لكِ"

كل شيء يتلاشى حتى اسمينا ولا يبقى إلا ما كنا نسترقه بلذة من أعين الرب والناس، إلا ذلك الحجر الأول الذي هويت به دورية للاحتلال في الانتفاضة الأولى ، كانت تقف قرب المدرسة ، لأضرب يومها كما لم يضربني أبي من جنود الاحتلال ومن مدير المدرسة ، كل شيء يتلاشى صديقتي الا الجنازة الاولى التي اخرج بها مودعا لصديق اسمه " محمد" ، الا المرة الاولى التي تحتضنين فيه جثة رفيق عمر وكأنك تحتضنين الوطن الهارب منك ، والحلم الشارد إلى أزقة الضياع والمنفى .

أحاول ,أن استعيد ذاكرة تلك الخيبة , أن ألملم شتات حبري .. و أكتب الشوق و الحسرة التي تركها الفقد خلفه ..وربما أحاول أن أحفر في ذاكرة القاتل ذنب القتل وان أثقب قلبه برصاصة الفقد التي أصابني بها ..لكني لا أستطيع ، أنا عاجز جدا حتى عن إتيان جملة واحدة تخبرك عن وجع الفقد ....!
" أنت يا حنيني .. أنا " التي سرقت مني الزمان و الفرحة متعمدة ومتواطئة مع قدري ..تراك تدركين معنى الفقد ، الفقد هو ان تُتركي للمنفى ، للضياع ..للمدى ان يتركك الأصدقاء والوطن ورائحة أمك خلفهم ..ويمشون للأفق البعيد

أن تجدي نفسك بلا وطن وبلا أصدقاء وعلى بعد من الشهقات الأخيرة لصديق كان يوما ما... رفيق حلم ..

أنت يا شهقة الموت الأخير ...ويا أجمل أنت

أحاول عبثا ترك مفردات " الوطن الأصدقاء ، الحب ، وأنت " خلفي وأشفى منك ومنهم ..لكن اويشفى عشق بخنجر الفقد محفور..!

كيف حدث أن احببتك وتوهمت انك حيفا " من منكما حيفا أأنت حيفا أم حيفا أنت"

ذات جنون حب سألتك ....و قلت

_حيفا أنا وأنا حيفا

وعدتي إلي تقبليني حينها بجنون الأنثى المجنونة

_" أحب ملحك فهو ممزوج بالبارود وحيفا "



يا امرأة الذاكرة الندية ويا امرأة "البرتقال والاحتلال"



ها أنا ألوذ إليك في المساء من تشردي الصباحي ، واكتب من جديد فصلا عاشرا وربما الفصل الألف من قصة وطن استحال وصار لعنة وأمسى عشقا ، ها إني إمامك أمد ذراعي لاحتضانك وليس أطبقها الا على الهواء ..ها أنا ذلك العاشق المتيم الذي فصل لك من اللغة علب ماكياج وأدوات زينة تتزينين فيها !، ووطنا تهربين إليه من وجه الحقيقة القبيح ، وثوبا يجعلك تتصببين عرقا من الدفء

لأبقى انا خاليا من كل الأشياء إلا الوحدة ارتجف من البرد ، افصل لنفسي كفنا من الأبجدية يليق في حضورك، أتنفس موتي ، كما يفعل العشاق في ليلة حب ، أدخنك على الورق ، حرفا ، حرفا وكلمة كلمة وزاوية زاوية ....متورعا عليه بمحيطات الوهم أنا، يا صديقتي و يا عمر العمر فكيف عساني...أن أشفى منك وبين أنيابك أنت أشلائي!...يتبع



#طارق_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مجنونة الى مجنون ليلى - أيمن صفوان-
- اعترافات رجل لا يجيد الاعتراف
- وجهك ...الشمس وجهك
- حصار شقي الظل
- سفر الغيوم
- وشاء الهوى
- أ،ا ..أنا عليك خائفة
- بئسا لكم
- انتساب
- وكل الشعر -روى -
- ضياع بين ضفتين
- وماذا تراها فعلت بالحب فرنسا
- : مُحَرَّمٌ عَلَيّ العِصْيَانُ
- سام يا شام
- مُحَرَّمٌ عَلَيّ العِصْيَانُ
- وكل الشعر روى
- جرح في رحم الوطن
- بطاقة هوية : المنفى
- ت ع ا ل ي ... إلى لغتي ! الى اسماء عزايزة
- مرة اخرى الى دمشق


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - الى شاعرة -الخطاب الرابع-