مفيد دويكات
الحوار المتمدن-العدد: 2024 - 2007 / 8 / 31 - 07:18
المحور:
الادب والفن
1
أرتبك ألشرطي ولم يصدق عينيه
فالسائق المتوقف بسيارته امامه
كان يسير عكس اتجاه حركة المرور
وبسرعة مجنونة
مخالفا كل القوانين والأعراف
ويجلس ألآن خلف مقوده بهدوء
كأنما لم يفعل أي شيء مريب
فأحتار ماذا يفعل امامه
المشكلة انه قائد شرطة المدينة0
مسؤوله ألأول والأخير
في النهاية
أدى له التحية العسكرية
بكل احترام
2
في ألأنتفاضة ألأولى00فقدت يدي اليمنى
وأحد ألأصدقاء
في ألأنتفاضة ألثانية00فقدت رجلي اليسرى
وما أملك
وكل ألأصدقاء
في ألأنتفاضة الثالثة00انا متأكد بانني
حتما سأفقد نفسي0
3
يوم افتتح المحافظ اول شارة ضوئية
في مدينتنا00 وألقى كلمة معبرة
حيث قال ألآن نبدأ مشوار التقدم
ألآن بدأنا طريق الخروج من القرون الوسطى
كانوا في بلاد بعيدة
اهلها كفار
يحتفلون بأزالة آخر شارة ضوئية عندهم
لأنها لم تعد ضرورية
4
كثيرا ما تساءلت في سري00
وحتى ألآن لم يقل لي أحد، لا ألأب
ولا ألأم، ولا ألجد، ولا عم ولا خال،
لماذا سموني "نصر" وأنا مولود
ثلاثة أشهر من بعد سقوط فلسطين
امام هذا، اطل على مستوى التفكير
لديهم في ذلك العام
5
ما زلنا كما كنا منذ الف وخمسمئة عام
ندعو الى الصدق في الاقوال
ونمارس الكذب في الأفعال
نلعن الفواحش ومرتكبيها بالسنتنا
ونتمنى مع انفسنا لو نحصل عليها
ولو في المنام
نتغنى بالشجاعة والكرامة والفداء
وفي سرنا الله اعلم بما يدور
نقاتل في ألأغاني وألأشعار والآداب
وفي ساحات المواجهة نفر كالأرانب
نبحث عن جحور
نبحث عن المبررات
متى نتغير؟
تساءل الدكتور
فدوت القاعة بالتصفيق
6
في عاصمة نيجيريا
وذات مساء
توقف مذيع ألاخبار عن ألقراءة
ونظر في عيون المشاهدين
ثم نظر الى اوراق كانت مكومة امامه
رفعها بيديه ثم القى بها الى الطاولة
ونهض واقفا
وقال موجها حديثه الى أخوته المشاهدين
يؤسفني ايها السادة
لا استطيع مواصلة قراءة هذه ألأكاذيب
التي تسمى اخبارا
7
أستدعانا الجيش للتجنيد ألأجباري
كنا خمسة شبان
اجروا لنا الفحوص الصحية الروتينية
فثبت انني لا اصلح لأنني بعين واحدة
هذا ما كتب في التقرير
دهش اصحابي واتهموا الفاحص بالغباء
لم يدر في خلدهم ان دينارا كاملا دخل
جيب الرجل
#مفيد_دويكات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟